شبكة بيت الذاكرة الفلسطينية
عدد زوار المنتدى
.: عدد زوار المنتدى :.

المواضيع الأخيرة
» لماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر من الصيام في شهر شعبان
هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Emptyالأحد 15 مايو 2016, 8:53 pm من طرف قلوب دافئه

» لماذا عُرج برسول الله من المسجد الأقصى ولم يُعرج به من المسجد الحرام
هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Emptyالأربعاء 16 مارس 2016, 12:33 am من طرف قلوب دافئه

» الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Emptyالأحد 20 ديسمبر 2015, 1:06 am من طرف قلوب دافئه

» ضرب الأطفال
هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Emptyالأربعاء 25 نوفمبر 2015, 9:03 am من طرف قلوب دافئه

» الأدب فى رياض الصالحين
هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Emptyالإثنين 19 أكتوبر 2015, 11:13 am من طرف قلوب دافئه

» الصبر والأمانة باب القرب والعطاء
هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Emptyالسبت 12 سبتمبر 2015, 3:54 pm من طرف قلوب دافئه

» إصلاح وتربية المجتمع بإصلاح قلوب أهله
هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Emptyالإثنين 17 أغسطس 2015, 11:23 pm من طرف قلوب دافئه

» احكام الفدية على المريض فى رمضان ومتى تجب عليه
هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Emptyالأحد 21 يونيو 2015, 12:04 am من طرف قلوب دافئه

» رؤية هلال رمضان
هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Emptyالإثنين 08 يونيو 2015, 4:46 pm من طرف قلوب دافئه

» ولم يك رب العرش فوق سمائه تنزّة عن كيف وعن برهان
هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Emptyالثلاثاء 02 يونيو 2015, 12:02 pm من طرف المحب لفلسطين

» لماذا عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى ولم يعرج به من المسجد الحرام
هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Emptyالثلاثاء 26 مايو 2015, 10:05 am من طرف قلوب دافئه

» لماذا طلب داعى اليهود والنصارى وإبليس نظره من رسول الله فى الإسراء والمعراج
هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Emptyالسبت 16 مايو 2015, 8:27 am من طرف قلوب دافئه

» لماذا اختص الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالإسراء والمعراج دون باقى الأنبياء
هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Emptyالإثنين 04 مايو 2015, 6:26 am من طرف قلوب دافئه

» تحميل كتاب إشراقات الإسراء
هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Emptyالخميس 16 أبريل 2015, 12:30 am من طرف قلوب دافئه

» اختبار الغضب
هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Emptyالأحد 29 مارس 2015, 1:50 pm من طرف قلوب دافئه

لن ننساكم
هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Oouu_o11
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 108 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 108 زائر

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 689 بتاريخ الجمعة 21 يونيو 2013, 9:15 pm


هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات

4 مشترك

اذهب الى الأسفل

هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Empty هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات

مُساهمة من طرف العين الساهرة السبت 25 يونيو 2011, 7:03 am

المشهد الأول: يوم مولدي

.هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Picture-001%20(2)

ولدت في يوم 6/11/1949لكنني في الحقيقة ولدت في اليوم الأسود ٥/٦/1967، فبين هذين اليومين لم أكن
أختلف عن أطفال العالم كثيراً، فكنت آكلُ وأشربُ وألعبُ وألبسً وأدرسُ وأنامُ وأحلمُ في أمن وسلام وطمأنينة.

إلى أن جاء هذا اليوم الأسود، فأخذ مني والدي وجعلني يتيماً، وأخذ من أمي زوجها وجعلها أرملة قبل الأوان، وحمّلها من المسؤولية ما لا يطيق على حمله كثير من الرجال. واستبدل أمني خوفاً ورعباً، وسرق مني أحلامي الصغيرة، وطموحاتي الكبيرة عندما أصبحت من غير معيل ولا سند ولا موجه.

وأصبح لزاماً عليّ أن أواصل دراستي لكي أحقق وصية والدي الأخيرة، وحُلم أمي التي وجدت نفسها في يوم وليلة مسؤولة عن أسرة بكاملها مكونة من أربعة أولاد وبنت خامسة. فكان عليّ أن أكبر بسرعة لكي أستطيع أن أقف بجانبها، فقد كانت كلما اشتدت أزمتها تختلي بنفسها لتبكي وحدها دون أن يراها أحد، إلا أنني كنت أراقبها عن كثب، وعندما أمسك بها متلبسة أغني لها أغنية فيروز في ذلك الوقت "بكرا ياحبيبي بتحلو الدني" فتقطع بكاءها لتقول: موت ياحمار! فأنتم كلكم صغار، وحتى تكبروا ويشتد ساعدكم فالله هو الذي يعلم كيف وأين سأكون؟!.


هكذا وجدت نفسي بعد هذه الحرب، فقد أصبح مطلوباً مني إعالة نفسي، ومساعدة أمي أيضاً، وفوق كل ذلك تحرير فلسطين أيضاً للإنتقام ممن قتلوا أبي. فعملت في نقل الرمل على الحمار من الوادي إلى ورشات البناء صغيراً، ثم عملت مع الكسارات لكنني لم أستطع تحمل هذا العمل، فهو عمل شاق وصعب على من هم في سني، وعملت في مصنع للمعلبات داخل الخط الأخضر.

وحاولت العمل في الضفة الشرقية عندما رحلت إليها، لكنني لم أفلح في التوفيق بين دراسة الثانوية العامة وعملي، وما أن التحقت بالجامعة، حتى بدأت التدريس مع وكالة الغوث للاجئين في مخيم النيرب في حلب، ليس بالساعة كما كان شائعاً، بل باليوم الدراسي كاملاً لكي أتمكن من تدبير مصروفي وأرسل الباقي إلى والدتي وإخوتي في فلسطين.


لم أر البندقية في حياتي السابقة إلا من خلال "خرطوش" الصيد الذي كنت أراه مع الصيادين وهم يطاردون الشنانير من مكان إلى آخر، ولم أكن أعلم أن هذه البندقية تستخدم في قتل الإنسان!. لكن هذه الحرب علمتني أن صيد الطيور ما هو إلا تدريب عمليّ على صيد الإنسان للإنسان، بعد أن رأيت اليهود وهم يطاردوننا من مكان إلى آخر لصيدنا وقتلنا.
أما الموت فكان عندي شيئاً مقدساً، فلم أر جثة في حياتي إلا وهي ملفوفة بالأبيض، تفوح منها رائحة الورد والياسمين، وحولها يلتف الرجال من كل حدب وصوب يُهللون ويُكبرون ويسيرون بها في موكب جليل يليق بها إلى المقبرة، ونساء من خلفهم تبكي الفقيد. لكن هذه الحرب جعلتني أرى الجثث وهي ملقاة في الشوارع وفي الجبال والصحاري طعاماً للجوارح والغربان!.



لم أر في هذه الفترة من حياتي أسرى ولا غنائم، إلا في كتب التاريخ التي درسوني إياها عندما كان المسلمون الأوائل يفتحون البلاد والأمصار. لكنني في هذه الحرب رأيت جموعاً من الأسرى وهي ترفع الرايات البيضاء، وتستجدي عدّوها ليبقيها على قيد الحياة.

لم أسمع بالهزيمة قط، فقد كانت كتب التاريخ تدرسنا الإنتصارات فقط، وكانت أيامنا كلها احتفالات، فهذا صلاح الدين الأيوبي قد استرد القدس من الفرنجة، وهذا خالد بن الوليد فتح بلاد الروم، وهذا عبدالرحمن الداخل فتح اسبانيا، وهذا جعفر الطيار يمسك بالراية بذراعيه بعد أن قطعت يداه، لكنني في هذا اليوم رأيت الجندي العربي وهو يخلع ملابسه الداخلية ـ التي كانت بيضاء وأصبحت ملطخة بالصفار ـ ويرفعها عالياً على رأس بندقيته علّه يضمن حياته!.

لم أر في هذه الفترة من حياتي جندياً عربياً واحداً بلباس مدني، بمعنى أنه لم يكن في قريتنا جندي واحد في الجيش كي يدافع عنها، أو يوجه الناس إلى فعل ما ينبغي فعله في الحروب، لكنني في هذا اليوم رأيت بأم عيني كيف تحول الأعداء جميعاً إلى جنود عندما طلب منهم ذلك!.


ولم أر في حياتي جندياً عربياً يرتدي نظارة طبية، فهم يشترطون على من يتطوع في الجيش أن يحقق شروط الأضحية! فعليه أن يحلق ذقنه ويلمع حذاءه ونياشينه يومياً، ليكون جاهزاً للنحر في أي يوم يحددونه له!.

ومن هذه الحرب تعلمت أن الجندي عندهم هو أضحية للوطن أما الجندي عندنا فهو أضحية للحاكم، وشتان بين أضحية الحاكم وأضحية الوطن.

وكنت أرى الشرطي العربي بلباسه الداكن وطاقيته التي تغطي رقبته، وعندما سألت عنها قالوا لي: أنها طاقية خالد بن الوليد. لكن هذه الحرب جعلت من طاقية خالد بن الوليد تهمة، وعليه أن يسير مكشوف الرأس ليضمن سلامته فلم تعد تحميه!.


جاء "الحبيب بو رقيبة" رئيس جمهورية تونس آنذاك، وزارنا في القدس ورام اللة فلم ير أثراً من آثار الإستعداد

للمعركة التي يعدون شعوبهم بها، لكنه رأى قصوراً تناطح السحاب لا تنم إلا عن راحة واسترخاء، فكان هذا الرجل صادقاً مع نفسه ومع غيره فهو من أحفاد "إبن رشد" لا يقول إلا الحقيقة! مهما كلفه الثمن، ونصح العرب والمسلمين بالصلح مع إسرائيل، وقامت قيامته بعدها واتهم بالخيانة والعمالة، وانفجرت المظاهرات في مدن الضفة الغربية كلها وساهمت فيها لكنني لم أكن أفهم ما يدور من حولي.

وفي هذه الأثناء أيضاً ـ عندما كان للموت ثمن ـ اقتحم اليهود قرية "السموع" وقتلوا شخصاً أو شخصين منها، وعلى إثرها انطلقت المظاهرات في جميع أنحاء الضفة الغربية، وكنت أرى الملثمين وهم يدخلون غرف التدريس ويخرجون الطلاب للتظاهر، ورأيت قوات البادية وهي تسيطر على الموقف دون أن أدري ماذا يحدث.

إلى أن جاء هذا اليوم الأسود، وفسر لي كل ما كنت لا أفهمه، ورأيت البندقية والدبابة والطائرة، والشرطة ولكن بدون لباس خالد، والجنود ولكن بلباس الحريم، وتعلمت الخوف، وشعرت بعدم الأمان والقلق، وتعرفت على أفراد الشرطة والجيش والفرسان المهزومين، وإذا بهم مثلنا أناس عاديون بعد أن كنت أراهم قاهرين جبارين.

أنا متأكد من أن الموضوع قد أصبح قديماً، وأشبع كتابة وقراءة وبحثاً ومناقشة من قبل الكتاب والسياسين والمعلقين والناس أجمعين حكاماً ومحكومين، لكنني أصرّ على أن أروي لكم مشاهداتي وأنا طفل صغير لا أعرف السياسة ولا الدبلوماسية.




المشهد الثاني: اليوم الأسود




بتاريخ 3/6/1967حضرت خالتي المتزوجة في قرية "عجول" لزيارتنا في قريتنا " خربة قيس"، وكنت وقتها قد
أنهيت للتو دراسة الصف الحادي عشر من مدرسة "الصلاحية الثانوية " في مدينة نابلس، فهي المدرسة الوحيدة التي كانت تدرس الفرع العلمي في محافظة نابلس ـ وعرضت عليّ أن أعيش معهم في العطلة الصيفية مقابل تدريس ابنها الأكبر مادة الرياضيات للسنة القادمة، فأنا أسبقه بعامين دراسيين، وبعد موافقة أمي ذهبت معها. أما لماذا موافقة أمي؟ فقد كان والدي يعمل في الكويت ومعه أخي الأكبرأيضاً، ولي أخت واحدة أكبر مني سناً، وأخوان أصغر مني سناً.

وبعد ظهر يوم ٤/٦ /١٩٦٧ توجهت مع خالتي إلى بلدتهم مشياً على الأقدام، فوجدت زوجها قلقاً يتابع الأخبار من خلال المذياع الصغير الذي يحمله بيده لكنه لا يكتفي بمحطة واحدة، بل يحرك المؤشر ذات اليمين وذات الشمال.

وفي صباح اليوم الأسود صعدنا إلى سطح البيت، فوجدتهم قد جهزوا معرشاً للدراسة فيه وجلسنا وبدأنا الدراسة، وإذا بزوج خالتي قادم ومعه الراديو ليزيد من عدد المحطات التي تزوده بالأخبار. أما خالتي فعندما سمعت بوقوع الحرب لم يتبادر إلى ذهنها إلا أنا! فقالت لزوجها: عليك تسليمه إلى أهله سالماً في الحال، فقال لها: غداً صباحاً أعيده إلى أهله. وقبل أن ننام وإذا بضوء يخطف الأبصار يضيء "عجول" كلها، ويحول ليلها نهاراً، ثم تلاه صوت انفجار، ذكرني بصوت البارود الذي كانوا يقطعون به الحجر من المحاجر.

وفي الصباح علمنا أن العدو ضرب بلدة "سلفيت" بثلاث صواريخ، يا للهول! ضربوا سلفيت وأضيئت عجول التي تبعد عنها حوالي 8 كم فماذا حصل إذن في سلفيت؟!.

جهز زوج خالتي بغلته وركب عليها وأركبني وراءه، وكانت بغلة ضخمة وحجمها أكبر من فتحة أرجلي بكثير فشعرت بتفسخ فيهما وأصبحت أنتظر انشطاري إلى نصفين، لكنني رغم هذا لم أقل له ذلك، فهو يريد توصيلي بسرعة والعودة إلى أبنائه وزوجته.عندما وصلنا إلى قريتنا قال لأمي: استلمي الأمانة فأختك لم تفكر بأحد غيره وقفل راجعاً دون أن يشرب ولو كأساً من الماء.

ما أن وصلت قريتنا حتى أبلغوني عن ضربة سلفيت، فواصلت المسير إليها لأرى ما حدث بنفسي، وإذا بالصاروخ الأول قد سقط بالحرش الذي يحيط بالمدرسة الثانوية فيها، وجرد أشجار الصنوبر والسرو من أوراقها وأغصانها وقشرتها وأصبحت كل شجرة منها كعمود التلفون. أما الثاني فحفر بالأرض حفرة تزيد عن العشرة أمتار وعمقها يقرب من ثلاثة أمتار خارج الحرش، وأما الثالث فلم ينفجر فأشبعته مشاهدة وتفحصاً من جميع الجهات لكنني لم أجرؤ على الإقتراب منه.

وكانوا قبل الحرب قد طلبوا من الناس أن يخفوا أضوية منازلهم أو يزرقوها (يلونوها بالأزرق) لكي لا تراهم طائرات العدو، فكيف رأت الطائرة هدفها؟ بعد التدقيق والتمحيص وجدوا أن أحد المنازل القريبة من المدرسة كان قد فتح جهاز تلفازه، وحملوه المسؤولية الكاملة وانبرى من هم ضد استخدام التلفاز في تعميق أفكارهم بين الناس.

عدت إلى قريتي بسرعة وذهبت إلى المكان الذي يلتقي فيه رجال القرية "البيادر" لكي أسمع المزيد من الأخبار، وما أن جلست معهم، وإذا برجلين مسلحين يقتربان من المكان، تحلقنا حولهم نريد سماع آخر الأخبار، وإذا بأحدهم يقول بلهجة مدنية: الله يذلك با أبو رقيبة!. وسألناهم عن الأخبار فقال الآخر: لقد سقطت البلاد وعليكم أن ترفعوا الرايات البيضاء فوق أسطح منازلكم لكي تضمنوا سلامتكم، وتحمس القوم واتهموهم بأنهم من الطابور الخامس وذهب أحدهم إلى مخفر سلفيت ليبلغ عنهم وعندها تركونا وأكملوا طريقهم.

بعدها انقسم أهل القرية إلى قسمين: قسم يقول عنهم بأنهم صادقون وعلى سكان القرية إخفاء سلاحهم، والقسم الآخر شكك في مصداقيتهم، واختلف الناس مرة أخرى على مفهوم كلمة سلاح، فمنهم من قال أن القرية تخلو من السلاح إلا من بارودة فلان الإنجليزية، بلغوه لكي يخفيها، وقال آخر: المسدس أيضاً سلاح بلغوا فلاناً لكي يخفيه، وسأل آخر عن خرطوش الصيد إن كان يعتبر سلاحاً. وهنا بدأ الناس يختلفون أكثر فقال أحدهم : إن الخرطوش لا يقتل إنساناً لهذا فهو ليس بسلاح، فأجابه آخر: وكيف قتل فلان وكيف خرجت أمعاء علان من بطنه، أليس بخرطوش صيد؟ إنه سلاح ويجب أن تخفوه عن العدو. وقال آخر "البلكية" ليست سلاحاً لأنها تصدر صوتاً فقط، وهنا سألت من أقف بجانبه عن هذه البلكية فقال لي عندما تشتد النزاعات بيننا لن تنفض إلا بقعقعة السلاح فاخترعوها ليوهموا الطرف الآخر بوجود السلاح.

وبينما نحن في هذا الحوار وإذا بخمسة جنود مدججين بأسلحتهم يقتربون من بيت قريب يجلس أمامه شيخ كبير، استقبلهم ذلك الشيخ وأجلسهم تحت شجرة التوت فأسرعت باتجاههم وألقيت عليهم السلام فلم يرد علي أحد منهم من شدة القلق الذي بداخلهم فقالوا للشيخ: خذ ياشيخ أسلحتنا وأعطنا لباساً مدنياً ، نحن من إربد وإذا عادت بنا الأيام أعطيتنا سلاحنا وأعدنا إليك ملابسك، قال الشيخ لهم : من أين لي يا حسرة بخمسة غيارات! وأنا عندما تغسل زوجتي ملابسي أبقى في البيت حتى تنشف لأرتديها ثانية، وصاح الشيخ بمن تجمعوا عنده ليذهب كل واحد إلى بيته ويأتي بقطعة ملابس له أو لأبيه وفي لمح البصر تجمعت قطع من الملابس تخاطفها الجنود وارتدوها وتركوا لباسهم وأسلحتهم وسمعتهم يقولون للشيخ هذا "استن" وهذا "ابرن" وهذه "انجليزية" وهذه ذخيرة.

بدأت أشعر بالجوع فتحركت مسرعاً باتجاه البيت وفي الطريق قابلني شرطي ومعه بندقيته طالباً مني أن أعطيه ملابس مدنية وأدله على الطريق الذي يوصله إلى بلده "عصيرة الشمالية"، تحمست وأعطيته ملابس أخي الأكبر وأوصلته إلى مشارف سلفيت وهناك خبأنا سلاحه وذهب إلى بلده. ومن غرائب الصدف أنني بعد شهرين من الحرب ذهبت إلى نابلس فالتقيت به شرطياً يعمل مع الإحتلال بعد أن استبدلوا سلاحه بعصاة، وطلب مني الأمانة فقلت له: تعال أنت عندي وخذ أمانتك بيدك، وحضر واسترد أمانته دون أن يعيد لي ملابس أخي.



المشهد الثالث: أخي والعقرب




وصلت البيت متعباً بعد يوم طويل مليء بالأحداث الكبيرة والمثيرة عندما كانت الشمس تودع سماءنا، وبدأ الظلام
يسدل أستاره على المكان، لكننا لم نجرأ على إضاءة البيت خوفاً من أن تضربه طائرات العدو، ولم نتناول طعام العشاء كعادتنا في كل ليلة، بل أكل كل منا ما تيسر له، وإذا بأمي تقول لنا: ليأخذ كل منكم فراشه معه ويتبعني لأننا سننام هذه الليلة في العراء تحت الأشجار في "الحبلة" لأن اليهود قد يضربون بيتنا بالطائرات كما فعلوا بالأمس في سلفيت. وأخذت معها "الحصيرة" وذهبت بنا إلى منطقة مستوية تخلو من الحجارة والحشائش، وفرشت حصيرتها، واختار كل واحد منا موقعه منها، ونمنا جميعاً بعمق لأن الكل منهك.

عند منتصف الليل تقريباً، صحوت من نومي بعد أن داستني قدم أمي وهي تتقدم وتبحث عن أخي في هذا الظلام الدامس الذي كان يصيح من ألم شديد في يده، وهي تقول له: بسيطة إنها لدغة عقرب!. وبعد أن عثرت عليه سألته عن موضع الألم فقال: في أسفل ذراعي، وخلعت منديلها ولفته على ذراعه لتمنع سم العقرب من الإنتشار في جسمه، وطيبت خاطره وقالت له: عليك أن تتحمل الألم لدقائق فقط وبعدها سيزول.

وعدنا الى النوم ثانية، وبعد خمسة دقائق عاد أخي يصرخ ثانية من الألم، فاعتبرته أمي يتدلع، وهددته باليهود إذا لم يصمت، فهم إذا سمعوا صوته في هذا الليل الساكن سيحضرون لقتلنا، خاف أخي وسكت، وبعد خمسة دقائق أخرى بدأ يصرخ ويتألم أكثر من المرة الأولى ، فهددته أمي بالضرب إذا لم يسكت، وسكت لدقائق معدودة لكنه عاود الصراخ والتألم مرة أخرى، وبقي على هذا الحال إلى أن تعب من البكاء ونام.

لم تنم أمي ليلتها حتى بعد أن نام أخي، وهي تفكر فيما حصل له بعد أن شخصت ما به بلدغة عقرب لكنه بكى وتألم أكثر من مرة فلو كانت لدغة عقرب لبكى مرة واحدة ولكنه بكى مرات عديدة. في الصباح الباكر اقتربت منه وفكت منديلها عن ذراعه وإذا بها قد ربطت المنديل على ذراعه وبداخله العقرب وكان كلما لدغه يصيح إلى أن مات العقرب، وما أن فكت منديلها عن ذراعه وإذا بالعقرب يسقط ميتاً.



المشهد الرابع: أنا والحمار




كنا وقتها نعيش في قرية معزولة عن العالم، في البداية لا يهتم بها المحتل(الأتراك، ومن بعدهم الإنجليز، ومن
بعدهم اليهود)، لكن بعد مدة تصبح قريتنا مهمة لهم، لأنهم سيكتشفون أنها أفضل مكان لمن يريد التخفي عن الأنظار لما فيها من ميزات أهمها أنك ترى القادم إليها قبل أن يراك وتستعد له إن كان خيراً أو شراً.

وكان بيتنا "آخر البيوت قدامه عليّة" على رأي المطربة فيروز بل يزيد عليه قليلا لأنه يقع على حافة الطريق الرئيس الذي يصل قريتنا بالقرى المجاورة لها، فنحن نري من يسير بهذا الطريق وهو لا يرانا.
وفي أحد الأيام مر رجل يريد بيع حماره في القرية، وبعد أن دلل عليه لم يجد من يشتريه فمل الرجل وقرر أن يبيعه مهما كان الثمن! وبما أن بيتنا آخر البيوت في القرية فقد رست المناقصة علينا! فصاح بأعلى صوته قائلا: يا أهل الدار، معي حمار رخيص للبيع فهل أنتم مشترون؟.

عندما سمعت أمي ندائه، كلمت نفسها ولكن بصوت مسموع وقالت: من أين نطعمه؟ سمعها الرجل فقال لها وهو في الطريق دون أن يراها: اربطيه تحت أي شجرة من أشجاراللوز هذه، وإذا جاع سيأكل من ورقها، يكفي أنه يغنيك عن الاستعارة من الناس كلما أردت نقل حمل ثقيل لا تسطيعين حمله.

دغدغت هذه الكلمات مشاعر أمي ووجدت صدى في تفكيرها، فهي التي كانت تقول: أن أصعب لحظة في حياتها هي اللحظة التي تجد نفسها فيها مرغمة على استعارة شيء من أحد حتى لو كان هذا الشيء حماراً، وكانت إذا احتجنا إلى رفع حمل ثقيل تقسمه أحمالا صغيرة وتحمله على رأسها خوفاً من أن تستعير حماراً من أحد، والأهم من ذلك أنه جاءها يمشي على قدميه ولم تبحث هي عنه، إلا أن أخي الأصغر احتج قائلا: ليس هذا الوقت مناسباً لشراء الحمير!.

ردت عليه أمي قائلة: يا بنيّ، إذا كنت جالساً في بيتك ورميت عليك كرة ولم تتلقفها فستجد غيرك يحتضنها، وبعد فترة ستحتاجها ولكنك لن تجدها فتندم أشد الندم والفرصة لن تأتي للشخص الواحد مرتين فإذا هبت رياحك فاغتنمها.

وبدأت تساوم الرجل على سعر حماره إلى أن استقر السعر على دينار واحد، قبض الرجل الدينار وأعطانا الحمار.

نحن لا نفلح الأرض كغيرنا، أي لا يتوفر عندنا "تبن وشعير" ليأكل هذا الحمار، لكننا وفرنا له العشب الجاف، وغالباً ما كنا نربطه تحت أحد أشجار اللوز وننساه بدون طعام أو شراب.

وفي أحد الأيام مر شباب القرية كل يركب دابته متجهين إلى مكان يسمى " بير المرج" وهو عين ماء وحولها سهل أخضر تبعد عن قريتنا حوالي الكيلومترين، وعندما رأى حمارنا هذا الموكب أخذ ينهق مستغيثاً وكأنه يستنجدني ـ هكذا تخيلت الموقف ـ للحاق بهم، فاستجبت له بسرعة، وركبته ولحقت بالرفاق.

وعندما وصلنا المرج تركنا الدواب ترعى ما تريد، وانشغلنا باللعب وقصص الحرب، وقبيل المساء أحضر كل واحد منا دابته إلى عين الماء لكي تشرب، فكان هذا اليوم مشهوداً لحماري فهو أول يوم يأكل فيه العشب الأخضر ويشرب من ماء النبع الصافي، فزاد نشاطه وتسارعت حركاته.

ركب كل منا دابته لنعود إلى القرية، لكنني ركبت حماري ووضعت أرجلي في جهة واحدة"جنابي" لكي أسمع وأرى ما يقوله أصدقائي من خلفي، وعندما أدرت وجهي للخلف، وبدأت أتكلم معهم، والحمار في قمة نشاطه، وجدت نفسي فجأة أسكت عن الكلام لأن أرجلي اصطدمت في صخرة عالية كبيرة بجانب الطريق فانقلبت إلى الخلف وسقطت على ظهري، فاستعنت بيدي اليسرى لكي تساعدني على الهبوط لكنها لم تتحمل وزن جسمي، فانكسرت من عند الكوع وهو أصعب أنواع الكسر. نزل الرفاق عن دوابهم والتقطوني عن الأرض وأنا أصيح من الألم، لم أقو على ركوب الحمار ثانية ولا أن أقوده لأن يدي اليسرى قد انكسرت ويدي اليمنى تحملها فسحب الرفاق حماري معهم لمساعدتي إلى أن وصلنا البيت.

وعندما رأتني أمي أتألم سألتني عن السبب؟ فقلت لها: لقد وقعت عن الحمار فاقتربت مني ودققت في يدي وقالت: يدك مكسورة يا ولدي ، وبدأت تبكي وتولول وتقول: يا ربي! ألا يكفينا ما نحن به من احتلال ومشاكل؟. لو كان أبو لاوي ـ أمهر من يجبر الكسور في منطقتنا ـ موجوداً لكان الأمر أهون، إلى أين أذهب بك الآن؟ وكيف سنذهب والاحتلال يسد الطرق ويقيم نقط التفتيش؟.

فجأة تذكرت أمي "السعدي" وهو يعرض نفسه مجبراً رغم أنه يعمل في بناء البيوت في سلفيت، لكنه الآن موجود في نابلس وليس في سلفيت، وقالت: غداً صباحاً نذهب إليه إلى نابلس.

ومر الليل وما أطول هذه الليلة على المكسور، وفي الصباح تفشى الدم في غير موضعه وارتسمت على يدي بقع حمراء وسوداء وزرقاء، وكان مطلوباً مني أن أخلع قميصي لأستبدله بآخر يليق بالسفر إلى نابلس، وكانت هذه اللحظات من أصعب ما يمكن لأن هذه العملية ستحرك يدي إلى أعلى وإلى أسفل وأنا لا أستطيع تحريكها.

في الصباح الباكر اتجهنا إلى سلفيت مشياً على الأقدام وهي تبعد عن قريتنا حوالي الأربعة كيلومترات نقطع فيها وادياً ونصعد جبلا إلى أن وصلنا، وبدأنا نبحث عن سيارة تنقلنا إلى نابلس، فلم نجد لأن الحرب قد وضعت أوزارها للتو ولا يأمن الشخص على نفسه في بيته، فكيف له أن يذهب إلى الخطر بسيارته؟

لكننا وجدنا من يشفق علينا ويقول أنا أعرف بيت السعدي فهو في أطراف مدينة نابلس وليس في وسطها وأنا مستعد لتوصيلكم وإرجاعكم مقابل عشرة دنانير، وقبلنا وأركبنا في سيارته إلى أن وصلناه.

المجبر هذا لم تكن صنعته التجبير لكنه معلم بناء ويتكسب ويتعلم بأمثالي، حيث أحضر خشبة وكسر بيضتين وخلطهما جيداً وحرك يدي ليعيدها إلى مكانها ووضع الخشبة وربط يدي عليها. وفي هذه الأثناء كان قد تجمع أهل الحي على صراخي من الألم، وضحك عليّ الصبية وأنا أستغيث بأبي وأمي، وبعد أن ثبتت يدي في مكانها شعرت بنشوة وزال الألم على الرغم أنني ما زلت أعلقها في رقبتي.

وعدنا إلى القرية بعد أن أخذ أجرته وقال لنا عليكم مراجعتي بعد أسبوعين لنرى وضعها فإذا لم تجبر سنكسرها ثانية ونعيد تجبيرها.

لكن القدر قد أشغلنا بأمر أغلى من يدي فقد شاع خبر بين الناس مفاده استشهاد والدي بعد أن قطع نهر الأردن وهو في طريقه إلينا، ومضت المدة المعينة ولم نراجعه، فالتحمت عظمة ولم تلتحم الأخرى، وبقيت على هذا الحال إلى يومنا هذا فكلما ألمس العظمة التي لم تلتئم أتذكر الحمار والحرب والسذاجة.



المشهد الخامس: استشهاد والدي




بعد أن علقتُ يدي في رقبتي، أصبحت مثار شفقة لكل من يراني، لكنني كنت ألحظ أن شفقة الناس علينا كأسرة بدأت تزداد أكثر من ذي قبل، حتى أنهم أصبحوا يشفقون على إخواني رغم أن أيديهم سليمة، وأصبحوا ينظرون إليّ من رأسي إلى أخمص قدمي، ولم يعودوا يكتفون بالنظر إلى يدي فقط، كما كانوا يفعلون سابقاً، ومما لفت انتباهي أكثر أن الناس بدأت تصمت في وجودي، على الرغم أنهم كانوا قبل أن أنضم إليهم يتحدثون ويمزحون ويضحكون مع بعضهم البعض!.

أحسست أن في الأمر خطباً ما، لكنني لا أعلمه، ولا يمكن أن أتوقعه، وإذا بخبر أتى من عمّان يقول: أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على والدي بعد أن قطع نهر الأردن وهو في طريقه إلينا، وشاع الخبر وسمع به كل الناس إلا نحن.

وانقسم هؤلاء الناس إلى قسمين: القسم الأول يقول: يجب أن تبلغوا أهله بموته الآن وليس غداً، لكي يستطيعوا تدبير أنفسهم من بعده، ومثل هذه الأخبار لا يمكن حجبها ، أما القسم الثاني منهم فيقول: حرام عليكم أن تبلغوا أهله بهذا الخبر قبل أن تتأكد صحته!.

وفي أحد الأيام دخلت البيت، وإذا بأمي على غير عادتها، شعرها منفوش، ملابسها ممزقة على جسمها، والدموع تتساقط من عينيها كحبات البرد، وحولها عدد من النسوة يبكين معها، وما أن رأتني تقدمت نحوي وضمتني إلى صدرها الحنون وقالت: العمر لك ولإخوانك يابني، والدك انتقل من الغربة التي كان بها إلى غربة أخرى ليس لها نهاية هذه المرة.

سمعها عمي وهي تبكي، وقد تجمعت عندها النسوة ليشاركنها البكاء، فحضر من بيته الملاصق لبيتنا واتهمها بأنها تفاول على أخيه، فبالأمس حضر عنده شخص قادم من عمان وأبلغه بأنه رآه في مدينة الزرقاء بلحمه وشحمه، فلا داعي أن تخيفي الأولاد وترعبيهم أكثر مما فعلت قبل أن نتأكد من صحة الخبر، وطلب من النسوة الكف عن البكاء، وتابع كلامه قائلاً: من لا تستطيع أن تمنع نفسها عن البكاء عليها مغادرة المكان في الحال. كفت أمي عن البكاء وقالت له: الله يسمع منك.

وبدأنا نستقبل النوعين من الناس، ففي اليوم الواحد يتحول بيتنا إلى مناحة، إذا حضر شخص من النوع الأول، وبعد ساعة يأتي شخص من النوع الثاني فيتحول البيت إلى مضافة، وهكذا كانت حياتنا في تلك الأيام.



المشهد السادس: الرحيل إلى المجهول!


وكان جدي لأمي مختار القرية ويساعد أمي في غياب زوجها، لكنه كبر في السن وضعف بصره وأصبح حبيس بيته، ولم يعد قادراً على مساعدتنا، لكنه كان يوجهنا ويرسم لنا طريقنا كلما احتجنا إليه.

وفي يوم من الأيام أبلغني أحد إخواني بأن جدي لأمي يطلبني في الحال، ذهبت إليه مسرعاً فوجدت أمي عنده فقال لي: أيعجبك ما أنتم به يا جدي؟ ساعة تبكون وساعة تضحكون؟ قلت: وما الذي أستطيع أن أفعله؟ قال: تستطيع أن تسافر إلى عمّان وتستوضح الخبر، فإذا كان هذا الخبر كاذباً، فإنك ستلتقي بوالدك هناك، وتحضرا معاً غانمين سالمين إن شاء الله، وإذا كان هذا الخبر صادقاً، فكل نفس ذائقة الموت، وعليك أن تتحمل الإقامة هناك لشهر أو شهرين على الأكثر، وتعود مع العائدين بعد أن يحررها عبدالناصر الذي وعدنا بالخلاص، والذي أعلمه أن وعد الحرّ دين عليه!.

ولم تعترض أمي على هذا الكلام، مما يعني أنها موافقة عليه، فقلت لهم: لكنني لا أملك جواز سفر للقيام بهذه الرحلة، فكيف لي أن أدخل الأردن وأنا بدون أوراق رسمية؟ قال: إذهب غداً إلى "أبو فاروق" رئيس بلدية سلفيت ومعك صورة شخصية وهو يعطيك هوية شخصية لكي تسافر بها.

وفي الصباح حملت صورة شخصية، وذهبت إلى أبو فاروق الذي كان يعلم بكل تفاصيل الخبر، وقدم لي كافة التسهيلات وأخرج لي بطاقة هوية من البلدية التي لا شأن لها في هذه الأمور,

كانت الحدود بين الضفتين مغلقة في ذلك الوقت، لكن ذلك لم يمنع من وجود أناس مغامرين، منهم "أبو تيسير" والذي يملك شاحنة يستعملها في نقل الأشحاص والبضائع بين الضفتين.

كان "أبو تيسير" ينقل بجانبه راكبين في كل رحلة، وعلى من يريد السفر معه أن يحجز عنده سلفاً، وعندما يتوفر له حمل وراكبان يغادر بهما إلى عمان، وعندما حجزت مقعدي معه، قال لي: غداً صباحاً عليك أن تحضر لكن مبكراً.

وفي صباح اليوم التالي لم أذكر أني ودّعت أحداً وأنا متجه إلى بيت أبو تيسير، لأنهم بسّطوا لي الموضوع كثيراً، وأنا بسّطته على نفسي أكثر، وعندما وصلت وجدته قد حمّل شاحنته ويقف معه الراكب الذي سيسافر معنا، أما هذا الراكب فكان شاباً يعمل في الكويت ويريد العودة إليها ثانية بعد أن اطمأن على أبويه. وانطلقت الشاحنة متجهة إلى عمان.

وسارت الأمور على ما يرام إلى أن وصلنا نهر الأردن، وبدأ السائق "أبو تيسير" يبحث عن مكان سهل من هذا النهر يقطعه بسيارته من إحدى "المخاضات" التي تستطيع الشاحنة عبور النهر من خلالها، وكان اليهود قد علموا أن الناس بدأت تسافر عن طريق هذه المخاضات، فنصبوا عند كل مخاضة منها نقطة تفتيش.

بحث السائق عن مخاضة تخلو من اليهود لكنه لم يجد، واستهلكنا ما كان معنا من ماء وطعام، فقال بعد أن أهلكه البحث والتعب: لا مفر أمامنا إذا أردنا مواصلة المشوار إلا المرور من نقطة تفتيش والاعاتماد على حظنا، إما أن يسمحوا لنا بالسفر أو يعيدونا وفي كل خير! يجب أن نغامر، وتوجه إلى إحدى نقط التفتيش بعد أن استعاذ بالله من الشيطان الرجيم.

وهناك أنزلونا من الشاحنة وتفقدوا أوراقنا وطلبوا منا التوقيع على ورقة باللغة العبرية لا نعلم محتواها، غير أن الجندي الإسرائيلي قال لنا بعربية مكسرة ما مفاده "أننا خرجنا بإرادتنا دون أن يجبرنا على الخروج أحد، وبأننا ‎-بعد التوقيع‎- لا نملك شيئاً في فلسطين"، ووضع رؤوس أصابعي العشرة في محبرة وبصمني على هذه الورقة بأصابعي العشرة، ثم تلاني الراكب الآخر والسائق، وبعدها سمحوا لنا بالمرور، وقطعنا النهر إلى الضفة الشرقية حيث كان هذا أول عهدي بها.

في الطريق نفذ منا الماء، وإذا بالراكب الثاني مصاب بمرض في الكلى، وعندما نقص منسوب الماء في جسمه جاءه مغص شديد، وبدأ يتألم ويصرخ من الألم، عندها تمدد بيني وبين السائق، وألقى بثقله كاملاً على جسمي لكي يسمح للسائق بالحركة، فجعلني ملتصقاً بباب السيارة، لا بل كلما اشتد عليه المغص يقوم بدفعي أكثر نحو الباب. وبقينا على هذا الحال إلى أن وصلنا عين ماء في سفح جبل، أوقف السائق شاحنته عندها ونزلنا وشربنا وغسلنا وجوهنا، وبعد أن شرب صاحبنا خفت عليه أوجاعه، أما أنا فلدعني طعم الماء وأحسست بأن الماء هنا طعمه قد تغيّر.

وكان المتواجدون في عمان من أهل سلفيت وقراها يتجمعون في بقالة "أبو نجيب" التي تقع في جبل عمان، أما المتواجدون منهم في مدينة الزرقاء فكانوا يتواجدون في محل لبيع الأقمشة يملكه رجا السلفيتي وإخوانه، وعندما وصلنا عمان ليلاً ذهب أبو تيسير إلى البقالة في جبل عمان ليستطلع من صاحبها عن ما سوف يحمله من أغراض وركاب أثناء عودته إلى الضفة الغربية، وهناك غادرالشاب الذي كان معنا ليواصل رحلته إلى الكويت، وتركنا أنا والسائق في البقالة، وبعد أن تفاهم هذا السائق مع صاحب هذه البقالة أخذني وحدي إلى مدينة الزرقاء حيث يسكن أقاربي، وأنزلني عندهم وواصل مشواره إلى مكان تجمع الناس في محل الأقمشة، لكي ينسق للعودة غانماً سالماً إلى بلده.


المشهد السابع: هكذا استشهد والدي



إحدى المخاضات على نهر الأردن

استقبلني أقاربي والدموع تملأ عيونهم، ولم يكن والدي من بينهم، فقلت في نفسي: المكتوب يُقرأ من عنوانه، ولم أسأل عن السؤال الذي قدمتُ من أجله! بعد أن تيقنت بأن الوالد قد رحل، وبقي عليّ أن أعرف كيف.

في الحال قفزت إلى ذهني صورة والدي وهو يرتدي القميص الكاكي والبنطال على غير عادته عندما صحوت من نومي وأنا طفل صغير عمري ست سنوات وهو يودعنا ونحن نيام، وما لفت نظري أكثر أن أمي كانت تحضر له أغراضه وهي تبكي ولم أكن أفهم ما يدور من حولي لكنني بعد ذلك فهمت أنه كان مسافراً إلى الكويت.

قطع ابن عمي حبل أفكاري عندما بدأ يروي ما حدث معه حيث قال: لم أصدق أن عمي في ضيافتي فهو يدخل بيتي لأول مرة، وكان قد وصلنا متعباً قلقاً يريد السفر بأقصى سرعة، وطلب مني أن أرافقه إلى السوق فوراً، لم أعترض على طلبه هذا لكنني طلبت منه أن يستحم أولاً فوافق، وما أن خرج من الحمام حتى كان الغداء جاهزاً، تناولناه وخرجنا إلى السوق معاً.

وهناك طلب مني أن أدله على صديق قديم له في الزرقاء يمتلك محلا لبيع الأقمشة وعنده يتجمع القادمون من منطقة سلفيت والمغادرون إليها، وعندما وصلنا ذلك المحل وجدناه يعج بالناس وبعد حوار قصير مع صاحبه سمعته يقول له: خذ هذا المبلغ(60 ديناراً) ليكون أمانة عندك، إذا حدث لي مكروه لا قدر الله لا تسلمه إلا إلى ولدي جميل ليكمل به تعليمه!.

وبعد أن ودع صاحبه وخرجنا طلب مني أن أرافقه إلى مكان تجمع الناس الذين يودون السفر إلى الضفة الغربية تهريباً، وأخذته إلى مقهى يجتمع فيه الأدلة، وكل من يرغب بالسفر إلى هناك يذهب إليه ويعقد صفقة مع أحدهم لكي يوصله الجانب الآخر من النهر.

وصلنا ذلك المقهى واتفقنا مع أحدهم على أن يدله على مكان سهل وآمن ليقطع منه النهر ويبقى في انتظاره حتى يصل الضفة الأخرى من النهر، وسافر مع الدليل (أو الدلول باللهجة المحلية) بعد أن ودعني إلى الغور بالسيارة، وبعدها يواصلون السير على الأقدام حتى يصلوا إلى النهر.

وفي طريقهم قبل أن يصلوا النهر مروا عن نقطة عسكرية أردنية، وإذا بالعسكري المسؤول صديق قديم لعمّي، فنصح عمي ألا يقطع النهر في هذه الفترة لأن اليهود هذه الأيام شرسون أكثر من اللزوم، وعليه أن يعود إلى عمان حتى تهدأ الأمور.

لكنه رفض وأصر على السفر وبقي صاحبه العسكري يراقبه حتى قطع النهر إلى الضفة الغربية، وقبل أن يختفي عن أنظار صاحبه، وإذا بدورية صهيونية تفاجئه، فاحتمى بصخرة كبيرة، وبدأ يرفع رأسه بين الحين والآخر ليراقب تحركاتهم، فرآه أحد أفراد الدورية وأطلق عليه النار، وبعد أن تأكد من موته واصلت الدورية طريقها لتقتل غيره، فهي مختصة في القتل فقط، أما الدفن فله أناسه، فبعد أن يقترب اليوم على نهايته يأتون بجرافة لتجمع حصاد ما قتلوا في ذلك اليوم وتحمل الجثامين بعد أن يعطوا كل جثة رقماً يليق بها ثم يغطونهم بالتراب في مقبرة خاصة بهم.

حدث كل هذا لعمي أمام عيني صديقه العسكري فلم يتحمل ما رأى فذهب سريعاً وقطع النهر وأحضر جواز سفره وأشياءه البسيطة التي كانت معه، وعاد ثانية إلى مكان عمله.

واحتار صاحبه فيما سيفعله بهذه الأغراض، فوجد أن أفضل طريقة هي إبلاغ مركز الشرطة بما رأى، وقام بتسليم أغراضه إلى مخفر السلط، وبعد يومين من سفر عمي وإذا بالمخفر يطلبني للحضور، وذهبت في الحال وأبلغني الضابط المسؤول بما حدث لعمي وأعطاني جواز سفره ومتعلقاته.

هذا ما حصل عندنا لكنك لم تقل لي ما حصل عندكم؟ فقلت له: بعد أن وصل الخبر انقسم الناس إلى قسمين: قسم يقول عليكم تبليغ أهله والقسم الآخر يقول لا تبلغوهم حتى يتأكد الخبر، وبقينا في حيص بيص فأرسلوني عندكم لأستكشف لهم الخبر ونقطع الشك باليقين وقالوا لي: إذهب ولا تقلق نفسك بموضوع العودة، فهي مؤكدة بعد شهر أو شهرين على الأكثر فها هو الرئيس عبدالناصر يعد لهم ما يستطيع من قوة ومن رباط الخيل، ضحك إبن عمي وقال: أما قوته فرأيناها على أرض الواقع، وأما رباط الخيل فلم يبق هناك من خيول ليربطها!.

لم أفهم ما قال أو ما قصد بقوله هذا، لكنني أفهمته أنني متعب مما سمعت ورأيت وأنا بحاجة إلى خلوة مع نفسي. في الصباح صحوت مبكراً وبدأت أجهز نفسي للعودة لكي أؤكد الخبر الذي من أجله كنت قد قدمت، وعندما رآني إبن عمي سألني: خيراً إن شاء الله قلت له: سأسافر اليوم وليس غداً لكي أخبرهم بما حدث فقال: كنا بواحد واليوم سنصبح بإثنين ‎-لا سمح الله‎- عليك أن تنتظر عبدالناصر لكي تعود معه.




المشهد الثامن: حُلم جدّي وضعني في ورطة!



مدرسة الزرقاء الثانوية

كانت الأحداث التي وقعت في هذا العام أكبر منا كثيراً، لدرجة أنها أنستني أن لي يداً مكسورة وهي لم تجبر بعد جيداً، وأنست أمي أين وكيف وإلى متى سيعيش شاب صغير مثلي غريباً عن بلده وأهله وبيته.

وبعد أن "ذهبت السكرة، وجاءت الفكرة" كما يقولون، بدأت أفكر متسائلاً، هل أستطيع أن أستأجر غرفة وأعيش بها لوحدي؟ وإذا استطعت، من أين لي أجرتها؟.

ذهبت إلى صديق والدي الذي وضع لي عنده فلوساً قبل وفاته لتعليمي، وحرصاً منه على مصلحتي، فقد حدد مصروفي الشهري بخمسة دنانير في الشهر الواحد، ما الحل إذن؟.

في هذه الأثناء جاء رجل كان يعلم بوفاة والدي يسأل عني ليسترد مني عشرة دنانير كان أخوه قد أرسلها له مع والدي، لكن من سأله عني أسمعه ما لا يحب، وعاد دون أن يراني، وهذا الرجل يعرض نفسه حتى الآن بأنه من أعز الأحباب، ولا يعلم أنني أعلم ما كان قد فعل في الماضي البعيد القريب,

أخي المتواجد في الكويت ظروفه المادية صعبة ولن يستطيع مساعدتي، أما ابن عمي فهو متزوج من إمرأة لا تكبرني إلا ببضع سنين، لكنها تعهدت لي أن تكون أمي الثانية، فهي تسكن مع زوجها وأولادها في غرفة واحدة، وخارجها حوش صغير ومطبخ أصغر، فأفرغت المطبخ من محتوياته، ووضعت لي فيه سريراً فقط لأنه لا يتسع لغيره، وقالت: تنام هنا وتعيش معنا إلى أن ييسر الله أمرك!.

وبدأت أنتظر العودة لكنها بدت كأنها بعيدة المنال، وفتحت المدارس أبوابها واحترت في أمري، أأدرس أم لا أدرس؟ لأن التحرير قادم لا محالة وكلي أمل في أن أعود إلى مدرسة الصلاحية في نابلس التي كنت فيها!.

وانتظرت أكثر إلى أن قال لي أحدهم: سجل في المدرسة هنا، وادرس، وعندما يأتي التحرير فلكل حادثة حديث، وذهبت إلى المدرسة لكي أسجل فيها، لكنهم يريدون آخر شهادة لي في المدرسة التي كنت بها وهي ليست معي.

أشار عليّ أحدهم أن أذهب إلى وزارة التربية في عمان، وأستخرج منها بدل فاقد، وفعلاً استخرجتها، لكن بعد أن ضاقت الأردن بسكانها، فتحوا لنا مدارس مسائية لحل المشكلة، وسجلت في مدرسة الزرقاء الثانوية المسائية.

وانقلبت حياتي رأساً على عقب، وأصبحت أنام في الصباح وأذهب إلى المدرسة في المساء، وهذا شيء جديد لم أعتد عليه في حياتي السابقة، وعليّ أن أتكيف معه.

لكن ما أدهشني وحيرني في ذلك الوقت أن طلاب الفترة الصباحية كانوا يستهزؤون منا عند الدخول والخروج من مدرستهم، ويعيروننا بأننا نازحين... نازحين... نازحين! والكثير منهم كانوا قبلنا من اللاجئين!.

وانتظمنا في الدراسة لكن البيئة التي فرضت عليّ لم تكن بيئة دراسية بل هي بيئة "لعب الشدة" أو الورق، فبعد أن ينتهي أقاربي من أعمالهم يتحلقون حول طاولة الشدة، وإذا لم أحضر لعبتهم، يأتون ويسحبونني لأكون رابعهم حسبما تقتضي قواعد اللعبة.

وكان لأبناء الشهداء وضع خاص، حاولت أن أكون منهم وطلبت المساعدة لكن والدي لم يكن عسكرياً فلم يعترفوا بي كإبن شهيد، لكنهم أحالوني إلى وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل، وهناك حاولوا أن يبحثوا لي عن عمل في مخبز لتوصيل الخبز إلى البيوت لكنهم لم يجدوا مخبزاً بحاجة لي وعدت بخفي حنين.

وجاء 21 آذار وبدأت معركة الكرامة وقلت هذه هي بداية التحرير ولم أذهب إلى المدرسة من الفرح، وانتهت المعركة دون أن أعود إلى الوطن.

زارتني أمي وأختي لترفع من معنوياتي ولتشكر إبن عمي وزوجته على ما قدموه لي وبعد أيام معدودة عادت أمي وعدت أنا لمشاكلي.

وقدمت امتحان التوجيهي (الثانوية العامة) تحت هذه الظروف وحصلت على معدل 70% وكانت هذه نكسة ثانية لي فلم أكن في يوم من الأيام بهذا المستوى المتدني
العين الساهرة
العين الساهرة
عضومتميز
عضومتميز

ذكر عدد المساهمات : 113
الرصيد : 286
أعجبني : 0
تاريخ التسجيل : 05/01/2011
العمر : 44
رقم العضوية : 364
هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Images?q=tbn:ANd9GcStlxs4UGXfg3Fy3y2V75xI2i2zmjevQnrkGDV-ewrQfmPzA856JA


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Empty رد: هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات

مُساهمة من طرف ورود الحياه السبت 25 يونيو 2011, 11:24 am

هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  7304885f3540

شكرا لك خيا على روائع ما نقلت
وكل عبارات الشكر والامتنان
يعطيك الف عافية على جهودك المميزة و الرائعة
~~ــ~~ من ذاكرة مخيم النيرب ~~ــ~~
تحياتي للجميع

ورود الحياه
ورود الحياه
عضوVIP
عضوVIP

انثى عدد المساهمات : 5770
الرصيد : 7462
أعجبني : 26
تاريخ التسجيل : 18/08/2010
العمر : 30
العمل/الترفيه : طالبه
رقم العضوية : 27
هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Gold_medol
هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Z777
هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  R2r



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Empty رد: هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات

مُساهمة من طرف عاشقه تراب فلسطين السبت 25 يونيو 2011, 1:58 pm

اشكرك اخي جزيل الشكر على ما قدمت لنا
يعطيك الف عااافيه
تحيااااااااتي
عاشقه تراب فلسطين
عاشقه تراب فلسطين
مشرفة
مشرفة

انثى عدد المساهمات : 4556
الرصيد : 5714
أعجبني : 23
تاريخ التسجيل : 17/08/2010
العمر : 29
العمل/الترفيه : طالبه
رقم العضوية : 25
هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Images?q=tbn:ANd9GcStlxs4UGXfg3Fy3y2V75xI2i2zmjevQnrkGDV-ewrQfmPzA856JA
هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Gold_medol
هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Ms1


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Empty رد: هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات

مُساهمة من طرف زكريا رافع السبت 25 يونيو 2011, 3:11 pm

شكرا اخي لما قدمت ..
وشكرا لجهودك....
تحياتي
زكريا رافع
زكريا رافع
عضوفضي
عضوفضي

ذكر عدد المساهمات : 896
الرصيد : 1074
أعجبني : 25
تاريخ التسجيل : 15/03/2011
العمر : 68
العمل/الترفيه : موظف / مغترب
رقم العضوية : 544
هل تتذكرون هذا المدرس من مخيم النيرب درس في اعدادية يافا للبنات  Wsam3


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى