عدد زوار المنتدى
.: عدد زوار المنتدى :.
< SPAN>
المواضيع الأخيرة
لن ننساكم
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 42 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 42 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 689 بتاريخ الجمعة 21 يونيو 2013, 9:15 pm
انطباع الاعلاميين الذين زاروا مخيم النيرب عام 2002
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
انطباع الاعلاميين الذين زاروا مخيم النيرب عام 2002
في العام 2002 توفرت لمجموعة من الإعلاميين فرصة زيارة مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين في محافظة حلب. الهدف من الزيارة، اطلاع الإعلاميين على واقع العيش في المخيم، وأيضاً التعرف الى مشروع إعادة تأهيله الذي تنهض به الأونروا بدعم من الحكومة السورية وعدد من الدول المانحة. في ذلك العام، بدا مخيم النيرب واحداً من عجائب مدن العشوائيات الكثيرة، لافتقاره لأبسط شروط الحياة، بيوت ليست بيوتاً، وإنما غرف أو علب صغيرة متراكبة فوق بعضها بعضاً، ممرات تضيق على الأنفاس، انعدام تهوية، مع تكالب الرطوبة العالية وسوء الصرف الصحي؛ وسط كل هذا البؤس، يتفتح الأطفال كبراعم نبات غريب، يملأون المكان بصخبهم ولعبهم متحدين الظروف الصعبة على أمل أن الغد لا بد من أن يكون أفضل.
هذا الغد تأخر ستين عاماً، ولا أحد يعرف متى سيأتي الفرج بعد عام أو عامين أو ستين عاماً أخرى، فعندما حلَّ اللاجئون الفلسطينيون على مخيم النيرب إثر نكبة 1948، كان الظن أنهم سيعودون قريباً إلى ديارهم التي احتلت، وكان حالهم حال إخوانهم اللاجئين في سائر المخيمات الأخرى، لكن الزمن طال، وواقع العيش ازداد سوءاً، لعدم وجود رغبة في تحسين واقع عيش موقت، ومع أن واقع عيش اللاجئين الفلسطينيين في سوريا هو الأفضل بلا شك بين دول المنطقة، إلا أن ذلك لم يمنع التفاوت المعيشي بين مخيم وآخر، فبينما حظي مخيم اليرموك في دمشق باهتمام الفصائل الفلسطينية، وأيضاً الحكومة السورية التي وفرت له واقعاً خدمياً جيداً يماثل ما يقدم في محافظة ريف دمشق نظراً لحجم الكتلة البشرية التي تعيش فيه، لم تحظ باقي المخيمات الأخرى في سوريا بمثل هذا الاهتمام، ظهرت نتائجه في ارتفاع نسبة المتعلمين من الشهادات العالية بين أبناء مخيم اليرموك، هذا عدا عن كونه كان صالحاً لاحتضان جيل مثالي من المناضلين الأكفياء سياسياً وفكرياً وعلمياً. كما أن العيش الموقت لم يمنع تطور مخيم اليرموك ليصبح واحداً من أهم المناطق التجارية الشعبية في دمشق يقصده الناس من كل الأنحاء. هذا التطور أو الاستقرار، لم يعن ابداً أن هؤلاء الفلسطينيين تخلوا عن حقهم بالعودة، بل العكس، فمع كل جيل جديد يزداد الوعي بالقضية والحق في استعادة الوطن المفقود، فالذريعة التي تتسلح بها بعض الحكومات العربية لتبرير تقاعسها أو تعمدها إبقاء واقع المخيمات مأسوياً وحرمان الفلسطينيين من التمتع بحقوق المواطن العربي الضئيلة، كي لا يتوطنوا ويتخلوا عن حق العودة، هذه الذريعة باطلة، فالبؤس الذي نراه في مخيمات دول أخرى لا يخرج منه مناضلين بقدر ما يولَّد أناساً مقهورين مسحوقين، حيث الشعور بالظلم يتضاعف ولا أحد يمكنه التكهن كيف وبأي اتجاه يتفجر... ومن نافل القول، إن ثمن الحروب واللجوء الباهظ يسدده الفقراء لا الأثرياء الذين يعوضهم المال عن الأوطان أينما حلوا، ومع تفاقم الحروب في منطقتنا ولجوء أكثر من مليوني عراقي خارج العراق، اضيفوا الى اللاجئين الفلسطينيين، فإن سياسة الابقاء على الظروف السيئة بحجة منع التوطين تعد بواقع جديد يرسمه الحرمان بكل أنواعه.
سوريا انتهجت وسائل مغايرة، وعلى أعلى المستويات وذلك بالعمل على تحسين واقع اللاجئين لديها بالتعاون مع المنظمات الدولية، وبذلك لا تعوض فقط عن تقصير المجتمع الدولي الذي يمِنُّ على اللاجئين ببضعة ملايين من الدولارات، ليست سوى تكفيرعن خطايا سياساته المميتة تجاه الفلسطينيين والعراقيين. وإنما يعطي اهتمام القيادة السورية وبالتحديد السيدة عقيلة الرئيس أسماء الأسد نموذجاً إنسانياً قيماً للتعامل مع اللاجئين، تجلى في حرص السوريين البالغ على عدم تسميتهم باللاجئين بل الأشقاء الضيوف، يتمتعون بحقوق تتساوى مع حقوق المواطن السوري في التعليم والصحة عموماً، مع حق العمل بالنسبة للفلسطينيين، وعندما تضع السيدة أسماء مخيم باب النيرب وغيره من المخيمات والمدارس على جدول الرعاية الإنسانية الخاصة الذي تقوم به بشكل دؤوب، فهي لا تفرق بين أطفال سوريين وأطفال فلسطينيين أو عراقيين بل جميعهم أبناء وطن واحد يتعرضون لواقع واحد على أرض واحدة، وعندما تستقبل السيدة اسماء مع الرئيس بشار الأسد سفيرة النيات الحسنة لمفوضية اللاجئين العليا انجلينا جولي، ليشرحا لها ما تبذله سوريا من جهود من أجل تحسين وضع اللاجئين العراقيين، سنكون أمام نموذج من العمل السياسي الذي لا يتنكر للمبدأ الإنساني، ولا للعروبة، بل يقدم هموم البشر على ضرورات السياسة وما تخلفه من مواجع، على الضد من السياسات السائدة في العالم. تلك السياسات التي لا تتوانى عن دعم الحروب والنزاعات لسلب خيرات الشعوب، ومن ثم ترتدي معطف بابا نويل الرحيم لتهب الضحايا خياماً ومنحاً غذائية والعاباً وكل ما من شأنه أن ينسيهم الأرض.
في مخيم عين التل الذي أعيد تأهيله، ونقل اليه 300 أسرة مكونة من 1500 فرد ضمن المرحلة الأولى من مشروع إعادة تأهيل مخيم النيرب في حلب، زرعت السيدة أسماء الأسد شجرة، وكانت محاطة مع مجموعة من الأطفال يرتدون الكوفيات الفلسطينية مكتوب عليها “فلسطيننا عائدون”، لتكون هذه الشجرة بكل ما تحمله من معاني الكرامة هي غرسة السلام والمقاومة معاً... شجرة تزرع في سوريا وتمد جذورها نحو فلسطين... لا دمية ولا قطعة سكر ولا خيمة تذروها رياح اللجوء.
المصدر: الكفاح العربي[i]
هذا الغد تأخر ستين عاماً، ولا أحد يعرف متى سيأتي الفرج بعد عام أو عامين أو ستين عاماً أخرى، فعندما حلَّ اللاجئون الفلسطينيون على مخيم النيرب إثر نكبة 1948، كان الظن أنهم سيعودون قريباً إلى ديارهم التي احتلت، وكان حالهم حال إخوانهم اللاجئين في سائر المخيمات الأخرى، لكن الزمن طال، وواقع العيش ازداد سوءاً، لعدم وجود رغبة في تحسين واقع عيش موقت، ومع أن واقع عيش اللاجئين الفلسطينيين في سوريا هو الأفضل بلا شك بين دول المنطقة، إلا أن ذلك لم يمنع التفاوت المعيشي بين مخيم وآخر، فبينما حظي مخيم اليرموك في دمشق باهتمام الفصائل الفلسطينية، وأيضاً الحكومة السورية التي وفرت له واقعاً خدمياً جيداً يماثل ما يقدم في محافظة ريف دمشق نظراً لحجم الكتلة البشرية التي تعيش فيه، لم تحظ باقي المخيمات الأخرى في سوريا بمثل هذا الاهتمام، ظهرت نتائجه في ارتفاع نسبة المتعلمين من الشهادات العالية بين أبناء مخيم اليرموك، هذا عدا عن كونه كان صالحاً لاحتضان جيل مثالي من المناضلين الأكفياء سياسياً وفكرياً وعلمياً. كما أن العيش الموقت لم يمنع تطور مخيم اليرموك ليصبح واحداً من أهم المناطق التجارية الشعبية في دمشق يقصده الناس من كل الأنحاء. هذا التطور أو الاستقرار، لم يعن ابداً أن هؤلاء الفلسطينيين تخلوا عن حقهم بالعودة، بل العكس، فمع كل جيل جديد يزداد الوعي بالقضية والحق في استعادة الوطن المفقود، فالذريعة التي تتسلح بها بعض الحكومات العربية لتبرير تقاعسها أو تعمدها إبقاء واقع المخيمات مأسوياً وحرمان الفلسطينيين من التمتع بحقوق المواطن العربي الضئيلة، كي لا يتوطنوا ويتخلوا عن حق العودة، هذه الذريعة باطلة، فالبؤس الذي نراه في مخيمات دول أخرى لا يخرج منه مناضلين بقدر ما يولَّد أناساً مقهورين مسحوقين، حيث الشعور بالظلم يتضاعف ولا أحد يمكنه التكهن كيف وبأي اتجاه يتفجر... ومن نافل القول، إن ثمن الحروب واللجوء الباهظ يسدده الفقراء لا الأثرياء الذين يعوضهم المال عن الأوطان أينما حلوا، ومع تفاقم الحروب في منطقتنا ولجوء أكثر من مليوني عراقي خارج العراق، اضيفوا الى اللاجئين الفلسطينيين، فإن سياسة الابقاء على الظروف السيئة بحجة منع التوطين تعد بواقع جديد يرسمه الحرمان بكل أنواعه.
سوريا انتهجت وسائل مغايرة، وعلى أعلى المستويات وذلك بالعمل على تحسين واقع اللاجئين لديها بالتعاون مع المنظمات الدولية، وبذلك لا تعوض فقط عن تقصير المجتمع الدولي الذي يمِنُّ على اللاجئين ببضعة ملايين من الدولارات، ليست سوى تكفيرعن خطايا سياساته المميتة تجاه الفلسطينيين والعراقيين. وإنما يعطي اهتمام القيادة السورية وبالتحديد السيدة عقيلة الرئيس أسماء الأسد نموذجاً إنسانياً قيماً للتعامل مع اللاجئين، تجلى في حرص السوريين البالغ على عدم تسميتهم باللاجئين بل الأشقاء الضيوف، يتمتعون بحقوق تتساوى مع حقوق المواطن السوري في التعليم والصحة عموماً، مع حق العمل بالنسبة للفلسطينيين، وعندما تضع السيدة أسماء مخيم باب النيرب وغيره من المخيمات والمدارس على جدول الرعاية الإنسانية الخاصة الذي تقوم به بشكل دؤوب، فهي لا تفرق بين أطفال سوريين وأطفال فلسطينيين أو عراقيين بل جميعهم أبناء وطن واحد يتعرضون لواقع واحد على أرض واحدة، وعندما تستقبل السيدة اسماء مع الرئيس بشار الأسد سفيرة النيات الحسنة لمفوضية اللاجئين العليا انجلينا جولي، ليشرحا لها ما تبذله سوريا من جهود من أجل تحسين وضع اللاجئين العراقيين، سنكون أمام نموذج من العمل السياسي الذي لا يتنكر للمبدأ الإنساني، ولا للعروبة، بل يقدم هموم البشر على ضرورات السياسة وما تخلفه من مواجع، على الضد من السياسات السائدة في العالم. تلك السياسات التي لا تتوانى عن دعم الحروب والنزاعات لسلب خيرات الشعوب، ومن ثم ترتدي معطف بابا نويل الرحيم لتهب الضحايا خياماً ومنحاً غذائية والعاباً وكل ما من شأنه أن ينسيهم الأرض.
في مخيم عين التل الذي أعيد تأهيله، ونقل اليه 300 أسرة مكونة من 1500 فرد ضمن المرحلة الأولى من مشروع إعادة تأهيل مخيم النيرب في حلب، زرعت السيدة أسماء الأسد شجرة، وكانت محاطة مع مجموعة من الأطفال يرتدون الكوفيات الفلسطينية مكتوب عليها “فلسطيننا عائدون”، لتكون هذه الشجرة بكل ما تحمله من معاني الكرامة هي غرسة السلام والمقاومة معاً... شجرة تزرع في سوريا وتمد جذورها نحو فلسطين... لا دمية ولا قطعة سكر ولا خيمة تذروها رياح اللجوء.
المصدر: الكفاح العربي[i]
العين الساهرة- عضومتميز
- عدد المساهمات : 113
الرصيد : 286
أعجبني : 0
تاريخ التسجيل : 05/01/2011
العمر : 44
رقم العضوية : 364
رد: انطباع الاعلاميين الذين زاروا مخيم النيرب عام 2002
من الإنصاف أن نذكر هذا ونوثقه هنا في بيت الذاكرة الفلسطينية
وشكراً للعين الساهرة التي لا تنام بل تعود لماض تليد وحاضر شاهد فتوثق ما حدث وتكتب ما قيل وتنقل الخبر بكل أمانة
شكراً لك أيها العين الساهرة على هذا النهج
سلمت وسلمت عيونك ساهرة
وشكراً للعين الساهرة التي لا تنام بل تعود لماض تليد وحاضر شاهد فتوثق ما حدث وتكتب ما قيل وتنقل الخبر بكل أمانة
شكراً لك أيها العين الساهرة على هذا النهج
سلمت وسلمت عيونك ساهرة
محمد الجمل (نسرالجليل)- الإدارة
- عدد المساهمات : 1639
الرصيد : 1977
أعجبني : 18
تاريخ التسجيل : 05/12/2010
العمر : 68
رقم العضوية : 288
مواضيع مماثلة
» صورة شارع الصيدلية في مخيم النيرب 2002
» أجمعوا معنا قصص الأطفال الذين ماتوا متجمدين بالبرد في مخيم النيرب
» حركة العمران في مخيم النيرب المنطقة السادسة ( مشروع اعادة تاهيل مخيم النيرب )1-8-2011
» صباح مخيم النيرب ملبد بالغيوم اليوم 7-12-2011 مع صور من جولة في مخيم النيرب صباحا
» إلى عشاق ذاكرة مخيم النيرب سؤال ؟ مين بيعرف هاي الصورة وين في مخيم النيرب
» أجمعوا معنا قصص الأطفال الذين ماتوا متجمدين بالبرد في مخيم النيرب
» حركة العمران في مخيم النيرب المنطقة السادسة ( مشروع اعادة تاهيل مخيم النيرب )1-8-2011
» صباح مخيم النيرب ملبد بالغيوم اليوم 7-12-2011 مع صور من جولة في مخيم النيرب صباحا
» إلى عشاق ذاكرة مخيم النيرب سؤال ؟ مين بيعرف هاي الصورة وين في مخيم النيرب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 15 مايو 2016, 8:53 pm من طرف قلوب دافئه
» لماذا عُرج برسول الله من المسجد الأقصى ولم يُعرج به من المسجد الحرام
الأربعاء 16 مارس 2016, 12:33 am من طرف قلوب دافئه
» الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأحد 20 ديسمبر 2015, 1:06 am من طرف قلوب دافئه
» ضرب الأطفال
الأربعاء 25 نوفمبر 2015, 9:03 am من طرف قلوب دافئه
» الأدب فى رياض الصالحين
الإثنين 19 أكتوبر 2015, 11:13 am من طرف قلوب دافئه
» الصبر والأمانة باب القرب والعطاء
السبت 12 سبتمبر 2015, 3:54 pm من طرف قلوب دافئه
» إصلاح وتربية المجتمع بإصلاح قلوب أهله
الإثنين 17 أغسطس 2015, 11:23 pm من طرف قلوب دافئه
» احكام الفدية على المريض فى رمضان ومتى تجب عليه
الأحد 21 يونيو 2015, 12:04 am من طرف قلوب دافئه
» رؤية هلال رمضان
الإثنين 08 يونيو 2015, 4:46 pm من طرف قلوب دافئه
» ولم يك رب العرش فوق سمائه تنزّة عن كيف وعن برهان
الثلاثاء 02 يونيو 2015, 12:02 pm من طرف المحب لفلسطين
» لماذا عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى ولم يعرج به من المسجد الحرام
الثلاثاء 26 مايو 2015, 10:05 am من طرف قلوب دافئه
» لماذا طلب داعى اليهود والنصارى وإبليس نظره من رسول الله فى الإسراء والمعراج
السبت 16 مايو 2015, 8:27 am من طرف قلوب دافئه
» لماذا اختص الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالإسراء والمعراج دون باقى الأنبياء
الإثنين 04 مايو 2015, 6:26 am من طرف قلوب دافئه
» تحميل كتاب إشراقات الإسراء
الخميس 16 أبريل 2015, 12:30 am من طرف قلوب دافئه
» اختبار الغضب
الأحد 29 مارس 2015, 1:50 pm من طرف قلوب دافئه