ذاكرة لن تغيب مهرجان النكبة لبيت الذاكرة الفلسطينية

منقول عن جريدة الجماهير بحلب

ثقافة
الأحد16-5-2010
عامر الشون المكان:حلب

في الثاني من أيار كل عام يقف الشعب الفلسطيني داخل وخارج الأرض المحتلة للحظات بخشوع إجلالاً لأرواح الشهداء الذين قضوا على يد العدو الصهيوني وإحياء لذكرى النكبة التي احتل فيها الصهاينة أرض فلسطين ،

وانطلاقاً من هذا أقام بيت الذاكرة الفلسطينية في سورية مهرجاناً فنياً على مسرح دار الكتب الوطنية إحياء للذكرى الثانية والستين لنكبة فلسطين وقد حمل العشرات من أطفال مخيمي النيرب وحندرات أعلام سورية وفلسطين مطلقين هتافات البشرى بالعودة (عالقدس رايحين شهداء بالملايين ) لأنهم كانوا على موعد لاستقبال المئات من أبناء الشعب السوري والفلسطيني القادمين من شتى أنحاء القطر ومخيماته لتغص بهم الصالة . جسر العودة حفل المهرجان بالفقرات المتنوعة الفنية والمسرحية والشعرية حيث قال حول ذلك رئيس ومؤسس بيت الذاكرة الفلسطينية في سورية المخرج رامي السعيد أن هدف الفعاليات مد جسور التواصل مع الوطن الأم ولتكون تلك الفعاليات بمثابة أحجار نرصفها على جسر العودة وأضاف: إننا نتعاون دائماً مع المؤسسات السورية والفلسطينية في جميع الأنشطة مثل شبيبة الثورة وطلائع البعث ومديرية الثقافة واتحاد الكتاب العرب والاتحاد النسائي واتحاد الفنانين وشعبة تيسير الحلبي للحزب واتحاد كتاب فلسطين والنادي الثقافي الفلسطيني وغيرها وسنبقى على تواصل معها في هذا الدرب . بعدها تحدث الأستاذ عبدو محمد رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بحلب عن دور المقاومة الباسلة في غزة ودور سورية المشرف في معركة التحرير . غزة في نشيد ثم ألقى الشاعر محمود علي السعيد رئيس اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين بحلب قصيدة شعرية حماسية أشاد فيها بدور الصمود الفلسطيني أمام آلة الحرب الصهيونية داعياً فيها إلى المزيد من النضال والعمل لتحرير الأراضي المغتصبة كافة جاء فيها : أيعقل يا خطوط العمر تبقى تقايض معبد التقوى قباب أطير في الجهات سؤال وجد فيشطبه على عجل جواب شبابك والقوارب قبض ريح على مضض يجسده الشباب ألا يا غزة التاريخ صبراً جميلاً إن أضرّ بك الصحاب ظلال الأزقة بعد ذلك بدأ عرض فيلم تسجيلي للمخرج رامي السعيد بعنوان (ظلال الأزقة) ويعتبر الفيلم الثالث عشر من مكتبة الأفلام التسجيلية التي أخرجها المخرج والتي تصدر عن وحدة سينما العودة لبيت الذاكرة وتدور أحداثه في مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة حلب حيث يعيش أكثر من /22/ ألف لاجئ تم التركيز من خلاله على حياة اللاجئين اليومية وعلى معاناة الأطفال من خلال تسجيل أحلامهم وأمنياتهم في الحياة وهم يعيشون في أزقة ضيقة لا تراها الشمس إلا قليلاً . صلاة على حاجز الموت كما عرضت مسرحية بعنوان (صلاة على حاجز الموت) لفرقة الحلم العربي لبيت الذاكرة تأليف وإخراج إيمان كسار وإشراف سحر الجاسم تدور أحداثها على حاجز قلنديا بين رام الله والقدس حيث يتوجه عدد من أطفال الضفة الغربية إلى مدارسهم في القدس تمنعهم قوات الاحتلال الصهيوني وكذلك عجوز اعتاد على الصلاة بالأقصى ويمنعه الاحتلال وامرأة تحاول الذهاب للشطر الثاني من منزلها بعد أن فصله جدار الفصل العنصري ويدور حوار بين الجنود وبين الفلسطينيين على الحاجز وعند إقامة الصلاة على هذا المعبر يرتكب العدو مجزرة يقتل فيها الجميع . أجداد يتحاورون عن النكبة وفي السياق ذاته قدمت فقرة بعنوان /لقاء الأحفاد بالأجداد/ وهي من أهم الفقرات حيث دار حوار بين الجيل الأول للنكبة (كبار السن) مع أحفادهم إذ شارك الحاج جلال مرضعة من مواليد يافا عام 1933 مع أحفاد مخيم النيرب وأمام جموع المتابعين للمهرجان تم تناقل الرواية الشفوية من جيل إلى جيل فتحدث الحاج مرضعة عن الهجوم الكبير على مدينة يافا عام 1948 وكيف دافع الثوار عنها وكيف سقط الشهداء وسقطت المدينة بسبب التفوق العسكري الصهيوني متابعاً الحديث حول هجرتهم إلى سورية مركزاً على المعاناة الشديدة التي رافقتهم أثناء تلك الرحلة ثم معاناتهم في المخيمات وأنهى حديثه بإصراره وتفاؤله بالعودة والتحرير . فقرات من لحن الوطن بعد ذلك قدمت الفرقة المركزية لبيت الذاكرة (لحن الوطن) سلسلة من الفقرات والأغنيات الفلكلورية مترافقة مع الدبكة الفلسطينية التراثية الأصيلة ومنها (ظريف الطول ـ غار الزين ـ هبة النار ـ يا مهيرتي ـ الشعراوية وغيرها) كما كان لفرقة (براعم لحن الوطن) (فرقة أطفال بيت الذاكرة) في مخيم النيرب وقفة طويلة من التراث والفلكلور واللوحات التعبيرية والدبكة التراثية حيث قدمت لوحة الشهيد التعبيرية وبعدها لوحة يا أولى القبلتين وهي لوحة مميزة بجمالها ترافقها أغنية أصالة نصري التي حملت نفس العنوان وتبعتها فقرة العرس الفلسطيني التراثي والذي يعتبر الأجمل بين الفقرات إذ ظهر العرس بطقوسه الجميلة من الدبكة إلى الزفة إلى الحمام حتى انتهت بدبكات التراث منها الكرادية والشعراوية والشمالية والتي نفذتها أكثر من أربعين طفلة . محمد الدرة في لوحة أما فرقة نداء الجليل التابعة لبيت الذاكرة في مخيم حندرات فقد قدمت فقرتين الأولى لوحة فنية تعبيرية غاية في الجمال تجسد استشهاد الطفل محمد الدرة في أحضان والده ترافقه موسيقا تصويرية للفنان زياد الرحباني وهي من تدريب وتمثيل غالب أبو هاشم وفقرة أخيرة للفنان نورس الأمير التي قدم فيها سلسلة من الأغنيات الملتزمة التي تمجد حب الأرض والوطن . وعلى هامش المهرجان عرضت مجموعة من روائع الرسومات عن مخيم النيرب للفنان التشكيلي أحمد أبو صابر والتي جسدت ذاكرة مخيم النيرب وركزت على المشاهد القديمة فيه بما تحمل من معاناة ومأساة الشعب الفلسطيني خلال ستين عاماً في بعده عن الوطن الأم الذي لا يغيب عن ذاكرته.

شكرا الك اخ بيت الزاكرة على المعلوما ت القيمة

ودائما في بالنا هذه الزاكرة ولن تغيب

شكرة عائدة على مرورك على الخبر المنقول تحياتي لك

شكرا الك اخ بيت الزاكرة على المعلوما ت القيمة