إبن قرية ترشيحا المطرب إبراهيم عزَّام، إسم قديم جديد لن يُنسى، يتنقل بنجوميته حول العالم

المطرب المعروف إبراهيم عزام، إبن قرية ترشيحا، هو أحد المطربين الأوائل في البلاد، الذين عرفوا في مطلع سنوات السبعينات، حيثُ تميزّ صوته بعذوبته وقوته في آن واحد، غـَنى لكبار وعظماء الفنانين العرب وفي مقدمتهم عبد الوهاب وأم كلثوم، ذاع صيته في جميع أنحاء وسطنا العربي، وبعد أن أصبح نجماً إذاعيا ً وتلفزيونيا ً معروفا ً، قرّر مطربنا الوسيم إبراهيم عزام ترك البلاد وبدأ يلف العالم بصوته العذب الجذاب طيلة السنين الماضية، ولكنه لم يكف أبدا ً عن زيارة أهله وقريته وجمهوره بين الحين والآخر.

في زيارته الأخيرة هذا الأسبوع أجرينا مع الفنان إبراهيم عزام هذا اللقاء في قرية ترشيحا... وعندما اتصلت به لترتيب الموعد قال لي بخفة ظل: خير البر عاجله فليكن اللقاء هذا المساء .. وفعلاً تم اللقاء في الموعد المحدد، حيث يقوم ضيفنا بواجبات كثيرة خلال زيارته القصيرة الى الوطن، من تقديم التعازي لاصدقائه وأهل بلده أو زيارة الاصدقاء والاحباء.

أخذت من والدي قوة الصوت ومن أمي حنانه

قلت: حدثني قليلاً عن بداياتك الفنية ..

عزام: ولدت في بيت يحب الفن والموسيقى، والطرب الاصيل، والدي كان يعزف على آلة العود ووالدتي كان صوتها جميلاًً جداً وكانت تردد في بيتنا أغاني المطربين العظام .. فمن والدي أخذت قوة صوته ومن والدتي حنان الصوت.

تأثرت كثيراً من الملحن حكمات شاهين الذي كان يعلمنا في المرسة الابتدائية، الأناشيد المدرسية والاغاني الرمضانية، وأصبحت منذ أن كنت في الصف الأول إبتدائي مـُنشدْ الصف، وواصلت مشواري هذا من صف الى صف حتى الصف الثامن.

في الصف السادس إبتدائي شاركت في مسابقة في المعلومات العامة للطلاب في الوسط العربي وحصلت على المرتبة الأولى ... ففي جيل كهذا كنت أقرأ كتب: الزير سالم، وعنترة إبن شداد، وسيف بن ذي يزن، وتغريبة بني هلال، وحمزة البهلوان، وكتب الف ليلة وليلة ... كنت أقرأ القصة وأعيش أحداثها، وكنتُ أقرأ الشعر وأتمعن في معانيه وإلقائه.

كنت أصغر معلم موسيقى حيث كان عمري ثمانية عشر عاما ً

الحقيقة: هل درست الموسيقى والعزف على الآلات الموسيقية ؟

عزام: أهلي كانوا يريدونني أن أدرس الطب أو الصيدلة ولكنني واجهت بصعوبة موقف أهلي، وقررت السير في طريق الموسيقى والغناء. وعندما كان عمري ستة عشر عاماً تعلمت العزف على آلة الكمان، وكما هو معروف فإن من يعزف على الكمان يستطيع العزف على آلة العود أيضاً.. وبدأت أعزف وأغني في الأفراح والمناسبات السعيدة ... وبدأ نجمي وإسمي يلمع في سماء قرانا ومدننا العربية أولاً بأول. وعندما كان عمري ثمانية عشر عاماً كنت أصغر معلم موسيقى، وبدأت أ ُعلـّمْ الموسيقى في عسفيا والدالية، وبسمة طبعون وترشيحا. بعد ذلك إعتزلت المعارف والتعليم لأنني بدأت أشعر بأن هذه المهنة تتعب صوتي عالفاضي، مقابل راتب بائس لا يكفي السندويشات.

قلت للعزوري: طيِّب بوَرجيك !!

الحقيقة كيف وصلت الى عالم الإذاعة والتلفزيون؟

عزام : مرّة أعلنوا أنهم يريدون مطربين في إذاعة إسرائيل باللغة العربية .. ذهبت مع الذين تقدموا لهذه المهمّة، وكان (العزوري) هو المخوّل عن إختيار المناسب، وعندما وصل دوري وسمعني قال لي: روح روِّح قلت : أنا!!! أنا أحسن واحد فيهم طيّبْ بوَرجيك !!.

راحت الايام وأجت الايام، وشاركت في مسابقة مماثلة في الإذاعة والتلفزيون بحضور أربعة ملحنين كبار في تل أبيب، وعندما سمعوني كلهم قالوا : هذا هو ... هذا هو من نريد .. كان التلفاز في حينه بالاسود والأبيض، وبدأ بعد ذلك مشوار الشهرة والتألق. إنتقلت للسكن في تل أبيب قريباً من مكان عملي في التلفزيون، وأصبحت أمشي في شوارع تل أبيب ويوقفونني المشجعين لأوقع لهم وأبادلهم التحيّة، وحتى أصحاب المطاعم كانو يدعونني لتناول الطعام والشراب مجاناً لأخذ صورة لي وتعليقها الى جانب صور المشاهير في المطعم.

أصبحت نجماً وأصبح لي منافسين بين المطربين العرب واليهود الذين يغنون الأغاني الشرقية، ولكنني كنت أشعر أن كل الفنانين بكفـّة وأنا لوحدي في كفة أخرى، وعملت سوية مع المطرب موشي الياهو وتعلمت منه الكثير، وبدأت أغني لكبار الملحنين في البلاد مثل: حكمات شاهين، وزكي سرور، ونعيم رجوان.

الجمهور ردّد:

بدنا ترجع يا إبراهيم .. بدنا ترجع يا إبراهيم

الحقيقة بعد أن وصلت سلـّم المجد لماذا إذاً رحلت من الوطن ؟

عزام : الصحيح أنني وصلت الى مكانة عالية في سلـّم المجد في البلاد وكنت عندما أحيي مناسبة في بلد ما .. كانت الناس في البلدة تسهر على صوتي، وعندما أطفىء مكبرات الصوت كانت تطفأ الأضواء في البيوت وتخلد الناس الى النوم.

ولكنني شعرت أن مكانتي الفنية يجب أن ترقى الى أعلى من ذلك بكثير ... فكنت أشاهد فنانين في العالم العربي على شاشات التلفاز ليسوا أكثر قدرة منـّي، وأسأل نفسي لماذا لا أكون مثلهم وأفضل منهم!! .. وكانت أول هجرة لي الى أمريكا عام 1972، وكتبت الصحف العربية عن إبراهيم عزام الكثير .. وأما مجلة الكواكب المصرية فكانت قد كتبت مقالة تحت عنوان نجاح إبراهيم عزام في أمريكا كان بعد نجاح فيروز.

عـُدت في العام 1973 الى ترشيحا وكان في إستقبالي طابور من السيارات وفي أحد الافراح .. كنت أغني فأقام جمهور الشباب (صف سحجة) وبدأوا يرددون (بدنا ترجع يا إبراهيم – بدنا ترجع يا إبراهيم) ... والله كانت الناس تبكي، وكنت أرى الدموع في أعين الحاضرين، وكل ما اتذكر تلك الليلة أبكي تأثراً من محبة الناس لي.

في هذه الفترة شاركت في حفلة كبيرة في القدس بحضور حشد من الفنانين الكبار في البلاد وكان بينهم العزوري .. وجاءني هذا العزوري وطلب مني أن يلتقط صورة معي .. في هذه اللحظة تذكرت ما فعله بي عندما رفضني في الإذاعة وأجبته وأنا جالس مكاني: قف ورائي وخـُذ صورة معي.

في مطار طهران

الحقيقة كان بامكانك العودة والانطلاق في مسيرتك الفنية من جديد هنا ؟

عزام : عام 1973 إندلعت حرب أكتوبر، ومرّة أخرى تعطلت الناس عن أعمالها، وتوقفت المناسبات والافراح، وفلـّسنا ماديا ً .. في هذه الاثناء تلقيت إتصالاً من لندن لاحياء فرح كبير، وفعلاً رافقت فرقة الإذاعة وسافرت الى بريطانيا لإحياء الفرح، وبعد ذلك عاد أعضاء الفرقة الى البلاد وواصلت رحلتي في إحياء الافراح والمناسبات في باريس وطهران (أيام الشاه) .. أذكر عندما سافرت الى إيران لإحياء فرح هناك، وعند وصولي مطار طهران منعوني من الدخول لعدم وجود تأشيرة دخول (فيزا) .. وضعت رِجِل في الطيارة والرِجِل الاخرى في الباص ونظرت الى السماء ورجوته قائلاً (وين ماخذني يا الله) .. قعدت طول الليل أعزف عالعود وأغني ومن حولي الموظفون في المطار وفي الصباح حضر مدير تشريفات قصر شاه إيرن، وأخذني عالقصر، ومكثت في طهران أسبوعين وقدمت السهرة على أحسن ما يكون.

عبد الحليم حافظ :

الجدع دَه لو جيه مَصر حَيْكون حليم وعزام

الحقيقة هل واجهتك مصاعب أخرى خلال جولاتك الفنية في أوروبا ؟

عزام : عشت أربع سنين في باريس، بعدها في سنة 1977 سافرت الى لندن وفي جيبي بضع دولارات، لاشارك في حفل غنائي، الى جانب المطرب فهد بلان .. وكانت مشاركتي هذه في الليلة الاولى كتجربة تقرر مستقبلي الفني في هذا البلد .. كنت أصرف منتوجي المادي على أناقتي في باريس ... في تلك الليلة صعدت على مسرح شهرزاد وقد إرتديت لباساً براقاً أشبه به الفنان العالمي (إلفس برسلي)، وكانت هذه الحفلة لكادر كبير من الفنانين العالمين الكبار، ورجال السياسة المعروفين، ونجحت نجاحاً كبيراً وكانت الفقرة الفنية التي قدمتها من أجمل الفقرات.

وفي الليلة الثانية علمت أن المطرب عبد الحليم حافظ وبجانبه الاعلامي الكبير عبد الباري عطوان .. قد حضرا الحفلة وكان يقول أثناء وجودي على المسرح : الجدع دَه لو جيه مصر حَيكون حليم وعزام. وبعد أسبوعين توفي عبد الحليم في المستشفى.

هذا هو الحصان الرابح

الحقيقة هل كانت لك لقاءات وأعمال فنية مع كبار الفنانين في العالم العربي؟

عزام : في هذه المرحلة كان إستقراري الأخير في بريطانيا، وبدأت المنافسة الفنية وتعرفت على كبار الملحنين في العالم العربي، والتقيت مع الفنانين الكبار مثل: محمد عبد الوهاب وعبد المطلب، ومحمد رشدي، وسعاد محمد، وصباح فخري، وجورج وسوف، وراغب علامة، ووليد توفيق .. هؤلاء الفنانين الذين كنا نحلم أن نراهم، صرت التقي بهم كل ليلة، وبدأت أتعرف على أنماط وحياة الفنانين العرب وعاداتهم وسلوكهم.

وفي إحدى الحفلات كنت أغني على المسرح وقدمت أداءا ً مميزا ً، وكان في الصف الامامي الملحنين: بليغ حمدي، ومنير مراد وخالد الامير، وبعد أن إستمعوا لي قالوا: هذا هو الحصان الرابح .. وبدأت أغني الاغاني وألحان كبار الملحنين مثل: بليغ حمدي، وخالد الامير وفاروق الشرنوبي، وحلمي بكر، ومحمد جمال، ورياض البندك، وأصدرت البوماً خاصاً بي وزّع في مصر ودول الخليج ...

وفي عام 1977 شاركت في مسلسل تلفزيوني عربي بإسم (النِمسْ) بطولة – عماد حمدي ومحسن سرحان، ومحمد صبحي وحسن حسني.

في عام 1981 كنت أغني في أحد المسارح في لندن، ودخل علينا عازف الكمان المعروف (الحفناوي) الذي كان يعزف لأم كلثوم، وبعد أن سمعني قال لي: أنت لازم تروح عند الاستاذ، وكان يقصد بالموسيقار عبد الوهاب، وفعلاً سافرت الى باريس خصيصاً وتعرفت به وقال عني: أنه إكتشاف ذهبي .. وصارت بعد ذلك بيننا صداقة حميمة جداً، وطلب مني السفر الى القاهرة للعمل هناك ولكنني بسبب أوضاعي المادية لم أقم بذلك. وكرست كل قواي في إحياء الحفلات الكبرى ومناقشة الفنانين العرب الكبار، وشاركت مرتين في حفلات أقيمت في القاعة الملكية (رويال البرت هول) وهي أفخر واعظم القاعات في العالم ... وبدأت أصول وأجول في حفلات كثيرة في عدد كبير من البلدان مثل: قطر، الاردن، مصر، إيران، تونس وحفلات أخرى في دول أوروبية ...

مع عبد الوهاب

الحقيقة: كانت تربطك علاقة خاصة مع محمد عبد الوهاب ما هو سر ذلك ؟

عزام: كانت لي لقاءات كثيرة مع محمد عبد الوهاب كلها مسجـّلة، وكان يتفاجأ بإتقاني الجيّد في العزف على آلة العود فكان يبحث عن صوت قوي ورخمة صوت عبد الوهاب وعزف العود كفريد الأطرش ... فيجد ذلك عندي، كنت آخذ له الشوكلاته السويسرية التي يحبها وربطات العنق .. لن أنسى أبداً الجلسات الممتعة التي قضيتها معه .. في إحداها علمني فيها أغنيته الأخيرة (من غير ليه).

وكانت أصعب مرحلة في حياتي في الاسبوع الذي توفي به عبد الوهاب .. كنت أستعد لإحياء حفلة خاصة تكريماً له في بريطانيا، بتاريخ 25/4/1991 كلمته بالهاتف وسألته: أية أغاني لهُ يريدني أن أغنيها في الحفلة!! فقال : غني – (يا مسافر وحدَك) و (من غير ليه) و (عندما يأتي المساء) وإختتم الامسية بأغنية (أسألك الرحيل) .. عندها قلت لنفسي: راح عبد الوهاب. وتوفي عبد الوهاب بتاريخ 26/4/1991 ... وكانت الحفلة بتاريخ 28/4/1991 في قاعة (رويال البرت هول) وحضرها حوالي سبعة آلاف إنسان وقدمت فيها أروع ظهور لي على خشبة المسرح.

سأغني لعبد الوهاب ليلة كاملة في القدس

الحقيقة: هل من سبب خاص لزيارتك الى البلاد في هذه الايام ؟

عزام : اولاً أن أزور البلاد بين الحين والآخر للقاء جمهوري وأهلي وأبناء بلدي .. وأنا أستعد هذه الايام للمشاركة مع فرقة الموشحات للموسيقى العربية الشرقية في ترشيحا في حفل خاص سيعرض بتاريخ 6/11/2007 في دار الاوبرا في القاهرة وسأغني فيه لحنين جديدين لبليغ حمدي وزكي سرور. وحفل آخر بتاريخ 11/11/2007 في مهرجان العود في القدس حيث سأغني ليلة كاملة من أغاني محمد عبد الوهاب بمرافقة فرقة ترشيحا للموشحات.

من طرف **عاشقه فلسطين** السبت 23 أكتوبر 2010, 1:02 pm

تبعثرت الكلمات حينما حاولت
أن أسطر لك عبارات الثناء و
الامتنان لقاء مجهودك الرائع

دوما أبحث عن مواضيع تليق بتواجدكي الراقيق والمميز
نورك يشرق على صفحتي فيسعدني
دمتي بكل خير

من طرف **بسمة أمل** الأحد 24 أكتوبر 2010, 10:40 am

دايما مميزة بمواضيعك اخت عائدة
تحياتي

الروعة ما بتكتمل
إلا بوجودك بسمة امل
بشكر تعطيرك لصفحاتي

موضوع في غاية الرووووعة
تحية لابن قرية ترشيحا المطرب ابراهيم عزام
وتحية لكِ اختي عائدة على اختيارك المميز و الرااائع
دمتي ممميزة دائماااا في بيت الذاكرة
تقبلي مروري

إبن قرية ترشيحا المطرب إبراهيم عزَّام، إسم قديم جديد لن يُنسى، يتنقل بنجوميته حول العالم

إبن قرية ترشيحا المطرب إبراهيم عزَّام، إسم قديم جديد لن يُنسى، يتنقل بنجوميته حول العالم

رد: إبن قرية ترشيحا المطرب إبراهيم عزَّام، إسم قديم جديد لن يُنسى، يتنقل بنجوميته حول العالم

رد: إبن قرية ترشيحا المطرب إبراهيم عزَّام، إسم قديم جديد لن يُنسى، يتنقل بنجوميته حول العالم

رد: إبن قرية ترشيحا المطرب إبراهيم عزَّام، إسم قديم جديد لن يُنسى، يتنقل بنجوميته حول العالم

رد: إبن قرية ترشيحا المطرب إبراهيم عزَّام، إسم قديم جديد لن يُنسى، يتنقل بنجوميته حول العالم

رد: إبن قرية ترشيحا المطرب إبراهيم عزَّام، إسم قديم جديد لن يُنسى، يتنقل بنجوميته حول العالم