قصة الاغنيه الشعبية ... ع الروزنا

من طرف **عائدون** السبت 23 يوليو 2011, 4:28 am

كانا عاشقين, هي ابنة "أبو البنات" بكل ما تصوره الكلمة في الذهن الفلاحي من فقر وإدقاع, وهو, ابن تاجر جوال
كانا, كعادة العشاق هنالك, يتلقيان في الحرج القريب, أو عند نبعة الماء. يعدها بالزواج فتخفق في قلبها حمامة, يهديها منديلا من حرير, فتحتبس... الآه في قلبها, وتذوب في الخجل, ومن ثم: يذهبان, هو الى أبوه وحماره, وهي الى غرفة الخزين, كي تحلم أحلامها.
أبوه يريد تزويجه من ابنة صديق له في حلب بهدف توسيع أعماله, والإبن العاشق يرفض الأمر. أبوها , أبو البنات, كان ينتظر عريسا يخلصه من "كومة اللحم العاري" الملغومة بالعار مع وقف التنفيذ.
في كل شهر, كانا التاجر الجوال وابنه يمران بالقرية, يوزعان المناديل والعطور على الصبايا, ويحملان الثمار لبيعها في المدينة.
الأب لديه منطق غريب, مغرق في حب المال, أراد مرة أن يشرح لابنه الحالم مبدأه في الحياة كي يستقيم:

لو كان لديك حمولة من العنب والتفاح, تريد نقلها الى المدينة , فكيف تحملها؟
- أضع التفاح أسفل الـ"خرج", ثم أضع العنب فوقه, لأن التفاح أصلب.
- حمار, وغبي كأمك
- ؟؟
- التفاح أغلى من العنب, يا بهيم, فلو وضعت العنب فوق التفاح, لصار التفاح "تفاحا بالعنب" وهذا يبخس سعره, لو كنت أنا أمام هذه المسألة, لسارعت بوضع التفاح فوق العنب, كي "يــُتــَفـــِّح" العنب , فأبيعه أغلى !

في كل شهر, كان يجدد عهده معها. بعد أن عسّل تفاح صدرها كما يجب, حبسها أبوها في الدار فكانت تنتظره في "غرفة الخزين" , هو يطل من فتحة الروزنا فيقول لها: أحبك, وهي تسأله الخلاص. يعدها في السنة المقبلة, ريثما "يتحسن الحال", والحالة كما تعلم يا موسى, تعبانة.
وكانت هنالك (كما تتطلب القصة دائما) فتاة أخرى تغار, فوشت لأبو البنات بقصة الروزنا, قالت عن العاشق الذي "يتسلل" من فتحة الروزنا الضيقة كي يدمغ البيت بالعار. جن جنون أبي البنات, ضرب ابنته حتى أفاق على الفكرة: فتحة الروزنا لا يمكن لهر أن يدخل منها!. ودرءا للأقاويل أغلق الأب الروزنا وحشر البنت في "غرفة الخزين".. ضُرب التاجرالأفاق وابنه, ومنعا من المرور بالقرية. فهربا باتجاه حلب, ولم يعودا أبداً.
صارت الفتاة نهرا من حزن, التجار الجوالين الذين كانوا يمرون بالمكان كانوا يسمعون قرب "غرفة الخزين" غناء ولا أعذب, ينسل حزنا في أفئدتهم فيصيب كل من مرّ بالجنون.
كان الصوت يغني من وراء الباب الموصد

عالروزنا عالروزنا
كل البلا فيها
وش عملت الروزنا
الله يجازيها
يا رايحين ع حلب
حبي معاكم راح
يا محمّلين العنب
تحت العنب تفاح
كل من حبيبو معو
وانا حبيبي راح

أشكرك أخي أحمد على هذا الموضوع الذي تناول قضية اجتماعية هامة من تراث بلاد الشام

على قدر ما بتلك القصة من أحزان وظلم لتلك الفتاة

على قدر ما كانت ثقافة الزواج متخلفه ومتقوقعة بتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان

ومرات ومرات يحكمها حب المال والشجع والطمع

فيصل الأمر إلى بيع فلذات الأكباد لتاجر جشع

وتظلم الحرائر وتعيش حياة ظلماء لاطعم لها ولا لون

هذه من عصر الجاهلية

وما زال هذا العصر قائماً لدى بعض العائلات للأسف حتى الآن

لكن لا ننسى أن هؤلاء اصبحوا قلة والحمد لله

وانتقل عالمنا إلى الوعي والنضج ونبذ الجاهلية والتعصب والقبلية

فأصبح البنت تستطيع أن تدلي برأيها وتختار وتقرر مع مشورة الأهل لها

وهذا هو الأصح

فعلاً هذه الكلمات تذكرني بنغماتها الحزينة وأنينها واستجداءها من الله أن يهدي ابوها لتنفيس كربتها

أتمنى لكل من ظلم ابنته أن يستدرك الموقف ويطلب منها العفو والسماح فهذا من ظلم الأب لابنته

وأتمنى من كل أخت ظُلمت من قبل أهلها وزوجوها ما لا ترغب بأن ترضى بما قسم الله لها

وهي في موقع القوي الذي يسامح عند المقدرة ويعفو عن الآخر

وأي مسامحة اكرم من مسامحة الوالدين حيث كانوا يجهلون الأمر

فلا أحد يريد حياة تعيسة لابنته

هذا وشكراً لك عزيزي

من طرف **سناء** الإثنين 25 يوليو 2011, 9:01 am

كل الشكر لك اخي احمد لطرحك قصة واقعية جميلة رغم انها تحمل طابع محزن وواقع قاس

واحدثت ضجة واصبحت تعني للفلسطينيين ككل
وظهرت طابع الاغنية الروزنة التي اصبحت تتناقل من جيل الى جيل
وهي تختلف من قرية لقرية اختلافا بسيطا بالكلمات الا ان اللحن هو نفسه الذي يتغنوا به
بكل القرى والمدن الفلسطينية

عَ الرُّوزانا ع الرُّوزانا كل الهنا فيها
ويش عملت الرُّوزانا الله يــجــازيــهــا
****
يا رايحين على حلب حبي معاكم راح
يامحملين العنب فوق العنب تفاح
كل مين حبيبه معه وأنا حبيبه راح
ياربي نسمة هوا ترد الولف ليَّه
وفي قرى اخرى قد تصبح الكلمات كهذه :
عالرُّوزانة عالرُّوزانة كل البلى فيها
وِشعملت الرُّوزانة الله يــجـــازيــهــا
****
وصعدت فوق الجبل ولقيت عرموطة
وشفت عبده وعبده بحبال مربوطه
ياربي نسمة هوا تطير الفوطه
وأشوف دقّ الصدر دقّه ملاليّة
وفي قرية أخرى قد نسمع مثل هذه " الروزانا "

عَ الرُّوزانا ع الرُّوزانا كل الهنا فيها
ويش عملت الرُّوزانا الله يــجــازيــهــا
****
يا رايحين عَ حلب صَفّوا لي النية
ثلثين عقلي هرب من هوى البنيَّة
حلفتكم بالنبي تسقوني ميَّة
من زمزم الكعبة شرب الافندية
****
ياجــمَّــال خذني معاك ع القدس لتفرج
وأمشي في سوق العمود واشتري لها مدرج
مديت إيدي ع الصدر قالت: لا تتفرَّج
رُمــان جنايم عدن الفرجة عليهم بمية

لشباب وصبايا الناصرة اغنية ع الروزانا اغنية طويلة :

يا رايحين ع حلب صفو لي نيتكو
ثلثين عقلي شرد من هوى بنيتكو
حلفتكم بالنبي منين مــيــتكو
ميّتنا راس النبع شرب الافندية
****
وطلعت راس الجبل لاودّع الاحباب
لاقيتهن سافروا ومكسّـرين الأبواب
مدّيت إيدي عَ قلبي لقيت قلبي ذاب
ما ذوّب القلب إلّا فراق الحبيب ليّ
****
مرّيت عّ داركو قبل العشا بنتفه
لاقيتكم نايمين وسراجكم مطفي
مدّيت إيدي عَ الحبق لاقصف أنا قصفة
صاحت بنيّة لكم يــمــا حرامية
****
لأروح عَ المصبغة أصبغ أنا ثوبي
وأقول يا مصبغة وين راح محبوبي
وان كان قلبو قسي يا مهجتي ذوبي
لالبس بدال الحرير ثوب الرهبانية
****
لاطع عَ راس الجبل وألوح بأرداني
طوّل حبيب القلب طوّل وما جاني
يا رغيف من خبزها صيفني وشتاني
والبوسة من شفافها تِغني عن الميَّة
****
لاطع عَ راس الجبل واسجد مع الرهبانِ
والبنت شمس وقمر تضوي على الميدانِ
محبوبتي من صغر ضاعت مع العربانِ
نقط عليها اللبس صارت بدويّة
****
لاطع عَ راس الجبل وآخذ معي مفتاحِ
وافتح أوضة محبوبي أقعد فيها أرتاحِ
وياما شربنا عرق ياما كسرنا أقداحِ
عشق النسا بنتسى وعشق الولف ليّا
****
وسمعت دق القصب صوتو يحزني
طالت عليّ الدرب مين عاد يوصّلني
صدر البنيّة نعش والنعش حاملني
يا حاملين النعش إمشوا شوية شوية

اغنيه الروزنه، فطريقه لفظ الحروف تدل على ذلك
وان كلمات اغاني الروزنة هي من اجمل ما انساب على مسامعنا من ما تناقلناه عن اجدادانا فهو موروث شعبي واحد باهازيجه ومواويله
ومن واجبنا ان نحافظ عليه من السرقه والضيع بسبب اهمالنا و جهلنا بقيمه ما لدينا وجهل القائمين عليه

ومعا يدا بيد لنرتقي ولنحفظ تاريخنا من الضياع
اشكرك اخي مرة اخرى لجمال مواضيعك وتألقك الدائم بسماء منتدانا
تقبل مني مودتي واحترامي

قصة الاغنيه الشعبية ... ع الروزنا

قصة الاغنيه الشعبية ... ع الروزنا

رد: قصة الاغنيه الشعبية ... ع الروزنا

رد: قصة الاغنيه الشعبية ... ع الروزنا