عدد زوار المنتدى
.: عدد زوار المنتدى :.
< SPAN>
المواضيع الأخيرة
لن ننساكم
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 50 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 50 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 689 بتاريخ الجمعة 21 يونيو 2013, 9:15 pm
رحلة في الفن التشكيلي الفلسطيني
+2
الوتر الحزين
عائدة الى حيفا
6 مشترك
شبكة بيت الذاكرة الفلسطينية :: .:: المنتدى الطلابي والادبي الثقافي ::. :: وحدة الفن التشكيلي الفلسطيني
صفحة 1 من اصل 1
رحلة في الفن التشكيلي الفلسطيني
رحلة في الفن التشكيلي الفلسطيني
لا يمكن أن نتجاهل ما للفن من دور في الدفاع عن القضية الفلسطينية وقد شارك فيها المبدعون بأقلامهم شعرا ورواية وقصة ولوحات .. لقد كان لفعل القصيدة في إغاظة العدو مادفع العدو لمصادرة قصائد محمود درويش وتوفيق زياد وسميح القاسم وغسان كنفاني وفدوى طوقان ومعين بسيسو وغيرهم واعتقال بعضهم ومصادرة دواوينه وكان للقصيدة والرواية الدور التحريضي على النضال والثورة ماجعل العدو يقوم باغتيال الشاعر والاديب والفنان غسان كنفاني
وكان لاغاني الثورة التي استمدت كلماتها من قصائد سميح القاسم ومحمود درويش وتوفيق زياد الدور الهام في نشر ثقافة الثورة والنضال وبعث الامل في نفوس الامة بأسرها واذكر يوما حينما قال توفيق زياد في احد لقاءاته : انني لم استخدم يوما سلاحا ولا سكينا في مواجهة العدو الصهيوني ولكني اشعر ان قصائدي لها من الفعل مايجعل العدو يخافها اكثر من البندقة ومن القنبلة .
يتضح حجم التأثير للأدب والفن في نصرة القضية والكفاح المسلح وهو يقف جنبا إلى جنب مع السلاح
ونتذكر ناجي العلي بكريكاتيراته وبشخصية حنظله وما أحدثه من قلق وألم للعدو دفعه لاغتياله ولم يتوقف الكثير من التشكيليين من رسم القضية والمآسي التي يعيشها الشعب الفلسطيني موثقين بها كل لحظة عاشها هؤلاء في الملاجئ وفي الحروب، لهذا أصبح للفن التشكيلي دوره وتأثيره في هذا الزمن الذي لم يعد هناك بد من استخدم كل سبل الدفاع لتحرير الأرض المحتلة،
وقد تعرض العديد من الفنانين التشكيليين للاعتقال ومصادرة اللوحات مثل الفنان كامل مغني فقد حُكم عليه بالسجن لمدة عامين، وقاموا بنسف منزله وتلفيق التهم له على أنها صلة بحركات المقاومة الفلسطينية.
أما سليمان منصور فقد استُدعي من قِبل الجيش الإسرائيلي لاستجوابه ووضعه تحت المراقبة وصُودرت لوحاته.
أما فتحي الجبين من غزة فتم سجنه، لمدة سبعة أشهر لتميزه باستعمال ألوان العلم الفلسطيني في جميع مواضيع لوحاته الفنية، وتم إغلاق معرضه الذي أقيم 1979 برام الله وصُودرت أعماله.
سنتناول في هذا الملف أعلام الفن التشكيلي الفلسطيني اللذين تركوا تراثا خالدا من الأعمال التي واكبت القضية الفلسطينية في كافة مراحلها وعبرت تعبيرا صادقا عن محنة الشعب الفلسطيني ورحلته من الاحتلال والتهجير من بيته ووطنه مرورا بحياة المخيمات والمنافي ثم ظهور الحركات المقاومة والكفاح المسلح مع بداية السبعينات ومن ثم مواكبة اللوحة والعمل التشكيلي بكل تصنيفاته للنضال الثوري الفلسطيني وشرح ابعاد القضية الفلسطينية على مستوى العالم
شهدت الساحة الفنية التشكيلية الفلسطينية أسماء وقامات عملاقة من الفنانين التشكيليين سنتوقف عندهم نتابع سيرهم الذاتية في مجال الفن التشكيلي وستكون بدايتنا اليوم مع احد واهم الفنانين التشكيليين الفلسطينيين والمؤسس الفعلي للفن التشكيلي الفلسطيني بروح النضال والوعي الوطني والقومي الذي سادته ونعني بذلك الفنان إسماعيل شموط رحمه الله .. وسيكون لنا كل يوم وقفة مع واحد من هؤلاء الفنانين التشكيليين بما يثري موضوعنا القدس عاصمة للثقافة العربية
الفنان التشكيلي إسماعيل شموط
يعتبر الفنان التشكيلي إسماعيل شموط (1930 - 2006) أحد أبرز رواد الفن التشكيلي الفلسطيني، وأحد شخصياته الهامة ويراه البعض مؤسس حركة الفن التشكيلي الفلسطيني فقد كان من مؤسسي قسم الفنون في منظمة التحرير الفلسطينية كما شغل منصبي الأمين عام لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطيني والأمين عام لاتحاد الفنانين التشكيليين العرب، حاصل على درع الثورة للفنون والآداب وعلى وسام القدس وعلى جائزة فلسطين للفنون وجوائز عربية ودولية عديدة.
إلى أين
اسماعيل شموط فنان عايش تلك المنعطفات الخطيرة فى حياة الشعب الفلسطيني. أعطاه الله موهبة فذة، ورغبة جادة، فسخرها مند طفولته للتعبير عن هموم شعبه. وشخص الجور الكبير المنقطع النظير، فى تاريخ البشرية الذى وقع على هذه الأمة، فراح يلتقط لب القضية ويصدم بها المتلقين الذين هم ثلاثة أصناف حيال لوحاته:
اولا أبناءالمحنة .. ثانيا المعتدون .. وثالثا المحايدون.
فابن المحنة يرى فى أعمال الفنان نفسه ومصيره، فلا يملك إلا أن ينحاز إلى خيار المقاومة، إذ يحكى عن احد معارضه الأولى فى غزة أن بعض الزوار صدموا عندما وجدوا أنفسهم مجسدين فى لوحاته، فانهار بعضهم بالبكاء، لأنهم لمسوا مصيرهم فى لوحاته.
أما الصنف الثانى الذى هو المعتدى فكم تغضبه لوحات هذا الفنان الصارخة بالإدانة والاستنكار والاستهجان والاحتقار المرفوعة فى وجه المحتل. فلا غرابة أن نرى جنودا إسرائيليين سنة 1967 يطلقون النار على لوحتين من لوحات الفنان، كانتا معلقتان على جدار داخل مكتب الجامعة العربية بالقدس الشرقية عند اقتحامهم له! اللوحة الأولى كانت تحمل عنوان: ربيع فلسطين ، والثانية : النكبة . وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على نجاح هذا الفنان فى إيصال رسالته السامية، ولظى فرشته النارية، إلى أفئدة المحتلين.
أما الصنف الأخير فهو صنف المحايدين، الذين ملأت مجالهم الدعاية الصهيونية المزيفة للحقائق، فجاءت لوحات فناننا لإزالة الغشاوة عن أبصارهم، ووصل التعبير الصادق إلى أفئدتهم وعقولهم، فلم يترددوا فى التعاطف مع هذا الشعب المنكوب والشهادة بأنه فعلا صاحب قضية عادلة ورسالة نبيلة.
هذا هو الفنان المقتدر شموط المولود فى بلدة اللد سنة 1930. فقد خرج إلى الوجود فى ظرف عصيب ليجد نفسه وسط هول المأساة؛ صرخات المظلومين والمنكوبين، ودماء الشهداء والجرحى تملأ سمعه وبصره، مثل مذبحة دير ياسين وإعلان قيام دولة المعتدين.. وهو طفل صغير شرد مع من شردوا وهجر مع من هجروا. ويكفى أن نذكر انه أثناء هجرة التيه والضياع فى الصحراء عند طرد الصهاينة لسكان بلدة اللد مسقط رأس الفنان، شهد أهوالا وكوارث لا يمكن أن تمحى من ذاكرة غضة طرية لطفل مرهف الحس متوقد الذكاء، حيث مات أخوه الأصغر الذى كان يبلغ من العمر ثلاث سنوات فى الصحراء عطشا أمام عينيه عند طردهم من مدينتهم إلى مخيم خان يونس!
فلا غرابة إن رأينا الفنان يجسد تلك المأساة فى عدة لوحات عنون بعضها بكلمة: عطش ؛ ولتأتى عشرات اللوحات ناطقة بما عاناه شعبه ممثلا فى معاناته الشخصية.
لكن هذا الفنان أوتى من سحر الخطوط والألوان ما جعل ريشته تنفث حمم النيران فى وجه الاحتلال والعدوان. فكان ما سمى بفن النكبة الذى يعتبر فناننا رائده الأول؛ وتلك مرحلة امتد من 1948 إلى 1965؛ كما اعتاد النقاد وبعض الفنانين الفلسطينيين على وصفها بأنها مرحلة قوية شكلت للفنانين الذين أتوا بعدها أرضية صلبة لينطلقوا منها إلى آفاق أرحب، حاملين معهم قضيتهم.
سنرجع
يرى اسماعيل شموط أن "هناك أشياء كثيرة في الحياة تستحق ان ترسم ونعبر عنها ونقدمها بحلة جميلة للمتلقي، الحياة جميلة ويجب ان نعيشها ويجب ان نخلص من اجلها .. يقول اسماعيل شموط : منذ طفولتي كنت عاشقا للرسم والألوان، وبدأت التعرف على اللوحة في مدينتي "اللد" وهي مسقط رأسي، لقد كنت ارسم بالألوان الزيتية، اما احترافي للفن فكان عندما هُجّرنا إلى قطاع غزة وتحديدا الإقامة في خان يونس، حيث عشت في مخيم للاجئين ثلاث سنوات، ثم سافرت إلى مصر لدراسات الرسم في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة. البداية كانت صعبة، لأنه لم يكن لدي أيّ دخل، ولم يكن مسموحا لدارسي الفنّ الحصول على منحة دراسية، لذلك عملت في مرسم للإعلانات، فكنت ادرس وأعمل في الوقت نفسه، ومن هناك كانت الانطلاقة.
عندما كنت أدرس في كلية الفنون الجميلة كان لرسم "الموديل" الذي يجلس أمامي، رجلاً كان أو امرأة أو طفل، يتحول على سطح لوحتي إلى موضوع فلسطيني، بمأساته وزيّه وتعبير وجهه، هذه الأشياء لفتت أنظار أساتذتي، فعندما سألون قلت لهم: أنني عشت أحداث النكبة الفلسطينية بكل أبعادها
أول معرض أقمت كان مدينة غزة في العام 1953، وعرضت فيه عدد كبير من اللوحات التي كنت قد أنجزتها في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وكان منها لوحة "إلى أين" و "جرعة ماء" و"بداية المأساة" وغيرها. فأقبل الناس عليه إقبالا كبيرة. وهذا المعرض هو أول معرض يقيمه فنان تشكيلي فلسطيني في فلسطين.
بعد هذا المعرض شعرت بالمسؤولية تجاه الفنّ وتجاه اللوحة الفنية القادرة على تحريك مشاعر الناس، فأهل غزة اتوا من أجل ان يشاهدوا معرضاً للوحات يقام في غزّة، فتفاعلوا معه بشكل ملفت للنظر، وهذا أثّر فيّ كثيرا وحدد مسار حياتي كلها.
بعد ذلك أقمت معرضي الثاني في القاهرة، الذي شاركتني فيه تمام الزميلة في ذلك الوقت وزوجتي الآن، ورعاه وافتتحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. ثم سافرت إلى روما والتحقت بأكاديمية الفنون الجميلة لإكمال الدراسة، التي أنهيتها أوائل العام 1957.
بعد ذلك انتقلت للعيش في بيروت وعملت في مجال رسم أغلفة الكتب، والصحف والمجلات ما بين 1957-1964.
عندما يكون المبدع معنيّ بالتعبير عن قضية ما، كقضية فلسطين، يبذل كل جهده حتى يعبر عنها بأعلى مستوى يستطيعه من الفنّ، ليصبح فنـّّه هو الذي يحمل القضية، وليست القضية هي التي تحمل فنـّّه، فمن هنا كان يجب ان أظل على إطلاع دائم على مسارات الحركات الفنية في العالم ومثابرا على العمل والإنتاج لأبقى في مستوى فني يحمل القضية.
هناك من يعتقدون أنني لا ارسم إلا المآسي عن القضية الفلسطينية. ولكن الحقيقة أن أكثر من نصف لوحاتي تعبر عن "الفرح الفلسطيني" المنتظر أو الذي كان في الماضي. أيضا عندما أعجب بمنظر طبيعيّ اعبر عنه في لوحتي، باقة من الزهور، امرأة جميلة، شخصية طريفة، شخصية مهمة في التاريخ.
الالتزام لست التزام العمل الفني، بل الالتزام هو التزام الفنان أو المبدع لفكر معين، فعندما يكون هناك فنان مؤمن بقضاياه الكبير والصغيرة، أي شيء يرسمه ويعبر عنه يصبح عملا ملتزما" وأي عمل فنيّ جيد يكون ورآئه فنان ملتزم أو مبدع ملتزم.
منذ الصبا كانت تغريني حقول فلسطين المزدانة بالأزهار، ولا يمكن ان أنساها، وعبرت عنها في كثير من لوحاتي. وخاصة في لوحة "الجدارية" التي أنجزت عام 1997 واسمها "الربيع الذي كان"، هي ذكرياتي عن فلسطين الجميلة التي اذكرها صبيا، فهناك أشياء كثيرة في الحياة تستحق ان ترسم وان نعبر عنها ونقدمها بحلة جميلة للمتلقي، الحياة جميلة ويجب ان نعيشها ويجب ان نخلص من اجلها، فالشعب الفلسطيني الذي يناضل منذ سنين طويلة. من اجل ماذا يناضل؟ أليس هذا النضال هو تعبيرا عن حبّ للحياة، وعن حبّ وتمسّك بهذه الحياة بكل أشكالها، الجميلة والغير جميلة. الإنسان الفلسطيني تفوق على المعاناة التي يعيشها لأنه يحب الحياة، ونحن نحب الحياة، وهناك أشيئا كثير نحبها وتستحق ان نعيش من اجلها.
لا يمكني التخلى عن فلسطين، فلسطين المعاناة وفلسطين الفرح. طرح عليّ سوأل ذات يوم منذ سنوات قليلة:"ما هو مشروعك القادم؟ قلت: "إن اتخلص من الموضوع الفلسطيني" وليس المقصود بهذا ان أتخلى عن الموضوع الفلسطيني، فهو يعشش فيّ وفي كل جوارحي ووجداني، لكني قصدت أن تصبح المأساة الفلسطينية، بكل آلامها وتطلعات شعبها وفرحها مصدراً منفتحا على قضايا الإنسان في كل مكان، وأن أرسم الجمال في كل شيء، في فلسطين وفي اي مكان على وجه هذه البسيطة وفي سبيل الحياة بشكل عام.
نترككم مع بعض لوحاته
يتبع
لا يمكن أن نتجاهل ما للفن من دور في الدفاع عن القضية الفلسطينية وقد شارك فيها المبدعون بأقلامهم شعرا ورواية وقصة ولوحات .. لقد كان لفعل القصيدة في إغاظة العدو مادفع العدو لمصادرة قصائد محمود درويش وتوفيق زياد وسميح القاسم وغسان كنفاني وفدوى طوقان ومعين بسيسو وغيرهم واعتقال بعضهم ومصادرة دواوينه وكان للقصيدة والرواية الدور التحريضي على النضال والثورة ماجعل العدو يقوم باغتيال الشاعر والاديب والفنان غسان كنفاني
وكان لاغاني الثورة التي استمدت كلماتها من قصائد سميح القاسم ومحمود درويش وتوفيق زياد الدور الهام في نشر ثقافة الثورة والنضال وبعث الامل في نفوس الامة بأسرها واذكر يوما حينما قال توفيق زياد في احد لقاءاته : انني لم استخدم يوما سلاحا ولا سكينا في مواجهة العدو الصهيوني ولكني اشعر ان قصائدي لها من الفعل مايجعل العدو يخافها اكثر من البندقة ومن القنبلة .
يتضح حجم التأثير للأدب والفن في نصرة القضية والكفاح المسلح وهو يقف جنبا إلى جنب مع السلاح
ونتذكر ناجي العلي بكريكاتيراته وبشخصية حنظله وما أحدثه من قلق وألم للعدو دفعه لاغتياله ولم يتوقف الكثير من التشكيليين من رسم القضية والمآسي التي يعيشها الشعب الفلسطيني موثقين بها كل لحظة عاشها هؤلاء في الملاجئ وفي الحروب، لهذا أصبح للفن التشكيلي دوره وتأثيره في هذا الزمن الذي لم يعد هناك بد من استخدم كل سبل الدفاع لتحرير الأرض المحتلة،
وقد تعرض العديد من الفنانين التشكيليين للاعتقال ومصادرة اللوحات مثل الفنان كامل مغني فقد حُكم عليه بالسجن لمدة عامين، وقاموا بنسف منزله وتلفيق التهم له على أنها صلة بحركات المقاومة الفلسطينية.
أما سليمان منصور فقد استُدعي من قِبل الجيش الإسرائيلي لاستجوابه ووضعه تحت المراقبة وصُودرت لوحاته.
أما فتحي الجبين من غزة فتم سجنه، لمدة سبعة أشهر لتميزه باستعمال ألوان العلم الفلسطيني في جميع مواضيع لوحاته الفنية، وتم إغلاق معرضه الذي أقيم 1979 برام الله وصُودرت أعماله.
سنتناول في هذا الملف أعلام الفن التشكيلي الفلسطيني اللذين تركوا تراثا خالدا من الأعمال التي واكبت القضية الفلسطينية في كافة مراحلها وعبرت تعبيرا صادقا عن محنة الشعب الفلسطيني ورحلته من الاحتلال والتهجير من بيته ووطنه مرورا بحياة المخيمات والمنافي ثم ظهور الحركات المقاومة والكفاح المسلح مع بداية السبعينات ومن ثم مواكبة اللوحة والعمل التشكيلي بكل تصنيفاته للنضال الثوري الفلسطيني وشرح ابعاد القضية الفلسطينية على مستوى العالم
شهدت الساحة الفنية التشكيلية الفلسطينية أسماء وقامات عملاقة من الفنانين التشكيليين سنتوقف عندهم نتابع سيرهم الذاتية في مجال الفن التشكيلي وستكون بدايتنا اليوم مع احد واهم الفنانين التشكيليين الفلسطينيين والمؤسس الفعلي للفن التشكيلي الفلسطيني بروح النضال والوعي الوطني والقومي الذي سادته ونعني بذلك الفنان إسماعيل شموط رحمه الله .. وسيكون لنا كل يوم وقفة مع واحد من هؤلاء الفنانين التشكيليين بما يثري موضوعنا القدس عاصمة للثقافة العربية
الفنان التشكيلي إسماعيل شموط
يعتبر الفنان التشكيلي إسماعيل شموط (1930 - 2006) أحد أبرز رواد الفن التشكيلي الفلسطيني، وأحد شخصياته الهامة ويراه البعض مؤسس حركة الفن التشكيلي الفلسطيني فقد كان من مؤسسي قسم الفنون في منظمة التحرير الفلسطينية كما شغل منصبي الأمين عام لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطيني والأمين عام لاتحاد الفنانين التشكيليين العرب، حاصل على درع الثورة للفنون والآداب وعلى وسام القدس وعلى جائزة فلسطين للفنون وجوائز عربية ودولية عديدة.
إلى أين
اسماعيل شموط فنان عايش تلك المنعطفات الخطيرة فى حياة الشعب الفلسطيني. أعطاه الله موهبة فذة، ورغبة جادة، فسخرها مند طفولته للتعبير عن هموم شعبه. وشخص الجور الكبير المنقطع النظير، فى تاريخ البشرية الذى وقع على هذه الأمة، فراح يلتقط لب القضية ويصدم بها المتلقين الذين هم ثلاثة أصناف حيال لوحاته:
اولا أبناءالمحنة .. ثانيا المعتدون .. وثالثا المحايدون.
فابن المحنة يرى فى أعمال الفنان نفسه ومصيره، فلا يملك إلا أن ينحاز إلى خيار المقاومة، إذ يحكى عن احد معارضه الأولى فى غزة أن بعض الزوار صدموا عندما وجدوا أنفسهم مجسدين فى لوحاته، فانهار بعضهم بالبكاء، لأنهم لمسوا مصيرهم فى لوحاته.
أما الصنف الثانى الذى هو المعتدى فكم تغضبه لوحات هذا الفنان الصارخة بالإدانة والاستنكار والاستهجان والاحتقار المرفوعة فى وجه المحتل. فلا غرابة أن نرى جنودا إسرائيليين سنة 1967 يطلقون النار على لوحتين من لوحات الفنان، كانتا معلقتان على جدار داخل مكتب الجامعة العربية بالقدس الشرقية عند اقتحامهم له! اللوحة الأولى كانت تحمل عنوان: ربيع فلسطين ، والثانية : النكبة . وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على نجاح هذا الفنان فى إيصال رسالته السامية، ولظى فرشته النارية، إلى أفئدة المحتلين.
أما الصنف الأخير فهو صنف المحايدين، الذين ملأت مجالهم الدعاية الصهيونية المزيفة للحقائق، فجاءت لوحات فناننا لإزالة الغشاوة عن أبصارهم، ووصل التعبير الصادق إلى أفئدتهم وعقولهم، فلم يترددوا فى التعاطف مع هذا الشعب المنكوب والشهادة بأنه فعلا صاحب قضية عادلة ورسالة نبيلة.
هذا هو الفنان المقتدر شموط المولود فى بلدة اللد سنة 1930. فقد خرج إلى الوجود فى ظرف عصيب ليجد نفسه وسط هول المأساة؛ صرخات المظلومين والمنكوبين، ودماء الشهداء والجرحى تملأ سمعه وبصره، مثل مذبحة دير ياسين وإعلان قيام دولة المعتدين.. وهو طفل صغير شرد مع من شردوا وهجر مع من هجروا. ويكفى أن نذكر انه أثناء هجرة التيه والضياع فى الصحراء عند طرد الصهاينة لسكان بلدة اللد مسقط رأس الفنان، شهد أهوالا وكوارث لا يمكن أن تمحى من ذاكرة غضة طرية لطفل مرهف الحس متوقد الذكاء، حيث مات أخوه الأصغر الذى كان يبلغ من العمر ثلاث سنوات فى الصحراء عطشا أمام عينيه عند طردهم من مدينتهم إلى مخيم خان يونس!
فلا غرابة إن رأينا الفنان يجسد تلك المأساة فى عدة لوحات عنون بعضها بكلمة: عطش ؛ ولتأتى عشرات اللوحات ناطقة بما عاناه شعبه ممثلا فى معاناته الشخصية.
لكن هذا الفنان أوتى من سحر الخطوط والألوان ما جعل ريشته تنفث حمم النيران فى وجه الاحتلال والعدوان. فكان ما سمى بفن النكبة الذى يعتبر فناننا رائده الأول؛ وتلك مرحلة امتد من 1948 إلى 1965؛ كما اعتاد النقاد وبعض الفنانين الفلسطينيين على وصفها بأنها مرحلة قوية شكلت للفنانين الذين أتوا بعدها أرضية صلبة لينطلقوا منها إلى آفاق أرحب، حاملين معهم قضيتهم.
سنرجع
يرى اسماعيل شموط أن "هناك أشياء كثيرة في الحياة تستحق ان ترسم ونعبر عنها ونقدمها بحلة جميلة للمتلقي، الحياة جميلة ويجب ان نعيشها ويجب ان نخلص من اجلها .. يقول اسماعيل شموط : منذ طفولتي كنت عاشقا للرسم والألوان، وبدأت التعرف على اللوحة في مدينتي "اللد" وهي مسقط رأسي، لقد كنت ارسم بالألوان الزيتية، اما احترافي للفن فكان عندما هُجّرنا إلى قطاع غزة وتحديدا الإقامة في خان يونس، حيث عشت في مخيم للاجئين ثلاث سنوات، ثم سافرت إلى مصر لدراسات الرسم في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة. البداية كانت صعبة، لأنه لم يكن لدي أيّ دخل، ولم يكن مسموحا لدارسي الفنّ الحصول على منحة دراسية، لذلك عملت في مرسم للإعلانات، فكنت ادرس وأعمل في الوقت نفسه، ومن هناك كانت الانطلاقة.
عندما كنت أدرس في كلية الفنون الجميلة كان لرسم "الموديل" الذي يجلس أمامي، رجلاً كان أو امرأة أو طفل، يتحول على سطح لوحتي إلى موضوع فلسطيني، بمأساته وزيّه وتعبير وجهه، هذه الأشياء لفتت أنظار أساتذتي، فعندما سألون قلت لهم: أنني عشت أحداث النكبة الفلسطينية بكل أبعادها
أول معرض أقمت كان مدينة غزة في العام 1953، وعرضت فيه عدد كبير من اللوحات التي كنت قد أنجزتها في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وكان منها لوحة "إلى أين" و "جرعة ماء" و"بداية المأساة" وغيرها. فأقبل الناس عليه إقبالا كبيرة. وهذا المعرض هو أول معرض يقيمه فنان تشكيلي فلسطيني في فلسطين.
بعد هذا المعرض شعرت بالمسؤولية تجاه الفنّ وتجاه اللوحة الفنية القادرة على تحريك مشاعر الناس، فأهل غزة اتوا من أجل ان يشاهدوا معرضاً للوحات يقام في غزّة، فتفاعلوا معه بشكل ملفت للنظر، وهذا أثّر فيّ كثيرا وحدد مسار حياتي كلها.
بعد ذلك أقمت معرضي الثاني في القاهرة، الذي شاركتني فيه تمام الزميلة في ذلك الوقت وزوجتي الآن، ورعاه وافتتحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. ثم سافرت إلى روما والتحقت بأكاديمية الفنون الجميلة لإكمال الدراسة، التي أنهيتها أوائل العام 1957.
بعد ذلك انتقلت للعيش في بيروت وعملت في مجال رسم أغلفة الكتب، والصحف والمجلات ما بين 1957-1964.
عندما يكون المبدع معنيّ بالتعبير عن قضية ما، كقضية فلسطين، يبذل كل جهده حتى يعبر عنها بأعلى مستوى يستطيعه من الفنّ، ليصبح فنـّّه هو الذي يحمل القضية، وليست القضية هي التي تحمل فنـّّه، فمن هنا كان يجب ان أظل على إطلاع دائم على مسارات الحركات الفنية في العالم ومثابرا على العمل والإنتاج لأبقى في مستوى فني يحمل القضية.
هناك من يعتقدون أنني لا ارسم إلا المآسي عن القضية الفلسطينية. ولكن الحقيقة أن أكثر من نصف لوحاتي تعبر عن "الفرح الفلسطيني" المنتظر أو الذي كان في الماضي. أيضا عندما أعجب بمنظر طبيعيّ اعبر عنه في لوحتي، باقة من الزهور، امرأة جميلة، شخصية طريفة، شخصية مهمة في التاريخ.
الالتزام لست التزام العمل الفني، بل الالتزام هو التزام الفنان أو المبدع لفكر معين، فعندما يكون هناك فنان مؤمن بقضاياه الكبير والصغيرة، أي شيء يرسمه ويعبر عنه يصبح عملا ملتزما" وأي عمل فنيّ جيد يكون ورآئه فنان ملتزم أو مبدع ملتزم.
منذ الصبا كانت تغريني حقول فلسطين المزدانة بالأزهار، ولا يمكن ان أنساها، وعبرت عنها في كثير من لوحاتي. وخاصة في لوحة "الجدارية" التي أنجزت عام 1997 واسمها "الربيع الذي كان"، هي ذكرياتي عن فلسطين الجميلة التي اذكرها صبيا، فهناك أشياء كثيرة في الحياة تستحق ان ترسم وان نعبر عنها ونقدمها بحلة جميلة للمتلقي، الحياة جميلة ويجب ان نعيشها ويجب ان نخلص من اجلها، فالشعب الفلسطيني الذي يناضل منذ سنين طويلة. من اجل ماذا يناضل؟ أليس هذا النضال هو تعبيرا عن حبّ للحياة، وعن حبّ وتمسّك بهذه الحياة بكل أشكالها، الجميلة والغير جميلة. الإنسان الفلسطيني تفوق على المعاناة التي يعيشها لأنه يحب الحياة، ونحن نحب الحياة، وهناك أشيئا كثير نحبها وتستحق ان نعيش من اجلها.
لا يمكني التخلى عن فلسطين، فلسطين المعاناة وفلسطين الفرح. طرح عليّ سوأل ذات يوم منذ سنوات قليلة:"ما هو مشروعك القادم؟ قلت: "إن اتخلص من الموضوع الفلسطيني" وليس المقصود بهذا ان أتخلى عن الموضوع الفلسطيني، فهو يعشش فيّ وفي كل جوارحي ووجداني، لكني قصدت أن تصبح المأساة الفلسطينية، بكل آلامها وتطلعات شعبها وفرحها مصدراً منفتحا على قضايا الإنسان في كل مكان، وأن أرسم الجمال في كل شيء، في فلسطين وفي اي مكان على وجه هذه البسيطة وفي سبيل الحياة بشكل عام.
نترككم مع بعض لوحاته
يتبع
عائدة الى حيفا- الإدارة
- عدد المساهمات : 1246
الرصيد : 1948
أعجبني : 1
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 52
رقم العضوية : 7
رد: رحلة في الفن التشكيلي الفلسطيني
يسلمووو ايديكي عائده الى حيفا
الوتر الحزين- مشرف
- عدد المساهمات : 573
الرصيد : 611
أعجبني : 2
تاريخ التسجيل : 24/08/2010
العمر : 36
رقم العضوية : 47
رد: رحلة في الفن التشكيلي الفلسطيني
كتير أسعدني مرورك عم بتنور صفحاتي
عائدة الى حيفا- الإدارة
- عدد المساهمات : 1246
الرصيد : 1948
أعجبني : 1
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 52
رقم العضوية : 7
رد: رحلة في الفن التشكيلي الفلسطيني
وأضيف رحلة الفنانان محمد الركوعي وزهدي العدوي في سجن عسقلان والمعاناة المريرة خلف القضبان
أشكرك عائدة وإن شاء الله عائدة الى حيفا قريبا
أشكرك عائدة وإن شاء الله عائدة الى حيفا قريبا
رامي السعيد- الأمين العام لمؤسسة بيت الذاكرة الفلسطينية
- عدد المساهمات : 687
الرصيد : 851
أعجبني : 1
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
رقم العضوية : 2
الأمين العام
لمؤسسة
بيت الذاكرة الفلسطينية
رد: رحلة في الفن التشكيلي الفلسطيني
يسلموو اديكي رسوماته رووعه
دائما مواضيعك مميزه متلك
دائما مواضيعك مميزه متلك
عاشقه فلسطين- الإدارة
- عدد المساهمات : 3160
الرصيد : 4000
أعجبني : 10
تاريخ التسجيل : 17/08/2010
العمر : 29
العمل/الترفيه : طــــــــــالبه
رقم العضوية : 24
رد: رحلة في الفن التشكيلي الفلسطيني
شكرالمروركم
عائدة الى حيفا- الإدارة
- عدد المساهمات : 1246
الرصيد : 1948
أعجبني : 1
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 52
رقم العضوية : 7
رد: رحلة في الفن التشكيلي الفلسطيني
يسلموايديكي
موضوع بجنننننننننننن
ومشكووووووووووووووووره
موضوع بجنننننننننننن
ومشكووووووووووووووووره
عاشقة عكا- عضونشيط
- عدد المساهمات : 53
الرصيد : 59
أعجبني : 0
تاريخ التسجيل : 13/08/2010
العمر : 33
رقم العضوية : 19
رد: رحلة في الفن التشكيلي الفلسطيني
رحلة راااائعة
يسلمووو كتير
يعطيكي الف عافية يا رب
طرحتي فابدعتي
تقبلي مروري
يسلمووو كتير
يعطيكي الف عافية يا رب
طرحتي فابدعتي
تقبلي مروري
ورود الحياه- عضوVIP
- عدد المساهمات : 5770
الرصيد : 7462
أعجبني : 26
تاريخ التسجيل : 18/08/2010
العمر : 30
العمل/الترفيه : طالبه
رقم العضوية : 27
مواضيع مماثلة
» جمعية رؤيا تفتتح معرض الفن التشكيلي بالعيزرية
» الفن الفلسطيني
» الفن المعماري الفلسطيني
» الفنان التشكيلي الفلسطيني (نصر عبد العزيز)
» الفنان التشكيلي الفلسطيني" علي سعيد الأضم"
» الفن الفلسطيني
» الفن المعماري الفلسطيني
» الفنان التشكيلي الفلسطيني (نصر عبد العزيز)
» الفنان التشكيلي الفلسطيني" علي سعيد الأضم"
شبكة بيت الذاكرة الفلسطينية :: .:: المنتدى الطلابي والادبي الثقافي ::. :: وحدة الفن التشكيلي الفلسطيني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 15 مايو 2016, 8:53 pm من طرف قلوب دافئه
» لماذا عُرج برسول الله من المسجد الأقصى ولم يُعرج به من المسجد الحرام
الأربعاء 16 مارس 2016, 12:33 am من طرف قلوب دافئه
» الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأحد 20 ديسمبر 2015, 1:06 am من طرف قلوب دافئه
» ضرب الأطفال
الأربعاء 25 نوفمبر 2015, 9:03 am من طرف قلوب دافئه
» الأدب فى رياض الصالحين
الإثنين 19 أكتوبر 2015, 11:13 am من طرف قلوب دافئه
» الصبر والأمانة باب القرب والعطاء
السبت 12 سبتمبر 2015, 3:54 pm من طرف قلوب دافئه
» إصلاح وتربية المجتمع بإصلاح قلوب أهله
الإثنين 17 أغسطس 2015, 11:23 pm من طرف قلوب دافئه
» احكام الفدية على المريض فى رمضان ومتى تجب عليه
الأحد 21 يونيو 2015, 12:04 am من طرف قلوب دافئه
» رؤية هلال رمضان
الإثنين 08 يونيو 2015, 4:46 pm من طرف قلوب دافئه
» ولم يك رب العرش فوق سمائه تنزّة عن كيف وعن برهان
الثلاثاء 02 يونيو 2015, 12:02 pm من طرف المحب لفلسطين
» لماذا عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى ولم يعرج به من المسجد الحرام
الثلاثاء 26 مايو 2015, 10:05 am من طرف قلوب دافئه
» لماذا طلب داعى اليهود والنصارى وإبليس نظره من رسول الله فى الإسراء والمعراج
السبت 16 مايو 2015, 8:27 am من طرف قلوب دافئه
» لماذا اختص الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالإسراء والمعراج دون باقى الأنبياء
الإثنين 04 مايو 2015, 6:26 am من طرف قلوب دافئه
» تحميل كتاب إشراقات الإسراء
الخميس 16 أبريل 2015, 12:30 am من طرف قلوب دافئه
» اختبار الغضب
الأحد 29 مارس 2015, 1:50 pm من طرف قلوب دافئه