أهالي الأسرى..قلوب تتجدد آلامها في ليالي رمضان

من طرف **tarshehagirl** الأربعاء 01 سبتمبر 2010, 1:39 am

تمر أيام رمضان ولياليه ثقيلة على ذوي الأسرى, فمنهم من فقد الابن، ومنهم من فقد الأب والأخ والزوج, هي حكايات المعاناة طويلة تعصر أوجاعهم كل حين لا تهدأ أبدا على من فارق حرية الحياة وزج به خلف القضبان , أوجاع وآلام تتجدد لا تتوقف تجري مجرى الدم في العروق , أحزان على موائد الإفطار مقاعد فارغة منذ سنوات تحن إلى من كان يشغلها ويعطي لمائدة الإفطار حين يصدح المؤذن الله أكبر منظومة متكاملة وفريق من السعادة يحيى بها ليالي شهر رمضان , لكن تركت المقاعد فارغة وحلت قضبان الاحتلال وسوط السجان عوضا ًعن مائدة الإفطار وسط الأهل والأحبة ، وتكون نسائم الذكرى وسط دموع الحنين مؤنسا لهم.
في كل يوم تلهج ألسنة مريم وشقيقها أحمد يرددان في ذات الوقت دعوات الأبناء المتلهفين شوقاً لرؤية والدهم الأسير رائد عمر عبد الحميد أبو لبدة، أن يفك أسره وكل الأسرى من سجون الاحتلال التي غيبتهم قسراً على موائد الإفطار الرمضانية وحرمتهم وعائلتهم من الاحتفاء بفرحة وبهجة شهر رمضان المبارك.
تقول مريم " بصوت خافت مخنوق :" إنني أبكي حزناً وألما ولوعة على فراق أبي الذي لم أراه إلا من خلال صورة أرسلها لي من داخل سجنه لازالت احتفظ بها تحت وسادتي" وتساءلت مريم بحزن شديد :" كيف لي أن أفرح بقدوم شهر رمضان وأنا محرومة من وجود والدي معنا على مائدة الإفطار والسحور كما كل الأطفال؟، فكم أنا مشتاقة لحضنه الدافئ و لحنانه الذي افتقده في مثل تلك المناسبات الدينية وغيرها"، مؤكدةً بأن سعادتها وأسرتها ستبقى منقوصة طالما أن والدها لازال يقبع في سجون الاحتلال "الإسرائيلي".
وأكدت أم أحمد زوجة الأسير رائد أنها وطفليها لم يتمكنا من تناول طعام الإفطار بعدما تحول البيت إلى أشبه "بمأتم"، موضحةً بأن نجلها أحمد لم يستطع أن يتمالك نفسه عن البكاء عندما رفعت شقيقته مريم يدها إلى سماء وهي تدعو الله أن يفك أسر والدها.
"انتظري عودتي" كان الأسير رائد غبن كثير ما يردد هذه الكلمات على زوجته بأن تنظرها حينما يعود من صلاة المغرب ليتناولوا الإفطار سوياً إلا أن الآن سجون الاحتلال غيبته عن موعد الإفطار مع زوجته وأهله لأعوام.
وأما والدته التي ارتسمت خطوط الحزن على بعد ولدها عنها :" كيف أتناول الطعام و كبدي لا يجلس معنا ؟ ولا أعلم إن كان يأكل أو لا؟؟ " .
وأضافت: اليوم نفتقده جميعاً خاصة حينما نجلس حول مائدة الإفطار ولا نجده، صمتت لتحل الدموع مكان الكلمات حاولت جاهدة أن تمسك على نفسه لتمنع دموعها إلا أنها عجزت عن ذلك لتكون الدموع هي الكلمات التي عجزت والدة الأسير رائد أن تعبر عنها.
في حين عبرت والدة الأسير مراد أبو معيلق عن حزنها الشديد لغياب فلذتها القسري عن مائدة الطعام في شهر رمضان، مؤكدةً بأنه لا أحد في هذا الكون يمكن أن يشعر بشعور الأُم التي تنتظر بفارغ الصبر احتضان فلذتها ووجوده بقربها.
وأكدت أم مراد أن رمضان جدد آلامها، وأوجاعها باستذكار فلذتها الذي يقبع في سجون الاحتلال، متمنية من الله أن يأتي وكل الأسرى قد تم الإفراج عنهم من الأسر.
قلوب تتجدد آلامها في ليالي رمضان وأبناء خلف القضبان يعانون سوط الجلاد ومقاعد فارغة تبكى على حالها , وموائد إفطار تشعل نارا من المعاناة هذا حال ذوي الأسرى الفلسطينيين في شهر وليالي رمضان .

قال الشاعر توفيق زيَاد وهو خلف قضبان سجن الرملة 1958:

سيعود شعبي في ضياء الشمس

من خلف الحدود

سيعود للطلل المهدَم

يبتنيه من جديد

سيعود للأرض الحبيبة

للزنابق ، للورود

سيعود

رغم النار ، والأغلال

خفاق البنود

شكراً TARSHEHAGIRL