وعد بلفور المشؤم

يهودية بلفور وراء وعده المشؤوم *

تمر بنا هذه الأيام الذكرى الثالثة والتسعون لوعد الشؤم والظلم.. وعد إطلاق عملية النهب والسلب الصهيوني للوطن الفلسطيني الذي صاغه وتبناه وأعلنه وزير خارجية بريطانيا (آرثر بلفور) في الثاني من تشرين الثاني 1917 ، فأعطى به من لا يملك حقاً لمن لا يستحق ، وما زالت تداعياته وآثاره الكارثية تتفاعل حتى اليوم بتكريس الاحتلال الاستيطاني لأرض فلسطين العربية ، وبمواصلة عمليات التطهير العرقي ضد من بقي على أرضها من أصحابها الشرعيين استكمالاً للتهويد المستمر الذي امتد من بلفور عبر سلسلة من الاستعماريين الصهاينة إلى أن وصل إلى العنصريين الجدد أمثال نتنياهو وليبرمان وباراك والحاخام عوفاديا يوسف زعيم حزب شاس الديني وقطعان المستوطنين وفلول عصابات كاهانا التي تهاجم يومياً القرى الفلسطينية كأم الفحم وتقتلع أشجار الزيتون لتزرع بدلاً منها الحقد والبغضاء والكراهية التي تكنها للفلسطينيين.

إن المشروع الصهيوني الذي يجري تطبيقه على قدم وساق على أرض فلسطين عن طريق تصعيد وتيرة البناء الاستيطاني والإصرار على يهودية إسرائيل والتنكّر لجهود التسوية وتعطيلها كلياً ، يعود في جذوره التأسيسية إلى يهودية سيء الذكر بلفور ويهودية رئيس الوزراء البريطاني آنذاك (لويد جورج) وإلى تعاطفهما التوراتي مع اليهود واعتراف كل منهما بأنه صهيوني - وفق ما أكدته المؤرخة اليهودية تشمان - واللذين كان لهما الدور الأكبر في صياغة وتبني ذلك الوعد المشؤوم ، وقد تشكلت صهيونية بلفور نتيجة تأثره منذ نعومة أظفاره بدراسة التوراة في الكنيست ، حسبما كتبت ابنة أخته ومؤرخة حياته (بلانش دوغاديل) التي ذكرت أنه كلما اشتد عوده زاد إعجابه بالفلسفة اليهودية ، والتي كان يتحدث عنها دائماً باهتمام ، وذكر الكاتب (دونالد وغنر) أنه كانت أطروحات "شعب الله المختار وحقه في أرض الميعاد وتحقيق النبوءة بتجميع اليهود في دولة إسرائيل في فلسطين من أبرز معتقدات بلفور التوراتية التي ورثها في طفولته وتربى عليها في نشأته في إحدى الكنائس الإنجيلية السكوتلاندية" ، وتشير دراسات أخرى إلى أن قناعات بلفور الدينية والمعتقدات التوراتية للويد جورج وتأثرهما بالفلسفة اليهودية وخلفيتهما الفكرية المؤمنة بقصص العهد القديم وتفسيراته العبرية كانت وراء بلورة مواقفهما السياسية تجاه المشروع الصهيوني السياسي وصدور وعد بلفور والذي كان أول اعتراف دولي بالصهيونية السياسية وبمشروعها إقامة دولة لليهود في فلسطين.

وقد جاء في كتاب "البعد الديني في السياسة الأمريكية تجاه الصراع العربي - الصهيوني" لكاتبه يوسف الحسن أن أهمية وعد بلفور يكمن من وجهة نظر صهيونية سياسية في اعترافه بوجود شعب يهودي على شكل أمة تم الاعتراف الدولي بذلك بعد تجسيد الوعد في عملية الانتداب البريطاني على فلسطين وإدماجه بعد إقراره في مؤتمر سان ريمو عام 1940 وضمان عصبة الأمم المتحدة له عام 1922 ، بينما تكمن خطورته على الفلسطينيين بإنكار الوعد لوجود شعب فلسطين العربي حيث لم يشر إليه الوعد إلا بالطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين ، وخلوه من أي ذكر لعروبة الأرض والسكان والعرب فيها ، وبذلك الوعد تكون الصهيونية قد جسدت أطروحاتها الدينية عملياً.

إن ما نراه على أرض الواقع في فلسطين هو تجسيد حيّ للمنطلقات الصهيونية لذلك الوعد المشؤوم وللدعم الاستعماري الغربي المتواصل لتنفيذ المشروع الصهيوني الذي انبثق عنه

يصادف الثاني من نوفمبر ذكرى وعد بلفور المشؤوم الذي بناءاً عليه إستندت الحركه الصهيونية في إقامة دولة إسرائيل باغتصاب أرض فلسطين , ورغم أن ذلك الوعد جاء فيه بعض العبارات التي تضمن حقوق الفلسطينيين في أرضهم إلا أن الحركه الصهيونية وبمساعدة من الإمبرياليه العالمية قلبت كل الموازين وعملت على تشريد الشعب الفلسطيني وسرقة أرضه وطرده من بلاده . وفي خضم الإهتمام العالمي ومنه العالم العربي أيضا بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية إلا أنه من الجدير بالذكر أن لا ننسى تلك المناسبة التي قضمت الصهيونية على أرضنا في فلسطين , فلا بد لنا أن نكتب عن ذلك اليوم المشؤوم فأقول : صحيح أن وزير خارجية بريطانيا في عام 1917 ( بلفور ) قد أصدر وعده بالنيابة عن حكومته , لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين , وقد وجهه الى اللورد روتشل الفرنسي ولم يكن زعيما للحركه الصهيونية آنذاك وإنما كان زعيما للجالية اليهودية في فرنسا . على أي حال فإن تحقيق ذلك الوعد استغرق ثلاثين عاما من العمل الجاد والمضني من الحركة اليهودية لمساعدة الحكومه البريطانية بتجميع اليهود في فلسطين , وشراء السلاح وتدريب شبابهم عليه وتشكيل فرق الكشافه من أبنائهم وبناتهم للتعرف على كل شبر في فلسطين بحجة أعمال كشفية شبابية . كل ذلك يعيه كل فلسطيني سواءا عاصر تلك الفترة أم في هذه الأيام توارث الرواية أبا عن جد , ومنذ ذلك الحين ونحن الفلسطينييون والعرب نشق الجيوب ونلطم الخدود ونستنكر ونشجب ونقيم المهرجانات لإستنكار ذلك الوعد المشؤوم الذي تحقق لهم وسلبوا أرض آبائنا وأجدادنا في ذريعة ذلك الوعد . بالمقابل فإنه في عام 2004 فقط صدر ( وعد بوش ) لإقامة الدولة الفلسطينية ولكن ماذا عملنا في سبيل تحقيق ذلك الوعد؟ . وبقدرة قادر تحول ذلك الوعد رغم عدم مرور سنين طوال على ذلك الوعد تحول الى وعد لليهود والصهاينه , فأمريكا بعد ذلك الوعد وعدت شارون بتثبيت المستوطنات في الضفة الغربية وإضفاء الشرعية عليها . ووعدته بالإعتراف بجدار الفصل والنهب وإضفاء الشرعية عليه وعدته ونفذت وعدها بالإعتراف بالقدس عاصمة أبديه لإسرائيل , وغيرها من الوعود الكثيرة . وهذه الأيام نسمع بالضمانات التي يقدمها اوباما لبنيامين نيتنياهو , ولا غرابة إن طلعت علينا أمريكا بعد شهر بمقترحات تصفي القضية الفلسطينية وتفرغها من محتواها وتفرض حلاً علينا أسوأ مما تخططه لنا اسرائيل . أليس خطأنا بأننا لم نفعل شيئا لإستغلال ذلك الوعد , أم أننا صرنا كاليهود في زمن سيدنا موسى عليه السلام ( إذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ) أنتوقع من أمريكا أن تقاتل إسرائيل نيابة عنا لتحقيق ذلك الوعد ؟ . قد يقول قائل وهل أمريكا جادة في ذلك الوعد ؟ فنقول له إنها ليست جاده كجدية بريطانيا لليهود في وعدها لهم , ولكن هل يعفينا ذلك من التقصير بالقيام بمهامنا؟ فنحن العرب نتصرف في قضايانا المصيرية بغرابه واستهجان في نظر كل من هو غير عربي . فنذهب دائما وما أسرعنا في ذلك الى مجلس الأمن لإستصدار قرار منه ضد إسرائيل ونحن على يقين تام قبل أن نصل مجلس الأمن فإن الفيتو الأمريكي بانتظار ذلك القرار . وحتى القرارات التي تم أتخاذها في ذلك المجلس ضد اسرائيل لصالح القضية الفلسطينية وضعت على الرف وغمرها الغبار كقرار 181 و 94 . وحين تم نفض الغبار عنهما وجدنا انفسنا مغفلين , ففسرت أمريكا تلك القرارات بأنها لا تندرج تحت الماده 7 من قانون مجلس الأمن أي غير ملزمه . وكما يقال فإن القانون لا يحمي المغفلين . ففي هذا العصر عصر الغاب فإن القوانين وضعت لتحمي الأذكياء والأغنياء , أما المساكين والفقراء فلا أحد يحميهم !!! ولهم الله, والله سبحانه وتعالى يقول ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) .
فهلا غيرنا ما بأنفسنا من تواكل وهوان وغباء ؟!!! عزائي لكم بالوطن

الثاني من تشرين الثاني هو يوم مشؤوم بكل ما تحمل الكلمة من معنى فعلا ذلك الوعد الظالم تحقق واقيم كيانا للصهاينة لكنه لن يدوم أبدا

بوركت جهودكي صديقتي

أقدم شكري وامتناني لنقلك هذا الموضوع

تقبلي مروري........

من طرف **ورود الحياه** السبت 16 أبريل 2011, 2:32 pm

بناءاً عليه إستندت الحركه الصهيونية في إقامة دولة إسرائيل باغتصاب أرض فلسطين ,
حسبنا الله و نعم الوكيل على الصهيونين
شكرا لكي اختي على ما قدمتي
موضوع هام
بارك الله فيكِ
تقبلي مروري