عدد زوار المنتدى
.: عدد زوار المنتدى :.
< SPAN>
المواضيع الأخيرة
لن ننساكم
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 63 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 63 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 689 بتاريخ الجمعة 21 يونيو 2013, 9:15 pm
التطريز الفلاحي.. وحكايةُ قرىً مهجّرة!
+3
رامي السعيد
الوتر الحزين
عائدة الى حيفا
7 مشترك
شبكة بيت الذاكرة الفلسطينية :: .:: منتدى بيت الذاكرة الفلسطينية ::. :: قسم التراث الفلكلور الفلسطيني :: قسم التطريز الفلاحي الفلسطيني
صفحة 1 من اصل 1
التطريز الفلاحي.. وحكايةُ قرىً مهجّرة!
الأحد, 11 إبريل, 2010,
اخيراً.. وبعد أكثر من عشرين "وخزة" استهدفت إبهامي الأيسر.. تمكّنَتْ جدّتي الغالية من تعليمي "غرزة التطريز الفلاحي" التي تتخذ شكل "x"، في محاولةٍ منها –كما أخبرتني- لحفظ تراثٍ تتقنُ هيَ صنعه، وتاريخٍ يحكي حكاية "بلدتنا الأصلية" التي هجرناها قسراً عام 48م.
"التطريز الفلاحي الفلسطيني" لم يكن يوماً مجرّد خيوطٍ تتشابك لترسم زهرةً تسرّ الناظرين.. فهو فنٌّ يحكي –حسب منشأ خيطه ورسمه- حكاية شعبٍ هجر بلدته قسراً .. فحمل معه "تراثاً" كُتِب له أن يبقى كشاهدٍ تعرِفهُ "البلاد المحتلة" يوم الرجوع..
"الجنة والنار"
الحاجة أم سعيد الزهار التي تجاوزت أبواب السبعين ببضع خطوات، "حمامية الأصل"، تشرّبت منذ الصغر فن التطريز لتعلّمه بعد ذلك لبناتها أملاً في عدم ضياع "التراث".. جلست تستعرض لـ "فلسطين" القطع القماشية التي زخرفَتها بيديها المجعّدتين، وقالت :"تتميز أثواب بلدة حمامة الفلاحية بألوانها الزاهية وتنوع الأقمشة المستخدمة بين السوداء والبيضاء"، مشيرةً إلى أن أشهر الأزياء التي عرفتها بلدتها هي "الجنة والنار"، وهو زي مشترك بينهم وبين بلدة المجدل "كونهما تلتصقان جغرافياً".
وتابعت وهي تلف على أصابعها المسودّة بوخزات الإبر، خيطاً بلون الدم القاني :"هذا اللون الأحمر الداكن هو أكثر الخيوط استعمالاً في تطريز أثوابنا، بينما نخصص لكل مناسبةٍ ثوباً يميزه عن غيره"، مشيرة إلى أن الفئات العمرية تتدخل أيضاً في طريقة نسج تلك الأثواب وألوانها المختارة، "فالشابة يختلف زيها عن من هن أكبر منها سناً، وكذلك الأطفال سواء كان ذلك بالألوان أو نوع القماش والتطريز المنقوش عليه".
أخ من جيل اليوم
أما الحاجة توحيدة البردويل والتي عاصرت ثياب أمها وجداتها في قرية "المجدل" فقد أكدت حب أهل قريتها للتجديد والتنسيق في الثياب، وقالت :"ملابسنا التراثية لم تقتصر فقط على الثوب الفلاحي بل كانت هناك العديد من الكماليات التي تظهر المرأة الفلسطينية بكامل زينتها، أما أشهر أثوابنا فهي الجلجلي والبلتاجي وأبو ميتين".
الحاجة البردويل –وحتى اليوم- لا زالت ترتدي –في كل زيها- تراث بلدتها، "إذ تفصّلها بيديها، حيث لم يعد لوجودها مثيلٌ في أسواق غزة"، على رأس القطع التي ارتدتها "الحطة"، ثم "البشنقية " والإزار والعباءة و "الحبرة " والملاية
الحاجة البردويل –وحتى اليوم- لا زالت ترتدي –في كل زيها- تراث بلدتها، "إذ تفصّلها بيديها، حيث لم يعد لوجودها مثيلٌ في أسواق غزة"، على رأس القطع التي ارتدتها "الحطة"، ثم "البشنقية " والإزار والعباءة و "الحبرة " والملاية..
زيّها متقن الصنع أبحر بـ "فلسطين" معها في شرح الغرض من هذه القطع، لتردد وسط قهقهاتها العالية "هيك إنتو يا جيل اليوم مش عارفين اشي"، واستفاضت تشرح :"الحطة كان يُعصب بها الرأس ، أما البشنيقة فهي منديل يحيط به إطارٌ من الزهور والأشكال المختلفة، يعتليه شال من الحرير، بينما "الحبرة" فهي قماشة لها "دكة" تشد إلى أعلى الكتفين كي تغطيهما، وتشابهها الملاية التي لها أكمام وغطاء رأس".
تعرفن بثيابهنّ!
السيدة أم أحمد الأقرع، وعلى الرغم من صغر سنها "نسبياً" مقابل عمر التطريز – فقالت :"اعتادت أمهاتنا في بلداننا الأصلية قبل الهجرة أن يرتدين ثياباً بسيطة طويلة، عريضة الأكمام منها الأبيض الذي كان يُلبس غالباً في الصيف ومنها الأسود، يفيض بين خيوطها اللون الأزرق"، مستدركةً :"حتى الصبايا في ذلك الوقت كان لهن رونق خاص فكانت الألوان الزاهية والتطريز المتنوع هو بديل عن التبرج والألوان التي تفقد صاحبتها البراءة إن وضعت منها، في حين تلجأ السيدات الكبيرات سناً إلى ارتداء الألوان القاتمة والتطريز الذي يملأه الوقار".
وتقص علينا أم أحمد أن جدّتها كانت تخبرها أن النساء الغريبات كنَّ يعرفن في الأسواق من ثيابهنّ، "فثياب نساء بيت سوريك تختلف عن ثياب نساء غزة، وكذلك الحال مع باقي القرى الصغيرة التي انتشرت في الأراضي الفلسطينية".
أهل الصحراء
وفي صورة جميلة لأحد الفنانين الفلسطينيين كانت سيدة "حرقت" الشمس بشرتها، ترتدي ثوباً أبيض اللون اكتست ألوانه بالحمرة والزرقة، وتقف لتجمع القمح والقطن وقد عقدت أطراف أكمامها خلف عنقها حتى لا تعيقها عن عملها...
وأثناء البحث في أجندة التاريخ الفلسطيني، التي اختصت في تصوير زي المرأة الفلسطينية الشعبي، وجدنا أن هذه الثياب والتطريزات الخاصة لم تقتصر فقط على ساكنات القرى بل نساء البدو اللواتي كن يرتدين ثياباً خاصة ببيئتهن الخاصة، جنوب فلسطين وفي أريحا، وعند التعامرة قضاء بيت لحم، وشمال بحيرة طبريا.
فثوب "التعامرة" أسود ذو أكمام طويلة فضفاضة، ولا تطريز فيها غير قليل منه حول كمي العباءة القصيرين وكأن المرأة تستعيض بهما عن الأساور، وفي أسفل الثوب من خلف أقلام من أقمشة ملوّنة تدلّ على القبيلة أو المنطقة التي تنتمي إليها لابسة ذلك الزي.
ثوب "التعامرة" أسود ذو أكمام طويلة فضفاضة، ولا تطريز فيها غير قليل منه حول كمي العباءة القصيرين وكأن المرأة تستعيض بهما عن الأساور، وفي أسفل الثوب من خلف أقلام من أقمشة ملوّنة تدلّ على القبيلة أو المنطقة التي تنتمي إليها لابسة ذلك الزي
أما عمائم النساء فكانت لها لفتة جميلة حيث تغطى بصفوف من النقود الفضية التي تغطي كل الطاقية، وفوق الأذنين تعلق أقراط مثلثة الشكل وسلاسل مزينة بحجارة الكهرمان.. كطريقةٍ خاصة -على ما يبدو- اتبعها أجدادنا القدماء في التأنق .
أما في أرض الأغوار حيث الجو الأقرب للحرارة، فكان زي النساء يمتاز بطول القماش ليتجاوز العشين ذراعاً ويسمى "الصاية"، ويطوى في الوسط ثلاث طيات، إضافة لذلك يطرز بشكل يميزه عن باقي أثواب قرى ومدن فلسطين حيث يمتد التطريز من الكتفين إلى أسفل الثوب. وتُلبس فوقه عباءة خفيفة.
يأتي ذلك في الوقت الذي كانت فيه نساء شمال بحيرة طبريا ترتدين أثواباً طويلة يضاف إليها قماش فضي يجعلها أكثر روعة، ويطرز عليها أشكال عديدة وإن كانت غريبة كـ "ثلاث بيضات في مقلى" ، و"خطوات حصان في الربيع" .
أما ثوب العروس قديماً فقد كان له رونقه الخاص، فالعروس لا بد أن تكون في كامل روعتها ليلة عمرها، إذ أن أثواب الزفاف تكتظ بل تزدحم بأشكال التطريز المختلفة، بينما يُشق الثوب من الأمام لتلبس العروس تحته شروالاً برتقالي اللون أو أخضر.. لارتباط كلا اللونين بدلالة الفرحة والتفاؤل.
بين الحرفية وإحياء التراث
من جهة أخرى التقت "فلسطين" سعاد حجاج صاحبة معرض للتراث والتطريز الفلاحي في مدينة خانيونس، التي تحدثت عن بداية عملها في إحياء هذا التراث بانفعالٍ يرافقه فخر، وقالت :" بدأت عملي قبل انتفاضة الأقصى بشهور قليلة، ولكن هذا الحدث الجلل كان بمثابة دافع للاستمرار في العمل، تحقيقاً لغاية ثبيت أقدامنا كفلسطينيين في أرضنا المحتلة".
وتابعت :" في البداية كان إلمامي بسيط في هذا الموضوع ، خاصة تلك التي تميز كل قرية عن الأخرى، إلا أن توسيع المعارف والاطلاع على الموروث التاريخي للزي الشعبي الفلسطيني، سواء كان عبر صفحات الانترنت أو في المراجع التاريخية، جعلني أتقن عملي بصورة أكبر وأنتقل به من المجال التقليدي، إلى المجال الابتكاري"، مشيرة إلى أن الأمر لم يقتصر على الأثواب بل أصبح يشمل قطع الأثاث وأغلفة الكتب.
وحسب الخبرة التي اكتسبتها حجاج من عملها أوضحت لنا عدة أمور تخص كيفية التطريز على الثوب قائلة :"للتطريز أماكن محددة في الثوب، فهناك تطريز ضمن مربع على الصدر يسمى "القبة" ، وعلى الأكمام ويسمى "الزوائد"، أما على الجانبين فيسمى تطريز "البنايق" أو "المناجل"، مشيرة إلى أن غالبية النقوش في معظم القرى الفلسطينية تمثل عروقاً هندسية ورسوماتٍ لبعض النباتات والأزهار والطيور مختلفة الأنواع".
للتطريز أماكن محددة في الثوب، فهناك تطريز ضمن مربع على الصدر يسمى "القبة" ، وعلى الأكمام ويسمى "الزوائد"، أما على الجانبين فيسمى تطريز "البنايق" أو "المناجل"، أما غالبية النقوش فتمثل عروقاً هندسية ورسوماتٍ لبعض النباتات والأزهار والطيور مختلفة الأنواع
ولكن ما تأسف له حجاج هو لجوء الأجيال الحالية لاتباع الملابس الحديثة دون أدنى تمسك بالموروث الذي يثبت حقهم وأحقيتهم بالأراضي التي اعتدى عليها المحتل، وتابعت :"تمسكهم بتراثهم، دلالة على التمسك بأصول الأرض والتاريخ"، منتقدةً وضع التطريز الفلاحي الذي لم يعد يراه الفلسطينيون خصوصاً في قطاع غزة إلا في المعارض أو المشاغل اليدوية المختصة..
أثواب "فلسطين" المطرزة.. بقراها ومدنها، هي للمتفحص شواهدٌ على حقبٍ مضت.. بأفراحها وأحزانها.. وتاريخٌ مر..
وكونها لا زالت تصارع –في ظل اختلاف الموضة- كي تبقى كصاحبها على أرضها.. هذا وحده دليلٌ على "فلسطينية هويتها".. فهلا حفظناها؟
المصدر: فلسطين
"التطريز الفلاحي الفلسطيني" لم يكن يوماً مجرّد خيوطٍ تتشابك لترسم زهرةً تسرّ الناظرين.. فهو فنٌّ يحكي –حسب منشأ خيطه ورسمه- حكاية شعبٍ هجر بلدته قسراً .. فحمل معه "تراثاً" كُتِب له أن يبقى كشاهدٍ تعرِفهُ "البلاد المحتلة" يوم الرجوع..
"الجنة والنار"
الحاجة أم سعيد الزهار التي تجاوزت أبواب السبعين ببضع خطوات، "حمامية الأصل"، تشرّبت منذ الصغر فن التطريز لتعلّمه بعد ذلك لبناتها أملاً في عدم ضياع "التراث".. جلست تستعرض لـ "فلسطين" القطع القماشية التي زخرفَتها بيديها المجعّدتين، وقالت :"تتميز أثواب بلدة حمامة الفلاحية بألوانها الزاهية وتنوع الأقمشة المستخدمة بين السوداء والبيضاء"، مشيرةً إلى أن أشهر الأزياء التي عرفتها بلدتها هي "الجنة والنار"، وهو زي مشترك بينهم وبين بلدة المجدل "كونهما تلتصقان جغرافياً".
وتابعت وهي تلف على أصابعها المسودّة بوخزات الإبر، خيطاً بلون الدم القاني :"هذا اللون الأحمر الداكن هو أكثر الخيوط استعمالاً في تطريز أثوابنا، بينما نخصص لكل مناسبةٍ ثوباً يميزه عن غيره"، مشيرة إلى أن الفئات العمرية تتدخل أيضاً في طريقة نسج تلك الأثواب وألوانها المختارة، "فالشابة يختلف زيها عن من هن أكبر منها سناً، وكذلك الأطفال سواء كان ذلك بالألوان أو نوع القماش والتطريز المنقوش عليه".
أخ من جيل اليوم
أما الحاجة توحيدة البردويل والتي عاصرت ثياب أمها وجداتها في قرية "المجدل" فقد أكدت حب أهل قريتها للتجديد والتنسيق في الثياب، وقالت :"ملابسنا التراثية لم تقتصر فقط على الثوب الفلاحي بل كانت هناك العديد من الكماليات التي تظهر المرأة الفلسطينية بكامل زينتها، أما أشهر أثوابنا فهي الجلجلي والبلتاجي وأبو ميتين".
الحاجة البردويل –وحتى اليوم- لا زالت ترتدي –في كل زيها- تراث بلدتها، "إذ تفصّلها بيديها، حيث لم يعد لوجودها مثيلٌ في أسواق غزة"، على رأس القطع التي ارتدتها "الحطة"، ثم "البشنقية " والإزار والعباءة و "الحبرة " والملاية
الحاجة البردويل –وحتى اليوم- لا زالت ترتدي –في كل زيها- تراث بلدتها، "إذ تفصّلها بيديها، حيث لم يعد لوجودها مثيلٌ في أسواق غزة"، على رأس القطع التي ارتدتها "الحطة"، ثم "البشنقية " والإزار والعباءة و "الحبرة " والملاية..
زيّها متقن الصنع أبحر بـ "فلسطين" معها في شرح الغرض من هذه القطع، لتردد وسط قهقهاتها العالية "هيك إنتو يا جيل اليوم مش عارفين اشي"، واستفاضت تشرح :"الحطة كان يُعصب بها الرأس ، أما البشنيقة فهي منديل يحيط به إطارٌ من الزهور والأشكال المختلفة، يعتليه شال من الحرير، بينما "الحبرة" فهي قماشة لها "دكة" تشد إلى أعلى الكتفين كي تغطيهما، وتشابهها الملاية التي لها أكمام وغطاء رأس".
تعرفن بثيابهنّ!
السيدة أم أحمد الأقرع، وعلى الرغم من صغر سنها "نسبياً" مقابل عمر التطريز – فقالت :"اعتادت أمهاتنا في بلداننا الأصلية قبل الهجرة أن يرتدين ثياباً بسيطة طويلة، عريضة الأكمام منها الأبيض الذي كان يُلبس غالباً في الصيف ومنها الأسود، يفيض بين خيوطها اللون الأزرق"، مستدركةً :"حتى الصبايا في ذلك الوقت كان لهن رونق خاص فكانت الألوان الزاهية والتطريز المتنوع هو بديل عن التبرج والألوان التي تفقد صاحبتها البراءة إن وضعت منها، في حين تلجأ السيدات الكبيرات سناً إلى ارتداء الألوان القاتمة والتطريز الذي يملأه الوقار".
وتقص علينا أم أحمد أن جدّتها كانت تخبرها أن النساء الغريبات كنَّ يعرفن في الأسواق من ثيابهنّ، "فثياب نساء بيت سوريك تختلف عن ثياب نساء غزة، وكذلك الحال مع باقي القرى الصغيرة التي انتشرت في الأراضي الفلسطينية".
أهل الصحراء
وفي صورة جميلة لأحد الفنانين الفلسطينيين كانت سيدة "حرقت" الشمس بشرتها، ترتدي ثوباً أبيض اللون اكتست ألوانه بالحمرة والزرقة، وتقف لتجمع القمح والقطن وقد عقدت أطراف أكمامها خلف عنقها حتى لا تعيقها عن عملها...
وأثناء البحث في أجندة التاريخ الفلسطيني، التي اختصت في تصوير زي المرأة الفلسطينية الشعبي، وجدنا أن هذه الثياب والتطريزات الخاصة لم تقتصر فقط على ساكنات القرى بل نساء البدو اللواتي كن يرتدين ثياباً خاصة ببيئتهن الخاصة، جنوب فلسطين وفي أريحا، وعند التعامرة قضاء بيت لحم، وشمال بحيرة طبريا.
فثوب "التعامرة" أسود ذو أكمام طويلة فضفاضة، ولا تطريز فيها غير قليل منه حول كمي العباءة القصيرين وكأن المرأة تستعيض بهما عن الأساور، وفي أسفل الثوب من خلف أقلام من أقمشة ملوّنة تدلّ على القبيلة أو المنطقة التي تنتمي إليها لابسة ذلك الزي.
ثوب "التعامرة" أسود ذو أكمام طويلة فضفاضة، ولا تطريز فيها غير قليل منه حول كمي العباءة القصيرين وكأن المرأة تستعيض بهما عن الأساور، وفي أسفل الثوب من خلف أقلام من أقمشة ملوّنة تدلّ على القبيلة أو المنطقة التي تنتمي إليها لابسة ذلك الزي
أما عمائم النساء فكانت لها لفتة جميلة حيث تغطى بصفوف من النقود الفضية التي تغطي كل الطاقية، وفوق الأذنين تعلق أقراط مثلثة الشكل وسلاسل مزينة بحجارة الكهرمان.. كطريقةٍ خاصة -على ما يبدو- اتبعها أجدادنا القدماء في التأنق .
أما في أرض الأغوار حيث الجو الأقرب للحرارة، فكان زي النساء يمتاز بطول القماش ليتجاوز العشين ذراعاً ويسمى "الصاية"، ويطوى في الوسط ثلاث طيات، إضافة لذلك يطرز بشكل يميزه عن باقي أثواب قرى ومدن فلسطين حيث يمتد التطريز من الكتفين إلى أسفل الثوب. وتُلبس فوقه عباءة خفيفة.
يأتي ذلك في الوقت الذي كانت فيه نساء شمال بحيرة طبريا ترتدين أثواباً طويلة يضاف إليها قماش فضي يجعلها أكثر روعة، ويطرز عليها أشكال عديدة وإن كانت غريبة كـ "ثلاث بيضات في مقلى" ، و"خطوات حصان في الربيع" .
أما ثوب العروس قديماً فقد كان له رونقه الخاص، فالعروس لا بد أن تكون في كامل روعتها ليلة عمرها، إذ أن أثواب الزفاف تكتظ بل تزدحم بأشكال التطريز المختلفة، بينما يُشق الثوب من الأمام لتلبس العروس تحته شروالاً برتقالي اللون أو أخضر.. لارتباط كلا اللونين بدلالة الفرحة والتفاؤل.
بين الحرفية وإحياء التراث
من جهة أخرى التقت "فلسطين" سعاد حجاج صاحبة معرض للتراث والتطريز الفلاحي في مدينة خانيونس، التي تحدثت عن بداية عملها في إحياء هذا التراث بانفعالٍ يرافقه فخر، وقالت :" بدأت عملي قبل انتفاضة الأقصى بشهور قليلة، ولكن هذا الحدث الجلل كان بمثابة دافع للاستمرار في العمل، تحقيقاً لغاية ثبيت أقدامنا كفلسطينيين في أرضنا المحتلة".
وتابعت :" في البداية كان إلمامي بسيط في هذا الموضوع ، خاصة تلك التي تميز كل قرية عن الأخرى، إلا أن توسيع المعارف والاطلاع على الموروث التاريخي للزي الشعبي الفلسطيني، سواء كان عبر صفحات الانترنت أو في المراجع التاريخية، جعلني أتقن عملي بصورة أكبر وأنتقل به من المجال التقليدي، إلى المجال الابتكاري"، مشيرة إلى أن الأمر لم يقتصر على الأثواب بل أصبح يشمل قطع الأثاث وأغلفة الكتب.
وحسب الخبرة التي اكتسبتها حجاج من عملها أوضحت لنا عدة أمور تخص كيفية التطريز على الثوب قائلة :"للتطريز أماكن محددة في الثوب، فهناك تطريز ضمن مربع على الصدر يسمى "القبة" ، وعلى الأكمام ويسمى "الزوائد"، أما على الجانبين فيسمى تطريز "البنايق" أو "المناجل"، مشيرة إلى أن غالبية النقوش في معظم القرى الفلسطينية تمثل عروقاً هندسية ورسوماتٍ لبعض النباتات والأزهار والطيور مختلفة الأنواع".
للتطريز أماكن محددة في الثوب، فهناك تطريز ضمن مربع على الصدر يسمى "القبة" ، وعلى الأكمام ويسمى "الزوائد"، أما على الجانبين فيسمى تطريز "البنايق" أو "المناجل"، أما غالبية النقوش فتمثل عروقاً هندسية ورسوماتٍ لبعض النباتات والأزهار والطيور مختلفة الأنواع
ولكن ما تأسف له حجاج هو لجوء الأجيال الحالية لاتباع الملابس الحديثة دون أدنى تمسك بالموروث الذي يثبت حقهم وأحقيتهم بالأراضي التي اعتدى عليها المحتل، وتابعت :"تمسكهم بتراثهم، دلالة على التمسك بأصول الأرض والتاريخ"، منتقدةً وضع التطريز الفلاحي الذي لم يعد يراه الفلسطينيون خصوصاً في قطاع غزة إلا في المعارض أو المشاغل اليدوية المختصة..
أثواب "فلسطين" المطرزة.. بقراها ومدنها، هي للمتفحص شواهدٌ على حقبٍ مضت.. بأفراحها وأحزانها.. وتاريخٌ مر..
وكونها لا زالت تصارع –في ظل اختلاف الموضة- كي تبقى كصاحبها على أرضها.. هذا وحده دليلٌ على "فلسطينية هويتها".. فهلا حفظناها؟
المصدر: فلسطين
عائدة الى حيفا- الإدارة
- عدد المساهمات : 1246
الرصيد : 1948
أعجبني : 1
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 52
رقم العضوية : 7
رد: التطريز الفلاحي.. وحكايةُ قرىً مهجّرة!
يسلمووو ايديكي
موضوع رائع ومميز
يعطيكي العافيه اختي
موضوع رائع ومميز
يعطيكي العافيه اختي
الوتر الحزين- مشرف
- عدد المساهمات : 573
الرصيد : 611
أعجبني : 2
تاريخ التسجيل : 24/08/2010
العمر : 36
رقم العضوية : 47
رد: التطريز الفلاحي.. وحكايةُ قرىً مهجّرة!
الوتر الحزين
كتير أسعدني مرورك
عم بتنور صفحاتي بحضورك المميز دايماً
كتير أسعدني مرورك
عم بتنور صفحاتي بحضورك المميز دايماً
عائدة الى حيفا- الإدارة
- عدد المساهمات : 1246
الرصيد : 1948
أعجبني : 1
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 52
رقم العضوية : 7
رد: التطريز الفلاحي.. وحكايةُ قرىً مهجّرة!
موضع جدير بالاهتمام وغاية في الاهمية مشكورة عائدة على تسليط الضوء على التطريز الفلاحي الفلسطيني
رامي السعيد- الأمين العام لمؤسسة بيت الذاكرة الفلسطينية
- عدد المساهمات : 687
الرصيد : 851
أعجبني : 1
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
رقم العضوية : 2
الأمين العام
لمؤسسة
بيت الذاكرة الفلسطينية
رد: التطريز الفلاحي.. وحكايةُ قرىً مهجّرة!
موضوع في غايه اهميه
يسلمو عائده الى حيفا
ننتظر جديدك
يسلمو عائده الى حيفا
ننتظر جديدك
عاشقه فلسطين- الإدارة
- عدد المساهمات : 3160
الرصيد : 4000
أعجبني : 10
تاريخ التسجيل : 17/08/2010
العمر : 29
العمل/الترفيه : طــــــــــالبه
رقم العضوية : 24
رد: التطريز الفلاحي.. وحكايةُ قرىً مهجّرة!
عائدة الى حيفا
مشكورة موضوع مميز
وهاد مو شي جديد
عليك فموضيعك
كلها مميزة
تحياتي لك
مشكورة موضوع مميز
وهاد مو شي جديد
عليك فموضيعك
كلها مميزة
تحياتي لك
فلسطينية وافتخر- عضونشيط
- عدد المساهمات : 94
الرصيد : 124
أعجبني : 0
تاريخ التسجيل : 22/08/2010
العمر : 33
رقم العضوية : 36
رد: التطريز الفلاحي.. وحكايةُ قرىً مهجّرة!
مشكورة أختي الغالية عائدة الى حيفا
تميزك بات لا يخفى على ـأحد
وهل يخفى القمر
تميزك بات لا يخفى على ـأحد
وهل يخفى القمر
عائدون- المدير العام لشبكة بيت الذاكرة الفلسطينية
- عدد المساهمات : 2671
الرصيد : 3929
أعجبني : 49
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
رقم العضوية : 1
رد: التطريز الفلاحي.. وحكايةُ قرىً مهجّرة!
شكرا كتير لمروركم اللطيف نورتوا الصفحة
عائدة الى حيفا- الإدارة
- عدد المساهمات : 1246
الرصيد : 1948
أعجبني : 1
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 52
رقم العضوية : 7
رد: التطريز الفلاحي.. وحكايةُ قرىً مهجّرة!
أثواب "فلسطين" المطرزة.. بقراها ومدنها، هي للمتفحص شواهدٌ على حقبٍ مضت.. بأفراحها وأحزانها.. وتاريخٌ مر..
وكونها لا زالت تصارع –في ظل اختلاف الموضة- كي تبقى كصاحبها على أرضها.. هذا وحده دليلٌ على "فلسطينية هويتها".. فهلا حفظناها؟
بتشكرك كتير عائدة الى حيفا على روائع ما قدمتي
موضوع مميز و رائع ,,,
يعطيكي الف عافية يا رب
لكي مني كل التحيات و التقدير
ـتقبلي مروري
وكونها لا زالت تصارع –في ظل اختلاف الموضة- كي تبقى كصاحبها على أرضها.. هذا وحده دليلٌ على "فلسطينية هويتها".. فهلا حفظناها؟
بتشكرك كتير عائدة الى حيفا على روائع ما قدمتي
موضوع مميز و رائع ,,,
يعطيكي الف عافية يا رب
لكي مني كل التحيات و التقدير
ـتقبلي مروري
ورود الحياه- عضوVIP
- عدد المساهمات : 5770
الرصيد : 7462
أعجبني : 26
تاريخ التسجيل : 18/08/2010
العمر : 30
العمل/الترفيه : طالبه
رقم العضوية : 27
مواضيع مماثلة
» التطريز الفلاحي
» التطريز الفلاحي الفلسطيني 2
» معلومات عامة عن التطريز الفلاحي الفلسطيني
» التطريز الفلاحي الفلسطيني هو من اجمل ما يميز تراثنا فهو التميز والعراقة
» التطريز الفلسطيني
» التطريز الفلاحي الفلسطيني 2
» معلومات عامة عن التطريز الفلاحي الفلسطيني
» التطريز الفلاحي الفلسطيني هو من اجمل ما يميز تراثنا فهو التميز والعراقة
» التطريز الفلسطيني
شبكة بيت الذاكرة الفلسطينية :: .:: منتدى بيت الذاكرة الفلسطينية ::. :: قسم التراث الفلكلور الفلسطيني :: قسم التطريز الفلاحي الفلسطيني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 15 مايو 2016, 8:53 pm من طرف قلوب دافئه
» لماذا عُرج برسول الله من المسجد الأقصى ولم يُعرج به من المسجد الحرام
الأربعاء 16 مارس 2016, 12:33 am من طرف قلوب دافئه
» الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأحد 20 ديسمبر 2015, 1:06 am من طرف قلوب دافئه
» ضرب الأطفال
الأربعاء 25 نوفمبر 2015, 9:03 am من طرف قلوب دافئه
» الأدب فى رياض الصالحين
الإثنين 19 أكتوبر 2015, 11:13 am من طرف قلوب دافئه
» الصبر والأمانة باب القرب والعطاء
السبت 12 سبتمبر 2015, 3:54 pm من طرف قلوب دافئه
» إصلاح وتربية المجتمع بإصلاح قلوب أهله
الإثنين 17 أغسطس 2015, 11:23 pm من طرف قلوب دافئه
» احكام الفدية على المريض فى رمضان ومتى تجب عليه
الأحد 21 يونيو 2015, 12:04 am من طرف قلوب دافئه
» رؤية هلال رمضان
الإثنين 08 يونيو 2015, 4:46 pm من طرف قلوب دافئه
» ولم يك رب العرش فوق سمائه تنزّة عن كيف وعن برهان
الثلاثاء 02 يونيو 2015, 12:02 pm من طرف المحب لفلسطين
» لماذا عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى ولم يعرج به من المسجد الحرام
الثلاثاء 26 مايو 2015, 10:05 am من طرف قلوب دافئه
» لماذا طلب داعى اليهود والنصارى وإبليس نظره من رسول الله فى الإسراء والمعراج
السبت 16 مايو 2015, 8:27 am من طرف قلوب دافئه
» لماذا اختص الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالإسراء والمعراج دون باقى الأنبياء
الإثنين 04 مايو 2015, 6:26 am من طرف قلوب دافئه
» تحميل كتاب إشراقات الإسراء
الخميس 16 أبريل 2015, 12:30 am من طرف قلوب دافئه
» اختبار الغضب
الأحد 29 مارس 2015, 1:50 pm من طرف قلوب دافئه