63 سنة مرت على مذبحة دير ياسين

أجاد اخي عبد الفتاح محسن في ما كتب حول " مجزرة دير ياسين "في مقاله المؤرخ في سبتمبر الماضي ومن ثم قرأنا ما كتب الأخ رئيس بيت الذاكرة حيث ألقى الضوء على الموضوع مفرقا بين (اشهر المجازر وأكبر المجازر ) تلته الأخت عائدة إلى حيفا التي فتحت آفاقا جديدة في التاريخ وزادت في المضوع ما تيسر لها الزيادة فلكل هؤلاء الاخوة أعطر التحية وأجمل العرفان بما كتبوا . والصحيح أيضا انهم لم يتركوا لي شيئا أذكره ولا أخفي عليكم أنني لم أقرأ الموضوع ولم أشاهده إلا الآن حين بدأت أبحث عن عنوان رئيسي لمقالتي اكتبها تحته . لذا لن أكتب الكثير ولكن للذكرى حيث مضى على هذه المجزرة 63 سنة وبضعة أيام حيث سقط شهيدنا البطل عبد القادر الحسيني في معركة القسطل ( وسأكتب عنها لاحقا )ووجدت جثته الطاهرة على بعد 100 متر في القسطل وقد مزقته شظايا قنبلة من نوع ( سبلند )كان رشاشه من نوع ( توميجن ) ما يزال بيمينه وقد نفدت ذخيرته وإلى جانب البطل المسجى جثث لأربعة من الأعداء سقطوا صرعى برصاص الثوار . كان ذلك ليل التاسع من شهر نيسان 1948 ومع صلاة فجر ذلك اليوم بدأ الأعداءالهجوم على " دير ياسين " هذه القرية الوادعة غربي القدس والتي لا يتجاوز عدد سكانها يومها 700 نسمة حيث قامت عصابات الأرغون وشتيرن بقيادة الإرهابي (يهوشاع غولدشميد ) يساعده الارهابي ( أتسل )بأوامر من قائدهم ( ي رعنان ) بالهجوم على قريتنا الصغيرة هذه وبدأ الهجوم بقصف من إحدى طائراتهم تلته قذائف المورتر ثم هجوم المدرعات والعصابات المسلحة على النساء والأطفال والشيوخ وكان في القرية بعض الأسلحة التي قاوم حاملوها من الثوار واستماتوا في الدفاع عن بلدتهم وأنزلوا الخسائر في صفوف عدوهم وكانت الغلبة للسلاح والعتاد والغدر ودخل المعتدون بلدتنا وأعملوا فيها البطش والقتل الهادف الى إخافة القرى المجاورة حيث قتلوا 103 أشخاص كان بينهم 25 امرأة حاملا وقتلوا الحاج جابر مصطفى وعمره 90 سنة والحاج اسماعيل عطية وعمره 95 سنة وزوجته آمنة وحفيدهما الرضيع كما قتلوا معلمة المدرسة بالقرية (حياة البلابسة )وأبادوا أسرة علي زيدان.عن بكرة أبيها وكانوا بحدود 20 فردا .

يقول الحاج امين الحسيني عن ذلك اقترفت عصابة الأرغون الارهابية مجزرة دير ياسين وقتلت 250 ضحية وقد جمعوا النساء الحوامل ووقفوا يتراهنون على ما في بطونهن من أجنة ( ذكر أم أنثى )ثم يعمد أحدهم فيبقر بطن الحامل ويخرج الجنين على حربته ليروا من فاز منهم بالرهان . ) كما أخرج الارهابيون العروس ( عليا درويش )وعريسها و33 من اهل القرية ثم أطلقوا عليهم النار وبعد أن أجهزوا على جميع من كان بالقرية عادوا إلى الجرحى وأكملوا نفث سمومهم في أجساد طاهرة بريئة, ولم ينسوا بعدها من سرقة مجوهرات النساء واموال الشهداءوعن ذلك قال مندوب الصليب الأحمر( دي رينيه ):"إن عددا كبيرا من النساء والأطفال والشيوخ تم ذبحهم كالأنعام ". وقد بلغ عدد الشهداءبين 250 إلى 300 وفي بعض الروايات 345 هذا وقد جمع اليهود الجثث أو بقاياها في محجر البلدة وسكبوا عليها الكيروسين وأشعلوا فيها النار كما هي عادتهم لاخفاء جرائمهم .

ونحن اليوم إذ نستذكر هذه المجزرة البشعة لا نذكرها ونتذكرها لنبكي على الأطلال ونحزن مع قراءة المقال ثم ...... لا والله فما نكتبه وذاك ما نذكره ما هو إلا حطب حقدنا ولهيب غضبنا نصبه على عدونا ساعة يحين النزال . وستبقى دير ياسين كما قبية وكفرقاسم والطنطورة خالدة ببشاعتها في أذهاننا نورث حقدنا للأولاد والأحفاد بانتظار اليوم الموعود وشاهد ومشهود.