حندرات في عيون حلب..

حندرات في عيون حلب..

تقع حندرات على تل أخضر (عين التل) على مسافة (13) كيلومتراً شمال

العدد: 315
الكـاتب: مجلة أبيض وأسود


.



تقع حندرات على تل أخضر (عين التل) على مسافة (13) كيلومتراً شمال شرق مدينة حلب، وهي ذات موقع هام كونها تصل بين قرى عديدة منها (تلجبين) و(دوير الزيتون) وغيرهما الكثير، وأيضاًً تقع على الطريق نفسه العديد من المصانع والشركات الهامة بالإضافة إلى عدد كبير من المطاعم والمقاصف التي يرتادها أهالي حلب، وخاصة في فصل الصيف، مما يجعلها منطقة زراعية صناعية سياحية بامتياز.

استجمام يدفع ثمنه الصغار:
أنشئ في منطقة حندرات مشروع إعادة إحياء نهر قويق من جديد وتغذيته عبر قناة لجر المياه من نهر الفرات، وأصبح الاستثمار المفيد لمياه هذا النهر مبعث خطر على أرواح السكان بسبب سباحة الشبان في القناة، ويتحدث السيد (حميد. خ) عن قلق الأهالي بعد عودة جريان النهر الذي يبلغ ذروته في أوقات الذهاب إلى المدرسة والعودة منها وخاصة بعد ازدياد عدد ضحايا الغرق، أغلبها من الأطفال، وجوهر المشكلة عائد إلى الضعف في الاحتياطات اللازمة من قبل الجهات المعنية التي منعت منذ البداية السباحة منعاًً باتاً (وبقي القرار نظرياً فقط حتى الآن) أما السبب الآخر والأكثر أهمية هو تراخي الأهالي، وتتفاقم المشكلة بانتهاز بعض الطلاب الذين لا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة فرصة التغيب عن مدارسهم للذهاب إلى القناة ليس فقط لمجرد السباحة بل أيضاًً لممارسة بعض الأعمال التي حتماًً تكون مرفوضة داخل المدارس كالتدخين ولعب الورق و…الخ.
كما أن وجود أوتستراد يفصل المنطقة السكنية عن المجرى المائي والبساتين يجعلها أكثر خطراًً على الأطفال والمارة الذين يقطعون الشوارع ركضاًً وخوفاًً من السيارات التي تسير بسرعات عالية، دون وجود إشارات لمرور المشاة.

مخالفات البناء بالجملة:
مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين يعد منطقة نشطة لمخالفات البناء، فقد ازدادت الأبنية المخالفة دون وضع حد لازدياده حتى الآن، وذلك بعد تحسين المنطقة بهذا المشروع (التنموي)، وهذا ما يجعل الأمر أكثر تعقيداً في المستقبل عندما يتم تنظيم المنطقة عمرانياً التي لم تدخل ضمن المخطط منذ إنشائه في العام 1962، وعندما كان هذا المشروع قائماًً في عام 2001 مدت محافظة حلب شبكة الصرف الصحي الأساسي إلى مدخل عين التل، وتعهدت بتوسيع تلك الشبكة وإلى اليوم مازال سكان المخيم يعانون من غياب شبكة الصرف الصحي، مما جعل المنطقة ملوثة ومصدراً لأمراض عديدة وخطيرة، وازداد الوضع سوءاًً بعد أن أصبحت حندرات مكباًً للنفايات الناتجة عن المداجن والمعامل المجاورة والتي أغلبها مؤلف من المواد المؤثرة بشكل سلبي على صحة الإنسان وعلى البيئة ذاتها مما يجعلها مصدراًً آخر للتلوث وانتشار الأمراض إضافة إلى حالات التسمم، عدا عن المنظر المريع الذي تتركه خاصة بتجمعها الهائل على جوانب السكة الحديدية التي يمر بها القطار حاملاًً مئات الركاب يومياًً.

بدون طرقات في القرن الـ(21):
لم تعد منطقة حندرات مجرد منطقة ذات كثافة سكانية عالية، فوجود العديد من المحلات والمصانع فيها حولها إلى منطقة نشطة أيضاًً، ورغم ذلك فإن الشوارع والطرقات لم تحظ بأعمال التزفيت منذ بناء أول سكن فيه وحتى الآن، وهي عبارة عن حفر ومطبات تجعل السيارات المارة عليه تلقى مصيرها في محلات إصلاح السيارات فور خروجها من الشوارع، أما في الشتاء أثناء هطول الأمطار تتحول هذه الشوارع إلى مستنقعات.

ما هي الحلول؟
إن تسليط الضوء وإظهار المشكلات التي تعاني منها المنطقة يهدف إلى إيجاد الحلول المناسبة التي يمكن من خلالها تحسين واقع منطقة حندرات (عين التل) علماًً أنه لا يمكن الوصول إلى هذه الغاية إلا من خلال تضافر الجهود والإمكانيات المادية والمعنوية لكل من الجهات الإدارية والمؤسسات الأهلية بالتعاون مع سكان المنطقة، وبهذا يتم انتزاع السكان من عشوائية العيش وقلة الخدمات وانتشار الأمية والحفاظ عليهم.

شكراً للعين الساهرة
طرح بناء ورائع
لقد سلط الضوء على تلك الجوانب الهامة
ونتمنى أن تلقى آذاناً صايغة
وتتكاتف الجهود في حلها
لتتحول المنطقة لمعلم سياحي وصناعي وآهل بالسكان في نفس الوقت
وينعم في هذه المنطقة الجميع أهلها ومرتاديها
وشكراً