عدد زوار المنتدى
.: عدد زوار المنتدى :.
< SPAN>
المواضيع الأخيرة
لن ننساكم
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 88 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 88 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 689 بتاريخ الجمعة 21 يونيو 2013, 9:15 pm
ومضات من حياة مجاهد ضفاوي
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ومضات من حياة مجاهد ضفاوي
سأروي لكم حكاية مجاهد ضفاوي، ففي قصته تلخصت حكايتنا في الضفة المحتلة..
عمر من شباب الحركة الإسلامية الأوائل، من الجيل الذي عاصر بدايات الصحوة الإسلامية المباركة في أرض الإسراء، تربى منذ نعومة أظفاره في المساجد، وعايش عمالقة الدعوة الكبار أمثال الجمالين الجبلين، وصلاح دروزة الذي لا يكبره كثيرا، والسركجي رحمهم الله أجمعين..
مر عمر كأبناء جيله بجميع مراحل الدعوة، من العمل في المساجد، ودعوة أقرانه في المدارس ومن ثم في جامعة النجاح التي شهدت تفتح مواهبه القيادية، حتى كانت الانتفاضة المباركة، فتميز عن أقرانه بجرأته، وشجاعته،و بز نظراءه بنشاطه ودأبه، حتى غدا من أهم القادة الميدانيين للحركة، وندر أن تخلو فعالية أو مواجهة من مشاركته الفعلية، وكان صوته الجهوري في المظاهرات يهز البلد هزا، باعثا الحماسة في النفس، والقشعريرة في الجلود، ويثير رعب يهود بزئيره وهو يردد في المواجهات مع كل حجر يلقيه .. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد..
كانت الشهادة أو الإصابة متوقعة له، فلم يكن يتأخر عن الصفوف الأولى، في أي مواجهة، ويتصدى للعدو دون خوف أو وجل، وكان الناس ينعتونه لفرط شجاعته بالمجنون، ويتصورون إقدامه تهورا، فكان يرد ضاحكا مرددا قول الشاعر أي يومين من الموت أفر..
لم استغرب حين جاءني ذات يوم، أحد الأشبال - وهو من الذين كان عمر يرعاهم ويتعهدهم - ليخبرني أن عمر استشهد، لم يصدمني الخبر، فقد كان ذاك اليوم من أيام الملاحم الكبرى التي شهدتها مدينتنا الباسلة، حيث شهدت معظم الأحياء والشوارع مواجهات من أعنف ما مر على المدينة غضبا للأقصى وللدماء الطاهرة التي سالت على أرضه في المجزرة التي ارتكبها أبناء صهيون في رحابه...ولكن عمر لم يستشهد، فقد كتب الله له عمرا آخر، وقيض المولى أن يعيش رغم خطورة إصابته، وخسارته كثيرا من الدماء، ولكن الله نجاه، ليعود إلى الساحات أشد صلابة ومضاء، متألما أن فاتته الشهادة، مع من نالها في ذلك اليوم العظيم، مجددا العهد مع الله مكررا قوله تعالى (..ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).
اعتقل عمر بعد فترة من تعافيه من إصابته، وقضى في الأسر سنوات، فلم يفت السجن في عضده، ولم يضعف الأسر من عزيمته فخرج أشد عنادا، وإصرارا على مواصلة الدرب حتى النصر أو الشهادة..
تكرر اعتقاله لفترات متفاوتة ..حتى كانت كارثة أوسلو التي قضت على الانتفاضة وروحها الوثابة..وخدرت الناس بأوهام الدولة والتسوية، وشرخت وحدة الصف في مواجهة العدو ومقارعته، ووجد شباب الحركة الاسلامية انفسهم في الميدان منفردين...
شيئا فشيئا خبا اللهيب وانطفأت جذوة الثورة، وانصرف أغلب الناس لتصريف شئونهم التي غفلوا عنها طيلة سنوات الانتفاضة والمواجهة، ولكن شباب حماس لم يهدأوا، ففي هذه الفترة وثبت مجموعات العز لتبث الرعب في صفوف يهود..ونشط في المقابل نفر من أبناء جلدتنا ممن رافقنا في المواجهات قبلا، في التخذيل، ووصم العمليات بما لا يليق من النعوت، بوصفها مخربة للسلام بزعمهم، لا بل إن بعضهم نشط في معاونة العدو على ملاحقتنا، لكونهم حسب زعمهم في اطار مرحلة جديدة ستجلب الطمأنينة والرخاء والأمان لشعبنا المثقل والمتعب من طول المواجهة..
خبت الانتفاضة إذن، وبدأت مرحلة جديدة من عهد أوسلو المشئوم، تخدر الناس بوعود "سنغافورة أبي عمار"، وخارت عزائمهم، وعادت الانتهازية، والطمع والمادية لتتحكم بالناس بعدأن نحتها سنوات المواجهة، والتحدي..
في هذه الأثناء تزوج عمر ورزقه الله الولد، وفتح محلا يترزق منه، بعد أن أكمل دراسته في الجامعة، رغم الأسر بعد الزمن.. وتوسعت تجارته وفتح الله عليه أبواب الرزق، حتى غدا من الميسورين..ولكن مهلا!! فالمال لم يغيره، ولم يفسد قلبه كما فعل مع الكثيرينن وقد كنت تلمس تلك الروح المتقدة تكاد تقفز من بين جنبيه، لا بل إنه أورثها لأبنائه، الذين كانوا رغم حداثة سنهم شديدي الحماسة للجهاد، والتعلق بأخبار المجاهدين، وكنت تلمس توقهم لمواجهة العدو، كما كان يفعل أبوهم إبان الانتفاضة التي سمعوا الكثير عنها ..
عقب إحدى العمليات المباركة داخل الكيان، شنت قوات أوسلو حملة اعتقالات واسعة في مدينة نابلس شملت أخانا عمر مع من اعتقلته من أبناء الحركة الإسلامية الكرام، وخاض عمر وإخوانه غمار مواجهة الجلادين الجدد، وشارك بالاضراب الكبير عن الطعام، حتى اعتلت صحته ونقل للمستشفى بحالة يرثى لها .. دون أن ينال الجلاوزة الجدد من عزيمتهن هكذا هو عمر مجاهد صلب، ومقاوم صنديد.. كحجارة نابلس الصوان.
ثم أقبلت الانتفاضة الثانية، انتفاضة الأقصى المباركة، لتبدد أوهام التسوية، ولتكشف الخديعة الكبرى التي مارسها بعض أبناء جلدتنا، ولتنقشع الغشاوة عن العيون، ليسيل الدم الطاهر أنهارا، دفاعا عن طهرية أقصانا، وغضبا على من صالح العدو وهادنه..
اقتحم العدو بدباباته ومدرعاته، مدن الضفة، بعد أن أثخن المجاهدون الأشاوس فيه، وأذاقوه الموت الذي طالما أذاقنا إياه ألوانا، واستشعر الخطر على كيانه الغاصب، بعد أن ظن أن الأمر قد استقر له..وكانت عمليات الفداء الكبرى تبدد أوهامه بالعيش بأمن وطمأنينة فوق أرضنا، ودب الرعب في مجاميعه ولم يعد يأمن على نفسه في طول البلاد وعرضها..
تصدى عمر مع المجاهدين الميامين من أبناء حماس والصادقين من أبناء فتح، لآليات العدو المتوغلة في نابلس في ملحمة بطولية ولا أروع ، سيذكر التاريخ وقائعها في فصول العز والشمم، ولاتزال الأيام تكشف عن سطور العز التي خطها أبناء نابلس الأشاوس بدمائهم ذودا عن حياضها رغم قلة السلاح والعتاد...
عقب المعركة التقيته..هناك في قلعة المجد (سجن مجدو) فسألته كالمندهش ممازحا: أنت أيضا هنا؟! حسبتك استشهدت؟! فرد ضاحكا بفكاهته المحببة أنا يا أخي ممن سأل الله الشهادة بعد الثمانين..فضحكنا كثيرا رغم قساوة الوضع ومرارة الاعتقال، قلت له إلى أين ترانا سائرون؟ قال لي لا أدري، ثم صمت برهة ليستأنف مرددا بيت شعر حفظناه أيام الدعوة الأولى: كل الذي أدريه أن تجرعي ***كأس المرارة ليس في إمكاني ..
وعقب كاظا على أسنانه سنظل نلاحقهم حتى يخرجوا من أرضنا أذلة صاغرين..
عقب خروجه من السجن كانت الأوضاع في البلد قد تبدلت، وتسيدت طغمة من العملاء تدعي زورا أنها لفلسطين تنتمي، فلم تدعه يكمل طريقه للبيت بل اختطفته على حاجز نصبوه خصيصا لتصيده..
تعرض عمر في سجونهم لألوان المهانة والأذى ..وعذب أشد تعذيب بوصفه أحد "زعماء الانقلابيين"، كان يردد أي انقلابيين وأنا قد خرجت لتوي من السجن، ثم عن ماذا تتحدثون، انقلاب على ماذا؟ كفوا عن هذا العبث، وعودوا لشعبكم، فسوف نسامحكم لا محالة فأنتم رغم أنوفكم منا ..ولكن هيهات ما لجرح بميت إيلام، فهؤلاء منبتون عن شعبهم، رضعوا حب صهيون من ضرع دايتون ودولاراته، فلم يعد لهم انتماء إلا للدولار ومن يملكه..
عذب عمر وهو البطل الذي يجب أن تؤدى له التحية، ويضرب له السلام، ويمنح النياشين على بطولاته وتضحياته..ولكنه زمن الرويبضة..الذي تسيد فيه أمثال هؤلاء.
سألوه عن نشاطه في الانتفاض الأولى، سألوه عن عمله في الدعوة، سألوه عن اعتقالاته لدى العدو، سألوه عما لم يعترف عليه..ولكنه أبى الإجابة عن أسئلتهم أو التعاون معهم في شيئ..
أطلق سراحه بعد تهديد ووعيد بالويل والثبور إن لمح له نشاط أوحركة، وتأكيدا لنواياهم الآثمة اختطفوا أبناءه بعد أن أخرجوه..من أي طينة هؤلاء؟ قال لي، كيف خرجوا وسطنا كنبتة شيطانية؟ كيف ارتدّوا وانحدروا لهذا الدرك ..أين كنا؟ كيف لم ننتبه لهم؟
بعد أيام التقيته عقب عودته من محاولة فاشلة لمقابلة ابنه الرهينة لدى ميليشيا دايتون، فأردت تشجيعه، شادا على يديه قائلا: الله يعين..فقاطعني مبتسما ابتسامة الواثق المطمئن مرددا كعادته بيتا لأحد الشعراء دنيا المجاهد كلها محن لصهر لرجالها..وكأنه يشد من أزري أنا ويثبتني بكلماته هذه.
على عكس جميع توقعاته منح عمر تصريح سفر إلى الأردن، للسفر إلى الصين، رغم كونه من المجاهدين القدامى، وأحد الأسرى المحررين، ورغم تصنيفه عند ميليشيا دايتون كأحد العنيدين ..إلا انه منح التصريح، فسافر عبر الأردن برفقة بعض التجار إلى الصين لشؤون تجارتهم ..وبعد أن قضوا حاجتهم وفرغوا من أعمالهم، قفلوا راجعين إلى عمان ..وهناك كانت المفاجأة... يتعذر على القلم أن يكمل
*****
في ركب الدعوة الغراء
في ركب الدعوة الغراء
عمر من شباب الحركة الإسلامية الأوائل، من الجيل الذي عاصر بدايات الصحوة الإسلامية المباركة في أرض الإسراء، تربى منذ نعومة أظفاره في المساجد، وعايش عمالقة الدعوة الكبار أمثال الجمالين الجبلين، وصلاح دروزة الذي لا يكبره كثيرا، والسركجي رحمهم الله أجمعين..
مر عمر كأبناء جيله بجميع مراحل الدعوة، من العمل في المساجد، ودعوة أقرانه في المدارس ومن ثم في جامعة النجاح التي شهدت تفتح مواهبه القيادية، حتى كانت الانتفاضة المباركة، فتميز عن أقرانه بجرأته، وشجاعته،و بز نظراءه بنشاطه ودأبه، حتى غدا من أهم القادة الميدانيين للحركة، وندر أن تخلو فعالية أو مواجهة من مشاركته الفعلية، وكان صوته الجهوري في المظاهرات يهز البلد هزا، باعثا الحماسة في النفس، والقشعريرة في الجلود، ويثير رعب يهود بزئيره وهو يردد في المواجهات مع كل حجر يلقيه .. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد..
كانت الشهادة أو الإصابة متوقعة له، فلم يكن يتأخر عن الصفوف الأولى، في أي مواجهة، ويتصدى للعدو دون خوف أو وجل، وكان الناس ينعتونه لفرط شجاعته بالمجنون، ويتصورون إقدامه تهورا، فكان يرد ضاحكا مرددا قول الشاعر أي يومين من الموت أفر..
لم استغرب حين جاءني ذات يوم، أحد الأشبال - وهو من الذين كان عمر يرعاهم ويتعهدهم - ليخبرني أن عمر استشهد، لم يصدمني الخبر، فقد كان ذاك اليوم من أيام الملاحم الكبرى التي شهدتها مدينتنا الباسلة، حيث شهدت معظم الأحياء والشوارع مواجهات من أعنف ما مر على المدينة غضبا للأقصى وللدماء الطاهرة التي سالت على أرضه في المجزرة التي ارتكبها أبناء صهيون في رحابه...ولكن عمر لم يستشهد، فقد كتب الله له عمرا آخر، وقيض المولى أن يعيش رغم خطورة إصابته، وخسارته كثيرا من الدماء، ولكن الله نجاه، ليعود إلى الساحات أشد صلابة ومضاء، متألما أن فاتته الشهادة، مع من نالها في ذلك اليوم العظيم، مجددا العهد مع الله مكررا قوله تعالى (..ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).
اعتقل عمر بعد فترة من تعافيه من إصابته، وقضى في الأسر سنوات، فلم يفت السجن في عضده، ولم يضعف الأسر من عزيمته فخرج أشد عنادا، وإصرارا على مواصلة الدرب حتى النصر أو الشهادة..
تكرر اعتقاله لفترات متفاوتة ..حتى كانت كارثة أوسلو التي قضت على الانتفاضة وروحها الوثابة..وخدرت الناس بأوهام الدولة والتسوية، وشرخت وحدة الصف في مواجهة العدو ومقارعته، ووجد شباب الحركة الاسلامية انفسهم في الميدان منفردين...
شيئا فشيئا خبا اللهيب وانطفأت جذوة الثورة، وانصرف أغلب الناس لتصريف شئونهم التي غفلوا عنها طيلة سنوات الانتفاضة والمواجهة، ولكن شباب حماس لم يهدأوا، ففي هذه الفترة وثبت مجموعات العز لتبث الرعب في صفوف يهود..ونشط في المقابل نفر من أبناء جلدتنا ممن رافقنا في المواجهات قبلا، في التخذيل، ووصم العمليات بما لا يليق من النعوت، بوصفها مخربة للسلام بزعمهم، لا بل إن بعضهم نشط في معاونة العدو على ملاحقتنا، لكونهم حسب زعمهم في اطار مرحلة جديدة ستجلب الطمأنينة والرخاء والأمان لشعبنا المثقل والمتعب من طول المواجهة..
****
كارثة أوسلو
كارثة أوسلو
خبت الانتفاضة إذن، وبدأت مرحلة جديدة من عهد أوسلو المشئوم، تخدر الناس بوعود "سنغافورة أبي عمار"، وخارت عزائمهم، وعادت الانتهازية، والطمع والمادية لتتحكم بالناس بعدأن نحتها سنوات المواجهة، والتحدي..
في هذه الأثناء تزوج عمر ورزقه الله الولد، وفتح محلا يترزق منه، بعد أن أكمل دراسته في الجامعة، رغم الأسر بعد الزمن.. وتوسعت تجارته وفتح الله عليه أبواب الرزق، حتى غدا من الميسورين..ولكن مهلا!! فالمال لم يغيره، ولم يفسد قلبه كما فعل مع الكثيرينن وقد كنت تلمس تلك الروح المتقدة تكاد تقفز من بين جنبيه، لا بل إنه أورثها لأبنائه، الذين كانوا رغم حداثة سنهم شديدي الحماسة للجهاد، والتعلق بأخبار المجاهدين، وكنت تلمس توقهم لمواجهة العدو، كما كان يفعل أبوهم إبان الانتفاضة التي سمعوا الكثير عنها ..
عقب إحدى العمليات المباركة داخل الكيان، شنت قوات أوسلو حملة اعتقالات واسعة في مدينة نابلس شملت أخانا عمر مع من اعتقلته من أبناء الحركة الإسلامية الكرام، وخاض عمر وإخوانه غمار مواجهة الجلادين الجدد، وشارك بالاضراب الكبير عن الطعام، حتى اعتلت صحته ونقل للمستشفى بحالة يرثى لها .. دون أن ينال الجلاوزة الجدد من عزيمتهن هكذا هو عمر مجاهد صلب، ومقاوم صنديد.. كحجارة نابلس الصوان.
****
انتفاضة الأقصى المباركة
انتفاضة الأقصى المباركة
ثم أقبلت الانتفاضة الثانية، انتفاضة الأقصى المباركة، لتبدد أوهام التسوية، ولتكشف الخديعة الكبرى التي مارسها بعض أبناء جلدتنا، ولتنقشع الغشاوة عن العيون، ليسيل الدم الطاهر أنهارا، دفاعا عن طهرية أقصانا، وغضبا على من صالح العدو وهادنه..
اقتحم العدو بدباباته ومدرعاته، مدن الضفة، بعد أن أثخن المجاهدون الأشاوس فيه، وأذاقوه الموت الذي طالما أذاقنا إياه ألوانا، واستشعر الخطر على كيانه الغاصب، بعد أن ظن أن الأمر قد استقر له..وكانت عمليات الفداء الكبرى تبدد أوهامه بالعيش بأمن وطمأنينة فوق أرضنا، ودب الرعب في مجاميعه ولم يعد يأمن على نفسه في طول البلاد وعرضها..
تصدى عمر مع المجاهدين الميامين من أبناء حماس والصادقين من أبناء فتح، لآليات العدو المتوغلة في نابلس في ملحمة بطولية ولا أروع ، سيذكر التاريخ وقائعها في فصول العز والشمم، ولاتزال الأيام تكشف عن سطور العز التي خطها أبناء نابلس الأشاوس بدمائهم ذودا عن حياضها رغم قلة السلاح والعتاد...
عقب المعركة التقيته..هناك في قلعة المجد (سجن مجدو) فسألته كالمندهش ممازحا: أنت أيضا هنا؟! حسبتك استشهدت؟! فرد ضاحكا بفكاهته المحببة أنا يا أخي ممن سأل الله الشهادة بعد الثمانين..فضحكنا كثيرا رغم قساوة الوضع ومرارة الاعتقال، قلت له إلى أين ترانا سائرون؟ قال لي لا أدري، ثم صمت برهة ليستأنف مرددا بيت شعر حفظناه أيام الدعوة الأولى: كل الذي أدريه أن تجرعي ***كأس المرارة ليس في إمكاني ..
وعقب كاظا على أسنانه سنظل نلاحقهم حتى يخرجوا من أرضنا أذلة صاغرين..
****
الانقلابيون
الانقلابيون
عقب خروجه من السجن كانت الأوضاع في البلد قد تبدلت، وتسيدت طغمة من العملاء تدعي زورا أنها لفلسطين تنتمي، فلم تدعه يكمل طريقه للبيت بل اختطفته على حاجز نصبوه خصيصا لتصيده..
تعرض عمر في سجونهم لألوان المهانة والأذى ..وعذب أشد تعذيب بوصفه أحد "زعماء الانقلابيين"، كان يردد أي انقلابيين وأنا قد خرجت لتوي من السجن، ثم عن ماذا تتحدثون، انقلاب على ماذا؟ كفوا عن هذا العبث، وعودوا لشعبكم، فسوف نسامحكم لا محالة فأنتم رغم أنوفكم منا ..ولكن هيهات ما لجرح بميت إيلام، فهؤلاء منبتون عن شعبهم، رضعوا حب صهيون من ضرع دايتون ودولاراته، فلم يعد لهم انتماء إلا للدولار ومن يملكه..
عذب عمر وهو البطل الذي يجب أن تؤدى له التحية، ويضرب له السلام، ويمنح النياشين على بطولاته وتضحياته..ولكنه زمن الرويبضة..الذي تسيد فيه أمثال هؤلاء.
سألوه عن نشاطه في الانتفاض الأولى، سألوه عن عمله في الدعوة، سألوه عن اعتقالاته لدى العدو، سألوه عما لم يعترف عليه..ولكنه أبى الإجابة عن أسئلتهم أو التعاون معهم في شيئ..
أطلق سراحه بعد تهديد ووعيد بالويل والثبور إن لمح له نشاط أوحركة، وتأكيدا لنواياهم الآثمة اختطفوا أبناءه بعد أن أخرجوه..من أي طينة هؤلاء؟ قال لي، كيف خرجوا وسطنا كنبتة شيطانية؟ كيف ارتدّوا وانحدروا لهذا الدرك ..أين كنا؟ كيف لم ننتبه لهم؟
بعد أيام التقيته عقب عودته من محاولة فاشلة لمقابلة ابنه الرهينة لدى ميليشيا دايتون، فأردت تشجيعه، شادا على يديه قائلا: الله يعين..فقاطعني مبتسما ابتسامة الواثق المطمئن مرددا كعادته بيتا لأحد الشعراء دنيا المجاهد كلها محن لصهر لرجالها..وكأنه يشد من أزري أنا ويثبتني بكلماته هذه.
على عكس جميع توقعاته منح عمر تصريح سفر إلى الأردن، للسفر إلى الصين، رغم كونه من المجاهدين القدامى، وأحد الأسرى المحررين، ورغم تصنيفه عند ميليشيا دايتون كأحد العنيدين ..إلا انه منح التصريح، فسافر عبر الأردن برفقة بعض التجار إلى الصين لشؤون تجارتهم ..وبعد أن قضوا حاجتهم وفرغوا من أعمالهم، قفلوا راجعين إلى عمان ..وهناك كانت المفاجأة... يتعذر على القلم أن يكمل
ashdood- عضوفعال
- عدد المساهمات : 317
الرصيد : 640
أعجبني : 1
تاريخ التسجيل : 11/08/2010
العمر : 37
رقم العضوية : 11
رد: ومضات من حياة مجاهد ضفاوي
يعطيكـ العافيه
مواضيعك دائمآ رائعه
وفيها معلومات جميييلخ
ممشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكوور
مواضيعك دائمآ رائعه
وفيها معلومات جميييلخ
ممشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكوور
عطر الامل- مشرفة
- عدد المساهمات : 818
الرصيد : 980
أعجبني : 0
تاريخ التسجيل : 18/08/2010
العمر : 26
العمل/الترفيه : طالبة
رقم العضوية : 28
رد: ومضات من حياة مجاهد ضفاوي
شـــــكرا لك اخي على روائع ما قدمت
ننتظر جديدك ......تقبل مروري
^_^
ننتظر جديدك ......تقبل مروري
^_^
ورود الحياه- عضوVIP
- عدد المساهمات : 5770
الرصيد : 7462
أعجبني : 26
تاريخ التسجيل : 18/08/2010
العمر : 29
العمل/الترفيه : طالبه
رقم العضوية : 27
رد: ومضات من حياة مجاهد ضفاوي
شكرا لك اخي على ما قدمت لنا
يعطيك الف عافيه على جهودك الرااائعه
تقبل مروري
يعطيك الف عافيه على جهودك الرااائعه
تقبل مروري
عاشقه تراب فلسطين- مشرفة
- عدد المساهمات : 4556
الرصيد : 5714
أعجبني : 23
تاريخ التسجيل : 17/08/2010
العمر : 28
العمل/الترفيه : طالبه
رقم العضوية : 25
مواضيع مماثلة
» كلمات حياة الراب
» أصعب 12 دقيقة فى حياة الانسان
» “أنشودة ثائر” عن حياة عبد الرحيم محمود
» الاكلة التي اذا لم ترد على حياة الفلسطيني فإنه لم يذق طعم الحياة بعد
» عملية تجميل تدمّر حياة الرجل الكلب
» أصعب 12 دقيقة فى حياة الانسان
» “أنشودة ثائر” عن حياة عبد الرحيم محمود
» الاكلة التي اذا لم ترد على حياة الفلسطيني فإنه لم يذق طعم الحياة بعد
» عملية تجميل تدمّر حياة الرجل الكلب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 15 مايو 2016, 8:53 pm من طرف قلوب دافئه
» لماذا عُرج برسول الله من المسجد الأقصى ولم يُعرج به من المسجد الحرام
الأربعاء 16 مارس 2016, 12:33 am من طرف قلوب دافئه
» الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأحد 20 ديسمبر 2015, 1:06 am من طرف قلوب دافئه
» ضرب الأطفال
الأربعاء 25 نوفمبر 2015, 9:03 am من طرف قلوب دافئه
» الأدب فى رياض الصالحين
الإثنين 19 أكتوبر 2015, 11:13 am من طرف قلوب دافئه
» الصبر والأمانة باب القرب والعطاء
السبت 12 سبتمبر 2015, 3:54 pm من طرف قلوب دافئه
» إصلاح وتربية المجتمع بإصلاح قلوب أهله
الإثنين 17 أغسطس 2015, 11:23 pm من طرف قلوب دافئه
» احكام الفدية على المريض فى رمضان ومتى تجب عليه
الأحد 21 يونيو 2015, 12:04 am من طرف قلوب دافئه
» رؤية هلال رمضان
الإثنين 08 يونيو 2015, 4:46 pm من طرف قلوب دافئه
» ولم يك رب العرش فوق سمائه تنزّة عن كيف وعن برهان
الثلاثاء 02 يونيو 2015, 12:02 pm من طرف المحب لفلسطين
» لماذا عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى ولم يعرج به من المسجد الحرام
الثلاثاء 26 مايو 2015, 10:05 am من طرف قلوب دافئه
» لماذا طلب داعى اليهود والنصارى وإبليس نظره من رسول الله فى الإسراء والمعراج
السبت 16 مايو 2015, 8:27 am من طرف قلوب دافئه
» لماذا اختص الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالإسراء والمعراج دون باقى الأنبياء
الإثنين 04 مايو 2015, 6:26 am من طرف قلوب دافئه
» تحميل كتاب إشراقات الإسراء
الخميس 16 أبريل 2015, 12:30 am من طرف قلوب دافئه
» اختبار الغضب
الأحد 29 مارس 2015, 1:50 pm من طرف قلوب دافئه