عدد زوار المنتدى
.: عدد زوار المنتدى :.
< SPAN>
المواضيع الأخيرة
لن ننساكم
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 49 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 49 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 689 بتاريخ الجمعة 21 يونيو 2013, 9:15 pm
بنت المخيم .. سعدية
2 مشترك
شبكة بيت الذاكرة الفلسطينية :: .:: المنتدى الطلابي والادبي الثقافي ::. :: القسم الأدبي والثقافي :: همس القوافي - شعر وشعراء
صفحة 1 من اصل 1
بنت المخيم .. سعدية
لا أعلم إن كانت رواية أو واقعة حقيقية ولكني أجزم أنها حتى ولو كانت رواية فإنها من الخيال الفلسطيني المقاوم
للكاتب طلعت سقيرق أترككم مع ما أحببت أن تمروا عليه
بنت المخيم ....سعدية
يا سيدي أنت لا تعرف سعدية كما أعرفها ويعرفها أهل المخيم.. البنت سعدية الطويلة السمراء لم تكن في العشرين كما نقلت وكالات الأنباء.. ولم تكن عنيفة صاخبة ميالة إلى "الشيطنة" كما طاب لهم أن يقولوا.. كذلك لم تعشق ابن الجيران منذ أيام الطفولة كما قال أصحاب الرأي هنا وهناك.. سعدية هذه أبسط بكثير من كل التعاريف، وأكبر بكثير من الكلمات والجمل والخطب.. إنها بنت المخيم.. وربما لا تستطيع أن تفهم ما معنى بنت المخيم..
يا سيدي عندما بدأت الانتفاضة.. كانت سعدية لا تخرج من البيت إلا قليلاً.. وبصراحة فقد كانت ـ أقصد سعدية ـ انطوائية إلى حدّ ما.. وسعدية هذه لم تدرس كثيراً، ولكنها كانت تجيد القراءة والكتابة، وإلقاء الشعر.. وعندما يطيب لها أن تخرج من البيت ـأقصد سعدية يا سيدي ـ كانت تدور في الشوارع وحيدة وكأنها تبحث عن شيء ما.. والانتفاضة لم تبدل سعدية ولم تغيرها.. هل كان الأمر لا يعنيها.. لا أظن.. ولكنها سعدية.. سعدية التي فاجأت الجميع فيما بعد..
يا سيدي كان ذلك اليوم يوماً مشهوداً.. كأنّ البيوت كانت تمشي وتركض وتقاتل.. جنود الاحتلال كانوا حائرين ضائعين لاهثين.. الحجارة تسقط من السماء، وتنبع من الأرض وتنصب من كل الجهات.. عدد الشهداء يزداد ساعة بعد ساعة.. الجرحى في كل مكان.. أما الاعتقال فحدّث ولا حرج.. يومها كانت سعدية في المقدمة.. وفي كل مكان.. هل صارت سعدية أكثر بكثير من بنت واحدة.. صدقني إذا قلت لك ربما.. كلنا كنا نرى سعدية وهي تقاتل.. تحمل الشهداء أو الجرحى.. تركض.. تضرب.. ترفع العلم.. تسقط.. ثم تضحك وتقوم لتقاتل من جديد.. أصبحت أسطورة، أو ما يشبه الأسطورة.. وأخيراً تجمعت في صورة واحدة لا يمكن أن تنسى على مر الأيام.. صورة غريبة جميلة رائعة.. وكان ذلك اليوم مستمراً..
أحد جنود الاحتلال أمسك العلم الفلسطيني ورماه على الأرض، واقترب منه ليدوس عليه.. فجأة نبتت سعدية ورفعت العلم وضمته إلى صدرها.. لطمها الجندي وشدّ العلم.. لطمته سعدية وشدّت بكل ما لديها من قوة على العلم.. هاجمها.. هاجمته.. ضربها.. ضربته.. اجتمع عدة جنود وأخذوا يضربون سعدية.. أحدهم استطاع أن يأخذ العلم من بين يديها.. ركضت سعدية وبكل قوتها دفعت الجندي وألقته على الأرض.. أمسكت رقبته وأخذت تضغط.. تجمع الجنود وتكاثروا كالذئاب.. ولكن كل ما في الأرض من قوة تجمع في سعدية.. الجندي أخذ يتخبط.. ترك العلم.. سعدية أخذت العلم وخطت خطوات.. انهال الرصاص.. لا أحد يعلم كم كان عدد الرصاصات التي اخترقت جسدها.. للحظة أو للحظات توقف كل شيء.. ساد هدوء غريب لم يعرفه ذلك اليوم بطوله وعرضه. خطت سعدية خطوات أخرى.. لم يصدق جنود الاحتلال أعينهم.. انهال الرصاص بغزارة.. وأبى جسد سعدية أن ينطوي.. رفعت العلم المخضب بدمها وزغردت.. ثم انحنت.. لوهلة ظن الجميع أنها ستسقط.. لكنها تناولت حجراً وقذفته.. ثم تقدمت.. جنود الاحتلال تراجعوا وقد ركبهم الذهول. سعدية رفعت يدها فرفرف العلم.. وبقيت هكذا إلى حين..
يا سيدي يفترض أن تصل قصة سعدية هنا إلى النهاية.. ولكن أهل المخيم يصرّون على أن سعدية لم تمت.. بعضهم يقول أنها ذهبت لتقاتل الاحتلال في مخيم آخر.. وبعضهم يؤكد أنها مازالت في المخيم الذي عاشت وكبرت فيه.. والجميع متفقون على أنها لم تمت.. وربما أقسم البعض أنها مازالت تركض في المخيم وتضرب جنود الاحتلال بالحجارة..
للكاتب طلعت سقيرق أترككم مع ما أحببت أن تمروا عليه
بنت المخيم ....سعدية
يا سيدي أنت لا تعرف سعدية كما أعرفها ويعرفها أهل المخيم.. البنت سعدية الطويلة السمراء لم تكن في العشرين كما نقلت وكالات الأنباء.. ولم تكن عنيفة صاخبة ميالة إلى "الشيطنة" كما طاب لهم أن يقولوا.. كذلك لم تعشق ابن الجيران منذ أيام الطفولة كما قال أصحاب الرأي هنا وهناك.. سعدية هذه أبسط بكثير من كل التعاريف، وأكبر بكثير من الكلمات والجمل والخطب.. إنها بنت المخيم.. وربما لا تستطيع أن تفهم ما معنى بنت المخيم..
يا سيدي عندما بدأت الانتفاضة.. كانت سعدية لا تخرج من البيت إلا قليلاً.. وبصراحة فقد كانت ـ أقصد سعدية ـ انطوائية إلى حدّ ما.. وسعدية هذه لم تدرس كثيراً، ولكنها كانت تجيد القراءة والكتابة، وإلقاء الشعر.. وعندما يطيب لها أن تخرج من البيت ـأقصد سعدية يا سيدي ـ كانت تدور في الشوارع وحيدة وكأنها تبحث عن شيء ما.. والانتفاضة لم تبدل سعدية ولم تغيرها.. هل كان الأمر لا يعنيها.. لا أظن.. ولكنها سعدية.. سعدية التي فاجأت الجميع فيما بعد..
يا سيدي كان ذلك اليوم يوماً مشهوداً.. كأنّ البيوت كانت تمشي وتركض وتقاتل.. جنود الاحتلال كانوا حائرين ضائعين لاهثين.. الحجارة تسقط من السماء، وتنبع من الأرض وتنصب من كل الجهات.. عدد الشهداء يزداد ساعة بعد ساعة.. الجرحى في كل مكان.. أما الاعتقال فحدّث ولا حرج.. يومها كانت سعدية في المقدمة.. وفي كل مكان.. هل صارت سعدية أكثر بكثير من بنت واحدة.. صدقني إذا قلت لك ربما.. كلنا كنا نرى سعدية وهي تقاتل.. تحمل الشهداء أو الجرحى.. تركض.. تضرب.. ترفع العلم.. تسقط.. ثم تضحك وتقوم لتقاتل من جديد.. أصبحت أسطورة، أو ما يشبه الأسطورة.. وأخيراً تجمعت في صورة واحدة لا يمكن أن تنسى على مر الأيام.. صورة غريبة جميلة رائعة.. وكان ذلك اليوم مستمراً..
أحد جنود الاحتلال أمسك العلم الفلسطيني ورماه على الأرض، واقترب منه ليدوس عليه.. فجأة نبتت سعدية ورفعت العلم وضمته إلى صدرها.. لطمها الجندي وشدّ العلم.. لطمته سعدية وشدّت بكل ما لديها من قوة على العلم.. هاجمها.. هاجمته.. ضربها.. ضربته.. اجتمع عدة جنود وأخذوا يضربون سعدية.. أحدهم استطاع أن يأخذ العلم من بين يديها.. ركضت سعدية وبكل قوتها دفعت الجندي وألقته على الأرض.. أمسكت رقبته وأخذت تضغط.. تجمع الجنود وتكاثروا كالذئاب.. ولكن كل ما في الأرض من قوة تجمع في سعدية.. الجندي أخذ يتخبط.. ترك العلم.. سعدية أخذت العلم وخطت خطوات.. انهال الرصاص.. لا أحد يعلم كم كان عدد الرصاصات التي اخترقت جسدها.. للحظة أو للحظات توقف كل شيء.. ساد هدوء غريب لم يعرفه ذلك اليوم بطوله وعرضه. خطت سعدية خطوات أخرى.. لم يصدق جنود الاحتلال أعينهم.. انهال الرصاص بغزارة.. وأبى جسد سعدية أن ينطوي.. رفعت العلم المخضب بدمها وزغردت.. ثم انحنت.. لوهلة ظن الجميع أنها ستسقط.. لكنها تناولت حجراً وقذفته.. ثم تقدمت.. جنود الاحتلال تراجعوا وقد ركبهم الذهول. سعدية رفعت يدها فرفرف العلم.. وبقيت هكذا إلى حين..
يا سيدي يفترض أن تصل قصة سعدية هنا إلى النهاية.. ولكن أهل المخيم يصرّون على أن سعدية لم تمت.. بعضهم يقول أنها ذهبت لتقاتل الاحتلال في مخيم آخر.. وبعضهم يؤكد أنها مازالت في المخيم الذي عاشت وكبرت فيه.. والجميع متفقون على أنها لم تمت.. وربما أقسم البعض أنها مازالت تركض في المخيم وتضرب جنود الاحتلال بالحجارة..
بنت المخيم- عضومتميز
- عدد المساهمات : 205
الرصيد : 315
أعجبني : 0
تاريخ التسجيل : 10/08/2010
العمر : 33
رقم العضوية : 9
رد: بنت المخيم .. سعدية
قصه مؤثره في فعل
ولا اعتقد انها خياليه
باركـ الله فيكي
دمتي بكل خير
ولا اعتقد انها خياليه
باركـ الله فيكي
دمتي بكل خير
عاشقه فلسطين- الإدارة
- عدد المساهمات : 3160
الرصيد : 4000
أعجبني : 10
تاريخ التسجيل : 17/08/2010
العمر : 29
العمل/الترفيه : طــــــــــالبه
رقم العضوية : 24
مواضيع مماثلة
» يا شباب المخيم ما رأيكم بالمشروع الذي يقام في المخيم مشرع الحديقة هل هو ممتاز ام سئ ام لا بأس به
» ماس كهرباء في أول المخيم
» ماس في خط الكهرباء في أول المخيم
» المخيم في الشعر الفلسطيني
» كلمات (( شوارع المخيم ))
» ماس كهرباء في أول المخيم
» ماس في خط الكهرباء في أول المخيم
» المخيم في الشعر الفلسطيني
» كلمات (( شوارع المخيم ))
شبكة بيت الذاكرة الفلسطينية :: .:: المنتدى الطلابي والادبي الثقافي ::. :: القسم الأدبي والثقافي :: همس القوافي - شعر وشعراء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 15 مايو 2016, 8:53 pm من طرف قلوب دافئه
» لماذا عُرج برسول الله من المسجد الأقصى ولم يُعرج به من المسجد الحرام
الأربعاء 16 مارس 2016, 12:33 am من طرف قلوب دافئه
» الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأحد 20 ديسمبر 2015, 1:06 am من طرف قلوب دافئه
» ضرب الأطفال
الأربعاء 25 نوفمبر 2015, 9:03 am من طرف قلوب دافئه
» الأدب فى رياض الصالحين
الإثنين 19 أكتوبر 2015, 11:13 am من طرف قلوب دافئه
» الصبر والأمانة باب القرب والعطاء
السبت 12 سبتمبر 2015, 3:54 pm من طرف قلوب دافئه
» إصلاح وتربية المجتمع بإصلاح قلوب أهله
الإثنين 17 أغسطس 2015, 11:23 pm من طرف قلوب دافئه
» احكام الفدية على المريض فى رمضان ومتى تجب عليه
الأحد 21 يونيو 2015, 12:04 am من طرف قلوب دافئه
» رؤية هلال رمضان
الإثنين 08 يونيو 2015, 4:46 pm من طرف قلوب دافئه
» ولم يك رب العرش فوق سمائه تنزّة عن كيف وعن برهان
الثلاثاء 02 يونيو 2015, 12:02 pm من طرف المحب لفلسطين
» لماذا عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى ولم يعرج به من المسجد الحرام
الثلاثاء 26 مايو 2015, 10:05 am من طرف قلوب دافئه
» لماذا طلب داعى اليهود والنصارى وإبليس نظره من رسول الله فى الإسراء والمعراج
السبت 16 مايو 2015, 8:27 am من طرف قلوب دافئه
» لماذا اختص الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالإسراء والمعراج دون باقى الأنبياء
الإثنين 04 مايو 2015, 6:26 am من طرف قلوب دافئه
» تحميل كتاب إشراقات الإسراء
الخميس 16 أبريل 2015, 12:30 am من طرف قلوب دافئه
» اختبار الغضب
الأحد 29 مارس 2015, 1:50 pm من طرف قلوب دافئه