عدد زوار المنتدى
.: عدد زوار المنتدى :.
< SPAN>
المواضيع الأخيرة
لن ننساكم
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 43 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 43 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 689 بتاريخ الجمعة 21 يونيو 2013, 9:15 pm
قصة لاجئ ... الحاج ابو محمد
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قصة لاجئ ... الحاج ابو محمد
قصة لاجئ...
كان يمشي في طرقات ذاك المخيم الذي الفته عيناه منذ حوالي النصف قرن يتكئ على عصاه ويمشي الهوينا...يلبس (القمباز)ويضع على رائسه الحطه البيضاء المطرزه بالاسود كانها تشارك معه حداده الدائم...
اسمه الحاج محمد...
انتظر يا حاج محمد فلدينك الكثير مما يجب ان ترويه لنا .....
لقد خرج الحاج محمد من فلسيطن وقد كان عمره لا يتجاوز العاشره...خرج محمولا على ظهر ابيه مشيا على
الاقدام من قريته عندما احتلوها اليهود..تتقاذفهم تيارات الاحزان مع شعور القهر الذي خلد في افئدتهم...
قالو لهم سوف تعودون خلال اسبوع او اسبوعين على اكثر تقدير..
مشو حتى وصلو الى منطقه كبيره مليئه بالخيام البيضاء لا تفصل الخيمه عن الاخر سوا مسافة عشرين سنتيمترا...حين وصل الحاج محمد الى تلك البقعه نزل عن ظهر ابيه لمشاركة الاطفال باللعب كيفما اتفق بالطين و كرات (الشرايط) و كرات الشرايط للذي لا يعرفها هي عباره عن (كم شريطه خربانه مزعه لفت على بعضها لصنع كره للعب بها) و جلس ابوه مع امه و اخوته الكبار ينظرون الى الحال التي وصلو اليها من مهانه و كرب و ذل...رجع الحاج محمد الى ابيه وقال له: يا ابتي متى نرجع الى بيتنا؟؟؟ ابتسم الاب له وقال: خلال ايام يا صغيري...
مرت الايام تتلوها الاسابيع و تتلوها السنون و الوضع على ما هو الا ان الاخيام تحولت الى جدران عاريه من اي شيئ...واسقف من الزينكو...اخذت البيوت بالتكاثر و الانتشار بعدم تنسيق او تدبير...معونات من الطعام لا تكفي الا لسد الجوع و ترميم العظام...
و حال لسان محمد يقول...متى نعود يا ابتي؟؟؟متى نعود يا ابتي؟؟؟؟
كبر الحاج محمد وهو يحلم بالعوده...لقد امست العوده حلم يداعب مخيلته...يحلم بشمس فلسطين...يحلم بشروق الشمس في قريته...ضوء القمر يغلف ثنايا حقله...
سموه لاجئ...كان يغني دائما(يا رايح صوب بلادي دخلك وصلي السلام) (وين على رام الله وين على رام)
كنا نسمعه يقول دائما...الله الله على رام الله...على البيره و على ام الفحم...على القدس و الخليل..على البياره و البستان...على طرق قريته...على كروم العنب.. و شجار التين...
يردد دائما فلسطين كما بؤبؤ العين و العالم العين...
كان ممن كتب على جدار السور الذي يحيط بغرفتي بيته (سنعود يوما) سنعود يا فلسطين...
الله عليك يا حج محمد
يتبع.....
لقد زرع في كيان محمد حق العوده كما زرع في كل من خرج من فلسطين...مات ابوه للحج محمد وبقي هو و امه في سحات ذلك المخيم...يجتر اسمى ايات العذاب حين يسمع من امه وصية ابيه التي كان يريد بها ان يدفن جسده في مقبرة قريته في فلسطين...ولكن للاسف لم يستطع تنفيذها...
تزوج محمد وما زال ينتظر العوده...انجب ولدين اربعة اولاد و 6 بنات...كان يزرع فيهم حق العوده..يغرس في وجدانهم حب و عشق فلسطين...ينثر رحيق اشجار فلسطين على حياتهم...ينير درب الرجوع الى قريتهم..
كبر الحاج محمد وكبر معه السؤال...متى يا رب نعود الى بلادنا...
كان الحج محمد ممن ناضلو ضد المحتل الصهيوني في كل البقاع الذي تواجدو فيها...حمل روحه على كفه واطلق العنان للكلاشنكوف الذي يحمله..
اصيب بطلقه في كتفه ادت الى شل يده و اصيب بشظيه نجى منها باعجوبه ولكن بخسارة جزء من ساقه...
لم يكتف الى هذا الحد...اخذ ينير طريق الاحرار و يزيدهم من خبرته ضد المحتل...سكن جسده ولم يسكن لسانه و لم تسكن روحه....
اخذ على عاتقه توعية الجيل الجديد الذي ولد خارج وطنه...تذكرته بفلسطين...تذكرته بالعوده الى فلسطين...
توفي الحاج محمد وهو ما زال يحلم بالعوده...
مفتاح بيتكم يا حاج محمد ما زال على جدار الغرفه...الغرفه التي حملت كل الحنين و الحب و الشوق الى العوده الى فلسطين....
عصاك التي كنت تستند عليها محفوظه هي و قمبازك و حطتك البيضاء المرصعه بالسواد داخل صندوق الملابس الذي اتى معكم من فلسطين...
اولادك كبرو و درسو ولم ينسو فلسطين...اخذو على عاتقهم رسالتك يا حج محمد بالتوعيه و زرع .....
العودة حق...
لا عودة عنه...
كان يمشي في طرقات ذاك المخيم الذي الفته عيناه منذ حوالي النصف قرن يتكئ على عصاه ويمشي الهوينا...يلبس (القمباز)ويضع على رائسه الحطه البيضاء المطرزه بالاسود كانها تشارك معه حداده الدائم...
اسمه الحاج محمد...
انتظر يا حاج محمد فلدينك الكثير مما يجب ان ترويه لنا .....
لقد خرج الحاج محمد من فلسيطن وقد كان عمره لا يتجاوز العاشره...خرج محمولا على ظهر ابيه مشيا على
الاقدام من قريته عندما احتلوها اليهود..تتقاذفهم تيارات الاحزان مع شعور القهر الذي خلد في افئدتهم...
قالو لهم سوف تعودون خلال اسبوع او اسبوعين على اكثر تقدير..
مشو حتى وصلو الى منطقه كبيره مليئه بالخيام البيضاء لا تفصل الخيمه عن الاخر سوا مسافة عشرين سنتيمترا...حين وصل الحاج محمد الى تلك البقعه نزل عن ظهر ابيه لمشاركة الاطفال باللعب كيفما اتفق بالطين و كرات (الشرايط) و كرات الشرايط للذي لا يعرفها هي عباره عن (كم شريطه خربانه مزعه لفت على بعضها لصنع كره للعب بها) و جلس ابوه مع امه و اخوته الكبار ينظرون الى الحال التي وصلو اليها من مهانه و كرب و ذل...رجع الحاج محمد الى ابيه وقال له: يا ابتي متى نرجع الى بيتنا؟؟؟ ابتسم الاب له وقال: خلال ايام يا صغيري...
مرت الايام تتلوها الاسابيع و تتلوها السنون و الوضع على ما هو الا ان الاخيام تحولت الى جدران عاريه من اي شيئ...واسقف من الزينكو...اخذت البيوت بالتكاثر و الانتشار بعدم تنسيق او تدبير...معونات من الطعام لا تكفي الا لسد الجوع و ترميم العظام...
و حال لسان محمد يقول...متى نعود يا ابتي؟؟؟متى نعود يا ابتي؟؟؟؟
كبر الحاج محمد وهو يحلم بالعوده...لقد امست العوده حلم يداعب مخيلته...يحلم بشمس فلسطين...يحلم بشروق الشمس في قريته...ضوء القمر يغلف ثنايا حقله...
سموه لاجئ...كان يغني دائما(يا رايح صوب بلادي دخلك وصلي السلام) (وين على رام الله وين على رام)
كنا نسمعه يقول دائما...الله الله على رام الله...على البيره و على ام الفحم...على القدس و الخليل..على البياره و البستان...على طرق قريته...على كروم العنب.. و شجار التين...
يردد دائما فلسطين كما بؤبؤ العين و العالم العين...
كان ممن كتب على جدار السور الذي يحيط بغرفتي بيته (سنعود يوما) سنعود يا فلسطين...
الله عليك يا حج محمد
يتبع.....
لقد زرع في كيان محمد حق العوده كما زرع في كل من خرج من فلسطين...مات ابوه للحج محمد وبقي هو و امه في سحات ذلك المخيم...يجتر اسمى ايات العذاب حين يسمع من امه وصية ابيه التي كان يريد بها ان يدفن جسده في مقبرة قريته في فلسطين...ولكن للاسف لم يستطع تنفيذها...
تزوج محمد وما زال ينتظر العوده...انجب ولدين اربعة اولاد و 6 بنات...كان يزرع فيهم حق العوده..يغرس في وجدانهم حب و عشق فلسطين...ينثر رحيق اشجار فلسطين على حياتهم...ينير درب الرجوع الى قريتهم..
كبر الحاج محمد وكبر معه السؤال...متى يا رب نعود الى بلادنا...
كان الحج محمد ممن ناضلو ضد المحتل الصهيوني في كل البقاع الذي تواجدو فيها...حمل روحه على كفه واطلق العنان للكلاشنكوف الذي يحمله..
اصيب بطلقه في كتفه ادت الى شل يده و اصيب بشظيه نجى منها باعجوبه ولكن بخسارة جزء من ساقه...
لم يكتف الى هذا الحد...اخذ ينير طريق الاحرار و يزيدهم من خبرته ضد المحتل...سكن جسده ولم يسكن لسانه و لم تسكن روحه....
اخذ على عاتقه توعية الجيل الجديد الذي ولد خارج وطنه...تذكرته بفلسطين...تذكرته بالعوده الى فلسطين...
توفي الحاج محمد وهو ما زال يحلم بالعوده...
مفتاح بيتكم يا حاج محمد ما زال على جدار الغرفه...الغرفه التي حملت كل الحنين و الحب و الشوق الى العوده الى فلسطين....
عصاك التي كنت تستند عليها محفوظه هي و قمبازك و حطتك البيضاء المرصعه بالسواد داخل صندوق الملابس الذي اتى معكم من فلسطين...
اولادك كبرو و درسو ولم ينسو فلسطين...اخذو على عاتقهم رسالتك يا حج محمد بالتوعيه و زرع .....
العودة حق...
لا عودة عنه...
عائدون- المدير العام لشبكة بيت الذاكرة الفلسطينية
- عدد المساهمات : 2671
الرصيد : 3929
أعجبني : 49
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
رقم العضوية : 1
رد: قصة لاجئ ... الحاج ابو محمد
العودة حق...
لا عودة عنه...
باذن الله عائدون
بارك الله بـ الحاج ابو محمد و بكل من هم امثاله ,,
قصة في غاية الروعة
سلمت يمناك خيا عائدون على ما قدمت و على ما تقدم
بارك الله بك و بجهودك المبدعة
لك مني كل التحيات و التقدير
شكرا لك
ورود الحياه- عضوVIP
- عدد المساهمات : 5770
الرصيد : 7462
أعجبني : 26
تاريخ التسجيل : 18/08/2010
العمر : 30
العمل/الترفيه : طالبه
رقم العضوية : 27
رد: قصة لاجئ ... الحاج ابو محمد
ورود الحياه كتب:
العودة حق...
لا عودة عنه...
باذن الله عائدون
بارك الله بـ الحاج ابو محمد و بكل من هم امثاله ,,
قصة في غاية الروعة
سلمت يمناك خيا عائدون على ما قدمت و على ما تقدم
بارك الله بك و بجهودك المبدعة
لك مني كل التحيات و التقدير
شكرا لك
اشكر مرورك اختي الكريمة ورود الحياة والذي زاد من الموضوع اصرارا على العودة
عائدون- المدير العام لشبكة بيت الذاكرة الفلسطينية
- عدد المساهمات : 2671
الرصيد : 3929
أعجبني : 49
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
رقم العضوية : 1
مواضيع مماثلة
» القدس - الحاج طه محمد عبد محسن في ذمة الله
» الحاج محمد أيوب أبو رائد في ذمة الله
» الحاج محمد يوسف درويش (أبو فاروق)
» الحاج (محمد ناظر) نعمان في ذمة الله
» الحاج خليل محمد صباح القيسية في ذمة الله
» الحاج محمد أيوب أبو رائد في ذمة الله
» الحاج محمد يوسف درويش (أبو فاروق)
» الحاج (محمد ناظر) نعمان في ذمة الله
» الحاج خليل محمد صباح القيسية في ذمة الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 15 مايو 2016, 8:53 pm من طرف قلوب دافئه
» لماذا عُرج برسول الله من المسجد الأقصى ولم يُعرج به من المسجد الحرام
الأربعاء 16 مارس 2016, 12:33 am من طرف قلوب دافئه
» الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأحد 20 ديسمبر 2015, 1:06 am من طرف قلوب دافئه
» ضرب الأطفال
الأربعاء 25 نوفمبر 2015, 9:03 am من طرف قلوب دافئه
» الأدب فى رياض الصالحين
الإثنين 19 أكتوبر 2015, 11:13 am من طرف قلوب دافئه
» الصبر والأمانة باب القرب والعطاء
السبت 12 سبتمبر 2015, 3:54 pm من طرف قلوب دافئه
» إصلاح وتربية المجتمع بإصلاح قلوب أهله
الإثنين 17 أغسطس 2015, 11:23 pm من طرف قلوب دافئه
» احكام الفدية على المريض فى رمضان ومتى تجب عليه
الأحد 21 يونيو 2015, 12:04 am من طرف قلوب دافئه
» رؤية هلال رمضان
الإثنين 08 يونيو 2015, 4:46 pm من طرف قلوب دافئه
» ولم يك رب العرش فوق سمائه تنزّة عن كيف وعن برهان
الثلاثاء 02 يونيو 2015, 12:02 pm من طرف المحب لفلسطين
» لماذا عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى ولم يعرج به من المسجد الحرام
الثلاثاء 26 مايو 2015, 10:05 am من طرف قلوب دافئه
» لماذا طلب داعى اليهود والنصارى وإبليس نظره من رسول الله فى الإسراء والمعراج
السبت 16 مايو 2015, 8:27 am من طرف قلوب دافئه
» لماذا اختص الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالإسراء والمعراج دون باقى الأنبياء
الإثنين 04 مايو 2015, 6:26 am من طرف قلوب دافئه
» تحميل كتاب إشراقات الإسراء
الخميس 16 أبريل 2015, 12:30 am من طرف قلوب دافئه
» اختبار الغضب
الأحد 29 مارس 2015, 1:50 pm من طرف قلوب دافئه