عدد زوار المنتدى
.: عدد زوار المنتدى :.
< SPAN>
المواضيع الأخيرة
لن ننساكم
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 82 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 82 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 689 بتاريخ الجمعة 21 يونيو 2013, 9:15 pm
ثلث عدد المهاجرين إلى "إسرائيل" غير يهود
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ثلث عدد المهاجرين إلى "إسرائيل" غير يهود
ثلث عدد المهاجرين إلى "إسرائيل" غير يهود
أشرف سلفيتي/كاتب فلسطيني
المصدر البيان الإماراتية 25 كانون الأول (ديسمبر) 2002
«إن عظام (تيودور هرتزل) سترتجف في قبره في حال علم أن خمسين بالمئة من المهاجرين الذين قدموا للإقامة في الدولة اليهودية هم من غير اليهود».. وزير العمل الإسرائيلي الحالي شلومو بنعزري.
الكل يجمع على أنهم مئات الآلاف، ولكن لا أحد يعطيك إحصائية رسمية بأعدادهم الحقيقية. البعض يقول: إنهم قرابة الـ 30% من مجموع المهاجرين، والبعض الآخر يقول إنهم يشكلون 50% منهم وآخرون يؤكدون على أنهم 70%.
استقدمتهم "إسرائيل" لترص بهم بنيانها الديمغرافي الآخذ بالتناقص من عام لآخر... بينما هم فروا من بلادهم خشية الإملاق... طمعاً بالمال والثروة، وبحثاً عن ملاذ آمن يحتضنهم... فوجدوا عالماً آخر يصعب التأقلم معه... صدمهم الواقع المرير وغرر بهم سماسرة الهجرة فلا الثراء وجدوا ولا بالأمن نعموا ولا حتى الاحترام نالوا... فالمجتمع الإسرائيلي يحتقرهم وينظر إليهم على أنهم دون الآخرين.
وبين جنبات معادلة المصالح المتبادلة للدولة والمهاجرين ولد خوف اليهود الإسرائيليين وبخاصة المتدينون منهم من تغير الطابع اليهودي للدولة العبرية فأخذوا يبحثون عن أفضل السبل للخروج من هذه المعضلة... فالمسألة بالنسبة لهم هي أن نكون أو لا نكون.
يقول الكاتب جهاد حيدر: إن مفهوم الهجرة في الفكر اليهودي ـ الصهيوني يختلف عن المفهوم الاعتيادي للكلمة، فالهجرة في المشروع الصهيوني، المتمثل أساساً في إقامة الدولة اليهودية على أرض فلسطين، هي حركة سياسية أيديولوجية تخدم هذا المشروع، وهي عماد حيويته واستمراره وقوته. ومن هنا استخدمت الحركة الصهيونية كل الوسائل المتاحة لها في سبيل تعزيز الهجرة واستقدام اليهود من كل أرجاء العالم، بدءاً من التعبير اللغوي وما يعكسه من أبعاد ودلالات، مروراً بالمفهوم الديني والتاريخي وصولاً إلى البعد السياسي والأمني خاصة بعد قيام الدولة.
فيما يؤكد الباحث صالح لطفي من مركز الدراسات المعاصرة في "إسرائيل" على أن العامل الديمغرافي ونسبة السكان اليهود في الدولة العبرية مقابل نسبة الفلسطينيين في الداخل هو أحد أهم القضايا التي تقض مضاجع المؤسسة الإسرائيلية، وخصوصاً مع استمرار ارتفاع نسبة الفلسطينيين في الداخل إلى درجة تهدد الميزان الديمغرافي العام للدولة التي تخشى من فقدان أغلبيتها اليهودية.
وتشير الإحصائيات الرسمية الأخيرة إلى أن عدد السكان في "إسرائيل" بلغ في مطلع العام الحالي نحو 6.5 مليون شخص منهم 5.3 ملايين يهودي مقابل 1.2 مليون فلسطيني. وتبلغ نسبة السكان اليهود 81.1%، أما نسبة الفلسطينيين في الداخل فتبلغ 18.9%. ويستدل من المعطيات الرسمية لدائرة الإحصاء المركزية أن عدد سكان "إسرائيل" انخفض إذ بلغ معدل الزيادة الطبيعية في أوساط اليهود 1.9%مقارنة مع العام الماضي حيث بلغت هذه النسبة آنذاك 2.3%.
العودة ضد لهالخاه (الشريعة الحاخامية)
في الأعوام الأولى من قيام الدولة العبرية سن برلمانها ما يسمى بـ «قانون العودة» الذي يتيح لأي شخص في العالم يثبت أنه على صلة قربى وثيقة بيهودي ضمن مدة تغطي ثلاثة أجيال، يمكنه أن يصبح مواطناً في الدولة. لكن هذه السياسة تتعارض مع التعريف الحاخامي لليهودية، الذي يؤكد أن المولودين لأم يهودية هم فقط يهود، وذلك استناداً إلى «الهالخاه» أي الشريعة الحاخامية وتطبيقاتها.
وتؤكد إحدى الدراسات أن 20% من زيجات المهاجرين غير معترف بها لدى الحاخامية والقانون الديني هو الذي يحكم تسجيل المهاجرين لدى وزارة الداخلية، وهي حقيبة تشغلها تقليدياً أحزاب سياسية دينية. ولأسباب واضحة لا توجد إحصاءات رسمية بشأن أعداد المهاجرين غير اليهود. إما لأنهم تزوجوا من فرد من عائلة يهودي في طقس مدني «ليس هناك زواج مدني في إسرائيل»، وأما لأن يهوديتهم لا تتطابق مع المعايير الحاخامية «الأبناء لأب يهودي ولأم غير يهودية». ويقدر ذوو الخبرة من مسئولي الاستيعاب أن عد هؤلاء يشكل 30% من مجموع عدد المهاجرين.
وتقول المتحدثة باسم وزارة الداخلية الإسرائيلية (توفا الينسون) إنه خلال افتتاح مكتب جديد لوزارة الداخلية في الجليل تبين أن أكثر من ستين بالمئة من المهاجرين الـ 400 الذين تقدموا ليسوا من اليهود.
في تقرير نشره مركز الإحصاء المركزي بتاريخ 2/4/2001 حول أعداد المهاجرين إلى "إسرائيل" بين أنه منذ قيام الدولة بلغ 2.8 مليون مهاجر. وفي سنوات السبعين من القرن العشرين وصل معدل المهاجرين 35 ألفاً سنوياً فيما انخفض متوسط عدد المهاجرين في الثمانينيات إلى 15 ألفاً في السنة فقط.
وما أن انفرط عقد الاتحاد السوفييتي في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن العشرين حتى كانت موجة كبيرة من المهاجرين تتدفق نحو "إسرائيل" فقد وصل منذ العام 1990 أكثر من مليون مهاجر معظمهم من دول الاتحاد السوفييتي سابقاً. حيث شكلت سنة 1990 ذروة الهجرة إذ هاجر خلالها إلى "إسرائيل" 199.616 ألف إنسان. والعدد الأقل للمهاجرين، في العقد الماضي سجل في 1998 حيث هاجر إلى "إسرائيل" 56.730 ألف شخص. وخلال سنوات. ففي عام 1991 وصل عدد المهاجرين إلى 176.100 ألف. في سنوات 1992 ـ 1996 انخفض متوسط عدد المهاجرين في السنة إلى ما بين 70 ـ 80 ألفاً. وفي النصف الثاني من التسعينيات تراوح عدد المهاجرين السنوي بين 60 ـ 65 ألفاً.
والانخفاض الكبير جداً في عام 2000 شهده عدد المهاجرين من روسيا 19 ألفاً مقابل 31 ألفاً عام 1999 «انخفاض بـ 40 في المئة» و 85 في المئة من المهاجرين في عام 2000 هاجروا من الجمهوريات الأوروبية في الاتحاد السوفييتي سابقاً و 11 في المئة من المهاجرين هاجروا من الأجزاء الآسيوية للاتحاد السوفييتي. 20 في المئة من مهاجري العام الماضي كانوا من أبناء 14 سنة فأقل. 9.4 في المئة من المهاجرين كانوا أبناء 65 فأكثر. والنسبة بين المهاجرات والمهاجرين وصلت إلى 1.000 مقابل 873.
صعوبة التأقلم
تبدأ المشكلات التي يعاني منها المهاجرون الروس مع تسجيلهم باعتبارهم «روساً» لا «يهوداً» والزوج «الروسي» ليهودية أو الزوجة «الروسية» ليهودي يمكن أن يصبحا مواطنين تلقائياً «وهذا لا ينطبق على الأقرباء البالغين للشريك غير اليهودي».
و الطفل «القاصر» لأم غير يهودية يحصل على جميع تقديمات الدولة، كالرعاية الصحية المجانية إذا كانت الأم مسجلة في أحد البرامج الصحية في البلد، وكالتعليم المجاني. لكن مثل هؤلاء المواطنين لا يمكنه أن يتزوج إسرائيلية يهودية في "إسرائيل" حيث لا تزال الزيجات خاضعة للسلطات الدينية ـ كما لا يستطيع العمل في صناعة متصلة بالأمن.
وهذه أمور تزعج أولئك المهاجرين الذي اعتبروا أنفسهم دائما يهوداً. إن بعض المهاجرين الذكور يجري عمليات ختان متأخرة، لكن إذا لم يحدث تهويد جماعي، فإن هؤلاء المهاجرين وأبناءهم غير اليهود، أو غير المقبولين كيهود بموجب المعايير الأورثوذكسية، لن يستطيعوا، كما يبدو، بسبب أعدادهم الكبيرة، أن يتزوجوا من إسرائيليين آخرين في "إسرائيل" في ظل الترتيب الديني الحالي. وهذا قد يعجل بإقرار الزواج المدني.
وأخطر مظاهر الاستلاب لدى الشباب الروس، التي استلزمت الرعاية والمعالجة من علماء النفس والباحثين الاجتماعيين، هي حالات جنوح الأحداث وبغاء المراهقات بين المهاجرين. ومع أن التغطية الجدية في وسائط الإعلام ضعيفة فيما يتعلق بمشكلات المهاجرين، فإن وفاة شخص أو اثنين من المشردين المدمنين على الكحول، تصلح في نظر هذه أن تكون عنواناً رئيسياً، شأنها شأن مشاركة بضع عصابات من المهاجرين في نشاطات العالم السفلي في تل أبيب.
تقوية المعسكر العلماني
حينما بدأت موجة الهجرة اليهودية تتدفق على "إسرائيل" من الاتحاد السوفييتي ثم من جمهورياته على مدى العقد الأخير فإن المهاجرين الروس مثلوا إضافة عددية بالغة الأهمية للمعسكر العلماني في الدولة الصهيونية فهم يشكلون 20% من سكانها و15%من الناخبين فيها. وتصادف هذا تاريخياً مع صعود موجة التشدد الديني في "إسرائيل" وما صاحبها من اشتداد نفوذ الأحزاب الدينية ومن بينها حزب «شاس» الذي يمثل اليهود الشرقيين وكان طبيعياً أن تستقبل الأحزاب الدينية وبخاصة «شاس» المهاجرين «الروس» بقدر كبير من الحذر والتشكك الذي بدأ يتحول إلى نوع من العداء من جانب «شاس» بصورة خاصة.
وساعد على ذلك أن المحرك الأساسي لموجة الهجرة اليهودية الروسية الكبرى في التسعينات كان تدهور الأوضاع الاقتصادية في الاتحاد السوفييتي قبيل انهياره في ديسمبر 1991 ثم في جمهوريات الكومنولث. وكان طبيعياً أن تشمل هذه الموجة أعداداً كبيرة من الأزواج والزوجات غير اليهود الذين جاؤوا مع أسرهم إلى "إسرائيل" آملين في تحسين أوضاعهم الاقتصادية. واستفاد هؤلاء جميعاً من قانون الهجرة الذي يسمح أيضاً بقدوم أحفاد وأقارب بعيدين إذا استطاعوا أن يثبتوا أن لهم أقارب في "إسرائيل". ولم يكن هذا عسيراً على الكثيرين من أبناء شتى القوميات السوفييتية سابقاً. ورأت الأحزاب الدينية في كل ذلك تهديداً للطابع اليهودي للدولة.
ولأن حزب «شاس» كان يتولى وزارة الداخلية فقد بدأ يقيم العقبات في وجه حصول كثير من الروس على تصاريح الهجرة والإقامة والعمل... الخ، الأمر الذي أدى إلى نشوء عداوة مكتومة ـ لم تلبث أن أصبحت علنية ـ بين الحزب والمهاجرين الروس. كما بدأت الأحزاب الدينية تثير بصورة حادة قضية: من هو اليهودي؟ ومن الذي يملك صلاحية قبول اعتناق غير اليهود للديانة اليهودية.
ألسنا بشراً؟
تبلغ نسبة المهاجرين من أثيوبيا ما يزيد قليلاً عن 1% من مجموع سكان "إسرائيل" البالغ عددهم ستة ملايين، وقد وصل هؤلاء إليها هرباً من الفقر والحرب في بلادهم عبر موجتين كبيرتين الأولى: في أوائل الثمانينيات، والثانية منذ عقد مضى من الزمان عن طريق جسر جوي دعمته أميركا.
ويعيش الأثيوبيون في المناطق العشوائية الفقيرة ومعدلات البطالة ترتفع بينهم علاوة على أنهم يمثلون أكبر نسبة رسوب وفشل وتخلف عن التعليم بين أي مجموعة يهودية أخرى في "إسرائيل". فحوالي 26% من الشباب الأثيوبيين أما تم إسقاطهم من المدارس أو انهم لا يحضرون فصولهم التعليمية معظم الوقت، وهو الأمر الذي يثير مخاوف من أن الصعوبات التي يواجهها يهود الفلاشا في الوقت الحالي ربما تتحول إلى مشكلات مزمنة. وقد ارتفعت بينهم نسبة تعاطي المخدرات، بما في ذلك شم الغراء، وكذلك ارتفعت نسبة الأنشطة الإجرامية التي لم تكن معروفة بين الأثيوبيين قبل هجرتهم لـ"إسرائيل".
وتشير «الدائرة المركزية للإحصاء» الحكومية الإسرائيلية إلى أن نسبة الجريمة في أوساط المهاجرين إلى "إسرائيل" تشهد ازدياداً من سنة لأخرى. ففي سنة 1997 كان عدد الجرائم : 12905 ارتفع عام 1998 إلى 15772 وعام 1999 إلى 19623 وعام 2000 إلى 21797.
ولا تعترف جماعة «حاباد» وهي إحدى الجماعات اليهودية الدينية المتشددة ذات الوجود القوي في "إسرائيل" بيهودية المهاجرين الأثيوبيين، ولا تسمح بدخول أطفالهم إلى رياض الأطفال التي تديرها. وفي العام 1996 كشف النقاب عن قيام المستشفيات الإسرائيلية بالتخلص من الدم الذي تبرع به المهاجرون الأثيوبيون مما أدى قيامهم بمظاهرات صاخبة.
يقول أشير الياس -أحد أعضاء الجمعية الإسرائيلية ليهود أثيوبيا- في هذا الشأن: كانت تلك تبرعات لمساعدة الإسرائيليين الآخرين. بعض الأثيوبيين قال بعد هذا الأمر: ماذا تعتقدون: ألسنا نحن بشراً؟ ويضيف الياس بأنه لدى الأثيوبيين دوافع كثيرة لأن يصبحوا إسرائيليين، ولكنهم غير مقبولين، فهم يشعرون أنه يتم طردهم من الوظائف والتعليم لأنهم سود ولأن هناك تحاملاً ضدهم.
ويقول اشيت وهو مهاجر أثيوبي: في أثيوبيا، ينظر الأطفال إلى الأرض عندما يتحدث المدرس، على خلاف الأطفال الإسرائيليين الذين ينظرون إلى المدرس في عينيه عندما يتحدث.
ويضيف أنه بالنسبة للفلاشا، الذين كان 95% منهم مزارعين فإن عملية القفز إلى القرن الواحد والعشرين والوصول إلى العالم الأول في "إسرائيل" كانت أمراً هائلاً لدرجة يصعب عليهم فهمها. فيما لم يتورع رؤساء البلديات في "إسرائيل" عن حث الحكومة على إبعاد المهاجرين الأثيوبيين عن مدنهم.
ويحذر (يائير تسابان)، الذي كان يشغل منصب وزير الهجرة أثناء موجة الهجرة الثانية للفلاشا إلى "إسرائيل"، من أن الإسرائيليين يكونون صورة سلبية للأثيوبيين، فاستيعاب واحتواء الأثيوبيين يمكن أن يكون مصدر فخار للدولة، ولكن إذا ارتبط اسم المهاجرين الأثيوبيين بالجريمة والعنف في عقول الإسرائيليين، سيكون هناك إحساس بالغربة والتنافر.
نضوب
تشير معطيات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية المنشورة، في 15/4/2002، إلى انخفاض نسبة الزيادة في عدد سكان "إسرائيل" في سنة 2001 بنسبة 4% عن سنة 2000.
وتعزو الإحصائية الانخفاض إلى الهبوط في أعداد المهاجرين إلى "إسرائيل" خلال 2001 بنسبة 28% عن العام 2000 حيث بلغ عدد المهاجرين 43 ألفاً وهو أقل عدد من المهاجرين يصل إلى البلاد منذ عام 1990 مقابل 60 ألفاً في 2000 و77 ألفاً عام 1999. ويتبين من المعطيات أن الزيادة الطبيعية في عدد السكان اليهود، واصلت الانخفاض في عام 2002، جراء انخفاض عدد المهاجرين الجدد. ففي عام 2001 ازداد عدد السكان اليهود بنسبة 1.4% فقط. وفي نهاية عام 2001، شكل اليهود نسبة 77.2% من مجموع السكان، «مقابل 77.8% في العام الذي سبقه».
وقد كشفت صحيفة صنداي تلجراف البريطانية مؤخراً أن الحكومة الإسرائيلية تعتزم عرض حوافز جديدة للتغلب على الهبوط الحاد الذي يشهده معدل هجرة اليهود إلى "إسرائيل" نتيجة لاستمرار انتفاضة الأقصى وتصعيد المواجهة مع الفلسطينيين، علاوة على تأثير ذلك على مجمل الأوضاع الاقتصادية في "إسرائيل".
وتشير معطيات استطلاع السلام لشهر أيلول(سبتمبر) 2002 جرى بين 29 سبتمبر وأول أكتوبر، بمبادرة وإشراف من جامعة تل أبيب-أن أبناء الشرائح الشابة أفادوا بأنهم يفكرون بالهجرة من البلاد بصورة عملية. ففي أوساط أبناء الأعمار 18 ـ 29 يفكر 25% منهم بالهجرة.
وبتاريخ 4/11/2002 صادقت الحكومة الإسرائيلية على اقتراح يقضي بمنح المواطنة الإسرائيلية لكل أب أو أم من عائلات الجنود الإسرائيليين حتى وإن لم يستحقوا ذلك بناء على قانون "العودة" الإسرائيلي. والمقصود المهاجرين إلى "إسرائيل" ويوجد شك حول يهوديتهم.
وأقرت الحكومة كذلك اقتراحاً لنائب وزير الاستيعاب،يولياد شطاين، لتوسيع نطاق مستحقي «سلة الهجرة»، بحيث تضم جميع المهاجرين إلى "إسرائيل" بمن في ذلك المهاجرون من البلدان الغربية.
ويأتي هذا القرار لمواجهة ظاهرة الهجرة السلبية الحادة من "إسرائيل" وبهدف تشجيع هجرة اليهود إلى "إسرائيل". ومن المعروف أن حجم «سلة الهجرة» يصل إلى 40 ألف شاقل لكل عائلة بإضافة آلاف أخرى عن كل ولد في العائلة، وهذه الإضافة تشمل فقط المهاجرين من الدول المعرفة كدول «ضائقة» مثل أثيوبيا، دول الاتحاد السوفييتي السابق. وقد تم توسيع هذه الاستحقاقات في العام الماضي لتشمل كلاً من فرنسا ودول أمريكا الجنوبية، مع الإبقاء على معظم الدول الغربية خارج نطاق الاستحقاق.
في الوقت الذي ذكرت صحيفة موقد الأثيوبية المستقلة أن وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى قام بزيارة أثيوبيا مؤخراً لتفقد أحوال يهود الفلاشا الأثيوبيين الذين يستعدون للهجرة إلى الدولة اليهودية.
وأضافت الصحيفة أن الوفد رأسه (نتان شارنسكي) وزير الدولة في الحكومة الإسرائيلية قام بزيارة كل من أديس أبابا ومدينة جوندر التي تعتبر مركزاً لطائفة يهود الفلاشا مورا الأثيوبية ووعد الفلاشا بنقلهم إلى "إسرائيل" في أسرع وقت ممكن.
كانتونات
شكل المهاجرون الروس نوعاً من الجيب المعزول داخل "إسرائيل". فالثقافة الفرعية الروسية الضخمة «إذاعة، وتلفزة، وعشرات الصحف والمجلات» جعلت من الممكن للمهاجرين أن يعيشوا حياة موازية لحياة الإسرائيليين الناطقين بالعبرية، لكنها منفصلة عنها بالمعنى الثقافي. فالروس الذين يميلون إلى العيش معاً يعملون معاً في الغالب، وينتمون إلى مجموعات أدبية وثقافية تعتمد اللغة الروسية. وهم، في الغالب، لا يجدون حاجة أو حافزاً على دراسة أكثر من العبرية الأساسية. ويعرب المهاجر الروسي أليكس فيشمان عن نفور الروس من الطابع الشرقي للبلد، ومن فقدان شكليات التهذيب في السلوك اليومي للإسرائيليين . ويضيف إننا كروس غير قادرين حالياً على التمتع بالأدب العبري الحديث، الذي تعود أصوله، في معظمها، إلى الشعر والنثر اللذين كتبا في أوروبا الشرقية وفي روسيا بصورة خاصة.
وفي أية حال، ساهم وجود الكثيرين من الناطقين باللغة الييديشية بين الأجيال الكبيرة في السن من المهاجرين -كانت الييديشية في العهود السوفييتية القديمة مقبولة كلغة إثنية يهودية، ومستخدمة في مدارس اليهود في إحياء اللغة اليديشية.
أما عضو الجمعية الإسرائيلية ليهود أثيوبيا (اشير الياس) فيقول: إن العلاقة القوية بين الشباب الأثيوبيين وموسيقى الراب والريغاي تظهر أن الكثير منهم يبحثون عن هويات ثقافية غير إسرائيلية. ويضيف قائلاً: إنه في موسيقى الريغاي يقول المغني بوب مارلي: أثيوبيا هي قمة العالم، وهيلا سلاسي وعلم أثيوبيا هي الشيء الأساسي. إذن لمن سيستمع هؤلاء الأطفال؟ للفرق الإسرائيلية أم لبوب مارلي؟ وفي زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي أرييل شارون الأخيرة إلى روسيا وقف الجنرال السابق البالغ من العمر 72 عاماً أمام حشد في مدينة عفولا الروسية الفقيرة، ليعلن بلغة روسية ضعيفة بأن "إسرائيل هذه الدولة الصغيرة.. الجميلة.. الموهوبة والصعبة.. هي لنا.. لنا.. لنا".
أخذ شارون يحث الروس على الهجرة إلى "إسرائيل" معلنا حاجة الدول العبرية إلى مليون مهاجر جديد. غير أن الجواب جاءه عبر صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية على لسان الروس «شكراً لكم سنبقى في روسيا».
أشرف سلفيتي/كاتب فلسطيني
المصدر البيان الإماراتية 25 كانون الأول (ديسمبر) 2002
«إن عظام (تيودور هرتزل) سترتجف في قبره في حال علم أن خمسين بالمئة من المهاجرين الذين قدموا للإقامة في الدولة اليهودية هم من غير اليهود».. وزير العمل الإسرائيلي الحالي شلومو بنعزري.
الكل يجمع على أنهم مئات الآلاف، ولكن لا أحد يعطيك إحصائية رسمية بأعدادهم الحقيقية. البعض يقول: إنهم قرابة الـ 30% من مجموع المهاجرين، والبعض الآخر يقول إنهم يشكلون 50% منهم وآخرون يؤكدون على أنهم 70%.
استقدمتهم "إسرائيل" لترص بهم بنيانها الديمغرافي الآخذ بالتناقص من عام لآخر... بينما هم فروا من بلادهم خشية الإملاق... طمعاً بالمال والثروة، وبحثاً عن ملاذ آمن يحتضنهم... فوجدوا عالماً آخر يصعب التأقلم معه... صدمهم الواقع المرير وغرر بهم سماسرة الهجرة فلا الثراء وجدوا ولا بالأمن نعموا ولا حتى الاحترام نالوا... فالمجتمع الإسرائيلي يحتقرهم وينظر إليهم على أنهم دون الآخرين.
وبين جنبات معادلة المصالح المتبادلة للدولة والمهاجرين ولد خوف اليهود الإسرائيليين وبخاصة المتدينون منهم من تغير الطابع اليهودي للدولة العبرية فأخذوا يبحثون عن أفضل السبل للخروج من هذه المعضلة... فالمسألة بالنسبة لهم هي أن نكون أو لا نكون.
يقول الكاتب جهاد حيدر: إن مفهوم الهجرة في الفكر اليهودي ـ الصهيوني يختلف عن المفهوم الاعتيادي للكلمة، فالهجرة في المشروع الصهيوني، المتمثل أساساً في إقامة الدولة اليهودية على أرض فلسطين، هي حركة سياسية أيديولوجية تخدم هذا المشروع، وهي عماد حيويته واستمراره وقوته. ومن هنا استخدمت الحركة الصهيونية كل الوسائل المتاحة لها في سبيل تعزيز الهجرة واستقدام اليهود من كل أرجاء العالم، بدءاً من التعبير اللغوي وما يعكسه من أبعاد ودلالات، مروراً بالمفهوم الديني والتاريخي وصولاً إلى البعد السياسي والأمني خاصة بعد قيام الدولة.
فيما يؤكد الباحث صالح لطفي من مركز الدراسات المعاصرة في "إسرائيل" على أن العامل الديمغرافي ونسبة السكان اليهود في الدولة العبرية مقابل نسبة الفلسطينيين في الداخل هو أحد أهم القضايا التي تقض مضاجع المؤسسة الإسرائيلية، وخصوصاً مع استمرار ارتفاع نسبة الفلسطينيين في الداخل إلى درجة تهدد الميزان الديمغرافي العام للدولة التي تخشى من فقدان أغلبيتها اليهودية.
وتشير الإحصائيات الرسمية الأخيرة إلى أن عدد السكان في "إسرائيل" بلغ في مطلع العام الحالي نحو 6.5 مليون شخص منهم 5.3 ملايين يهودي مقابل 1.2 مليون فلسطيني. وتبلغ نسبة السكان اليهود 81.1%، أما نسبة الفلسطينيين في الداخل فتبلغ 18.9%. ويستدل من المعطيات الرسمية لدائرة الإحصاء المركزية أن عدد سكان "إسرائيل" انخفض إذ بلغ معدل الزيادة الطبيعية في أوساط اليهود 1.9%مقارنة مع العام الماضي حيث بلغت هذه النسبة آنذاك 2.3%.
العودة ضد لهالخاه (الشريعة الحاخامية)
في الأعوام الأولى من قيام الدولة العبرية سن برلمانها ما يسمى بـ «قانون العودة» الذي يتيح لأي شخص في العالم يثبت أنه على صلة قربى وثيقة بيهودي ضمن مدة تغطي ثلاثة أجيال، يمكنه أن يصبح مواطناً في الدولة. لكن هذه السياسة تتعارض مع التعريف الحاخامي لليهودية، الذي يؤكد أن المولودين لأم يهودية هم فقط يهود، وذلك استناداً إلى «الهالخاه» أي الشريعة الحاخامية وتطبيقاتها.
وتؤكد إحدى الدراسات أن 20% من زيجات المهاجرين غير معترف بها لدى الحاخامية والقانون الديني هو الذي يحكم تسجيل المهاجرين لدى وزارة الداخلية، وهي حقيبة تشغلها تقليدياً أحزاب سياسية دينية. ولأسباب واضحة لا توجد إحصاءات رسمية بشأن أعداد المهاجرين غير اليهود. إما لأنهم تزوجوا من فرد من عائلة يهودي في طقس مدني «ليس هناك زواج مدني في إسرائيل»، وأما لأن يهوديتهم لا تتطابق مع المعايير الحاخامية «الأبناء لأب يهودي ولأم غير يهودية». ويقدر ذوو الخبرة من مسئولي الاستيعاب أن عد هؤلاء يشكل 30% من مجموع عدد المهاجرين.
وتقول المتحدثة باسم وزارة الداخلية الإسرائيلية (توفا الينسون) إنه خلال افتتاح مكتب جديد لوزارة الداخلية في الجليل تبين أن أكثر من ستين بالمئة من المهاجرين الـ 400 الذين تقدموا ليسوا من اليهود.
في تقرير نشره مركز الإحصاء المركزي بتاريخ 2/4/2001 حول أعداد المهاجرين إلى "إسرائيل" بين أنه منذ قيام الدولة بلغ 2.8 مليون مهاجر. وفي سنوات السبعين من القرن العشرين وصل معدل المهاجرين 35 ألفاً سنوياً فيما انخفض متوسط عدد المهاجرين في الثمانينيات إلى 15 ألفاً في السنة فقط.
وما أن انفرط عقد الاتحاد السوفييتي في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن العشرين حتى كانت موجة كبيرة من المهاجرين تتدفق نحو "إسرائيل" فقد وصل منذ العام 1990 أكثر من مليون مهاجر معظمهم من دول الاتحاد السوفييتي سابقاً. حيث شكلت سنة 1990 ذروة الهجرة إذ هاجر خلالها إلى "إسرائيل" 199.616 ألف إنسان. والعدد الأقل للمهاجرين، في العقد الماضي سجل في 1998 حيث هاجر إلى "إسرائيل" 56.730 ألف شخص. وخلال سنوات. ففي عام 1991 وصل عدد المهاجرين إلى 176.100 ألف. في سنوات 1992 ـ 1996 انخفض متوسط عدد المهاجرين في السنة إلى ما بين 70 ـ 80 ألفاً. وفي النصف الثاني من التسعينيات تراوح عدد المهاجرين السنوي بين 60 ـ 65 ألفاً.
والانخفاض الكبير جداً في عام 2000 شهده عدد المهاجرين من روسيا 19 ألفاً مقابل 31 ألفاً عام 1999 «انخفاض بـ 40 في المئة» و 85 في المئة من المهاجرين في عام 2000 هاجروا من الجمهوريات الأوروبية في الاتحاد السوفييتي سابقاً و 11 في المئة من المهاجرين هاجروا من الأجزاء الآسيوية للاتحاد السوفييتي. 20 في المئة من مهاجري العام الماضي كانوا من أبناء 14 سنة فأقل. 9.4 في المئة من المهاجرين كانوا أبناء 65 فأكثر. والنسبة بين المهاجرات والمهاجرين وصلت إلى 1.000 مقابل 873.
صعوبة التأقلم
تبدأ المشكلات التي يعاني منها المهاجرون الروس مع تسجيلهم باعتبارهم «روساً» لا «يهوداً» والزوج «الروسي» ليهودية أو الزوجة «الروسية» ليهودي يمكن أن يصبحا مواطنين تلقائياً «وهذا لا ينطبق على الأقرباء البالغين للشريك غير اليهودي».
و الطفل «القاصر» لأم غير يهودية يحصل على جميع تقديمات الدولة، كالرعاية الصحية المجانية إذا كانت الأم مسجلة في أحد البرامج الصحية في البلد، وكالتعليم المجاني. لكن مثل هؤلاء المواطنين لا يمكنه أن يتزوج إسرائيلية يهودية في "إسرائيل" حيث لا تزال الزيجات خاضعة للسلطات الدينية ـ كما لا يستطيع العمل في صناعة متصلة بالأمن.
وهذه أمور تزعج أولئك المهاجرين الذي اعتبروا أنفسهم دائما يهوداً. إن بعض المهاجرين الذكور يجري عمليات ختان متأخرة، لكن إذا لم يحدث تهويد جماعي، فإن هؤلاء المهاجرين وأبناءهم غير اليهود، أو غير المقبولين كيهود بموجب المعايير الأورثوذكسية، لن يستطيعوا، كما يبدو، بسبب أعدادهم الكبيرة، أن يتزوجوا من إسرائيليين آخرين في "إسرائيل" في ظل الترتيب الديني الحالي. وهذا قد يعجل بإقرار الزواج المدني.
وأخطر مظاهر الاستلاب لدى الشباب الروس، التي استلزمت الرعاية والمعالجة من علماء النفس والباحثين الاجتماعيين، هي حالات جنوح الأحداث وبغاء المراهقات بين المهاجرين. ومع أن التغطية الجدية في وسائط الإعلام ضعيفة فيما يتعلق بمشكلات المهاجرين، فإن وفاة شخص أو اثنين من المشردين المدمنين على الكحول، تصلح في نظر هذه أن تكون عنواناً رئيسياً، شأنها شأن مشاركة بضع عصابات من المهاجرين في نشاطات العالم السفلي في تل أبيب.
تقوية المعسكر العلماني
حينما بدأت موجة الهجرة اليهودية تتدفق على "إسرائيل" من الاتحاد السوفييتي ثم من جمهورياته على مدى العقد الأخير فإن المهاجرين الروس مثلوا إضافة عددية بالغة الأهمية للمعسكر العلماني في الدولة الصهيونية فهم يشكلون 20% من سكانها و15%من الناخبين فيها. وتصادف هذا تاريخياً مع صعود موجة التشدد الديني في "إسرائيل" وما صاحبها من اشتداد نفوذ الأحزاب الدينية ومن بينها حزب «شاس» الذي يمثل اليهود الشرقيين وكان طبيعياً أن تستقبل الأحزاب الدينية وبخاصة «شاس» المهاجرين «الروس» بقدر كبير من الحذر والتشكك الذي بدأ يتحول إلى نوع من العداء من جانب «شاس» بصورة خاصة.
وساعد على ذلك أن المحرك الأساسي لموجة الهجرة اليهودية الروسية الكبرى في التسعينات كان تدهور الأوضاع الاقتصادية في الاتحاد السوفييتي قبيل انهياره في ديسمبر 1991 ثم في جمهوريات الكومنولث. وكان طبيعياً أن تشمل هذه الموجة أعداداً كبيرة من الأزواج والزوجات غير اليهود الذين جاؤوا مع أسرهم إلى "إسرائيل" آملين في تحسين أوضاعهم الاقتصادية. واستفاد هؤلاء جميعاً من قانون الهجرة الذي يسمح أيضاً بقدوم أحفاد وأقارب بعيدين إذا استطاعوا أن يثبتوا أن لهم أقارب في "إسرائيل". ولم يكن هذا عسيراً على الكثيرين من أبناء شتى القوميات السوفييتية سابقاً. ورأت الأحزاب الدينية في كل ذلك تهديداً للطابع اليهودي للدولة.
ولأن حزب «شاس» كان يتولى وزارة الداخلية فقد بدأ يقيم العقبات في وجه حصول كثير من الروس على تصاريح الهجرة والإقامة والعمل... الخ، الأمر الذي أدى إلى نشوء عداوة مكتومة ـ لم تلبث أن أصبحت علنية ـ بين الحزب والمهاجرين الروس. كما بدأت الأحزاب الدينية تثير بصورة حادة قضية: من هو اليهودي؟ ومن الذي يملك صلاحية قبول اعتناق غير اليهود للديانة اليهودية.
ألسنا بشراً؟
تبلغ نسبة المهاجرين من أثيوبيا ما يزيد قليلاً عن 1% من مجموع سكان "إسرائيل" البالغ عددهم ستة ملايين، وقد وصل هؤلاء إليها هرباً من الفقر والحرب في بلادهم عبر موجتين كبيرتين الأولى: في أوائل الثمانينيات، والثانية منذ عقد مضى من الزمان عن طريق جسر جوي دعمته أميركا.
ويعيش الأثيوبيون في المناطق العشوائية الفقيرة ومعدلات البطالة ترتفع بينهم علاوة على أنهم يمثلون أكبر نسبة رسوب وفشل وتخلف عن التعليم بين أي مجموعة يهودية أخرى في "إسرائيل". فحوالي 26% من الشباب الأثيوبيين أما تم إسقاطهم من المدارس أو انهم لا يحضرون فصولهم التعليمية معظم الوقت، وهو الأمر الذي يثير مخاوف من أن الصعوبات التي يواجهها يهود الفلاشا في الوقت الحالي ربما تتحول إلى مشكلات مزمنة. وقد ارتفعت بينهم نسبة تعاطي المخدرات، بما في ذلك شم الغراء، وكذلك ارتفعت نسبة الأنشطة الإجرامية التي لم تكن معروفة بين الأثيوبيين قبل هجرتهم لـ"إسرائيل".
وتشير «الدائرة المركزية للإحصاء» الحكومية الإسرائيلية إلى أن نسبة الجريمة في أوساط المهاجرين إلى "إسرائيل" تشهد ازدياداً من سنة لأخرى. ففي سنة 1997 كان عدد الجرائم : 12905 ارتفع عام 1998 إلى 15772 وعام 1999 إلى 19623 وعام 2000 إلى 21797.
ولا تعترف جماعة «حاباد» وهي إحدى الجماعات اليهودية الدينية المتشددة ذات الوجود القوي في "إسرائيل" بيهودية المهاجرين الأثيوبيين، ولا تسمح بدخول أطفالهم إلى رياض الأطفال التي تديرها. وفي العام 1996 كشف النقاب عن قيام المستشفيات الإسرائيلية بالتخلص من الدم الذي تبرع به المهاجرون الأثيوبيون مما أدى قيامهم بمظاهرات صاخبة.
يقول أشير الياس -أحد أعضاء الجمعية الإسرائيلية ليهود أثيوبيا- في هذا الشأن: كانت تلك تبرعات لمساعدة الإسرائيليين الآخرين. بعض الأثيوبيين قال بعد هذا الأمر: ماذا تعتقدون: ألسنا نحن بشراً؟ ويضيف الياس بأنه لدى الأثيوبيين دوافع كثيرة لأن يصبحوا إسرائيليين، ولكنهم غير مقبولين، فهم يشعرون أنه يتم طردهم من الوظائف والتعليم لأنهم سود ولأن هناك تحاملاً ضدهم.
ويقول اشيت وهو مهاجر أثيوبي: في أثيوبيا، ينظر الأطفال إلى الأرض عندما يتحدث المدرس، على خلاف الأطفال الإسرائيليين الذين ينظرون إلى المدرس في عينيه عندما يتحدث.
ويضيف أنه بالنسبة للفلاشا، الذين كان 95% منهم مزارعين فإن عملية القفز إلى القرن الواحد والعشرين والوصول إلى العالم الأول في "إسرائيل" كانت أمراً هائلاً لدرجة يصعب عليهم فهمها. فيما لم يتورع رؤساء البلديات في "إسرائيل" عن حث الحكومة على إبعاد المهاجرين الأثيوبيين عن مدنهم.
ويحذر (يائير تسابان)، الذي كان يشغل منصب وزير الهجرة أثناء موجة الهجرة الثانية للفلاشا إلى "إسرائيل"، من أن الإسرائيليين يكونون صورة سلبية للأثيوبيين، فاستيعاب واحتواء الأثيوبيين يمكن أن يكون مصدر فخار للدولة، ولكن إذا ارتبط اسم المهاجرين الأثيوبيين بالجريمة والعنف في عقول الإسرائيليين، سيكون هناك إحساس بالغربة والتنافر.
نضوب
تشير معطيات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية المنشورة، في 15/4/2002، إلى انخفاض نسبة الزيادة في عدد سكان "إسرائيل" في سنة 2001 بنسبة 4% عن سنة 2000.
وتعزو الإحصائية الانخفاض إلى الهبوط في أعداد المهاجرين إلى "إسرائيل" خلال 2001 بنسبة 28% عن العام 2000 حيث بلغ عدد المهاجرين 43 ألفاً وهو أقل عدد من المهاجرين يصل إلى البلاد منذ عام 1990 مقابل 60 ألفاً في 2000 و77 ألفاً عام 1999. ويتبين من المعطيات أن الزيادة الطبيعية في عدد السكان اليهود، واصلت الانخفاض في عام 2002، جراء انخفاض عدد المهاجرين الجدد. ففي عام 2001 ازداد عدد السكان اليهود بنسبة 1.4% فقط. وفي نهاية عام 2001، شكل اليهود نسبة 77.2% من مجموع السكان، «مقابل 77.8% في العام الذي سبقه».
وقد كشفت صحيفة صنداي تلجراف البريطانية مؤخراً أن الحكومة الإسرائيلية تعتزم عرض حوافز جديدة للتغلب على الهبوط الحاد الذي يشهده معدل هجرة اليهود إلى "إسرائيل" نتيجة لاستمرار انتفاضة الأقصى وتصعيد المواجهة مع الفلسطينيين، علاوة على تأثير ذلك على مجمل الأوضاع الاقتصادية في "إسرائيل".
وتشير معطيات استطلاع السلام لشهر أيلول(سبتمبر) 2002 جرى بين 29 سبتمبر وأول أكتوبر، بمبادرة وإشراف من جامعة تل أبيب-أن أبناء الشرائح الشابة أفادوا بأنهم يفكرون بالهجرة من البلاد بصورة عملية. ففي أوساط أبناء الأعمار 18 ـ 29 يفكر 25% منهم بالهجرة.
وبتاريخ 4/11/2002 صادقت الحكومة الإسرائيلية على اقتراح يقضي بمنح المواطنة الإسرائيلية لكل أب أو أم من عائلات الجنود الإسرائيليين حتى وإن لم يستحقوا ذلك بناء على قانون "العودة" الإسرائيلي. والمقصود المهاجرين إلى "إسرائيل" ويوجد شك حول يهوديتهم.
وأقرت الحكومة كذلك اقتراحاً لنائب وزير الاستيعاب،يولياد شطاين، لتوسيع نطاق مستحقي «سلة الهجرة»، بحيث تضم جميع المهاجرين إلى "إسرائيل" بمن في ذلك المهاجرون من البلدان الغربية.
ويأتي هذا القرار لمواجهة ظاهرة الهجرة السلبية الحادة من "إسرائيل" وبهدف تشجيع هجرة اليهود إلى "إسرائيل". ومن المعروف أن حجم «سلة الهجرة» يصل إلى 40 ألف شاقل لكل عائلة بإضافة آلاف أخرى عن كل ولد في العائلة، وهذه الإضافة تشمل فقط المهاجرين من الدول المعرفة كدول «ضائقة» مثل أثيوبيا، دول الاتحاد السوفييتي السابق. وقد تم توسيع هذه الاستحقاقات في العام الماضي لتشمل كلاً من فرنسا ودول أمريكا الجنوبية، مع الإبقاء على معظم الدول الغربية خارج نطاق الاستحقاق.
في الوقت الذي ذكرت صحيفة موقد الأثيوبية المستقلة أن وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى قام بزيارة أثيوبيا مؤخراً لتفقد أحوال يهود الفلاشا الأثيوبيين الذين يستعدون للهجرة إلى الدولة اليهودية.
وأضافت الصحيفة أن الوفد رأسه (نتان شارنسكي) وزير الدولة في الحكومة الإسرائيلية قام بزيارة كل من أديس أبابا ومدينة جوندر التي تعتبر مركزاً لطائفة يهود الفلاشا مورا الأثيوبية ووعد الفلاشا بنقلهم إلى "إسرائيل" في أسرع وقت ممكن.
كانتونات
شكل المهاجرون الروس نوعاً من الجيب المعزول داخل "إسرائيل". فالثقافة الفرعية الروسية الضخمة «إذاعة، وتلفزة، وعشرات الصحف والمجلات» جعلت من الممكن للمهاجرين أن يعيشوا حياة موازية لحياة الإسرائيليين الناطقين بالعبرية، لكنها منفصلة عنها بالمعنى الثقافي. فالروس الذين يميلون إلى العيش معاً يعملون معاً في الغالب، وينتمون إلى مجموعات أدبية وثقافية تعتمد اللغة الروسية. وهم، في الغالب، لا يجدون حاجة أو حافزاً على دراسة أكثر من العبرية الأساسية. ويعرب المهاجر الروسي أليكس فيشمان عن نفور الروس من الطابع الشرقي للبلد، ومن فقدان شكليات التهذيب في السلوك اليومي للإسرائيليين . ويضيف إننا كروس غير قادرين حالياً على التمتع بالأدب العبري الحديث، الذي تعود أصوله، في معظمها، إلى الشعر والنثر اللذين كتبا في أوروبا الشرقية وفي روسيا بصورة خاصة.
وفي أية حال، ساهم وجود الكثيرين من الناطقين باللغة الييديشية بين الأجيال الكبيرة في السن من المهاجرين -كانت الييديشية في العهود السوفييتية القديمة مقبولة كلغة إثنية يهودية، ومستخدمة في مدارس اليهود في إحياء اللغة اليديشية.
أما عضو الجمعية الإسرائيلية ليهود أثيوبيا (اشير الياس) فيقول: إن العلاقة القوية بين الشباب الأثيوبيين وموسيقى الراب والريغاي تظهر أن الكثير منهم يبحثون عن هويات ثقافية غير إسرائيلية. ويضيف قائلاً: إنه في موسيقى الريغاي يقول المغني بوب مارلي: أثيوبيا هي قمة العالم، وهيلا سلاسي وعلم أثيوبيا هي الشيء الأساسي. إذن لمن سيستمع هؤلاء الأطفال؟ للفرق الإسرائيلية أم لبوب مارلي؟ وفي زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي أرييل شارون الأخيرة إلى روسيا وقف الجنرال السابق البالغ من العمر 72 عاماً أمام حشد في مدينة عفولا الروسية الفقيرة، ليعلن بلغة روسية ضعيفة بأن "إسرائيل هذه الدولة الصغيرة.. الجميلة.. الموهوبة والصعبة.. هي لنا.. لنا.. لنا".
أخذ شارون يحث الروس على الهجرة إلى "إسرائيل" معلنا حاجة الدول العبرية إلى مليون مهاجر جديد. غير أن الجواب جاءه عبر صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية على لسان الروس «شكراً لكم سنبقى في روسيا».
جيفارا فلسطين- عضوجديد
- عدد المساهمات : 19
الرصيد : 43
أعجبني : 0
تاريخ التسجيل : 09/10/2010
العمر : 36
رقم العضوية : 177
رد: ثلث عدد المهاجرين إلى "إسرائيل" غير يهود
شكرا لك على التوضيح
ابراهيم تعمري- عضومتميز
- عدد المساهمات : 184
الرصيد : 303
أعجبني : 1
تاريخ التسجيل : 24/08/2010
العمر : 47
العمل/الترفيه : صيانة الأجهزة الألكترونية المنزلية والصناعية
رقم العضوية : 48
رد: ثلث عدد المهاجرين إلى "إسرائيل" غير يهود
يسلمووو على موضوع ممتاز
لك كل احترام وتقدير
لك كل احترام وتقدير
عاشقه فلسطين- الإدارة
- عدد المساهمات : 3160
الرصيد : 4000
أعجبني : 10
تاريخ التسجيل : 17/08/2010
العمر : 29
العمل/الترفيه : طــــــــــالبه
رقم العضوية : 24
رد: ثلث عدد المهاجرين إلى "إسرائيل" غير يهود
شكرا لك اخي على روائع ما قدمي
يعطيك الف عافية على جهودك الرائعة
دمت بكل عافية
يعطيك الف عافية على جهودك الرائعة
دمت بكل عافية
ورود الحياه- عضوVIP
- عدد المساهمات : 5770
الرصيد : 7462
أعجبني : 26
تاريخ التسجيل : 18/08/2010
العمر : 30
العمل/الترفيه : طالبه
رقم العضوية : 27
مواضيع مماثلة
» يهود أم جماعات يهودية
» حول يهودية "دولة إسرائيل"
» اعتقال مصلين بعد مشادات مع يهود متطرفين بالاقصى
» جمهورية إسرائيل اليهودية
» تزوير الآثار في إسرائيل
» حول يهودية "دولة إسرائيل"
» اعتقال مصلين بعد مشادات مع يهود متطرفين بالاقصى
» جمهورية إسرائيل اليهودية
» تزوير الآثار في إسرائيل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 15 مايو 2016, 8:53 pm من طرف قلوب دافئه
» لماذا عُرج برسول الله من المسجد الأقصى ولم يُعرج به من المسجد الحرام
الأربعاء 16 مارس 2016, 12:33 am من طرف قلوب دافئه
» الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأحد 20 ديسمبر 2015, 1:06 am من طرف قلوب دافئه
» ضرب الأطفال
الأربعاء 25 نوفمبر 2015, 9:03 am من طرف قلوب دافئه
» الأدب فى رياض الصالحين
الإثنين 19 أكتوبر 2015, 11:13 am من طرف قلوب دافئه
» الصبر والأمانة باب القرب والعطاء
السبت 12 سبتمبر 2015, 3:54 pm من طرف قلوب دافئه
» إصلاح وتربية المجتمع بإصلاح قلوب أهله
الإثنين 17 أغسطس 2015, 11:23 pm من طرف قلوب دافئه
» احكام الفدية على المريض فى رمضان ومتى تجب عليه
الأحد 21 يونيو 2015, 12:04 am من طرف قلوب دافئه
» رؤية هلال رمضان
الإثنين 08 يونيو 2015, 4:46 pm من طرف قلوب دافئه
» ولم يك رب العرش فوق سمائه تنزّة عن كيف وعن برهان
الثلاثاء 02 يونيو 2015, 12:02 pm من طرف المحب لفلسطين
» لماذا عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى ولم يعرج به من المسجد الحرام
الثلاثاء 26 مايو 2015, 10:05 am من طرف قلوب دافئه
» لماذا طلب داعى اليهود والنصارى وإبليس نظره من رسول الله فى الإسراء والمعراج
السبت 16 مايو 2015, 8:27 am من طرف قلوب دافئه
» لماذا اختص الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالإسراء والمعراج دون باقى الأنبياء
الإثنين 04 مايو 2015, 6:26 am من طرف قلوب دافئه
» تحميل كتاب إشراقات الإسراء
الخميس 16 أبريل 2015, 12:30 am من طرف قلوب دافئه
» اختبار الغضب
الأحد 29 مارس 2015, 1:50 pm من طرف قلوب دافئه