عدد زوار المنتدى
.: عدد زوار المنتدى :.
< SPAN>
المواضيع الأخيرة
لن ننساكم
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 81 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 81 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 689 بتاريخ الجمعة 21 يونيو 2013, 9:15 pm
من الفلكلور الفلسطيني
4 مشترك
شبكة بيت الذاكرة الفلسطينية :: .:: منتدى بيت الذاكرة الفلسطينية ::. :: قسم التراث الفلكلور الفلسطيني
صفحة 1 من اصل 1
من الفلكلور الفلسطيني
من الفلكلور الفلسطيني
]الأسطورة
الأسطورة قصة تفسر مأثورات الناس حول العالم وما وراء الطبيعة: الآلهة والأبطال من أشباه أو أنصاف الآلهة. كما تتناول الأسطورة المعتقدات الدينية وتعليلالتها. ولابد من وجود الأساس الديني وراء الأسطورة بالنسبة للشخصية الرئيسية فيها أو يكون الممثلون آلهة. ونحن نعرف أننا ندرس تراث شعب، مثل الشعب العربي الفلسطيني، والذي يؤمن باله واحد. ولذلك فلا يوجد في الأساطير التي بتداولها هذا الشعب آلهة متعددة، وانما هناك أخبار تدور حول الأنبياء الذين أحبهم الله، كلمهم الله أو اختصهم بعنايته، وقد تدور هذه الأساطير حول أولياء الله الصالحين الذين أعزهم الله بالكرامات وحقق على أيديهم المعجزات على حد المعتقد الشعبي. ويمتزج الإرث الأسطوري امتزاجاً كبيراً بالحكايات الدينية. ومن الصعب بمكان أن نميز بين الحكاية الدينية المثبتة في الكتب المقدسة وبين الأسطورة ذلك لأن هناك بعض الحكايات الواردة في القرآن أو التوراة اتخذت شكلاً ما في عالم الأساطير الشعبية، والمعروف أن الوسط الشعبي يروي بعض الحكايات الدينية وقد أكسبها هالة أسطورية وهو يهدف من ذلك تأكيد مقولة دينية والترغيب. ولا شك ان نقلة الأحاديث ورواة الحكايات ذات المضمون الديني على مر العصور قد ساهموا في تكوين ذلك الإرث الديني الأسطوري الذي تناهى إلى الشعب فأعطاه لوناً معيناً وطبعه بطابعه. [/size]
وقد تميز الإرث الأسطوري الفلسطيني بأنه تضمن مرويات تنمتي إلى أتباع الديانات السماوية الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية، هذا فضلاً عن الرواسب الوثنية، ولما كانت الغالبية العظمى للسكان في فلسطين من العرب المسلمين فإنهم حاولوا أن يصبغوا أساطير ما قبل الإسلام بصبغة إسلامية فاعتبروا أن القصص التى تدور حول " سيدنا موسى" وسيدنا إبراهيم " قصصاً إسلامية على اعتبار أن موسى وإبراهيم نزلا بالدين الصحيح وأن أتباعهما حرفوا الدين ولذلك كان هذان النبيان بريئان من أتباعهما المحرفين على حد المعتقد الشعبي، إننا نجد الحكايات المنقولة من التوراة والإنجيل وقد اتخذت طريقها إلى التراث الشعبي عند المسلمين، ولا شك في أن الدين الإسلامي شجع على ذلك عندما حض على احترام الأنبياء والرسل السابقين، ولذلك نرى الفلاح المسلم يروي حكايات لكرامات عن النبي موسى والقديس مارجريس " الخضر" جنباً إلى جنب مع الحكايات عن كرامات أولياء الله الصالحين والنبي محمد وصحباته.
وتتحدث المرويات الأسطورية عن أخبار أول الأنبياء وأبي البشر آدم. ثم تنتقل للحديث عن أخبار الأنبياء والحكماء في صراعهم السرمدي الطويل مع الشر. ونرى الله يقف مع الإنسان الخير وهو وملائكته ليقاوموا اغراءات إبليس. ولكن إبليس هذا يحقق بعض الانتصارات وخاصة عندما يزرع الشر في نفس حواء ونفس آدم كما تقول الأسطورة التالية:
كان آدم يعمل في الحقل وكانت حواء في البيت عندما سمعت صوت طفل يصرخ.وخرجت حواء لتجد طفلاً يبكي فأخذته واعتنت به. وعندما جاء زوجها غضب لمرأى الطفل وأغرقه في ماء النهر وفي اليوم التالي عاد البيس وأخرج الطفل ووضعه قريباً من حواء التي اعتنت به أيضاً وعاد آدم وحرق الطفل في النار. وفى اليوم الثالث عاد إبليس وأخرج الولد من النار فأخذته حواء واعتنت به. وعندما جاء آدم قرر أن لا سبيل للخلاص من الولد إلا بقتله وطبخه وأكله. وأكل آدم وأكلت حواء من لحم الولد. وعاد إبليس ينادي من داخل آدم وحواء، صوتان يقولان معاً " أنا هنا بخير ".
منذ القديم وجد الإنسان نفسه في مواجهة أخيه الإنسان وفي صراع سرمدي معه من أجل أيهما يستحوذ على المنافع المادية دون سواه. ونجد تلك الجذور الأسطورية لذلك الصراع قائماً في ما حصل بين قابيل وهابيل ابني آدم. لقد أراد الله لحواء أن تنجب أطفالاً لها أزواجاً بحيث تلد في المرة الواحدة توأمين: ابنا وابنة، وكان محظوراً على التوأم الذكر أن يتزوج توأمه الأنثى. بل كان يسمح له أن يتزوج من التوأم الأنثى الأخرى لأخيه وذلك كحد أدنى من القيود الاجتماعية في مسألة الزواج. وكان قايين وهابيل أول ولدين لآدم وحواء مع أختيهما. وقد أمر آدم بوحي من الله ابنه قايين أن يتزوج أخت هابيل ولكن هذا رفض أمر والده لأن أخته كانت أجمل من أخت هابيل، وأحس بالخسارة إذ يتزوج هو فتاة أقل جمالاً من الفتاة التي يجب أن يتركها تتزوج أخاه. وهكذا قتل قايين أخاه هابيل ومن أجل أن يتلاقى الناس مثل هذه الأخطار والخصام العنيف حول امرأة كان على كل النساء بعد تلك الحادثة أن يحتجبن عندما يصلن سن البلوغ.
وفي أسطورة أخرى تشرح مسألة اغتيال قايين لأخيه هابيل نرى آدم وقد طلب من ابنيه أن يقدما تقدمات لله فقدم قايين ضمة من أسوأ ما لديه من القمح بينما قدم هابيل حملاً من أفضل الحملان في ماشيته.
وقد قبل الله تقدمه هابيل ولم يقبل تقدمة قايين. وغضب قايين فقتل أخاه وتقول المرويات أن قايين لم يكن ليعرف الطريقة التي ينفذ بها جريمته. وتبرع إبليس بالمهمة والذي ظهر لقايين بشكل بشرى وأراه كيف يسحق رأس طير بين حجرين. وبعد ذلك ارتكب قايين جريمته. وبعد ذلك حمل قايين أخاه القتيل على ظهره وسار دون أن يدري ما يفعل بالجثة. وبعث الله غرابين قتل إحداهما الآخر ودفنه بعد أن حفر له حفرة في التراب. وقلد قايين العملية. وتقول أسطورة أخرى أن قايين ذبح على يد لامخ بسهم عندما كان الأخير يصطاد في تل الكيمون قرب كيشون في المنحدر الشمالي لجبل الكرمل.
لقد كان الخلود أملاً كبيراً من آمال البشر وقد حاول الإنسان أن يعرف كنه الموت وفناء النفس البشرية. وبذل المزيد من المحاولات ليمنح نفسه الحياة الدائمة ولكن كل جهوده ذهبت سدى. وهكذا فإن دور الأساطير هو في تفسير عدم قدرة الإنسان على الحصول على سر الخلود. وفى ملحمة جلجامش نرى إلهة العالم السفلي تذكر للبطل الباحث عن سر الخلود جلجامش، أن لا فائدة من بحثه الحثيث ولا فائدة من هذه الجهود التي يبذلها وقد رأته أشعث الشعر مغبراً منهكاً وقالت له: " كل واشرب واغسل رأسك " وفي الأسطورة المحلية نلاحظ أن آدم يحصل على فرع من شجرة ولكن بعد فوات الأوان. ويصل إليه الفرع بعد أن يموت. ويحاول الأنبياء الآخرون العناية بشجرة الحياة ولكن دون جدوى.. وتقول الأسطورة المحلية أنه عندما كان آدم على سرير الموت أرسل ابنه سيث إلى الجنة ليحضر له فرعاً من شجرة الحياة، واحضر سيث الفرع ولكنه عندما عاد وجد اباه آدم قد مات فزرع الفرع عند قبره. وذات ليلة حلم لوط عليه السلام بان الملاك يأتيه ويأمره بأن يأخذ جرة ويملأها بالماء ويسقى شجرة الحياة.
وفى صباح اليوم التالي ذهب لوط وحمل جرة ملأها بالماء وأسرع إلى مكان الشجرة فلقيه في الطريق حاج هندي مستلقياً على حافة الطريق وهو في الرمق الأخير. وتوقف لوط ليسقي الحاج الهندي جرعة من الماء. ودهش لوط عندما لاحظ أن الحاج الذي هو إبليس في الحقيقة – شرب الماء كله،وعاود لوط الكرة فملأ الجرة بالماء. وللمرة الثانية،لقيه حاج وقد تلف من العطش وشرب الماء كله. وفي المرة الثالثة حصل الشيء نفسه، ولم يستطع لوط أن يسقي شجرة الحياة، وسقط لوط متعباً ونام. ورأى في المنام الملاك يقول له أن الحجاج الذين كان يلقاهم في الطريق ما هم إلا صور من إبليس، أما شجرة الحياة فإن الملائكة تسقيها. ومات لوط وأينعت الشجرة، وأخيراً ينجح إبليس في إقناع حيرام ليقطع الشجرة لبناء هيكل سليمان. ونقل جذع الشجرة إلى القدس، ولكن المعماري لاحظ أنه لا فائدة منه فألقاه في واد إلى الشرق من القدس حيث أصبح جسراً على وادي قدرون. وظل الأمر كذلك إلى أن جاءت بلقيس ملكة سبأ لتزور سليمان. وبدلاً من أن تمر فوقه ترجلت وقامت بواجبات العبادة، ودهش ملك إسرائيل من تصرفها ولكنها أفهمته بقيمة ذلك الجذع، وبعد ذلك أخذ الجذع ونظف وحفظ في إحدى غرف الهيكل وظل هناك إلى أن استعمل في عمل الصليب الذي صلب عليه المسيح عليه السلام.
لقد خرج آدم من الجنة بسبب ارتكاب خطيئة واحدة وهى انه أكل من الشجرة المحرمة ونجد صدى لذلك فى الأساطير المحلية التى تتحدث عن المحرمات والتي جاء تحريمها دون تبرير، وهى بهذا المعنى تتصل بمفهوم التابو عند الإنسان البدائي، ونجد الإنسان يقع في الخطيئة رغم التحذير فهو يفتح الباب المحرم فتحه أو يشرب من الماء الممنوع شربه.
ولدينا أسطورة تتحدث عن عذاب الإنسان وشقاءه في الدنيا ومرد ذلك إلى الخطيئة. تقول الأسطورة أن رجلاً عمل سنوات طويلة في قطع الحطب وعانى من هذا الشقاء الشيء الكثير وبلغ به السخط على واقعه حدا جعله يقرر الانتقام من آدم الذي أنجبه وتركه يعانى من متاعب الحياة فأخذ يجمع الحطب ليحرق عظام آدم. أرسل الله ملكاً نقله من حياته الشقية إلى بستان يشبه الجنة واشترط عليه ألا يعترض على شئ، ولكن الرجل يخرق ذلك التابو، ويعترض فيعود الشقاء ثم يلح في الرجاء ليعود إلى البستان، ويتكرر ذلك ثلاث مرات وفى كل مرة يخرق الإنسان التابو، وعندما يرجو هذا الإنسان أن يعاد إلى البستان للمرة الرابعة يقول له الملك " أبوك آدم أخطأ خطيئة واحدة وأنت خطيه في خطية في خطية، ظلك في هالهيش تاتموت ".
تقول المرويات الأسطورية أن نوح كان واحداً من الأنبياء الستة العظام ولم يخلف هذا النبي أشياء مكتوبة بخلاف جده ادريس الذي كان أول شخص يستعمل الكتابة – على حد قول الأسطورة فقد كتب ادريس ثلاثين كتاباً من الوحي الإلهي المقدس، وقد أرسل الله نوحا ليحذر العالم من الطوفان ويبنى السفينة ن وصنع ادريس الناقوس والذي لم يكن معروفا من قبل. وتقول المرويات أن نوحاً لم يكن يملك سوى سكين كبير بدا يقطع به فرع شجرة ضخمة ليستعمله في بناء السفينة، ولسوء حظ النبي اصطدمت السكين بصخرة والتصقت بها لدرجة انه لم يعد يقدر على استخراجها، وترك نوح السكين يائساً وعاد للبيت ثم جاء إبليس فرأى السكين واستلها وعمل اثلاماً في شفرتها ليجعلها غير صالحة للاستعمال ويعمل على إفشال مهمة نوح، وعندما عاد نوح للعمل في اليوم التالي وجد منشاراً جاهزاً للعمل، ولقي نوح الكثير من الهزء والسخرية من الناس حتى من زوجته وكانت غير مؤمنة وكذلك من ابنه الشرير كنعان وابن ذلك الأخير عوج بن عناق، وعناق هذه هي أول مومس في العالم، وكذلك أول ساحرة، وبذل هؤلاء الأربعة جهوداً كبيرة في إقناع الجميع بأن نوح به مس من جنون، وانفجر الفيضان في جيزر " ويقال في دمشق " وحملت المياه سفينة نوح ومعه الذين آمنوا به من أهله عدا زوجته وعناق وعوج ونجا معه عدد من المؤمنين برسالته وكان نصف هؤلاء من الرجال والنصف الآخر من النساء من بينهم جرهام الذي حافظ على اللغة العربية ونجا في السفينة عدد من الحيوانات وقد اختبأ إبليس تحت ذيل الحمار في شكل ذبابة ولكن الحمار كره أن يكون واسطة لنقل ذلك الشرير كما قام نوح بطرده بضربات قاسية، وحصل هذا الحمار على وعد بأن يدخل الجنة أحد أحفاده، وتحقق ذلك عندما دخل جحش العزيز الجنة، ودمر الفيضان كل الجنس البشري الذي ظل خارج السفينة. وتقول الأسطورة أن السفينة ظلت تتأرجح فوق الماء حتى جاءت إلى مكان مكة وبقيت هناك بلا حركة مدة أسبوع ثم سارت إلى المكان الذي أقيم فيما بعد عليه بيت المقدس، وانتهى المد، ونزل الرجال والنساء من السفينة ليسكنوا في الأرض ويتكاثروا فيها، وظل نوح وحيداً مع ابنته حتى جاء ذات يوم رجل يخطب ابنته، وقال له نوح " حبا وكرامة ولكن عليك أن تهيئ لها مسكناً مناسباً " وقبل الخاطب الشرط ووعد بالعودة في وقت معلوم ومضى الوقت ولم يعد الخاطب، وجاء خاطب آخر فاشترط عليه نوح ما اشترط على الخاطب الأول وقبل هذا وضرب موعداً يعود فيه، ولكنه هو أيضا لم يأت في موعده، وجاء خاطب ثالث لديه مسكن جاهز فزوجه نوح ابنته ورحل الزوجان، ولم يمض وقت طويل على رحيل ابنة نوح وزوجها حتى جاء الخاطب الأول واحتار نوح ماذا يفعل وأخيراً دعا الله أن يحول حمارته إلى بنت تشبه ابنته، واستجاب الله لدعوة نوح وزوج نوح هذه البنت للخاطب والذي سرعان ما رحل معها، ثم وبعد مضي وقت قصير جاء الخاطب الثاني، ولم يجد نوح بدا من أن يدعو الله ليحول كلبته إلى صبية تشبه ابنته واستجاب الله لدعائه وزوج البنت لخاطبها، ورحل الزوجان، وهكذا اصبح في العالم ثلاثة أصناف من النساء: التي تخاف الله وتعين زوجها على متاعب الحياة، وتلك الغبية التي يسيرها الرجل بالعصا كما يسير الحمارة، وتلك السليطة التي تسخر من النظام وتطوف هنا وهناك تبحث عن الأخبار وتنقل الكلام من بيت لبيت، وبعد ذلك بن نوح المساكن وزرع العنب وبدون علم النبي ذبح ابليس القرود، والخنازير وخلط دمها بنبات العنب، ولذلك صار كل من يشرب الخمر المصنوع من العنب رديئاً رداءة القرود والخنازير.
وهناك شخصية عوج بن عناق التي ترتبط بقصة الطوفان وخروج بني إسرائيل إلى ارض كنعان وليس هناك ما ينفى وجود عوج بن عناق كشخصية تاريخية ولكن هذه الشخصية الفت حولها إضافات أسطورية تندرج في عالم الفلكلور. عوج بن عناق هو ملك باشان وحده قد بقي من بقية الرفائيين هو ذا سريره سرير من حديد أليس هو في ربة عمون طوله تسعة اذرع وعرضه أربعة أذرع بذراع رجل. لقد أدرك عوج زمان نوح وحصل الطوفان في عهده. وقد سأل عوج نوحاً أن يحمله معه في السفينة فطرده نوح وقال له: يا عدو الله من يحملك، وكان ماء الطوفان يصل إلى وسطه – وفى رواية أخرى عن جوزتي قدمه – لأن عوج كان طويلاً مفرطاً في الطول، ويقول القرطبي أن قامة عوج قد بلغت 3333ذراعاً أما ابن كثير فيجعلها 23330 ذراعاً، وقد حاول عوج أن يمسك بسفينة نوح ويغرقها عندما بدأ الطوفان ولكنه لم يستطع بسبب القار الذي طليت به، وقال بن عمر: كان عوج بن عناق يحتجن السحاب أي يجذبه بمحجنه ويشرب منه ويتناول الحوت من قاع البحر فيشويه بعين الشمس.
وحضر طوفان نوح ولم يجاوز ركبته وكان عمره ثلاثة آلاف وستمائة سنة، وعاش عوج بن عناق حتى بلغ عهد النبي موسى، ويقول القرطبي أنه لما خرج بنو إسرائيل لقتال أهل أريحا أرسلوا النقباء ليتجسسوا الأخبار فرأوا سكان أريحا الجبارين من العمالقة وهم ذوو أجسام هائلة، حتى قيل أن بعضهم رأى هؤلاء النقباء فأخذهم في كمه مع فاكهة كان قد حملها من بستانه وجاء بهم إلى الملك فنثرهم بين يديه وقال أن هؤلاء يريدون قتالنا. فقال لهم الملك ارجعوا إلي صاحبكم فأخبروه خبرنا. وقيل أنهم لما رجعوا أخذوا من عنب الأرض عنقوداً فقيل: حمله رجل واحد، وقيل: حمله النقباء الإثنا عشر، ويقول القرطبي أن عوج بن عناق كان أطول الجبارين قامة وأعظمهم خلقا ويقول أن طول كل من الجبارين كان ستة أذرع ونصف ذراع، وقال الكلبي: أن طول كل رجل منهم كان ثمانين ذراعاً، وتكثر الراويات حول ضخامة عوج وطوله، ومنها انه بينما كان عوج يقف على جبل الشيخ أراد أن يخطو خطوة واسعة نحو سهل البقاع، وقد أخطأ التقدير فجاءة خطوته أبعد من ذلك في عرض البحر، ومرة كان عوج يعاني من الحمى الشديدة فاستلقى ليستريح وتمطى بجسده العظيم المفرط الطول بين بانياس حيث ينبع نهر الأردن وبحيرة طبريا.
وبينما كان مستلقياً على هذه الحال مر به عدد من سائقي البغال " المكارية " ولما وصل هؤلاء إلى وجهه قال لهم: إنني شديد المرض لدرجة أنني لا أستطيع أن أتحرك، ولذلك فأنا أرجوكم بحق الله أن تطردوا الناموس عن رجلي عندما تصلوا إلى موضعها ثم تغطوها بعباءتي " ووعد أولئك الأشخاص أن يفعلوا ذلك وعندما وصلوا إلى موضع قدميه لم يجدوا ناموساً بل وجدوا أعداداً من بنات أوى.
وتتحدث الأساطير عن شخصية وردت في الكتب المقدسة ألا وهي شخصية لقمان الحكيم وهو أحد أقرباء أيوب، عاش عدة مئات من السنين حتى عهد داو ود. كان رجلاً قبيح الشكل اسود البشرة ذا شفتين غليظتين وأقدام مفلطحة ولكن الله عوضه عن قبح شكله بالحكمة، وتحتوي السور الثلاثين الأولى من القرآن الكريم على الكثير من حكمه، ويرد اسمه أحياناً " الحكيم رستوا " وقد تعرض شخصياً للنهب، فقد أخذه البدو في غزوتهم على حوران لنهب قطعان أيوب وباعوه كعبد، وقد حصل على حريته عندما سر سيده بجواب، فقد أعطاه سيده ذات يوم حبة ليمون وأمره أن يأكلها، فأكلها دون تردد، ولما سأله سيده عن سبب طاعته الدقيقة وابتلاعه تلك الحبة الحادة المذاق كاملة أجاب لقمان بأنه لا عجب في أن يقبل شيئاً مكروهاً من شخص طالما أحسن إليه، وتقول إحدى هذه الأساطير انه عرض على لقمان الحكيم مريض مصاب بمرض عضال، وشق الحكيم بطنه فوجد سرطاناً يقبض على القلب، وخشي إذا نزع السرطان أن يموت المريض بسبب ضغط السرطان على القلب، واستشار من حواليه ولم يتلق جواباً فقال ابن أخته الذي كان يشاهد من بعد: بالنار يا حمار وبسرعة أخذ يكوى قوائم السرطان ويضع القطن مكان كل قائمة ونزع السرطان وشفى المريض.
وقد حظي أيوب بنصيب وافر من الأخبار والحكايات المأثورة التى تتناول " بلواه " و " صبره " الذي أصبح مضرب الأمثال، وصار يقال " فلان صبر صبر أيوب " و " أيوب ما صبر صبرى " ابتلى أيوب بمرض جعل الدود يدخل ويخرج من جسده، وكانت ابنة عمه تعتني به وتطعمه، وذات يوم تركته عند العين المسماة باسم " عين أيوب " وهى الواقعة بين بلدتي الراس وخربثا في قضاء رام الله. وذهبت لتشحذ رغيفاً من امرأة، وطلبت المرأة من ابنه عم أيوب أن تقص جديلتها ثمن الرغيف، وبقدرة الله استحم أيوب في العين فنهض شاباً، وعندما عادت ابنة العم لم تجد أيوب بل وجدت شاباً يافعاً نضر البشرة، وخجلت من سؤاله فقال لها: " عم تبحثين " فقالت له: " تركت رجلاً مريضاً أخشى ان تكون قد أكلته الأعشاب " ولم تصدق ابنة العم إلا بعد ان ذكرها أيوب بعلامة فارقة في جسده، وتعارفا ثم طلب منها ان ترد الرغيف إلى صاحبته وتستعيد الجديلة ، وتفعل ذلك وبقدرة الله يعود الشعر إلى مكانه، ويعود أيوب لابناء عمه بعد ان أزاح البلاء عنه ورفض ان يكرموه بالحفلات بل اكتفى بأن أخذ عنزة وابنة عمه ناعسة وترك قومه.
ويحظى الخضر بالعديد من المرويات والأساطير وهو واحد من أشهر الأولياء الذين يستغاث بهم في فلسطين ويقال انه نجح في الوصول إلى " نبع الشباب " الواقع بين البحرين ( الأبيض والأحمر ) وهذا النبع كان موضع بحث الكثير من المغامرين من بينهم ذو القرنين والباحثون عن سر الخلود.
وقد وجد الخضر النبع وشرب من مائه ولذلك فهو خالد لا يموت، وهو يظهر من فترة لأخرى وقد تجسد بشكل درويش أو سواه وذلك ليحمي المظلومين ويقيم العدل، المسيحيون يعرفونه في شخص
مار جريس ويعرفه المسلمون في شخص الخضر، وتقوم مزاراته المتعددة في جميع أنحاء فلسطين ويزورها أتباع الديانات الثلاث، ويقال أن هذا القديس يعبد الله في مزارات مختلفة كل يوم جمعة بالتناوب، فمرة في مكة وأخرى في المدينة وثالثة في القدس والطور..الخ.
ويتناول وجبتين في الأسبوع ويشرب من ماء زمزم وبئر سليمان في القدس ويستحم في نبع سلوان، وأحد المزارات الخاصة بهذا الولي يقع على بعد ميل إلى الشمال من برك سليمان بالقرب من بيت لحم، ويؤخذ إلى هناك المخبولون من أتباع الديانات الثلاث حيث يقوم الراهب الإغريقي هناك بتقييدهم وقراءة آيات من الإنجيل من أجلهم أو يوجه عملية جلدهم حسب ما يقتضي الحال، وجاء في أحد هذه الأساطير التي تتناول الخضر أنه بينما كان الراهب اليوناني يقود القداس في كنيسة الخضر قرب برك سليمان وجاء رجل ليتناول الخبز والخمر فوقع على الأرض وجرح وأسقط الفنجان من يد الراهب، وإلى هذا المكان صار الناس يأتون للحصول على الشفاء، وقد علم ملك المسكوب بذلك فأمر بأن تنقل القطعة من بلاط الأرض إلى روسيا، ونقلت بالبحر ولكن مارجريس رد القارب وأعيدت القطعة إلى مكانها.
وفي الإرث الأسطوري أخبار مستفيضة عن ابراهيم خليل الله والذي يحظى باحترام المسلمين أيضاً، كان ابراهيم الخليل ابن عازار " اوتيرا " وكان والده نحاتاً ووزيراً للنمرود ملك كوتا، وأجبر النمرود قومه ليعبدوه كآله، وذات ليلة حلم أن نبياً سيولد ويقضي على عباده الأصنام ويقضي على النمرود، ولذلك أقام النمرود مذبحة لكل الأطفال الذين يولدون واتخذ إجراءات احتياطية لقتل كل طفل ذكر يولد، وعندما جاءت ساعة المخاض لزوجة عازار قادتها الملائكة إلى كهف خفي ومؤثث، وهناك ولدت بكل سهولة ويسر وبعناية الله، وتركت طفلها بعناية خادمات إلهية وعادت للبيت. وظلت الأم تردد على الطفل في المغارة، وذات يوم وجدته يرضع أصابعه التي كان ينبثق منها حليب وزبدة وماء، وهكذا نجا ابراهيم الخليل ( هذه الأسطورة تكررت في حالة المسيح ومن يدري فربما كانت هي تكراراً لأسطورة سامية أقدم)
وتفسر لنا إحدى الأساطير المتعلقة بإبراهيم الخليل لماذا كان لكل نعجة الية، ولماذا لم يكن للمعزى الية " ولماذا لا تلد البغال " كل هذه الأسئلة تجيب عليها أسطورة ابراهيم الخليل الذي هرب من النمرود، تقول الأسطورة أن ابراهيم الخليل كان يعبر الحقول في طريق هربه فالتقى بقطيع من المعزى وطلب من الغنم أن تحميه من خيالة النمرود الذين يتعقبونه، ورفضت الغنم السوداء تلبية رجاء " أبونا ابراهيم " وتركها في طريق هربه إلى أن التقى بقطيع من النعاج وطلب من الغنم البيضاء أن تحميه.
فطلبت منه أن يستلقي على الأرض وتجمعت حوله بشكل متراص حتى اختفى عن الأنظار، وعندما مرت خيالة النمرود لم تستطع أن تكتشف مكانه وبذلك نجا، ودعا " أبونا ابراهيم" الله أن يمنح النعاج تلك الآية العريضة وأن لا يمنح مثل ذلك للغنم السوداء وعوقبت البغال بعقوبة عدم التناسل لأنها تطوعت بجلب الوقود للنار التي ألقى النمرود فيها ابراهيم الخليل وحملت الجنود الذين تعقبوه، وبعد أن هرب الخليل من النمرود ذهب ليبني الكعبة في مكة ن وأراد إبليس ان يخلق متاعب بين ابراهيم وهاجر زوجته، أغراها لتقنع زوجها بعدم بناء الكعبة، فتناولت حجراً ورجمته به، ومن هذا الحادث حصل إبليس على لقب الشيطان الرجيم، بعد ان انتهى من الكعبة أمر ابراهيم ببناء حرم في القدس، ثم أمر ببناء حرم ثالث في الخليل وقد اهتدى ابراهيم على مكان الحرم الخليل بواسطة ضوء سماوي سلط على المكان ليلاً وهناك أسطورة أخرى تقول انه اهتدى للمكان على النحو التالي:
جاء ثلاثة من الملائكة على شكل بشر إلى ابراهيم، فظنهم ضيوفاً فذهب ليذبح لهم ذبيحة، وهرب العجل الذي يود ابراهيم ذبحه وتبعه حتى دخل إلى كهف، وهناك سمع صوتاً يقول له انك في ضريح آدم وعليه يجب ان تبنى مزاراً ( لاحظ أن الأساطير تؤكد أن آدم ولد ومات في فلسطين ) وتقول أسطورة أخرى ان جملاً دل ابراهيم على مكان المزار ولكن إبليس ضلله، وبعد ان بنى جزءاً من البناء هداه الله إلى المكان الصحيح " وحول النبي موسى تدور العديد من الأساطير وتتناول الكرامات التي وهبه إياها الله ، وتقول إحدى هذه الأساطير أن صياداً تمنى على موسى ان يتوسط له لدى الرب عندما يكلمه على الجبل بان يمنح الصياد تحقيق ثلاث رغبات، وفعل موسى واستجاب الرب، وعندما أخبر الصياد زوجته بالمنحة اللاهية طلبت منه أن يدعو الله بأن تبقى جميلة على مدى الدهر وتمنى الصياد واستجاب الرب، وقد أغرى جمالها مغامراً فاختطفها من زوجها، وتمنى الزوج أن يحيلها إلى خنزير في صورتها الأولى وظلت الأمنية التالية لدى الصياد والتي بها استعاد زوجته في صورتها الأولى.
ويروى أن عدداً كبيراً من الناس كانوا يجلسون في مضافة وكان بينهم الشيخ الشاذلي، وقدم المضيف فنجاناً من القهوة للشيخ فناوله لجاره وذلك للذي يليه حتى مر الفنجان على عموم القوم دون أن يتذوقه أحد وأخيراً غضب صاحب البيت فقال له الشاذلي " أفرغ كل القهوة التي في الأواني " وعندما فعل المضيف ذلك خرجت حية كبيرة وبذلك حمى الشاذلي الحاضرين من أذى الحية.
ان استعراض العديد من القصص ذات المضمون الديني يظهر أنه قد انبثق عن الوجدان الشعبي وبتأثير معتقدات دينية رسمية حكايات تعكس معتقدات شعبية توضح وتفسر ذلك المعتقد الديني المقرر، وهناك حكاية تعكس ذلك المعتقد الديني والذي مؤداه أن الحجر والشجر يشهد لابن آدم تقول الحكاية:
أن رجلاً وقف ذات يوم في عرفات و أخذ سبعة حجارة وقال: أيتها الحجارة اشهدي أنني أشهد أن لا اله إلا الله وان محمداً رسول الله، وبعد ذلك نام الرجل فرأى في المنام أنه يبعث يوم الحساب وأن سيئاته توزن مقابل حسناته فتفوق السيئات على الحسنات، ويأمر الله أن يساق هذا الرجل إلى جهنم، وعندما يصل الرجل إلى أول باب من أبواب جهنم يجد أن الحجارة التي رماها في عرفات وقفت حائلاً بينه وبين النار، ولم يستطع أحد إبعاد ذلك الحجر فأخذ الرجل إلى باب آخر من أبواب جهنم ليجد الحجر الثاني وقد وقف حائلاً بينه وبين النار ، وهكذا كلما أخذ الرجل إلى باب من أبواب جهنم السبعة وجد أحد الحجارة السبعة التي ألقاها في عرفات وأشهدها على إيمانه واقفاً يحول بينه وبين النار، ونتيجة ذلك أرسل الرجل إلى الجنة ونجا من النار.
وتقول لنا حكايات الأولياء الصالحين أن هؤلاء الأولياء يحمون من أقام بجوارهم أو استجار بهم، فقد قتل الولي النبي حانون بالقرب من بير زيت طيور الشنار التى كانت تعتدي على البيدر الموجود بجواره وحمى الولي النبي صاير الغزاوى الذي وضع حمل جمل من القمح ببابه من اللصوص الذين حاولوا الاعتداء عليه، وفى أول الأمر كان اللصوص يتصورون أن الغزاوي وجمله وحمل القمح تتحرك إلى داخل المقام كلما اقتربوا منها، وعندما يبتعدون يرونها وقد عادت إلى مكانها ولم يبتعد اللصوص عن الغزاوي الأبعد أن استحال النبي إلى أفعى وطرد اللصوص بعيداً عن الغزاوي المستجير به.
ولأولياء الله الصالحين كرامات، وللقديسين من اتباع الديانات السماوية معجزات يعينهم الله على تحقيقها فى ساعات المحن والشدة وبها يظهر الله الحق ويمحق الباطل، وتقول أسطورة تتحدث عن هرب العذراء مريم بابنها من وجه بنى إسرائيل، ومن اجل ان يسكت المزارعون ويمتنعون عن ذكر وجهة هربها للذين يقتفون أثرها نبت الحمص الذي يزرعونه واستحصد في يوم واحد، وامتلأ بئر عونا الضحل لتشرب منه العذراء، وإما النعاج التى سترت مرور العذراء فنبت لها صوف كثيف وبعكس ذلك فإن الغنم السوداء ظلت جرداء وارتفع ذنبها لأعلى يفضح عورتها لأنها فضحت مرور العذراء بسبب الثغاء.
والموت … لا مفر من الموت، وعندما يأتى أجل الإنسان فلا مهرب من الموت وقد يأتى الموت للإنسان وهو في أوج حياته ومن حيث لا يعلم، هذا ما تحكيه الأسطورة عن وفاة موسى النبي – فقد مر بملكين يحفران قبراً وطلب الملكان منه أن يجرب القبر بصفته أحد أبناء آدم لأنهما كانا يعدان القبر لآدمي، وعندما نزل موسى في القبر ناولاه وردة شمها فانتهت حياته، وتعكس هذه الأسطورة ذلك المعتقد الشعبي الذي يقول أن الله يتوفى الصالحين على وجه مريح وبعكس ذلك فان ميتة الأشرار والكفار يصاحبها عذاب مبرح وألام شديدة.
الاسم والتسمية:
جرت العادة في تسمية الأطفال أن تسمى الام ابنتها الأولى باسم امها، كما اعتاد الأب ان يسمى الابن الاول باسم أبيه، وكان الناس في الماضي يتحاشون تسمية الابن على اسم جده وهو حي لان ذلك يعتبر فألاً سيئاً ينذر بموت الجد، وفى العقود الثلاثة الأخيرة أصبح من المعتاد ان يسمى الرجل ابنه باسم أبيه، وكان ذلك تقليداً متبعاً، ولا يسمى الولد باسم أبيه إلا إذا كان الأب قد توفى قبيل أو فور ولادة الابن، وفى ذلك ما يواسى الناس بان رجلاً حل محل رجل ما، وربما كان من حق الرجل أن يسمى الذكور ومن حق الام ان تسمى الإناث، وقد سمى الولد تيمناً باسم شخص عزيز في العائلة، أو شخص بارز في المنطقة أو باسم زعيم سيأسى محلى او عربي، وفى حالات قليلة سمى الأطفال بأسماء زعماء سياسيين عالميين مثل هتلر وشبيلوف.
كما جاءت العادة ان يستشير الأب منجماً أو عرافاً ليختار الاسم المناسب لابنه أو ابنته، وقد اعتاد سكان مخيم اربد من اتباع الطريقة الكردية استشارة شيخ الطريقة لتحديد الاسم المناسب لابنائهم وبناتهم، ومن المحتمل ان يذهب الأب للمنجم وليتأكد إذا كان الاسم الذي يختاره لابنه او ابنته مناسباً.
ويسمى الابن في اليوم السابع الذي يلي ولادته، وفى هذا اليوم يتم قص شعر الرأس لأول مرة – ويسمى شعر البطن ن وبهذه المناسبة تذبح ذبيحة تسمى " عقيقة " واحدة للبنت واثنتان للولد، وكان مثل هذا الاحتفال يتم في اليوم السابع، الرابع عشر، وإلحادي والعشرون، الثامن والعشرون، او الخامس والثلاثون لولادة الطفل ن وكانت تتم عملية وزن شعر البطن وتوزيع ما يقابل وزنه فضة كصدقة.
ويشك ولى الأمر في انه اختار اسماً غير مناسب لابنه بما قد يتسبب في وفاة ذلك الابن قال والدي " كنا ننجب الأطفال فيموتون، فنصحنا الشيخ بأن نسمى نمر، وكان نمر هو الولد الوحيد الذي عاش لنا " وقال نمر صالح الصوفي (من دير نظام – رام الله ) قال الوالد رحمه الله بأنه كان ينجب أطفالا لا يعيشون، وأخيراً نصحه الناس بان يسمى الابناء على أسماء الوحوش الكاسرة، فسمى نمر، ذيب، ذياب، واما أنا فكما ترى فقد سميت أبنائي فهد، فهيد، ويعود هذا الاعتقاد إلى ممارسة سحرية بدائية عاشت مع الإنسان منذ أولى مراحل الحضارة الإنسانية، عندما كان يعتقد وما زالت آثار ذلك الاعتقاد باقية – بان المرض أو الموت هو بمثابة كائن حي يصارع الإنسان، وان حمل الإنسان لاسم وحش كاسر يعينه على مصارعة الموت.
ويستشار المنجم او الشيخ في تغيير اسم الولد أو البنت إذا كان المولود دائم البكاء او الصراخ، ويمكن ايضاً ان يغير اسم الزوجة إذا حصلت مشاكل بينها وبين زوجها أو بينها وبين أسرة زوجها، ويعتقدون أن نجم مثل هذه الزوجة لا يطابق نجم زوجها ولذلك يقوم المنجم بإجراء الحسابات الفلكية لاختيار اسم المناسب والذي يؤدى إلى الوفاق وبالطبع فان هذا المعتقد يعود أيضا لاعتقاد إنساني بدائي بالقدرة السحرية للأسماء بحيث ان اسماً يمكن ان يؤدى للفشل أو النجاح.
وانطلاقاً من نفس الاعتقاد بتلك القدرات السحرية للأسماء فان بعض الناس يسمون أبناءهم وبناتهم بأسماء متواضعة مثل اقطيش واخريان حتى لا يكون في الاسم جاذبية للقرينة والأرواح الشريرة الأخرى، ولدفع الذي هذه الأرواح عن المسمى، كما انه لا يجب ألا يكون الاسم ذا جاذبية كبيرة مما يجلب الانتباه كثيراً فالبنت ( ورد الشام ) من ارطاس لم تعش سوى ستة اشهر فقط بسبب جاذبية اسمها للقرينة والأرواح الشريرة وبعد ذلك لم يحاول أحد تكرار التجربة.
وبدافع ديني محض يرغب الناس في الوسط الشعبي تسمية أبنائهم بأسماء الأنبياء والأولياء الصالحين وصحابة رسول الله بالأسماء التى تبدأ بلفظة " عبد" ويليها أحد أسماء الله اما أسماء البنات ايضاً فيجب ان تكون على أسماء النساء الصالحات من أمثال زوجات النبي، والصحابة وفضليات النساء المسلمات، اما الأسماء الأخرى التى يحملها الاولاد والبنات من غير الأسماء الدينية فيقول عنا الناس بأنها ( أسماء ع التايه) أي ان أولياء الأمور تاهوا عن طريق الحق وسموا أبناءهم أسماء غير صالحة من وهناك قول مأثور بهذا المعنى " خير الأسماء ما كان أحمداً وتعبداً ).
ومثل ذلك يمكن ان يقال عن اهتمام الوسط الشعبي المسيحي إذ يسمى الذكور: الياس، عيسى، جورج، وحنا وتسمية الإناث مثل " حنة " ومريم " وبالنسبة لاحترام الناس في الوسط الشعبي للأنبياء بصورة شاملة واهتمامهم بتسمية أبناءهم بأسماء هؤلاء الأنبياء نلاحظ ان المسلمين يسمون أبناءهم بأسماء أنبياء الديانات المختلفة المسيحية واليهودية الإسلام والديانات السابقة ابتداءً من آدم، ولكنه يلاحظ لاسباب دينية، فيما يبدو ان المسلمون يسمون أبناءهم باسم عيسى وبناتهم باسم مريم ولكن لا يسمون بأسماء القديسين المسيحيين الآخرين مثل حنا وسواه، ومن ناحية أخرى فان المسيحي لا يسمون أبناءهم باسم محمد
وهناك اعتقاد عن الوسط الشعبي المسلم بان تسمية الولد باسم محمد تحمى المولود من الموت وذكر عبد خليل أبو خشب انه قرأ في " نزهة المجالس " ان من يسمى ابنه " محمد " " ويصفى النية " فان ذلك يحميه من الموت وهكذا فعل: وتقول د. جرانكفيست " عن إحصائياتها للأسماء في ارطاس – بيت لحم – انه يكاد يكون في كل بيت من بيوت ارطاس ولد اسمه محمد وبنت اسمها فاطمة.
وتدل تلك الإحصائية على ان 176 اسماً من أسماء بنات ارطاس جاءت على أسماء دينية وتاريخية وذلك من مجموع أسماء 518 أنثى أي بنسبة 33.98% كما ان 82 شخصاً من أسماء الذكور تحمل اسم محمد وذلك يكون نسبة 16.84 % من مجموع الذكور البالغين 487 شخصاً كمما ان 62 شخصاً آخرين أي 12.72 % من المجموع يحملون اسم عبد مضافاً إلى أحد أسماء الله.
وتعكس بعض الأسماء ذات الصفة الدينية فكرة مؤداها ان الولد هو عطية من الله، مثل عطية، عطا الله، جودة، جاد الله، عوطلة ( عوض من الله ) ويؤكد ذلك ما تقوله المراة في الزغونية.
وما أحلى ما أعطانا الرب
جحش اجظر عليه اقرب ( جمع قربة )
الكنية:
وجرت العادة ألا يخاطب الناس بعضهم بالأسماء المجردة، فلا يقول الشخص لصاحبه يا فلان بل يقول له يا أبا فلان، ولا تخاطب المرأة الأخرى قائلة يا فلانة بل يا أم فلان، وحتى لو لم يكن الرجل متزوجاً وأبا لابن ذكر فان الناس ينادونه بكنية ويستعملون اسم والده في الكنية، فإذا كان الشخص هو على محمد وغير متزوج فانهم ينادونه بأبي محمد تيمناً بان يرزقه الله ولداً اسمه محمد، وتحاشياً لان ينادوه باسم مجرد ويعتبر ذلك منافياً للذوق وخاصة إذا كان الرجل كبيراً في السن.
ولا تخاطب الزوجة في الوسط الشعبي زوجها بالاسم المجرد، بل تخاطبه بكنيته او تناديه قائلة يا ابن عمى، يا ابن الحلال، يا ابن الناس، وبعكس ذلك يمكن ان ينادى الرجل زوجته باسمها المجرد او بكنيتها ( أم فلان ) وقد يناديها قائلاً يا بنت الحلال أو يا بنت عمى.
واذا تحدث الزوج عن زوجته في غيابها فقد يقول: المرة مرتي، العيال، أم العيال، المرة أجلك الله، عيالي، او عيالنا ( لاحظ النظرة للمرأة ).
ويدرب الأطفال بحيث ينادون الأشخاص وخاصة الكبار في السن قائلين يا عمتي، يا عمى يا خالي، يا خالتي، يا سيدي، ( يا جدي ) ويا ستى ( يا جدتي )، ويمكن استعمال هذه العبارات في المخاطبة حتى ولو لم يكن المخاطب عما حقيقياً،ومن العيب ان ينادى الطفل الرجل او المرأة باسمه المجرد.
الأصل والنسب:
تحتل مسألة الأصل والتي تعنى ببساطة واختصار النسب والانتساب لجماعة معينة، أهمية خاصة لدى الناس في الوسط الشعبي واعتنى الناس بأنسابهم وأخبار أصولهم ولقنوها للأبناء والأحفاد، ومن الحمائل ما احتفظت بشجرة نسب الاسرة التى تبين الأصول والفروع، وقد ترتب على مسألة الأصل هذه امتيازات معنوية ومادية كما سنرى عند حديثنا عن الأشراف الذين توارثوا الألقاب وتوارثوا معها الامتيازات.
وفى الطبقات الشعبية ترتب على مسألة الأصل أمور هامة تتعلق بالمصاهرة التي غالباً ما كانت تنحصر ضمن الحمولة للحفاظ على الأصل ويتفاخر الناس في الوسط الشعبي بأنسابهم ويزدرون من هم اقل نسبا، إن الذي يهم الناس في الوسط الشعبي هو لمن تنتسب وما هو الأصل الذي تحدرت منه ؟ وجواباً على مثل ذلك السؤال يتوقف الكثير في الحكم عليك، ولذلك نرى الناس يتساءلون عن الشخص الغريب قائلين: " منين أنت بلا زغرة " ويحترم الناس الشخص المنحدر من عشيرة معروفة، بينما ينظرون نظرة استخفاف للشخص المجهول النسب ويضعونه موضع الاختبار ومثال ذلك ما حصل مع " محمد الأعرج " الذي ذهب إلى قرية مسكة بقضاء طولكرم في العقد الاول من هذا القرن، فسألوه عن أصله فاخفى الأمر لانه كان قد تخلى عن عشيرته التى فضلت غيره عنه في مسألة الزواج، ثم سألوه ان كان يتقن عملاً ما، فاخبرهم انه حلاج، وهكذا اصبح الغريب مجرد حلاج، وبعد مدة أراد أهل مسكة أن يختبروا الغريب فدسوا له داخل الصوف المعد للحلج " صرة مصارى " وهنا عرف محمد الأعرج حقيقة نوايا القوم فكاشفهم في الأمر وقال:
- انتو بتفكروا انا من طرف ؟ انا من اصل.. وأصلى بردنى وهنا تظاهر القوم بأنهم نسوا النقود في الصوف ثم زوجوه ابنتهم وصاهروه بعد ان عرفوا انه من آل التميمى المنحدرين من تميم الداري أحد صحابة رسول الله والمقيمين في ذلك الوقت في دير نظام قضاء رام الله.
ولا تتوقف مسألة ازدراء ذوى الأصل المنحط على الجانب المعنوي بل ينسحب ذلك على امور أخرى، منها ان الرجل الذي لا اصل له:
" ما بنجرش عليه السلاح وما بستاهل تناسبه "
حتى عند تقديم القهوة يختلف النظر للرجال، ففي الديوان يقال " قدم قهوة " و" ارفع قهوة " للأشراف ولكبار العلماء ونقيب الأشراف والأمراء حسب السن وشيوخ النواحي وكبار التجار، ويمدح الشاعر الشعبي الأسر ذات الأصل الطيب فيقول:
بيت الأصيل باقي متين الدعامة
راسى وما يهتز مهما صار
ويسعى الناس في الوسط الشعبي للفوز بالزواج من ابنة الأصل وهم يشبهون المرأة الأصيلة بالفرس الأصيلة التى تسبق الجياد الأخرى ولها ميزات محببة لدى الناس والمرأة الأصلية هي " المعممة المخولة " وتأتى أهمية الخال قبل أهمية العم، وفى قول شعبي مأثور ( عليك بخال الخال يا طالب العلا).
ومن صفات المرأة الأصيلة المهمة أن تحفظ عرضها وكرامة زوجها، وتخدم زوجها ووالديه، وتحترم أقاربه وتعتني ببيتها، وتثبت أصالة المرأة في المناسبات التي تبدي فيها موقفاُ نبيلاً إزاء اعتداء قريب أو الحاجة إلى معونة أهل ونحو ذلك.
وهذه مجموعة من الأمثال التى تتناول مفهوم الأصل:
- أصله بيرده: يدفعه لسلوك سواء السبيل
- ع الشروش بتنبت الأشجار: أصالة الصغار من أصالة الكبار
- ان شح بجيي البذار
- أمه الثوم وأبوه البصل، أمنين يجيب الريحة الطيبة.
وغنى عن القول أن الاهتمام بالأصل اكثر من الاهتمام بمعدن الشخص نفسه عائد لطبيعة المجتمع والحياة العشائرية التى كانت البلاد وما زالت تخضع لها بطريقة او بأخرى.
ان ابسط مبادئ العصبية هي تلك التى يعبر عنها هذا القول الشعبي:
أنا واخوى ع ابن عمى
وأنا وابن عمى ع الغريب
وهكذا يتعصب الإخوان حتى ضد ابن العم، ثم يتعصب ابناء العمومة ضد الغرباء وتتدرج المسألة ليصبح هناك تعصب للحمولة يليه تعصب للحارة ثم للبلد، ثم لمجموعة البلاد المنضوية تحت اسم قيس او يمن … وهكذا.
وسنتحدث عن الأنساب والتعصب للأنساب وسنحاول حصر الموضوع في التصنيف الاجتماعي المتبع للناس إلى:
أشراف نسب، أشراف سيف، فلاحين وأقليات ونحن هنا نحتفظ على أننا نستعمل المصطلحات الشعبية وكما وردت على السنة الناس.
أشراف النسب: وهم الذين يدعون الانتساب إلى أصول عربية إسلامية شريفة تتصل بصحابة الرسول
" ص " وتابعيهم من المهاجرين والأنصار على حد السواء.
وقد أورد احسان النمر في كتابه تاريخ جبل نابلس والبلقاء كشفا بأنساب الأشراف في جبل نابلس والقسم الذي يلي جبل نابلس من جبل القدس والخليل، اذكر من هذه الأنساب على سبيل المثال لا الحصر من المنتسبين للحسين بن على: الشرفا في قرية بيتا بقضاء نابلس وآل البحش وأقاربهم في القدس، ومن الجعافرة آل الحنبلى.
]ومن المنتسبين للعباس بن عبد المطلب آل البسطامى في نابلس، وهناك من ينتسب لعمر بن الخطاب وأبى عبيدة الجراح وابى هريرة والمقداد بن الأسود وعبد الله بن الاخرم الأنصاري وتميم الدارى [/size]
وكان يتزعم الأشراف نقيب عام ينتخبه السلطان من بين أهل العلم من الأشراف ومركزه في استانبول وتنحصر وظائف، هذا النقيب في حماية الأشراف، ومنع تسلل الدخلاء على النسب، وكذلك منع من يحاول أن يتزيا بالعمامة الخضراء والتى هي رمز لهؤلاء الأشراف، ويذكر اسم سيادة النقيب في الفرامانات والمرسومات بعد القاضي والمفتى وقبل المتسلم والميرالاى ويحق للنقيب العام اختيار " قائم قام " ينوب عنه في مراكز النقابات الرفيعة، وعلى سبيل المثال نذكر ان نابلس كانت مركز نقابة أشراف ويتبعها صيدا، بيروت، بعلبك،وكان الأشراف في نابلس ينتخبون قائم مقام النقيب ويوقعون على ضبط يرسلونه مع المنتخب او أحد أقاربه إلى سيادة النقيب العام في استانبول فيصدر مرسوماً بالتعيين.
وقد تمتع هؤلاء الأشراف بالعديد من الامتيازات التي كانت محفوظة لهم في العهد العثماني، وهذه الامتيازات هي:
1- محاكمة الأشراف في بيت سيادة النقيب
ان لا يسجن الأشراف إلا في بيت سيادة النقيب لا يسمح لاحد بوضع العمامة الخضراء إلا إذا كان من الأشراف وبموافقة سيادة النقيب
الرفاعية لان مؤسس طريق
عدل سابقا من قبل ورود الحياه في الأحد 03 أبريل 2011, 9:19 am عدل 2 مرات
ورود الحياه- عضوVIP
- عدد المساهمات : 5770
الرصيد : 7462
أعجبني : 26
تاريخ التسجيل : 18/08/2010
العمر : 30
العمل/الترفيه : طالبه
رقم العضوية : 27
رد: من الفلكلور الفلسطيني
]أشراف السيف:
وهم الأمراء والشيوخ، ويتميزون عن الشعب يلبس الجديد ووجود الاتباع وما يميز المسلح عن الأعزل ويترفع هؤلاء عن تعاطى المهن والحرف، ولا شك ان هذه هي نزعة بدوية بدأت منذ أن اجتاح الفاتحون العرب المسلمين هذه البلاد، ويدفن بعض هؤلاء في الزوايا والبيوت خشية الانتقام وخاصة اولئك الذين قامت ضدهم ثورات محلية مثل صالح باشا طوقان والشيخ سليمان عبد الهادي، واما غيرهم من آل طوقان وعبد الهادي فكانوا يدفنون في المقابر العامة وقد يطلق عليهم بعض الفلاحين اسم " البيت الرفيع " ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر: آل ماضي شيوخ قضاء حيفا ومركزهم اجزم،آل شبلي شيوخ قضاء عكا ومركزهم شفا عمرو، التميميون في نابلس والخليل البراغثة وآل الريماوى في قضاء رام الله.
]عصبية القيس واليمن:
تعود بعض قبائل وفلاحي وسكان فلسطين بأصولها إلى القبائل القحطانية أي اليمن، أو إلى العدنانية أي القيسية، وكانت تقوم بين القيسيين واليمنيين حروب وثارات لاسباب تافهة ليس أقلها مجرد رفع الشعار. [/size]
ويروى محمود مصلح ما حدث عام 1974م في قرية بيرزيت بقضاء رام الله، ويقول ان شاباً من قرية كفرعنا من قرى قضاء الرملة والمقيم في بيرزيت تزوج فتاة من قريته، والشاب يمنى والفتاة قيسية وقد اختلف أهلها حين خروج العروس من بيت أبيها وتشاجروا فيما بينهم، هذا يطالب أن تنقب بالأحمر وذلك بالأبيض.[/size]
]ويحدثنا مصطفى مراد الدباغ عن آخر صفحة من صفحات هذه العصيبة ويتناول الحروب التى قامت بين آل طوقان وآل عبد الهادي في منتصف القرن الماضي فكان الأولون يمثلون اليمنيين والآخرين يمثلون القيسيين، و قد فاز القيسيون ( آال عبد الهادى ) وحلفاءهم على اليمنيين بالقرب من جنين، ولكن الحكومة العثمانية رأت ان تضع حداً لهذه العصبيات لتثبت وجودها وحكمها، فأرسلت جندها إلى جبل نابلس وهاجمت عرابة معقل اسرة عبد الهادي ودمرتها وألحقت بها خسائر عظيمة، وهكذا كانت معركة خروبة وخراب عرابة في سنة 1859، نهاية صراعات القييس واليمن.[/size]
وهذا مقطع من الشعر الشعبي المسمى بالشوباش الذي يحمل أصداء تلك الخلافات الدموية حول الصراعات المتصلة بالأصل:
يا يمن لا تحاربوا قيس يا واو
ولنا عليكو فلاحة
وشيخكو بشبه التيس
وانتو غنم للذباحة
وقد جرت الانتماءات إلى أصول قيسية وأخرى يمنية إلى معارك محلية بين الفئات التى تنتمي إلى قيس والأخرى تنتمي إلى يمن، وكان لكل جماعة من الجماعتين لون مميز فلون اليمنيين هو الأبيض في حين أن ولون القيسيين هو الأحمر، ولم يكن أفراد الواحدة ليتصاهروا مع الجماعة الأخرى هذا على الرغم من انهم في بعض الحالات كانوا يتبادلون مظاهر المجاملة، وعلى سبيل المثال نذكر ان أهل ارطاس القيسيين كانوا ينزلون ضيوفاً عند أهل بيت لحم عندما كانوا يمرون في " فاردة " وكان عكس ذلك يحصل ايضاً.
وقد حصلت معظم الصراعات بين القيسيين واليمنيين في القرن التاسع عشر،وخفت حدتها ابتداءً من عهد الانتداب البريطاني.
وجرت العادة ان تتزيا العروس بزي يحمل اللون القبلي لاهلها، فالعروس التى تنتمي إلى أرطاس أو بيت جالا على سبيل المثال كانت ترتدى الأحمر، اما عروس بيت لحم أو الخضر او التعامرة فكانت ترتدى الأبيض، واذا ما كانت العروس ستتزوج في بلد غريب فانها تضطر لتغيير اللون الذي تتزيا به عند منتصف الطريق إذا كانت ستنتقل إلى بلد تنتمي إلى الجماعة الأخرى والتي لا ينتمي اهلها إليها
]وفى الماضي كانت العروس – في مثل هذه الحالة– ترتدى عباءة حمراء بخطوط بيضاء وترتدى العروس العباءة مظهرة اللون الأحمر إذا كانت قيسية، او تظهر اللون الأبيض إذا كانت يمنية، وعند منتصف الطريق يقف جمل العريس ويبرك ثم تقلب العروس العباءة مظهرة لون الجماعة التى ينتمي زوجها إليها.
لكن حالات أخرى أثبتت ان العروس كانت تظل ترتدى لون القرية التى جاءت منها حتى تدخل القرية التى ستتزوج فيها والتي تتبع الحزب المخالف، وتذكر دكتور جرانكفيست ان " تمام جاد الله " نقلت كعروس إلى قرية الخضر، وظلت ترتدى اللون الأحمر وهو لون قيسي ارطاس حتى دخلت الخضر والتي يرفع اهلها الأبيض شعار اليمنيين.
]وروت عليا تفاصيل ما حدث لدكتور جرانكفيست فقالت: ( حملت تمام جاد الله سيفا وهى تركب جمل العروس من ارطاس إلى خضر، وكانت تمام ترتدى زى قيس باللون الأحمر، وعند برك سليمان في منتصف الطريق بين البلدين حاول الرجال ان يقلبوا نقاب العروس ليظهر اللون الأبيض شعار يمنى الخضر، وهنا نبهها اهلها بصوت عال، فضربت تمام يد الرجل بالسيف فجرحته، وصاح المجروح: [/size]
يلعن اهللك … جرحتينا
وأثنى الجميع على جرأتها
]وروت معلمة تلحمية لدكتور جرانكفيست:
]ان عروساً أحضرت من بيت لحم إلى بيت جالا وكانت تلوح بسيفها، وقد شقت طريقها إلى البلد وهى ترتدى اللون الأبيض اليمنى، في حين كان شعار أهل بيت جالا هو اللون الأحمر القسي، وقد ابتهج التلاحمة بالعروس الشجاعة، لان المفهوم الشعبي للأمر يجعل العروس مشدودة إلى اهلها لا لأهل زوجها، وهنا نلاحظ ان العصبية القبلية تأخذ الأولوية على عصبية الدين، فكلا سكان بيت جالا وبيت لحم مسيحيون.
وهناك مثال آخر على ذلك، فقد كان أهل ارطاس يدعون الناس المشتركين في موكب عروس قادمة من بيت جالا للطعام، ويحصل العكس لان كلا البلدين تنتمي إلى قيس وذلك على الرغم من اختلاف الدين.
ويقول ماكالستر ان حرباً تحصل عندما يلتقي موكبا عروسين تزوجا بالتبادل في منتصف الطريق وسبب الحرب هي الرغبة في تغيير الألوان القيسية واليمنية، ويقتل قوم ويسجن آخرون لهذا السبب، وقد شهد ماكالستر حادثة إحضار عروس من بيت نتيف قتل فيها رجل من " زكريا ".
ويحصل الشجار عندما يكون هناك زواج بدل، ويصل موكبا العروسين إلى منتصف الطريق بين القريتين، ويركع جمل العروس ويحين موعد تغيير الألوان القيسية واليمنية.
ويكره الناس مسألة تغيير الألوان هذه الألوان لسببين: الأول تعصبهم الحزبي لقيس ويمن والثاني: خشيتهم من أن يرى الرجال وجه العروس عند التغيير.
وتحدثنا جودريخ فرير عن طوشه حصلت بسبب النزاع القيسي واليمني عند مدخل الكنيسة فى قرية " رام الله " فقد كان أهل العروس قيسيين فى حين ان أهل رام الله يمينيون وقد استدعى شيوخ " قرية البيرة " المسلمون لإصلاح ذات البين.
ومع بداية الانتداب البيرطاني لفلسطين خفت حدة العصبية القيسية واليمنية، ولكن ذكرياتها ظلت حتى الآن ( الثلاثينات من هذا القرن عندما كانت الباحثة الفنلندية في ارطاس ) ما زال أهل أرطاس يعتقدون انه من غير المناسب أن تدخل بلدهم عروس وهي ترتدي الشعار اليمني الأبيض، وتروي لنا جرانكفيست الأحداث الثلاثة التالية عما شاهدته وسمعت به:
وهناك ممارسات هبطت من مستوى النزاعات القيسية اليمنية إلى مستوى الطقوس المرحة التى يمكن ان تعد من الاستعراضات الرياضية وأشكال الفروسية.
ومن هذه الممارسات محاولة خطف الراية البيضاء التي تحملها العروس، ومن هذه الممارسات ما شاهدته عام 1946، واذكر أنني كنت في ذلك العام أرافق " فاردة " تسافر من السنديانة إلى قنير ( وهما بلدتان بقضاء حيفا ) وفي الطريق سار موكب العروس الذي يتألف من جمل عليه هودج جلست فيه العروس ، وتلاه عدة جمال على كل منهما هودج جلست فيه صاحبات العروس والفرادات ( المسافرات في الفاردة ) وأذكر أنني كنت أجلس على ظهر أحد الجمال، ومن فتحة الهودج كنت أراقب رجالاً يمتطون صهوة جيادهم ويركضون في اثر الجمال التى تحمل العروس وصاحباتها، وفى كل مرة يحاولون الإغارة على هودج العروس ومحاولة اختطاف الراية البيضاء التى تحملها العروس، وفى نفس الوقت يدافع فرسان آخرون عن جمل العروس، ويجوز لنا الاعتقاد ان تلك الممارسات هي من بقايا إحداث النزاع القيسى اليمنى.
الفلاحون:
وهم السواد الأعظم من أهل القرية العربية الفلسطينية وساكي الأحياء الشعبية في المدن، والذين تشكل ثقافتهم المادة الأساسية في هذه الموسوعة وما مرورنا العابر بمن سموا بأشراف السيف وأشراف النسب واسر البيوتات التى أطلقت على نفسها لقب البيوت الرفيعة إلا لمعرفة هذه الأصول ودراسة نظرة الوسط الشعبي لهم، وينظر الفلاحون لأبناء البيوت الرفيعة نظرة احترام مشوبة بالخوف، ويعكس ذلك تكون نظرتهم للأقليات.
وفى داخل فئة الفلاحين نجد تناقضات تستمد وجودها من فكرة الأصل، فهناك تناقض بين ابناء قرية وأبناء قرية أخرى مجاورة فكثيراً ما ينشب الشجار بين أهالي دير طريف وبيت نبالا من قرى الرملة لأتفه الأسباب، وهاجم أهالي ابريكة جيرانهم من أهل السنديانة مرات ومرات، وعندها كان يحصل اعتداء على أرض، عرض، راع، غنم او سوى ذلك تابعة لقرية من جانب شخص او أكثر من قرية مجاورة فإن النزاع يتطور ليصبح بين أهالي هذه القرية وجاراتها.
ويتعصب كل فرد لأهل قريته، ويفسر ذلك بالافتراض بان مساكن القرية الواحدة تطورت عن خيام القبيلة المتجاورة وهكذا انتقلت عصيبة القبيلة المتمرسة في الوجدان الشعبي لتستحيل إلى " عصبية القرية
ومن نفس هذا المنطلق نجد التنافس داخل فئة الفلاحين تعصب أفراد الحمولة الواحدة ضد أفراد الحمولة الأخرى،حتى عندما تكون الحمولتان مقيمتين في نفس القرية وفى العرف الشعبي " أنا وأخوى على ابن عمى و أنا وابن عمى على الغريب " وتحصل الطوشات بين حمولة وأخري لمجرد أي حادث عرضي بين فردين من الحمولتين، وعندما يحتدم الصراع بين حمولتين في البلد يمكن ان يجر الحمائل الأخرى للنزاع، ومن المحتمل ان يقول زعيم حمولة ثالثة " فخار يكسر بعظه " أي لندعهم يحطمون بعضهم البعض وفى ذلك نصر ضمني للحمولة الثالثة التى كفاها الله شر " الطوشة ".
ويترتب على الانتساب للحمولة الالتزام برغباتها، ومن يلتزم برغبات وأوامر الحمولة يسمى ابن اصل، ومن لا يلتزم يقع تحت طائلة العقوبة التى تفرضها حمولته، ومن تلك الالتزامات انه يتوجب على المرء أن يشاور الحمولة عند تزويج بنته او رغبته في بيع بيته أو أرضه، فأبناء العمومة أولى في الحالتين: وقال " ابو إبراهيم الولجى " انه علم ذات يوم ان رجالاً من قرية مجاورة لبلدهم الولجة جاءوا يخطبون فتاة من بنات حمولته وعندما ذهب ابو ابراهيم ليطلع على الأمر وجد ان الأمر بلغ مرحلة التنفيذ وان سرداقاً قد أقيمت أخذت النسوة تعد " طعام الصفاح " أي الطعام الذي يعد يوم الخطبة، وهنا ثار ابو ابراهيم ورفع تقصيره حادة في وجه الغرباء وقلب القدور أطفأ النار، وهكذا فشلت الخطبة بحق أولوية ابن العم.
ويتوجب على ابناء الحمولة ان يساعدوا أي أفراد الحمولة في الحالات التالية:
1- الطوشة العمومية واذا نشبت الطوشة توجب على كل فرد في الحمولة ان يهب لنجدة جماعته، وكذلك إذا كانت هناك حركة لمواجهة الغزو او إيه مجموعة تتحرش بأملاك او اعرض الحمولة، ويقال في مثل هذه المناسبات:
صبيان هزموا القنا فوق المجاريح
عيب على اللي ترك ربعه مطاريح
صبيان طل من الشرق صايح
صبيان يا أهل المروة بوشكم رايح
وعلى ابناء الحمولة ان يثأروا لقتيلهم وتلك مسؤولية جماعية:
لا تذلوا يا حمولة علقوا للخيل شعير
واقتلوا قتال فلان خليه ع السما يطير
2- في البناء، وفى هذه الحالة يقال:
عيب على اللي دشر ابن عمه ياواو
ما بين نارين واقع ياواو
يا بيظ لا ترغبنش ياواو
يا لابسات البراقع ياواو
3- المشاركة في الفرح الشعبي ( العرس ) ويقال في مثل هذه المناسبة:
يا أحباب يومن سمعنا فرحكم جينا
من خوف هرج العتب والدرب ترمينا
فالفرد من الحمولة الذي يتأخر عن حضور حفلات العرس الشعبي يعاتب عن تأخره ولذلك يتوجب عليه المشاركة في كل المناسبات الاجتماعية الأخرى مثل الولادة، الوفاة …الخ.
وعلى ابن الحمولة الذي يوصف بأنه ( ابن اصل ) ان يتغاضى عن هفوة ابن عمه، ويقال في ذلك " ان تفيت فوق بجي على وجهك وان تفيت تحت بيجى في حجرك " والمعنى أنك إذا حاربت ابن عمك فانما تحارب نفسك.
والدليل على التعصب المستمر للقرية او الحمولة هو أننا نكتب أسماءنا منتهية باسم الحمولة و نعطى ذلك أهمية كبيرة عندما نغادر قريتنا إلى قرية أخرى او إلى المهجر.
ونأخذ على ذلك مثالا.
السيد عبد الكريم يحمل اسمه المجرد في أسرته، ويحمل اسم عبد الكريم الموسى داخل نطاق الحمولة، ويحمل اسم عبد الكريم موسى علقم داخل القرية ( وعلقم اسم الفخد)، وعندما سافر عبد الكريم الى البرازيل طبع اسمه على الأوراق " عبد الكريم تميمى " لان الرجل احس بعاطفة قوية تشده إلى اصل العشيرة التى تفتخر بنسبها إلى " تميم الداري ".
وهناك مثال آخر على التعصب للأصل القروي، فالرجل من سفارين بقضاء طولكرم يحمل اسمه واسم أبيه واسم حمولته في قريته، وعندما يذهب إلى طولكرم عاصمة القضاء يحمل اسم السفارينى تعصباً لقريته وأهلها، والمرحوم عبد الرزاق البرغوثى كان يحمل اسم ( العبد يوسف) على نطاق قريته، وعندما وجد نفسه في رام الله وفى إدارة التربية والتعليم حمل اسم العشيرة إبرازاً لأصله، ومثل ذلك يقال عن عمر الصالح في قريته وعمر الصالح البرغوثى في رام الله.
ولا يعنى التعصب للحمولة حبها فحسب بل الغض من طرف الحمائل الأخرى،فهؤلاء ابناء المحاميد من عشائر أم الفحم يتحرشون بأبناء المحاجنة ويقولون:
محاجنة يا صرار الروحة والشيخ أعمى والبنت مفظوحة
محاجنة يا طحين السكر والشيخ أعمى والبنت تسحر
محاجنة ما ارادكم شرارة تطير لحاكم
وهناك تناقض آخر طائفي، فالدين بعطي معان خاصة للأصل بحيث لا يستطيع الفلاحون الزواج من الطائفة الدينية الأخرى، حتى ابناء الطائفة الدينية الواحدة يكرهون الزواج من فتاة من طائفة أخرى ضمن الدين نفسه، ويقول أهل الساحل طائفة اللاتين " اللى بوخذ رومية ( نسبة إلى الروم الارثدوكس) ما بنام نومة هنية ".
ونحس بمظاهر التعصب للطائفة فى تقسيم كل من كنيستي القيامة في القدس والمهد في بيت لحم إلى أقسام بين الطائفة وظهور جمعيات الشبان المسلمين بعد الجماعات المسيحية للشبان.
ونجد التناقض والتقسيم العصبي بين الفلاح ابن القرية والفلاح ابن الخربة، و من الأمثلة على ذلك ما يقوله أهل طوباس ( راية وربابة والكفير وعقابا وصير وتياسير ما بسوين مد شعير ) ويقولون " رابا ام القمل بتحابى " ويقول أهالي هذه الخرب " عمرك لا تصاحب طوباسى "
وهناك تناقض بين الفلاح والمدني فالمدني يسخر من تخلف الفلاح، ويعيب الفلاح على المدني بعده عن القيم الشعبية المتوارثة ومن ذلك البخل ويقول المثل الشعبي القروي:
ونجد العصبية حتى بين اطفال الفلاحين، فأولاد الحارة الواحدة يتعصبون لحارتهم ويخوضون " طوشات" مستمرة ضد ابناء الحارات الأخرى، وقد يمنع الأطفال الغرباء من مجرد المرور بحارتهم.
وحتى في الوقت الحاضر نجد نماذج من تعصب الأطفال للحارة، فهم يكتبون على مدخل الحارة " حارة الأبطال " او " حارة السبع الأحمر ".
وهناك تعصب الحضر ضد البدو وازدراؤهم لهم ولا شك أن تلك العصبية مردها إلى تلك الهجمات المريعة التي كان البدو يشنونها على قرى الفلاحين ينهبون ويسلبون ويقتلون ويحصلون الخاوة، ويحلو للبدوي أن يترك مواشيه ترعى حقول الفلاحين مما يتسبب في إتلاف الشجر والزرع فتثور النزاعات وينشب القتال، وفى عام 1947 دارت معركة بين أهل صفا بقضاء رام الله وجماعة من بدو التعامرة استمرت من الصباح حتى المساء، ولم تنته إلا بتدخل قوات الانتداب البريطاني.
ويقول المثل الشعبي القروي " فش اثقل من دم البدوي " وأيضاً: "لا تدل البدوي على باب دارك.
فالبدوي يكثر من التردد على بيت الفلاح بهدف تذوق طعامه الشهي، ولا يتوقف عن زيارته إلا بعد فضيحة كبيرة كما تقول حكاية متوارثة، تفيد بان بدوياً من عربان بئر السبع اشترك مع ( غزاوى ) في تأسيس ( دكان ) له في مضارب البدو، وكان الغزاوي يتلقى الهدايا من أهله في غزة، فيشاركه البدوي فيها، وذات يوم حصل الغزاوى على مقدار من الكنافة بعث به أهله من المدينة اليه، و خشي ان يشاركه البدوي بتناول الكنافة، فخرج من منطقة الخيام وذهب ليتمتع بتناول الكنافة وحده في الخلاء، ولكن البدوي سرعان ما فاجأه وهو يأكل وسأله.
-ماذا تأكل؟
وفوجئ الغزاوى، فقال:
هذا نعلة تينك
وقال البدوى:
-دعنا نتذوق ( نعلة تينك هذه )
وهكذا كان: وتقول الحكاية بأن التاجر الغزاوي عاد إلى غزة وترك مضارب البدو هرباً من " ثقلة دم البدوي " لكن ذلك البدوي استمر يزور شريكه الغزاوي في المدينة، ولم يجد الغزاوي طريقة لمنع تردد البدوي إلا بحيلة، وقدم الغزاوي للبدوي وجبة من الكنافة مغموسة بزيت الخروع مما أدى إلى إصابة البدوي بإسهال شديد، انهال على ملابسه وهو في المسجد، وفر البدوي من المدينة لبعض الوقت ثم عاد إليها ليسمع الناس يتحدثون عن " السنة " التى أصاب فيها الإسهال بدوياً " في المسجد وهنا عرف البدوي أن لا مكان له في تلك المدينة.
ويزدرى أهالي قرية ما أهالي قرية أخرى لعلة معينة توارثتها الأجيال أصبحت هذه العلة موضوع سخرية شعبية دائمة.
وفى حين يتعصب الفرد لقريته فانه يعيب على سكان القرية الأخرى اتصافهم بصفة غير مرغوبة، ويكمن وراء تلك السخرية والعصبية معتقد شعبي مؤداه ان سبب غباء أهل قرية ما على سبيل المثال هو شربهم مع نبع ماء يتسبب في وجود تلك العلة، وقد يكون السبب له آثار معينة.
إن أهل الجنوب يزدرون سكان الساحل الأوسط وسيمونهم فتوح، ويفخر الجنوبيين بكرمهم ووفائهم ونجدتهم ويجردون الفتوح من ذلك، ويشهد بهذا البيت الشعبي في أغاني السامر والذي يقول:
يا ناس رجل الفتوحى ع الرفق ما اراده
مرته تبيع البن وهو ناطور مقثاة
فالفتوحى كما يقول البيت لا يهتم بمسألة احترام قوانين الصحبة، ويسمح لزوجته ببيع المنتجات خارج البلد بينما يظل هو مستلقياً يمارس مهنة حراسة مزارع البطيخ، والجنوبيين في الحقيقة يردون المسائلة إلى أصلهم الطيب والأطيب من أصل " الفتوح " والتي اعتقد لأنها تعني السكان من بقايا الفاتحين، وبالتالي السكان الفاقدين للقيم الشعبية العربية الأصيلة ( برأي أصحاب التسمية ).
ويتعصب أهل أبو ديس لقريتهم، ويصفون مواطنيهم بالكرم إذ يقدمون الهيطلية وفوقها السمن، وهم يزدرون ثلاث قرى ويصفون أهلها بالبخل وان تلك القرى " ما بهن هبة الريح " أي ليس بها أريحية كما يفيد مضمون هذين البيتين
]ثلاث قرى ما بهن هبة الريح
]سلوان والطور والعيزرية
وان طالك الظيم ميل ع اأو ديس
تلقى السمن فوق الهيطلية
ويهتم أهل الرملة بأنهم رغبوا ذات يوم في نقل مئذنة اللد إلى بلدهم، فربطوها بالحبال المنسوجة من الصوف التى سرعان ما تمددت، وهنا أصابهم الحماس ظناً منهم انهم تمكنوا من زحزحة المئذنة من مكانها، واخذوا يقولون لبعضهم البعض:
شد …شد… قربت الرملة عى اللد.
الأقليات:
من الناس الذين ينتمون لأصول تعود لجماعات قادمة من خارج البلد ( المصاروة ) لقد جاء هؤلاء إلى فلسطين بحثاً عن العمل، ويبدو أنهم جاءوا وهم في غاية الفقر ولذلك فإن نظرة الوسط الشعبي لهم تعتبرهم دون الفلاحين في السلم الاجتماعي، ويروى أن فلاحاً اصطدم في حوار غاضب مع مصري فقال له:
-أنت مصري سيس
وما كان من المصري إلا أن أخرج كيس نقوده وعرضه أمام الفلاح، وكان الكيس ممتلئاً بالقطع الذهبية وقال:
اصلى في هالكيس
]إن هناك صلة بين الأصل وبين الواقع الاقتصادي للناس، فأولئك الذين عرفوا بأشراف النسب حصلوا من خلال نظرية الأصل على امتيازات اقتصادية واجتماعية مر ذكرها، اما اولئك الذين عرفوا بأشراف السيف وأبناء البيوتات الرفيعة فقد فرضوا سيطرتهم ونفوذهم على مواطنيهم من خلال القدرة والسيطرة، وقربوا إليهم الاتباع، وجعلوا الدولة العثمانية تعترف بنفوذهم وشياختهم وناوءوا الأشياخ الآخرين.
وهكذا فان سيادة فكرة الاشايخ والمتنفذين وخضوع الدولة العثمانية لكل زعيم يثبت انه ذو نفوذ محلى هي التى ولدت الفكرة الشعبية حول الأصل، وخلقت عقدة الفقراء تجاه هؤلاء الذين يدعون الحسب والنسب وباسمه حازوا على احسن الأراضي وأفضل الوظائف ونسبة كبيرة من الضرائب التى التزموا بجمعها للدولة العثمانية، وقد جر ( أولاد الأصل ) غيرهم من الفقراء وصغار الفلاحين ليخلقوا منهم اتباعاً بتشغيلهم في الدعاية لنسبهم وكرمهم وأمجادهم ( وكذلك في معاركهم ونزالهم ضد أقرانهم من أبناء البيوت الرفيعة ).
وهكذا ظهرت ظاهرة ( الفساد ) في القرى ( والفساد) اصطلاح شعبي لتجزئة السكان إلى جماعات تلتف كل جماعة منها حول زعيم من " أولاد الأصل " ولم تكن هناك أيدلوجية تعتمد عليها بل يشدها فقط شخص الزعيم وكثيراً ما كان اولئك الزعماء يرتكبون الجرائم بحق أقرانهم باستعمالهم أدوات تنفيذ من أنصارهم من الفلاحين.
وهناك مصطلحات خاصة ترادف مصطلح ابن الأصل ومنها:
ابن عيلة
]ابن عائلة ذات أصل طيب، ابن حمولة: والحمولة اما من ( حمولة السيف ) او من الحمل حيث أفراد الحمولة ملزمون بحمل أثقال بعضهم البعض ويسمى غير بنى الحمايل بالخطف المشلخ أي الخشبة التى تشبه حرف (الواى ) بالإنجليزية التى تشد بها الحبال والتي تكون مكسورة، وتفوح رائحة الازدراء للناس العاديين من خلال هذا الوصف.
ويقال في المثل الشعبي تالي الحمايل وتالي الغنم ما بيها خير.
[size=12]إن مفهوم الأصل لدى الناس في الوسط الشعبي يبدو من خلال إحساس الفقراء بعقدة النقص إزاء ابناء البيوتات الرفيعة من ذوي القدرة والسلطة والجاه والغنى ولكن هناك مفهوم للأصل يوضح أن بعض الناس من الممكن أن يكونوا " أولاد أصل " ولكنهم فقراء ويكدحون من أجل لقمة العيش وأن هناك رغم فقرهم فإن فيهم طيبة وأصالة أكثر مما في الأغنياء، وتوضح هذه الفكرة حكاية ابن الأصل تقول الحكاية:
[size=12]أن رجلاً حكيماً أوصى ابنه بأن لا يصاحب من هو أكبر منه وأغنى والا يزوج أخته إلا لشخص من مستواه الطبقي والاجتماعي، لكن الابن لم يقتنع بما قاله والده، وكان الأب قد زوج واحدة من ابنتيه لرجل فقير، ولكنه " ابن اصل " وزوج الابن أخته الثانية – بعد وفاة أبيه – لرجل غني، وتشاء الظروف أن يضطر الشاب الذي لم يعمل بنصيحة والده إلى طلب مساعدة كل من صهريه، فأما الغني فقد تخلى عن صهره، وأما الفقير فقد جمع أهل الحي والذين سارعوا للتبرع بما لديهم لإنقاذ ذلك الشاب من مأزقه وتريد الحكاية أن تكيل المدح للناس الفقراء الذين يحافظون على شرفهم والتزاماتهم الاجتماعية، وتذم الأغنياء الذين لا يهمهم غير ثروتهم، ويضربون عرض الحائط بالأخلاق الاجتماعية
]وفي الحكاية حس طبقي واضح ومحاولة لإدانة انتهازية وأنانية الطبقات الغنية التي لا تقيم وزنا " للأصول مثلما يفعل الفقراء
وهم الأمراء والشيوخ، ويتميزون عن الشعب يلبس الجديد ووجود الاتباع وما يميز المسلح عن الأعزل ويترفع هؤلاء عن تعاطى المهن والحرف، ولا شك ان هذه هي نزعة بدوية بدأت منذ أن اجتاح الفاتحون العرب المسلمين هذه البلاد، ويدفن بعض هؤلاء في الزوايا والبيوت خشية الانتقام وخاصة اولئك الذين قامت ضدهم ثورات محلية مثل صالح باشا طوقان والشيخ سليمان عبد الهادي، واما غيرهم من آل طوقان وعبد الهادي فكانوا يدفنون في المقابر العامة وقد يطلق عليهم بعض الفلاحين اسم " البيت الرفيع " ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر: آل ماضي شيوخ قضاء حيفا ومركزهم اجزم،آل شبلي شيوخ قضاء عكا ومركزهم شفا عمرو، التميميون في نابلس والخليل البراغثة وآل الريماوى في قضاء رام الله.
]عصبية القيس واليمن:
تعود بعض قبائل وفلاحي وسكان فلسطين بأصولها إلى القبائل القحطانية أي اليمن، أو إلى العدنانية أي القيسية، وكانت تقوم بين القيسيين واليمنيين حروب وثارات لاسباب تافهة ليس أقلها مجرد رفع الشعار. [/size]
ويروى محمود مصلح ما حدث عام 1974م في قرية بيرزيت بقضاء رام الله، ويقول ان شاباً من قرية كفرعنا من قرى قضاء الرملة والمقيم في بيرزيت تزوج فتاة من قريته، والشاب يمنى والفتاة قيسية وقد اختلف أهلها حين خروج العروس من بيت أبيها وتشاجروا فيما بينهم، هذا يطالب أن تنقب بالأحمر وذلك بالأبيض.[/size]
]ويحدثنا مصطفى مراد الدباغ عن آخر صفحة من صفحات هذه العصيبة ويتناول الحروب التى قامت بين آل طوقان وآل عبد الهادي في منتصف القرن الماضي فكان الأولون يمثلون اليمنيين والآخرين يمثلون القيسيين، و قد فاز القيسيون ( آال عبد الهادى ) وحلفاءهم على اليمنيين بالقرب من جنين، ولكن الحكومة العثمانية رأت ان تضع حداً لهذه العصبيات لتثبت وجودها وحكمها، فأرسلت جندها إلى جبل نابلس وهاجمت عرابة معقل اسرة عبد الهادي ودمرتها وألحقت بها خسائر عظيمة، وهكذا كانت معركة خروبة وخراب عرابة في سنة 1859، نهاية صراعات القييس واليمن.[/size]
وهذا مقطع من الشعر الشعبي المسمى بالشوباش الذي يحمل أصداء تلك الخلافات الدموية حول الصراعات المتصلة بالأصل:
يا يمن لا تحاربوا قيس يا واو
ولنا عليكو فلاحة
وشيخكو بشبه التيس
وانتو غنم للذباحة
وقد جرت الانتماءات إلى أصول قيسية وأخرى يمنية إلى معارك محلية بين الفئات التى تنتمي إلى قيس والأخرى تنتمي إلى يمن، وكان لكل جماعة من الجماعتين لون مميز فلون اليمنيين هو الأبيض في حين أن ولون القيسيين هو الأحمر، ولم يكن أفراد الواحدة ليتصاهروا مع الجماعة الأخرى هذا على الرغم من انهم في بعض الحالات كانوا يتبادلون مظاهر المجاملة، وعلى سبيل المثال نذكر ان أهل ارطاس القيسيين كانوا ينزلون ضيوفاً عند أهل بيت لحم عندما كانوا يمرون في " فاردة " وكان عكس ذلك يحصل ايضاً.
وقد حصلت معظم الصراعات بين القيسيين واليمنيين في القرن التاسع عشر،وخفت حدتها ابتداءً من عهد الانتداب البريطاني.
وجرت العادة ان تتزيا العروس بزي يحمل اللون القبلي لاهلها، فالعروس التى تنتمي إلى أرطاس أو بيت جالا على سبيل المثال كانت ترتدى الأحمر، اما عروس بيت لحم أو الخضر او التعامرة فكانت ترتدى الأبيض، واذا ما كانت العروس ستتزوج في بلد غريب فانها تضطر لتغيير اللون الذي تتزيا به عند منتصف الطريق إذا كانت ستنتقل إلى بلد تنتمي إلى الجماعة الأخرى والتي لا ينتمي اهلها إليها
]وفى الماضي كانت العروس – في مثل هذه الحالة– ترتدى عباءة حمراء بخطوط بيضاء وترتدى العروس العباءة مظهرة اللون الأحمر إذا كانت قيسية، او تظهر اللون الأبيض إذا كانت يمنية، وعند منتصف الطريق يقف جمل العريس ويبرك ثم تقلب العروس العباءة مظهرة لون الجماعة التى ينتمي زوجها إليها.
لكن حالات أخرى أثبتت ان العروس كانت تظل ترتدى لون القرية التى جاءت منها حتى تدخل القرية التى ستتزوج فيها والتي تتبع الحزب المخالف، وتذكر دكتور جرانكفيست ان " تمام جاد الله " نقلت كعروس إلى قرية الخضر، وظلت ترتدى اللون الأحمر وهو لون قيسي ارطاس حتى دخلت الخضر والتي يرفع اهلها الأبيض شعار اليمنيين.
]وروت عليا تفاصيل ما حدث لدكتور جرانكفيست فقالت: ( حملت تمام جاد الله سيفا وهى تركب جمل العروس من ارطاس إلى خضر، وكانت تمام ترتدى زى قيس باللون الأحمر، وعند برك سليمان في منتصف الطريق بين البلدين حاول الرجال ان يقلبوا نقاب العروس ليظهر اللون الأبيض شعار يمنى الخضر، وهنا نبهها اهلها بصوت عال، فضربت تمام يد الرجل بالسيف فجرحته، وصاح المجروح: [/size]
يلعن اهللك … جرحتينا
وأثنى الجميع على جرأتها
]وروت معلمة تلحمية لدكتور جرانكفيست:
]ان عروساً أحضرت من بيت لحم إلى بيت جالا وكانت تلوح بسيفها، وقد شقت طريقها إلى البلد وهى ترتدى اللون الأبيض اليمنى، في حين كان شعار أهل بيت جالا هو اللون الأحمر القسي، وقد ابتهج التلاحمة بالعروس الشجاعة، لان المفهوم الشعبي للأمر يجعل العروس مشدودة إلى اهلها لا لأهل زوجها، وهنا نلاحظ ان العصبية القبلية تأخذ الأولوية على عصبية الدين، فكلا سكان بيت جالا وبيت لحم مسيحيون.
وهناك مثال آخر على ذلك، فقد كان أهل ارطاس يدعون الناس المشتركين في موكب عروس قادمة من بيت جالا للطعام، ويحصل العكس لان كلا البلدين تنتمي إلى قيس وذلك على الرغم من اختلاف الدين.
ويقول ماكالستر ان حرباً تحصل عندما يلتقي موكبا عروسين تزوجا بالتبادل في منتصف الطريق وسبب الحرب هي الرغبة في تغيير الألوان القيسية واليمنية، ويقتل قوم ويسجن آخرون لهذا السبب، وقد شهد ماكالستر حادثة إحضار عروس من بيت نتيف قتل فيها رجل من " زكريا ".
ويحصل الشجار عندما يكون هناك زواج بدل، ويصل موكبا العروسين إلى منتصف الطريق بين القريتين، ويركع جمل العروس ويحين موعد تغيير الألوان القيسية واليمنية.
ويكره الناس مسألة تغيير الألوان هذه الألوان لسببين: الأول تعصبهم الحزبي لقيس ويمن والثاني: خشيتهم من أن يرى الرجال وجه العروس عند التغيير.
وتحدثنا جودريخ فرير عن طوشه حصلت بسبب النزاع القيسي واليمني عند مدخل الكنيسة فى قرية " رام الله " فقد كان أهل العروس قيسيين فى حين ان أهل رام الله يمينيون وقد استدعى شيوخ " قرية البيرة " المسلمون لإصلاح ذات البين.
ومع بداية الانتداب البيرطاني لفلسطين خفت حدة العصبية القيسية واليمنية، ولكن ذكرياتها ظلت حتى الآن ( الثلاثينات من هذا القرن عندما كانت الباحثة الفنلندية في ارطاس ) ما زال أهل أرطاس يعتقدون انه من غير المناسب أن تدخل بلدهم عروس وهي ترتدي الشعار اليمني الأبيض، وتروي لنا جرانكفيست الأحداث الثلاثة التالية عما شاهدته وسمعت به:
1- دخلت فاطمة شختور عروس عيسى خليل الارطاسى إلى بلد عريسها وهى ترتدى الشعار اليمنى الأبيض وتحجب وجهها بنقاب أحمر وتذمر الكثير من ذلك وأخذوا يقولون ان هذا لو حصل في الماضي لقامت مذبحة " لكن كل شئ تغير والدنيا تسير إلى الأسوأ ".
2- في خريف عام 1926 أحضر محمد يوسف عروسه سعدي درويش من الخضر، وسبق حضور موكب العروس إشاعات بأن اضطرابات ستحصل بسبب الشعار الحزبي، ولم يحصل شئ من ذلك لأن شرطياً حضر وكان حضوره يتم لأول مرة في مثل تلك المناسبات.
3- وفى عام 1926 ايضاً تم زواج بالبدل لعروسين إحداهما قيسية والأخرى يمنية، وعندما تقابل موكبا العروسين في منتصف الطريق، رغب الجميع في أن تنتقل العروس الصوريفية إلى الجمل الجعبي، وأن تنقل العروس الجعبية إلى الصورفي، و قال أهل جبع: يجب ان لا تركب العروس الصورفية جملنا وهي ترتدي الشعار اليمنى، وثار نزاع وشجار أدى لجرح الكثيرين، وانتهى العراك بان أخذ أهل صوريف كلا العروسين إلى قريتهم وهزم القيسيون، وأخيراً سوى الأمر بعد ان تبين أن الحق كان في جانب أهل صوريف.
وهناك ممارسات هبطت من مستوى النزاعات القيسية اليمنية إلى مستوى الطقوس المرحة التى يمكن ان تعد من الاستعراضات الرياضية وأشكال الفروسية.
ومن هذه الممارسات محاولة خطف الراية البيضاء التي تحملها العروس، ومن هذه الممارسات ما شاهدته عام 1946، واذكر أنني كنت في ذلك العام أرافق " فاردة " تسافر من السنديانة إلى قنير ( وهما بلدتان بقضاء حيفا ) وفي الطريق سار موكب العروس الذي يتألف من جمل عليه هودج جلست فيه العروس ، وتلاه عدة جمال على كل منهما هودج جلست فيه صاحبات العروس والفرادات ( المسافرات في الفاردة ) وأذكر أنني كنت أجلس على ظهر أحد الجمال، ومن فتحة الهودج كنت أراقب رجالاً يمتطون صهوة جيادهم ويركضون في اثر الجمال التى تحمل العروس وصاحباتها، وفى كل مرة يحاولون الإغارة على هودج العروس ومحاولة اختطاف الراية البيضاء التى تحملها العروس، وفى نفس الوقت يدافع فرسان آخرون عن جمل العروس، ويجوز لنا الاعتقاد ان تلك الممارسات هي من بقايا إحداث النزاع القيسى اليمنى.
الفلاحون:
وهم السواد الأعظم من أهل القرية العربية الفلسطينية وساكي الأحياء الشعبية في المدن، والذين تشكل ثقافتهم المادة الأساسية في هذه الموسوعة وما مرورنا العابر بمن سموا بأشراف السيف وأشراف النسب واسر البيوتات التى أطلقت على نفسها لقب البيوت الرفيعة إلا لمعرفة هذه الأصول ودراسة نظرة الوسط الشعبي لهم، وينظر الفلاحون لأبناء البيوت الرفيعة نظرة احترام مشوبة بالخوف، ويعكس ذلك تكون نظرتهم للأقليات.
وفى داخل فئة الفلاحين نجد تناقضات تستمد وجودها من فكرة الأصل، فهناك تناقض بين ابناء قرية وأبناء قرية أخرى مجاورة فكثيراً ما ينشب الشجار بين أهالي دير طريف وبيت نبالا من قرى الرملة لأتفه الأسباب، وهاجم أهالي ابريكة جيرانهم من أهل السنديانة مرات ومرات، وعندها كان يحصل اعتداء على أرض، عرض، راع، غنم او سوى ذلك تابعة لقرية من جانب شخص او أكثر من قرية مجاورة فإن النزاع يتطور ليصبح بين أهالي هذه القرية وجاراتها.
ويتعصب كل فرد لأهل قريته، ويفسر ذلك بالافتراض بان مساكن القرية الواحدة تطورت عن خيام القبيلة المتجاورة وهكذا انتقلت عصيبة القبيلة المتمرسة في الوجدان الشعبي لتستحيل إلى " عصبية القرية
ومن نفس هذا المنطلق نجد التنافس داخل فئة الفلاحين تعصب أفراد الحمولة الواحدة ضد أفراد الحمولة الأخرى،حتى عندما تكون الحمولتان مقيمتين في نفس القرية وفى العرف الشعبي " أنا وأخوى على ابن عمى و أنا وابن عمى على الغريب " وتحصل الطوشات بين حمولة وأخري لمجرد أي حادث عرضي بين فردين من الحمولتين، وعندما يحتدم الصراع بين حمولتين في البلد يمكن ان يجر الحمائل الأخرى للنزاع، ومن المحتمل ان يقول زعيم حمولة ثالثة " فخار يكسر بعظه " أي لندعهم يحطمون بعضهم البعض وفى ذلك نصر ضمني للحمولة الثالثة التى كفاها الله شر " الطوشة ".
ويترتب على الانتساب للحمولة الالتزام برغباتها، ومن يلتزم برغبات وأوامر الحمولة يسمى ابن اصل، ومن لا يلتزم يقع تحت طائلة العقوبة التى تفرضها حمولته، ومن تلك الالتزامات انه يتوجب على المرء أن يشاور الحمولة عند تزويج بنته او رغبته في بيع بيته أو أرضه، فأبناء العمومة أولى في الحالتين: وقال " ابو إبراهيم الولجى " انه علم ذات يوم ان رجالاً من قرية مجاورة لبلدهم الولجة جاءوا يخطبون فتاة من بنات حمولته وعندما ذهب ابو ابراهيم ليطلع على الأمر وجد ان الأمر بلغ مرحلة التنفيذ وان سرداقاً قد أقيمت أخذت النسوة تعد " طعام الصفاح " أي الطعام الذي يعد يوم الخطبة، وهنا ثار ابو ابراهيم ورفع تقصيره حادة في وجه الغرباء وقلب القدور أطفأ النار، وهكذا فشلت الخطبة بحق أولوية ابن العم.
ويتوجب على ابناء الحمولة ان يساعدوا أي أفراد الحمولة في الحالات التالية:
1- الطوشة العمومية واذا نشبت الطوشة توجب على كل فرد في الحمولة ان يهب لنجدة جماعته، وكذلك إذا كانت هناك حركة لمواجهة الغزو او إيه مجموعة تتحرش بأملاك او اعرض الحمولة، ويقال في مثل هذه المناسبات:
صبيان هزموا القنا فوق المجاريح
عيب على اللي ترك ربعه مطاريح
صبيان طل من الشرق صايح
صبيان يا أهل المروة بوشكم رايح
وعلى ابناء الحمولة ان يثأروا لقتيلهم وتلك مسؤولية جماعية:
لا تذلوا يا حمولة علقوا للخيل شعير
واقتلوا قتال فلان خليه ع السما يطير
2- في البناء، وفى هذه الحالة يقال:
عيب على اللي دشر ابن عمه ياواو
ما بين نارين واقع ياواو
يا بيظ لا ترغبنش ياواو
يا لابسات البراقع ياواو
3- المشاركة في الفرح الشعبي ( العرس ) ويقال في مثل هذه المناسبة:
يا أحباب يومن سمعنا فرحكم جينا
من خوف هرج العتب والدرب ترمينا
فالفرد من الحمولة الذي يتأخر عن حضور حفلات العرس الشعبي يعاتب عن تأخره ولذلك يتوجب عليه المشاركة في كل المناسبات الاجتماعية الأخرى مثل الولادة، الوفاة …الخ.
وعلى ابن الحمولة الذي يوصف بأنه ( ابن اصل ) ان يتغاضى عن هفوة ابن عمه، ويقال في ذلك " ان تفيت فوق بجي على وجهك وان تفيت تحت بيجى في حجرك " والمعنى أنك إذا حاربت ابن عمك فانما تحارب نفسك.
والدليل على التعصب المستمر للقرية او الحمولة هو أننا نكتب أسماءنا منتهية باسم الحمولة و نعطى ذلك أهمية كبيرة عندما نغادر قريتنا إلى قرية أخرى او إلى المهجر.
ونأخذ على ذلك مثالا.
السيد عبد الكريم يحمل اسمه المجرد في أسرته، ويحمل اسم عبد الكريم الموسى داخل نطاق الحمولة، ويحمل اسم عبد الكريم موسى علقم داخل القرية ( وعلقم اسم الفخد)، وعندما سافر عبد الكريم الى البرازيل طبع اسمه على الأوراق " عبد الكريم تميمى " لان الرجل احس بعاطفة قوية تشده إلى اصل العشيرة التى تفتخر بنسبها إلى " تميم الداري ".
وهناك مثال آخر على التعصب للأصل القروي، فالرجل من سفارين بقضاء طولكرم يحمل اسمه واسم أبيه واسم حمولته في قريته، وعندما يذهب إلى طولكرم عاصمة القضاء يحمل اسم السفارينى تعصباً لقريته وأهلها، والمرحوم عبد الرزاق البرغوثى كان يحمل اسم ( العبد يوسف) على نطاق قريته، وعندما وجد نفسه في رام الله وفى إدارة التربية والتعليم حمل اسم العشيرة إبرازاً لأصله، ومثل ذلك يقال عن عمر الصالح في قريته وعمر الصالح البرغوثى في رام الله.
ولا يعنى التعصب للحمولة حبها فحسب بل الغض من طرف الحمائل الأخرى،فهؤلاء ابناء المحاميد من عشائر أم الفحم يتحرشون بأبناء المحاجنة ويقولون:
محاجنة يا صرار الروحة والشيخ أعمى والبنت مفظوحة
محاجنة يا طحين السكر والشيخ أعمى والبنت تسحر
محاجنة ما ارادكم شرارة تطير لحاكم
وهناك تناقض آخر طائفي، فالدين بعطي معان خاصة للأصل بحيث لا يستطيع الفلاحون الزواج من الطائفة الدينية الأخرى، حتى ابناء الطائفة الدينية الواحدة يكرهون الزواج من فتاة من طائفة أخرى ضمن الدين نفسه، ويقول أهل الساحل طائفة اللاتين " اللى بوخذ رومية ( نسبة إلى الروم الارثدوكس) ما بنام نومة هنية ".
ونحس بمظاهر التعصب للطائفة فى تقسيم كل من كنيستي القيامة في القدس والمهد في بيت لحم إلى أقسام بين الطائفة وظهور جمعيات الشبان المسلمين بعد الجماعات المسيحية للشبان.
ونجد التناقض والتقسيم العصبي بين الفلاح ابن القرية والفلاح ابن الخربة، و من الأمثلة على ذلك ما يقوله أهل طوباس ( راية وربابة والكفير وعقابا وصير وتياسير ما بسوين مد شعير ) ويقولون " رابا ام القمل بتحابى " ويقول أهالي هذه الخرب " عمرك لا تصاحب طوباسى "
وهناك تناقض بين الفلاح والمدني فالمدني يسخر من تخلف الفلاح، ويعيب الفلاح على المدني بعده عن القيم الشعبية المتوارثة ومن ذلك البخل ويقول المثل الشعبي القروي:
- المدني عشية ميت ليلة ما بعشيك ليلة واحدة، ويعتقد الفلاح انه أشجع من المدني الذي يخشى السير في البرية ويخاف من الضبع ومن " طقطق مو " أي البوم.
- ولا بد ان نذكر التقسيم العصبي الذي فرضته نكبة عام 1948 على أساس لاجئ ووطني ( وكلمة وطني هنا بمفهومها الشعبي تعنى المواطن ).
ثم رأينا كيف ذابت كل التناقضات بعد الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية وبعد حرب 1967، وكيف أن العصبيات المحلية قد تراجعت لتظهر محلها وحدة وطنية متماسكة في وجه الاحتلال وكان ابرز مظاهرها تلك الانتفاضة العارمة التى شملت كل مكان في الارض المحتلة اثناء مناقشة الأمم المتحدة للقضية الفلسطينية عام 1975م وفيما بعدها.
ونجد العصبية حتى بين اطفال الفلاحين، فأولاد الحارة الواحدة يتعصبون لحارتهم ويخوضون " طوشات" مستمرة ضد ابناء الحارات الأخرى، وقد يمنع الأطفال الغرباء من مجرد المرور بحارتهم.
وحتى في الوقت الحاضر نجد نماذج من تعصب الأطفال للحارة، فهم يكتبون على مدخل الحارة " حارة الأبطال " او " حارة السبع الأحمر ".
وهناك تعصب الحضر ضد البدو وازدراؤهم لهم ولا شك أن تلك العصبية مردها إلى تلك الهجمات المريعة التي كان البدو يشنونها على قرى الفلاحين ينهبون ويسلبون ويقتلون ويحصلون الخاوة، ويحلو للبدوي أن يترك مواشيه ترعى حقول الفلاحين مما يتسبب في إتلاف الشجر والزرع فتثور النزاعات وينشب القتال، وفى عام 1947 دارت معركة بين أهل صفا بقضاء رام الله وجماعة من بدو التعامرة استمرت من الصباح حتى المساء، ولم تنته إلا بتدخل قوات الانتداب البريطاني.
ويقول المثل الشعبي القروي " فش اثقل من دم البدوي " وأيضاً: "لا تدل البدوي على باب دارك.
فالبدوي يكثر من التردد على بيت الفلاح بهدف تذوق طعامه الشهي، ولا يتوقف عن زيارته إلا بعد فضيحة كبيرة كما تقول حكاية متوارثة، تفيد بان بدوياً من عربان بئر السبع اشترك مع ( غزاوى ) في تأسيس ( دكان ) له في مضارب البدو، وكان الغزاوي يتلقى الهدايا من أهله في غزة، فيشاركه البدوي فيها، وذات يوم حصل الغزاوى على مقدار من الكنافة بعث به أهله من المدينة اليه، و خشي ان يشاركه البدوي بتناول الكنافة، فخرج من منطقة الخيام وذهب ليتمتع بتناول الكنافة وحده في الخلاء، ولكن البدوي سرعان ما فاجأه وهو يأكل وسأله.
-ماذا تأكل؟
وفوجئ الغزاوى، فقال:
هذا نعلة تينك
وقال البدوى:
-دعنا نتذوق ( نعلة تينك هذه )
وهكذا كان: وتقول الحكاية بأن التاجر الغزاوي عاد إلى غزة وترك مضارب البدو هرباً من " ثقلة دم البدوي " لكن ذلك البدوي استمر يزور شريكه الغزاوي في المدينة، ولم يجد الغزاوي طريقة لمنع تردد البدوي إلا بحيلة، وقدم الغزاوي للبدوي وجبة من الكنافة مغموسة بزيت الخروع مما أدى إلى إصابة البدوي بإسهال شديد، انهال على ملابسه وهو في المسجد، وفر البدوي من المدينة لبعض الوقت ثم عاد إليها ليسمع الناس يتحدثون عن " السنة " التى أصاب فيها الإسهال بدوياً " في المسجد وهنا عرف البدوي أن لا مكان له في تلك المدينة.
ويزدرى أهالي قرية ما أهالي قرية أخرى لعلة معينة توارثتها الأجيال أصبحت هذه العلة موضوع سخرية شعبية دائمة.
وفى حين يتعصب الفرد لقريته فانه يعيب على سكان القرية الأخرى اتصافهم بصفة غير مرغوبة، ويكمن وراء تلك السخرية والعصبية معتقد شعبي مؤداه ان سبب غباء أهل قرية ما على سبيل المثال هو شربهم مع نبع ماء يتسبب في وجود تلك العلة، وقد يكون السبب له آثار معينة.
إن أهل الجنوب يزدرون سكان الساحل الأوسط وسيمونهم فتوح، ويفخر الجنوبيين بكرمهم ووفائهم ونجدتهم ويجردون الفتوح من ذلك، ويشهد بهذا البيت الشعبي في أغاني السامر والذي يقول:
يا ناس رجل الفتوحى ع الرفق ما اراده
مرته تبيع البن وهو ناطور مقثاة
فالفتوحى كما يقول البيت لا يهتم بمسألة احترام قوانين الصحبة، ويسمح لزوجته ببيع المنتجات خارج البلد بينما يظل هو مستلقياً يمارس مهنة حراسة مزارع البطيخ، والجنوبيين في الحقيقة يردون المسائلة إلى أصلهم الطيب والأطيب من أصل " الفتوح " والتي اعتقد لأنها تعني السكان من بقايا الفاتحين، وبالتالي السكان الفاقدين للقيم الشعبية العربية الأصيلة ( برأي أصحاب التسمية ).
ويتعصب أهل أبو ديس لقريتهم، ويصفون مواطنيهم بالكرم إذ يقدمون الهيطلية وفوقها السمن، وهم يزدرون ثلاث قرى ويصفون أهلها بالبخل وان تلك القرى " ما بهن هبة الريح " أي ليس بها أريحية كما يفيد مضمون هذين البيتين
]ثلاث قرى ما بهن هبة الريح
]سلوان والطور والعيزرية
وان طالك الظيم ميل ع اأو ديس
تلقى السمن فوق الهيطلية
ويهتم أهل الرملة بأنهم رغبوا ذات يوم في نقل مئذنة اللد إلى بلدهم، فربطوها بالحبال المنسوجة من الصوف التى سرعان ما تمددت، وهنا أصابهم الحماس ظناً منهم انهم تمكنوا من زحزحة المئذنة من مكانها، واخذوا يقولون لبعضهم البعض:
شد …شد… قربت الرملة عى اللد.
الأقليات:
من الناس الذين ينتمون لأصول تعود لجماعات قادمة من خارج البلد ( المصاروة ) لقد جاء هؤلاء إلى فلسطين بحثاً عن العمل، ويبدو أنهم جاءوا وهم في غاية الفقر ولذلك فإن نظرة الوسط الشعبي لهم تعتبرهم دون الفلاحين في السلم الاجتماعي، ويروى أن فلاحاً اصطدم في حوار غاضب مع مصري فقال له:
-أنت مصري سيس
وما كان من المصري إلا أن أخرج كيس نقوده وعرضه أمام الفلاح، وكان الكيس ممتلئاً بالقطع الذهبية وقال:
اصلى في هالكيس
]إن هناك صلة بين الأصل وبين الواقع الاقتصادي للناس، فأولئك الذين عرفوا بأشراف النسب حصلوا من خلال نظرية الأصل على امتيازات اقتصادية واجتماعية مر ذكرها، اما اولئك الذين عرفوا بأشراف السيف وأبناء البيوتات الرفيعة فقد فرضوا سيطرتهم ونفوذهم على مواطنيهم من خلال القدرة والسيطرة، وقربوا إليهم الاتباع، وجعلوا الدولة العثمانية تعترف بنفوذهم وشياختهم وناوءوا الأشياخ الآخرين.
وهكذا فان سيادة فكرة الاشايخ والمتنفذين وخضوع الدولة العثمانية لكل زعيم يثبت انه ذو نفوذ محلى هي التى ولدت الفكرة الشعبية حول الأصل، وخلقت عقدة الفقراء تجاه هؤلاء الذين يدعون الحسب والنسب وباسمه حازوا على احسن الأراضي وأفضل الوظائف ونسبة كبيرة من الضرائب التى التزموا بجمعها للدولة العثمانية، وقد جر ( أولاد الأصل ) غيرهم من الفقراء وصغار الفلاحين ليخلقوا منهم اتباعاً بتشغيلهم في الدعاية لنسبهم وكرمهم وأمجادهم ( وكذلك في معاركهم ونزالهم ضد أقرانهم من أبناء البيوت الرفيعة ).
وهكذا ظهرت ظاهرة ( الفساد ) في القرى ( والفساد) اصطلاح شعبي لتجزئة السكان إلى جماعات تلتف كل جماعة منها حول زعيم من " أولاد الأصل " ولم تكن هناك أيدلوجية تعتمد عليها بل يشدها فقط شخص الزعيم وكثيراً ما كان اولئك الزعماء يرتكبون الجرائم بحق أقرانهم باستعمالهم أدوات تنفيذ من أنصارهم من الفلاحين.
وهناك مصطلحات خاصة ترادف مصطلح ابن الأصل ومنها:
ابن عيلة
]ابن عائلة ذات أصل طيب، ابن حمولة: والحمولة اما من ( حمولة السيف ) او من الحمل حيث أفراد الحمولة ملزمون بحمل أثقال بعضهم البعض ويسمى غير بنى الحمايل بالخطف المشلخ أي الخشبة التى تشبه حرف (الواى ) بالإنجليزية التى تشد بها الحبال والتي تكون مكسورة، وتفوح رائحة الازدراء للناس العاديين من خلال هذا الوصف.
ويقال في المثل الشعبي تالي الحمايل وتالي الغنم ما بيها خير.
[size=12]إن مفهوم الأصل لدى الناس في الوسط الشعبي يبدو من خلال إحساس الفقراء بعقدة النقص إزاء ابناء البيوتات الرفيعة من ذوي القدرة والسلطة والجاه والغنى ولكن هناك مفهوم للأصل يوضح أن بعض الناس من الممكن أن يكونوا " أولاد أصل " ولكنهم فقراء ويكدحون من أجل لقمة العيش وأن هناك رغم فقرهم فإن فيهم طيبة وأصالة أكثر مما في الأغنياء، وتوضح هذه الفكرة حكاية ابن الأصل تقول الحكاية:
[size=12]أن رجلاً حكيماً أوصى ابنه بأن لا يصاحب من هو أكبر منه وأغنى والا يزوج أخته إلا لشخص من مستواه الطبقي والاجتماعي، لكن الابن لم يقتنع بما قاله والده، وكان الأب قد زوج واحدة من ابنتيه لرجل فقير، ولكنه " ابن اصل " وزوج الابن أخته الثانية – بعد وفاة أبيه – لرجل غني، وتشاء الظروف أن يضطر الشاب الذي لم يعمل بنصيحة والده إلى طلب مساعدة كل من صهريه، فأما الغني فقد تخلى عن صهره، وأما الفقير فقد جمع أهل الحي والذين سارعوا للتبرع بما لديهم لإنقاذ ذلك الشاب من مأزقه وتريد الحكاية أن تكيل المدح للناس الفقراء الذين يحافظون على شرفهم والتزاماتهم الاجتماعية، وتذم الأغنياء الذين لا يهمهم غير ثروتهم، ويضربون عرض الحائط بالأخلاق الاجتماعية
]وفي الحكاية حس طبقي واضح ومحاولة لإدانة انتهازية وأنانية الطبقات الغنية التي لا تقيم وزنا " للأصول مثلما يفعل الفقراء
ورود الحياه- عضوVIP
- عدد المساهمات : 5770
الرصيد : 7462
أعجبني : 26
تاريخ التسجيل : 18/08/2010
العمر : 30
العمل/الترفيه : طالبه
رقم العضوية : 27
رد: من الفلكلور الفلسطيني
منقول
تحياتي للجميع و شكرا
تحياتي للجميع و شكرا
ورود الحياه- عضوVIP
- عدد المساهمات : 5770
الرصيد : 7462
أعجبني : 26
تاريخ التسجيل : 18/08/2010
العمر : 30
العمل/الترفيه : طالبه
رقم العضوية : 27
رد: من الفلكلور الفلسطيني
شكرا لكي اختي ورود على هذا الموضوع الرائع
والى الامام
تقبلي مروري
والى الامام
تقبلي مروري
عرش الرجوله- عضومتميز
- عدد المساهمات : 174
الرصيد : 182
أعجبني : 3
تاريخ التسجيل : 28/09/2010
العمر : 25
رقم العضوية : 158
رد: من الفلكلور الفلسطيني
العفو خيا
بتشكرك لمرورك العطر بصفحتي ,,,
بتشكرك لمرورك العطر بصفحتي ,,,
ورود الحياه- عضوVIP
- عدد المساهمات : 5770
الرصيد : 7462
أعجبني : 26
تاريخ التسجيل : 18/08/2010
العمر : 30
العمل/الترفيه : طالبه
رقم العضوية : 27
رد: من الفلكلور الفلسطيني
الفلكلور الفلسطيني موضوع في غايه الروعه و الرونقه
فعلينا المحافظه عليه ...
فعلينا المحافظه عليه ...
عاشقه تراب فلسطين- مشرفة
- عدد المساهمات : 4556
الرصيد : 5714
أعجبني : 23
تاريخ التسجيل : 17/08/2010
العمر : 29
العمل/الترفيه : طالبه
رقم العضوية : 25
رد: من الفلكلور الفلسطيني
شكرا حبيبتي لمرورك الرااائع
نورتي
ورود الحياه- عضوVIP
- عدد المساهمات : 5770
الرصيد : 7462
أعجبني : 26
تاريخ التسجيل : 18/08/2010
العمر : 30
العمل/الترفيه : طالبه
رقم العضوية : 27
رد: من الفلكلور الفلسطيني
مشكوره حبيبتي على الموضوع الجميل يسلموو ايدكي يعطيكي الف العافيه الى الامام ان شا ءالله بالتوفيق دائما
دموع فلسطين- عضوفعال
- عدد المساهمات : 309
الرصيد : 318
أعجبني : 3
تاريخ التسجيل : 16/09/2010
العمر : 28
رقم العضوية : 118
ورود الحياه- عضوVIP
- عدد المساهمات : 5770
الرصيد : 7462
أعجبني : 26
تاريخ التسجيل : 18/08/2010
العمر : 30
العمل/الترفيه : طالبه
رقم العضوية : 27
مواضيع مماثلة
» الفلكلور الفلسطيني
» الفلكلور الفلسطيني
» الفلكلور الشعبي الفلسطيني
» الأعراس الفلسطينية من الفلكلور الفلسطيني
» الفلكلور و التراث الشعبي الفلسطيني
» الفلكلور الفلسطيني
» الفلكلور الشعبي الفلسطيني
» الأعراس الفلسطينية من الفلكلور الفلسطيني
» الفلكلور و التراث الشعبي الفلسطيني
شبكة بيت الذاكرة الفلسطينية :: .:: منتدى بيت الذاكرة الفلسطينية ::. :: قسم التراث الفلكلور الفلسطيني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 15 مايو 2016, 8:53 pm من طرف قلوب دافئه
» لماذا عُرج برسول الله من المسجد الأقصى ولم يُعرج به من المسجد الحرام
الأربعاء 16 مارس 2016, 12:33 am من طرف قلوب دافئه
» الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأحد 20 ديسمبر 2015, 1:06 am من طرف قلوب دافئه
» ضرب الأطفال
الأربعاء 25 نوفمبر 2015, 9:03 am من طرف قلوب دافئه
» الأدب فى رياض الصالحين
الإثنين 19 أكتوبر 2015, 11:13 am من طرف قلوب دافئه
» الصبر والأمانة باب القرب والعطاء
السبت 12 سبتمبر 2015, 3:54 pm من طرف قلوب دافئه
» إصلاح وتربية المجتمع بإصلاح قلوب أهله
الإثنين 17 أغسطس 2015, 11:23 pm من طرف قلوب دافئه
» احكام الفدية على المريض فى رمضان ومتى تجب عليه
الأحد 21 يونيو 2015, 12:04 am من طرف قلوب دافئه
» رؤية هلال رمضان
الإثنين 08 يونيو 2015, 4:46 pm من طرف قلوب دافئه
» ولم يك رب العرش فوق سمائه تنزّة عن كيف وعن برهان
الثلاثاء 02 يونيو 2015, 12:02 pm من طرف المحب لفلسطين
» لماذا عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى ولم يعرج به من المسجد الحرام
الثلاثاء 26 مايو 2015, 10:05 am من طرف قلوب دافئه
» لماذا طلب داعى اليهود والنصارى وإبليس نظره من رسول الله فى الإسراء والمعراج
السبت 16 مايو 2015, 8:27 am من طرف قلوب دافئه
» لماذا اختص الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالإسراء والمعراج دون باقى الأنبياء
الإثنين 04 مايو 2015, 6:26 am من طرف قلوب دافئه
» تحميل كتاب إشراقات الإسراء
الخميس 16 أبريل 2015, 12:30 am من طرف قلوب دافئه
» اختبار الغضب
الأحد 29 مارس 2015, 1:50 pm من طرف قلوب دافئه