بيوت اجابين

بيوت الايجابين

بيوت الإيجابيين
بقلم: الاخصائي النفسي:إيهاب أبو النجا كنت قد كتبت مقالا سابقا واخترت له عنوان (بيوت الصالحين)، وكنت في ذلك الوقت متأثرا ببيوت الصالحين من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين .
وكنت أنادي بالسير على خطى الرعيل الأول، واقتفاء أثرهم لعلنا نصل إلى ما وصلوا إليه، ولا أستطيع أن أنكر أنني و أنا أدعو زوار مواقعنا (رمضان غيرني، إيجابيون) لهذا الخير، كانت تنتابني في بعض الأحيان مشاعر متضاربة عن إمكانية تطبيق هذه الأشياء بالشكل الكامل في مجتمعاتنا اليوم!
وجاءت الفرصة، وشاء الله سبحانه وتعالى أن يريني ثمرة هذه البرامج، فقد من الله علي أن كلفت بالإشراف على تصوير وزيارة مجموعة من المشاركين بالبرامج ممن لهم تجارب بارزة ومميزة فرأينا أنه من الأجدى توثيقها لتكون أنموذجا يحكي واقع المئات من المتغيرين والمتغيرات.
كانت رحلتي في محافظات مصر، جبتها من جنوبها لشمالها، من صعيدها مرورا بالدلتا وحتى شاطئ البحر المتوسط، ورأيت بأم عيني بيوتاً يذكر فيها اسم رمضان غيرني وايجابيون أكثر ما يذكر أسماء أفرادها، وجدت الايجابية بمعناها النقي...الواضح...الشفاف..
وجدت نموذجاً من الأمل والتفاؤل والتكاتف والاحتواء العاطفي في أسرة أحمد عبد الخالق زوين بمحافظة سوهاج في أقصى صعيد مصر، وهو نموذج مشرف لنا جميعا، أسرة متواضعة، لكنها تقدم لأفرادها ما لا تجده في أي بقعة من بقاع العالم، تقدم لهم الحب تقدم لهم الحوار، تدفعهم للأمام، ابتداء من الجد (الحاج عبد الخالق) مرورا بالآباء وحتى الأبناء.
وجدت المثالية في التعامل (إن صح التعبير) في أسرة الدكتور محسن العيسوي بالمنصورة، حقيقة لا خيالاً، وصدقاً لا كذباً، وواقعية بلا مبالغة، هي أسرة أقل ما يقال عنها أنها أسرة مثالية رأيت فيها التقى والحب والاحتواء والحوار والاجتماعات الأسرية، رأيت تطبيقات برامجنا في أرجاء المنزل، رأيت نماذج حية أمامي تجيب وترد على كل من استصعب التغيير، وتكاسل عن المبادرة والعمل، رأيت الصداقة بين الأم وبناتها، رأيت أطفالاً كحبات الندى ينشدون بكل حب وتفاؤل "إيجابيووووووووووووون"..
زرت الإسكندرية ومع الضجيج والزحام الذي يعتاده أهل هذه المحافظة في موسم الصيف وجدت أسرة هادئة دافئة، وجدت زوجاً إيجابياً واقعياً، يحكي بكل طلاقة أمام الجميع قصة التحول الجذري الذي أحدثه برنامج رمضان غيرني وبرنامج ايجابيون على يد زوجته، أسرة تتبدل أحوالها، تتجه بخطى سريعة نحو الايجابية، تتغير في أمور كثيرة متزامنة، نهضة في كل شؤون الأسرة، حفظ للقرآن، ارتداء للحجاب، حوارات نافعة، إدارة للوقت وغيرها الكثير.
وفي محطتنا الأخيرة وفي وسط الزحام وبالتحديد في محافظة الجيزة وفي شارع فيصل حيث يسكن الأستاذ أحمد عبد الهادي، لقينا أسرة بسيطة، مكونة من زوج وزوجة وطفلان، استطاعت هذه الأسرة أن تكون مثلاً حياً ونموذجاً معاصراً في كيفية التخطيط والنظام.
لا أنسى غرفة سيف وعصام، دخلتها بنفسي ووجدت فيها ما يشرح الصدر ويريح البال ويدفع للتفاؤل والأمل في الجيل الجديد، وجدت ما جعلني أفخر أنني عضو في فريق عمل هذا البرنامج، وجدت مخططاً مصوراً للبرنامج اليومي للأطفال، ابتداء من صلاة الفجر وحتى النوم، وليس الجميل في الموضوع وجود الخطة بهذا النظام فقط، ولكن الأجمل والأروع هو تنفيذ الأبناء لهذا الجدول بشكل منتظم ودون كلل أو ملل أو تكاسل.
أخيراً،
حقيقة أننا في عصر التكنولوجيا والتطور وفي عصر الاتصالات والمعلومات، ولكننا لا نستطيع أن ننقل لكم روح هذه الأسر، لا نستطيع أن ننقل لكم الدفء الموجود بين جدران هذه المنازل، لا نستطيع إلا أن ننقل لكم صوتاً وصورة، أما الشعور الذي أحسسناه بمجرد أن نطرق أبواب هذه المنازل فلا تسألونا عنه، فكما يقال ليس من رأى كمن سمع..
تابعونا في حلقاتنا لعلكم تجدون ما يشرح صدوركم كما رأيت.