الكيان الصهيوني و ليست اسرائيل

من طرف **مصطفى** الخميس 13 يناير 2011, 10:02 pm

الكيان الصهيوني وليست اسرائيل
بفلم مصطفى
يسري في هذه الأيام لغط كبير في معظم وسائل الإعلام العربية و العالمية و لدى كثير من الكتاب و المفكرين و العلماء الدين الإسلامي حول تسمية الكيان الصهيوني ب (اسرائيل وجموع المستوطنين الصهاينة في فلسطين ببنو اسرائيل مما ينعكس سلباً على ثقافة مجتمعنا العربي الإسلامي ويشوه وعي الأجيال القادمة
إذا أردنا أن نبحث و بتجرد عن أصل التسمية (اسرائيل ) ولماذا يطلقها البعض على هذا التجمع الاستيطاني الاستعماري العدواني الصهيوني في فلسطين 0 ويتعاطى معها البعض الآخر كأمر واقع لوجدنا الكثير من المغالطات و الافتراءات على التاريخ و الدين و المجتمع العربي الإسلامي وحضارته الممتدة عبر مئات السنين0 وهنا نحدد النقاط التالية :

أولاً: اسرائيل هي تعبير يدل على قبيلة عربية تنسب إلى سيدنا يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم عليهم السلام و على سلالته من بعده ( سيدنا يوسف و الأسباط ومن ثم سيدنا موسى وسيدنا عيسى وداوود و سليمان ) 0حيث أن سيدنا يعقوب كان يسمى اسرائيل وهي كلمة مؤلفة من مقطعين ( أسر وتعني عبد و أيل و تعني الله ) 0 وهذه القبيلة نتيجة الصراعات و الحروب ذابت في محيطها العربي ولم يعد لها كيانها الخاص 0
وكان هذا الانتماء ليس انتماءً دينياً بمعنى أن اسرائيل ليست ديانة بل سلالة أسرية ونسب تربطها علاقات اجتماعية0 و اليهود كسائر القبائل العربية الأخرى التي ذابت واندمجت في مجتمعات أخرى بعد أن شكل البعض منها حضارات رائدة عبر التاريخ كعاد و ثمود ومعين و حمير وغيرها0

ثانياً : هل يهود العالم اليوم هم من تلك السلالة ( أي ينتمون إلى بني اسرائيل نسباً ) أم أنهم أقوام لهم هويات وبلدان مختلفة يدينون باليهودية فقط0
يهود العلم اليوم وخاصة الغربيين هم شعوب أصولها شرق آسيوية هاجرت إلى منطقة القرم في روسيا حاليا وشكلت مملكة سميت مملكة الخزر التي اعتنق سكانها اليهودية في عهد ابن عباد في الأندلس ثم دمرت هذه المملكة وتشرد سكانها في جميع أنحاء أوربا على أيدي القياصرة الروس ومن هناك تو إلى فلسطين عبر مزاعم و إغراءات الحركة الصهيونية في نهاية القرن التاسع عشر بحق اليهود في إقامة دولتهم القوميةعلى أرض الميعاد أرض فلسطين وذلك من خلال المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في مدينة بال في سويسرا
أما اليهود العرب فهم ينتمون أصلاً إلى العروبة وكانوا يعيشون في ظل الدولة العربية الإسلامية كمواطنين لهم ما للآخرين من حقوق وعليهم ما على الآخرين من واجبات0
ثالثاً : القرآن الكريم لم يخاطب يهود المدينة المنورة ومن يدين باليهودية من العرب ببني اسرائيل 0 بل خاطبهم كأصحاب كتاب و أصحاب ديانة سماوية لأنهم في الأصل قبائل عربة اعتنقت الديانة اليهودية كما اعتنقت بعض القبائل العربية الأخرى المسيحية (تغلب )
وعندما تحدث القرآن الكريم من بني اسرائيل كان الحديث في القصص التاريخي القديم الذي يستوحى منه الدروس و العبر 0
فليس كل يهودي ينتمي قومياً لبني اسرائيل لأن الانتماء لليهودية هو انتماء لدين و عقيدة بينما الانتماء لبني اسرائيل هو انتماء إلى أصل قومي ح كما هو الانتماء للعروبة و الاسلام0
رابعاً : ان الربط بين اليهود الآن و بين بني اسرائيل هو إجحاف بحق التاريخ و الدين ولا يجوز أن نطلق لفظ اسرائيل على هذا الكيان الصهيوني المصطنع في فلسطين لأن هذا كان من مبررات الصهيونية العالمية لجذب يهود العالم إلى فلسطين كما أنه يعطيهم حقاً تاريخياً و دينياً فيها 0واذا سلمنا لهم بأنهم ينتمون إلى بني اسرائيل فإننا نسلم بحقهم في فلسطين فهي الأرض التي وعدهم الله فيها في القرآن الكريم (يا بني اسرائيل ادخلوا الأرض المقدسة التي باركنا لكم ) 0وبأنهم شعب الله المختار (يابني اسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم و إني فضلتكم علي العالمين )0
خامساً : هناك بعض علماء المسلمين يصرون في خطابهم على تسمية الكيان الصهيوني ب (اسرائيل لاعتقادهم بأن هذا يحقق نبوءوة القرآن الكريم في سورة الإسراء وذلك في قوله تعالى (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علو تتبيرا )0
ولكني راجعت معظم التفاسير المعتمدة فوجدتها تتحدث عن أحدث وقعت لبني اسرائيل وانتهت قبل ظهور دعوة سيدا محمد (ص) 0 وأوجه الخطاب إلى علماء الأمة ليدققا في هذا الموضوع 0 وكذلك نبي الأمة محمد (ص) لم يتعامل مع اليهود على أساس أنهم بنو اسرائيل بل تعاطى معهم كأصحاب كتاب أي كدين 0
سادساً : المسيح عليه السلام من بني اسرائيل وقد بعث فيهم فلماذا لا يطالب المسيحيون اليوم بفلسطين
كإرث قومي
باعتبار أنهم ينتتمون إلى بني اسرائيل كما يزعم اليهود اليوم 0
الموضوع قابل للنقاش و الاغناء لاعتقادي بأن هذا سيؤسس أما لثقافة تضلل شعوبنا ومجتمعاتنا وتشوه تاريخنا باسم الواقعية 0 أو نؤسس لثقافة تراعي حق الأجيال القادمة بهذه الأرض 0ثقافة مقاومة تعتمد على مفاهيم صحيحة للصراع مع هذا الكيان مقاومة تطرد الاحتلال و تكنس مفاهيمه و أباطيله التي أصبحنا نرددها دون وعي لمخاطرها على حاضر و مستقبل الأمة0