هَمّ الوطن!

من طرف **سناء** الأربعاء 17 أغسطس 2011, 6:52 pm

هَمّ الوطن!
___________________________________________

أيّها الشهداء -وأنتم الأحياء عند ربكم-.. لا تقرأوا كلماتي! بل اسمعوا صوتي فيها لتعلموا كم أحَبكم
قلبي فشظّيتموه برحيلكم!

هَمّ الوطن!

- كلمة أخيرة -في دقيقة- سيدي، لضيق الوقت!
- ثلاث رسائل أنشرها على عجل! شكرا أيها العملاء الصغار! إنّكم بغير قصد ترصفون لنا
الطريق للشهادة! شكرا اليزابيث لأنّك تعيشين الارستقراطية بكامل تفاصيلها وتتركين بصاق
الشعوب لوجه بلير وبراون! لقد أثبتِّ لنا أن حكامنا يستطيعون العيش وأقدامهم على الأرض لا
على رقابنا! وشكرا أيها الشهداء فإن الدّم لم يردعنا خوفا كما أرادوا بل....
- نعم! أشكرك سيدي الرسائل وصلت.. شكرا أعزّائي المشاهدين لـ .....
أمسك كأس الماء ثم وضعها وبدأ بفكّ الأسلاك عن أذنه وصدره.. عاد وأمسكها وشرب.. رشفة،
ولملم أوراقه.. من ذات الباب خرج ووقف على عتبته يتنفّس هواءا جديدا، نظر إلى الساعة وإلى
الطريق.. فقرّر العودة ماشيا..
(يا الله! الكون مختلف! طعم الحبّ فيه مختلف، أكان لزاما علينا أن نخسر أرواحا يانعة لنؤمن
بوطننا؟ لنؤمن أنّ من عليه البقاء نحن ومن عليه الذهاب هم! أولئك الذين تمترسوا عقودا على
صدورنا فأصبح رحيلهم مسألة ثبات وصبر ودماء! فيما بقاؤنا مسألة صدق في طلب الحرية! أن
نحبّ هذا الوطن بشغف الحبيبة ونتمسك بأكفّه ولا نتركه لهم، كم مرّة بحثنا في أحلامنا عن
مهجر يحوي أفكانا وأحزابنا وأوراقنا؟ فبقينا نحاصر الوطن بخوفنا عليه وبقوا يحاصرونا بخوفهم
منه! ما أغباهم! شربوا ماءه وأكلوا خيره دون أن يذوقوا (نكهة) الوطن! دون أن يعرفوا أننا لم
نحاربهم قط بل حاربنا الخوف وبحثنا لأنفسنا في وطننا عن وسادة نريح عليها حقوقنا لا
أحلامنا.. فأحلامنا قُتلت باكرا في طابور المدارس الابتدائية!)
ظلّ يمشي.. يفكر.. يحبّ الهواء والشجر على حواف الطريق.. يحبّ الطريق المحفّر! يراه
مختلفا وقد صارحه بأفكاره التي حُكم عليها بالمؤبدات المتتالية.. إنّه يرى بارقة حرية.. ليحبّ كما
لم يسبق له أن يحب..
رنّ هاتفه..
- نعم؟
- أين أنت؟ تأخرت!
- أحببتُ أن أعود مشيا، الهواء...
- الأن وقت المشي؟ البلد مقلوبة ومن يخرج لا يعود!
- لا تقلقي.. أصبح لنا كيان إنّهم...
- أكرمك الله! ليس على الهاتف!! أحضر معك علبة حليب لابن ابنك!
(حتّى هذه المرأة.. كم هي جبانة! لكنها جميلة، لطالما أحببتها.. ستكون مختلفة بعد نجاح الثورة،
ستنسى عداد الاهانات الذي لحق بها من ساعة ارتبطت بي، ستنسى ساعات الاعتقال والبحث
عني في الفراغ! ستنسى كرامتها التي سفكت على أبواب المعتقلات وستنسى الدّمع وهي ترى
أصابعي متورّمة دون أظافر! فلا أحاول مسح حزنها ولا تحاول إذلالي بدمعها أكثر! ستنسى
الصفعات التي قتلت رجولتي من شباب بعمر أولادي وهم يسوقوني من حضن بيتي! أشياء كثيرة
ستنساها عندما يأتي الخبر العاجل.. عندما يقرّر هذا ال...)
وفي نشرة المساء، ورد خبر آخر.. (اعتقال الناشط السياسي من منزله بعد ساعة من استضافته
على الفضائية)
- سيدتي هل تؤكدين نبأ اعتقال زوجك بعد حديثه معنا؟
- نعم، لقد كانوا في بيتنا بعد ساعة بالضبط.. التقى معهم أمام الباب فقالوا له تفضل معنا
بعض الوقت.. وبعض الوقت عندهم تعني أياما وشهورا وسنوات، لقد جربناهم..
- كيف كانت طريقة الاعتقال؟ هل قُدّمت له مذكرة اعتقال وتهمة محددة؟
- عن ماذا تتكلم؟ نحن لسنا في واشنطن! إنهم يأتون فجأة دون احترام لا مذكرات ولا تُهم! قانون
طوارئ يا أخي! قانون طوارئ! ومن الممكن أن يأتوا الآن لأخذي لكني لستُ خائفة! لم يبق
شيء نخاف منه أو عليه!

(السجن أيضا.. أصبح له قيمة، نحن الذين شيّدناه على أعمارنا! غدا سيصبح ذكرى رجولة! فمنه خرج
الرجال الصّفوة الذين لم يبيعوا أوطانهم بالخوف من الشبح وماء الثلج في عزّ الشتاء! لم يبيعوها
في لحظات غياب العقل مع صعق الكهرباء ولا مع المطارق وكمّاشات خلع الأظافر!)
- أين وصلت؟
- يا ولدي! مازلتَ عكس التيار! أنظر إنهم يتهاوون! لماذا لا...
- يا عمي! ما لي وهذا الكلام! أتراني صاحب فكر؟ جئتك بكلمة وغطاء فلا تثرثر واسمعني
حتى النهاية! لماذا لا تتوقف؟ لماذا لا تلملم أولادك من الشوارع وتطوي الصفحة؟ نحن في طريق
الاصلاحات وأنتم تعطلون السير بهرائكم!
- نحن هنا وأنتم هناك.. والبقاء كما عوّدتمونا.. للأقوى!
- آخر كلام؟
- بل أوّله!
- (طيّب!) الله معك.. انتهت الزيارة
- إلى هنا؟
- قنوات الفتنة الآن تبث نبأ اختفائك! عُد! ولا تنسى.. ولدك الصغير الذي يرتدي قبعة حمراء
عليها (NY) سلّم عليه!
- لا تهددني بولدي! إن جرى له..
وتركه في الغرفة مشيرا له بغير أدب أنّ الزيارة انتهت وطريق البيت يعرفه.. فالذين جاؤوا به لن
يعودوا به وإن لم يأخذوا من وقته الكثير..
(الجمعة! لم يعد يوما عاديا.. تستحم فيه قبل الظهيرة لتلحق الصلاة! وإن ظلت الخطب تتكرّر
عن ذات الشيء.. نواقض الوضوء وحكم تدخين الهيشي والتمباك! زكاة الفطر متى نخرجها ومن
منّا يستحقها أكثر منّا! إنها ذاتها.. تدعو للبلاد وقائدها بالسلامة من الأعداء وأن يجنّبها الفتنة
ما ظهر منها وما بطن!)
وصل بيته مع ساعات الفجر الأولى.. اليوم جمعة، تذكُر ذلك فقط يجعل فرحا خفيّا يتوزع على
أركان قلبه.. فالشهداء الذين سُفكت دماؤهم على ثرى المواجهة يشيعهم شهداء ينتظرون! والدائرة
تدور.. وليس من ترك روحه رهنا للوطن كمن تركها رهنا لنفسه! ثمّ.. في آخر كل نهار تُحصى
الجثث.. ويحصون آخر أيامهم معها.. ليتهم يفهمون قبل أن يمتطوا خازوق التنحي فيرحلوا أنّ
مشكلتنا معهم مشكلة بقاء كرامة لا بقاء نظام! وضع يده تحت رأس ولده يحس حرارة دمه ثمّ
طبع قبلة على جبينه.. وذاق للمرّة الأولى.. همّ الوطن!

منقول

من طرف **سناء** السبت 10 سبتمبر 2011, 11:29 pm

شعر عن فلسطين

ما أجمل الاقصى الشريف **** ما اطهر ارض فلسطين

قلبى ينبض بالالم**** قلب مملوء بالجهاد

حبى ابدا لن يموت **** مهما طال غدر اليهود

فلسطين ارضى وعرضى **** ودمى ليها ارخص ما يكون

كل يوم بحلم بسيف ****يطهر ارض الرسل

كل يوم بحلم يأقصى ****بدمى يوقف سيل دموعك

مهما طال غدر اليهود **** العلوة فى سقوط

كل شجرة يوم هتنطق ****قوم يمسلم طهر الاقصى الشريف

بحلم ياربى يوم اعيش **** حر فى ظل الاقصى الشريف

يايهودى مهما تغدر **** مهما طال الظلم منك

قلبى مملوء بالجهاد ****سيفى جاهز للقتال

ارضى دة ملك لجدى ***ملك لابنى بعد منى

يايهودى قوم ونفذ **** مهما خطط ليك كوهين

الاقصى ملكى افديه بدمى **** وانت مالك غير سلاحى

يايهودى قوم وانظر *** ع حد سيفى ليك رسالة

مهم طال الوقت ليك *** مهما طال غدرك وظلمك

ارضى ليا فخر وعزة **** وارضى ليك قبر ومدفن

مهما كان حلم اليهود **** حلمى اقوى ما يكون

ارضى هتفضل مهد للاديان **** مهما طال غدر اليهود

قوم يامصرى قوم ياسورى **** قوم يامسلم مهما تكون

ارضى ارضك عرضى عرضك *** كل ما املك فى يدك

من طرف **مجدالمجد** الأحد 11 سبتمبر 2011, 2:41 pm

فلسطين بلاادي وفيها ثالث الحرمين وأرواحنا تهفو اليها..

كم احبك يافلسطين واعشقك,,

لله مااأروع قلمكِ

تتحفينا بالعذب من انهارك,,

هَمّ الوطن!

هَمّ الوطن!

رد: هَمّ الوطن!

رد: هَمّ الوطن!