الشاعر الفلسطيني / محمد توفيق محمد " قصيدة ما بين النحو والنحو"

ما بين النحو والنحو

مازلنا نسمع في المثل النحوي المنقول
زريد يضرب عمراً
لم نسمع في هذا العصر بأن زيداً
يضرب ليفيٌ
أو يضرب أشكولٌ
لو كان الأمر كذلك
لنتصب الفاعل وارتفع المفعول
وسمعنا
من أشياخ النحو التخريج يقول
هذا عند العرب على لغة:
خرق الثوبُ المسمارا
. . . . أعذارٌ تتبع اعذارا
لوكان الأمر كذلك
لنتصب الفاعل " بالفيتو"
يا شيخ النحو:
ليفي يضرب دياً
قال الشيخ: هذا رأي الجمهور فلا
تحريف ولا تعديل
يا شيخ النحو: ما قولك في أشكول يضرب أحمد في القدس؟
قال الشيخ: في حرف جرٍ والقدس اسم مجرور.
يا شيخي:
القدس لا تحتاج إلى إعراب بل تحتاج إلى تعريب
في حيفا أو في يافا
لا في تل أبيب
قال الشيخ: هذا أمر صرفي قد يحتاج إلى تأمويل
قد يحتاج لرأي المجمع
والمجمع لا يقدر أن يعقد نفسه حتى
يعقده المسئول
يا شيخ النحو:
فاطمة في البوسنة تندب
تبكي الشرف الضائع بالقلب المثكول
تستصرخ معتصماً مات على
عتبات التاريخ المدفون
تبكي ما كان وما سيكون
تبكي المعقول ولا معقول
قال الشيخ: ملف البوسنة في الرف
يكفي أتي أدخلت "سراييفوا" في الممنوع من الصرف
فالفاعليستتر وجوباً في زمن الزيغ ومن الميل
ما في البوسنة لا يعنيني
ما زالت في حكم التأجيل
قد تبكي فاطمة كثيرا
فالأمر بدائرة الأمن النحوي
وسوف يعالج بالتفصيل
وسيحكم فيه نُحاة النحل
على رأي النحو المغلول
يا شيخ النحو: ما قولك في عبد الرحمن ؟
هدموا مسجده في الشيشان
قتلوا الأطفال وذلوا الإنسان
هدموا مجدهم المأمول
قل لي يا شيخ فما زلت تقول
قال الشيخ: الشيشان وعبد الرحمن.
ألفاظ لم تدخل معجمنا اللغوي ولا النحوي
ما أعرفه أن التركيب إضافي
يا شيخ الجر وشيخ الجزم::
بالأمس : عرضت
أدوات النصب سورة عبد الله بن سلول
عرضتها في أبهى صور المجد
فقالوا: قد مات شهيداً
لولا قول الله تعالي في التنزيل: "غير المغضوب عليهم"
بالأمس كان ابن سلول لصاً
نصبوه على أعواد مشانقهم
جرّوه بساقطة الشعر وأسمال النثر
واليوم أراهم قد رفعوه على عاتقهم
أنظر يا شيخي: هذا ابن سلول مرفوعاً
بالضمة والدمعة والتقبيل.
قال الشيخ" هذا خطأ في الطبع لأن
المقتول من أنساب ابن سلامٍ
لا من أنساب ابن سلول
عاش المقتول......................... عاش المقتول
ثم هادئ بالٍ يا بن سلول
فدماؤك تجري في أوردة أخرى
ما زلت تجري في
أوزان الصرف وحرف العطف
وميزان القرن العشرين
يا شيخ النحو: أهذا النحو؟
ما كان النحو كذلك.
سيبويه يموت بمسألة العقرب والزنبور
ونحن نقول: فإذا هو إياها
ما أوهاها. ما أوهاها
أعذارُ تكشف فحواها
لو كان النحو كذلك فلنا أن نرشب في هذا النحو المنحول
سجّل في كشف الدرجات بأني
دون المقبول
وأنا أعلم يا شيخ النحو بأني سأموت
فالراسب في درس النحو الممقوت يموت
سحل يا شيخي الدرجات وهات التابوت
لست المقتول.......... لست المقتول
من سجّلَ في مدرسة النحو المنحول
هو المقتول هو المقتول

*****
بقلم أخوكم الشاعر الفلسطيني الجزماوي/ محمد توفيق محمد ( أبو فراس )

يا شيخ النحو: ما قولك في أشكول يضرب أحمد في القدس؟
قال الشيخ: في حرف جرٍ والقدس اسم مجرور.
يا شيخي:
القدس لا تحتاج إلى إعراب بل تحتاج إلى تعريب
في حيفا أو في يافا
لا في تل أبيب
قال الشيخ: هذا أمر صرفي قد يحتاج إلى تأمويل
قد يحتاج لرأي المجمع
والمجمع لا يقدر أن يعقد نفسه حتى
يعقده المسئول
يا شيخ النحو:

لله درك يا صديقي ما أجمل كلماتك
عزفت لنا أحلى القصيد
فتغنينا بكلماتك الصادقة
أدامك الله لاتحرمنا من كرمك وعطاءك يا بن فلسطين
أخوك / نسر الجليل

من طرف **معتز حرب** السبت 07 يناير 2012, 12:14 pm

من أجمل ما قرأت من قصائد حوارية

تتداخل بين طيات سطورها المعاني والعبر

أشكرك أخي الشاعر على ما خط قلمك من إبداع

من طرف **جبل المحامل** الأحد 08 يناير 2012, 6:08 am

نعم صديقنا الشاعر .... فما قدمته رائع بفكرته وبترجمة اكثر روعة لهذه الفكرة التي نلامسها كل دقيقة من تزييف للثوابت وتبديل الهوى حيثما هب الهوا وسنتعلم فنون النحو عندما نؤمن بما قاله ابو تمام ونعشق ونطبق نظريته : ( السيف أصدق أنباء من الكتب .......... في حده الحد بين الجد واللعب )
كان حوارك جميلآ جادآ يحتاج من كل منا لأكثر من قراءة وتوقف حتى يتذوق مهارة تحريك كلمات كالبيادق فوق رقعتها , فقد وصفت فأجدت وحاورت وللهدف المنشود وصلت .
أشكرك على صنيع ما قدمت وشكري بلا شك أيضا لأخي نسر الجليل على تقدمته لهكذا هدية للمنتدى : الشاعر: / محمد توفيق . فلكما التحية

الشاعر الفلسطيني / محمد توفيق محمد " قصيدة ما بين النحو والنحو"

الشاعر الفلسطيني / محمد توفيق محمد " قصيدة ما بين النحو والنحو"

رد: الشاعر الفلسطيني / محمد توفيق محمد " قصيدة ما بين النحو والنحو"

رد: الشاعر الفلسطيني / محمد توفيق محمد " قصيدة ما بين النحو والنحو"

رد: الشاعر الفلسطيني / محمد توفيق محمد " قصيدة ما بين النحو والنحو"