فرصه اخرى لحوار جاد

فرصة اخرى لحوار جاد

الأثنين يوليو 28 2008 - حديث القدس

القمة الفلسطينية المصرية التي عقدت في القاهرة امس وما صدر عنها بعد ذلك حول انطلاق مسيرة الحوار والحرص على تقدم مختلف الملفات الاخرى مثل ملف تبادل الاسرى وتعزيز التهدئة وتقدم مفاوضات السلام، هذه القمة تؤكد مجددا ليس فقط حرص الرئاسة الفلسطينية على انطلاق حوار وطني جاد لانهاء حالة الانقسام التي تعاني منها الساحة الفلسطينية وليس فقط حرص الرئاسة على التشديد على اتجاه البوصلة الرئيسي الخاص بالقضية الفلسطينية والتحركات السياسية بهذا الشأن بل ايضا تؤكد هذه القمة على الدور المركزي والايجابي الذي تلعبه الشقيقه مصر والرئيس حسني مبارك في العمل الجاد والدؤوب لصالح القضية الفلسطينية ومن اجل تمكين شعبنا من استعادة حقوقه المشروعة واقامة دولته المستقلة.

واذا كان الاهتمام الفلسطيني المصري كما ظهر في هذه القمة يتركز على استعادة الوحدة الفلسطينية وتعزيز التهدئة ومعالجة ملف تبادل الاسرى فان ذلك يسهم دون شك في تعزيز الموقف الفلسطيني - العربي في الملف الاهم وهو ملف القضية الفلسطينية السياسي وايجاد حل عادل وشامل لها طالما حاولت اسرائيل وتحاول التهرب منه مستخدمة سلسلة من الذرائع اهمها حالة الانقسام الراهنة واستمرار اسر الجندي جلعاد شاليط والقذائف الصاروخية التي تطلق في قطاع غزة.

وبالرغم من الاجواء المشحونة خلال اليومين الماضيين وحملات الاتهامات المتبادل بين «حماس» و «فتح» وبالرغم من الرد الفاتر الذي قابلت به حركة حماس الاعلان في القاهرة امس عن انطلاق مسيرة الحوار الا اننا نأمل ان يتسامى الجميع فوق الجراح وان تبدأ مسيرة حوار جادة برعاية مصرية وعربية خاصة وان اسس الحوار باتت واضحة للجميع سواء في اتفاق مكة او المبادرة اليمنية او المبادرة العربية وسلسلة التفاهمات والاتفاقيات التي توصلت اليها فصائل العمل الوطني بما فيها «فتح» وحماس في القاهرة سابقا.

وفي الحقيقة ان المتمعن في المواقف المعلنة لمختلف الفصائل لن يجد اي خلاف جوهري او اي نقاط مستعصية لا يمكن التغلب عليها حتى على الصعيد السياسي ويبقى الصراع والخلاف الجوهري هو بين المجموع الوطني سلطة وفصائل وبين اسرائيل التي لا زالت تحتل الارض وتواصل الاستيطان وتفرض الحصار وتستمر في حملات المداهمة والاغتيال .. الخ وهذا هو التحدي الاكبر الذي يفترض ان يشغل كافة القوى السياسية الفلسطينية ولا يعقل ان تتواصل معاناة شعبنا على هذا النحو فيما يصر البعض على الانشغال بقضايا الصراع الثانوي وتكريس حالة الانقسام التي يستطيع الجميع ملاحظة نتائجها الكارثية على الكل الوطني وعلى القضية الفلسطينية.

ولهذا نقول ان ما صدر امس عن الرئيس محمود عباس والرئيس حسني مبارك في القاهرة يشكل فرصة جديدة لحركتي «فتح» و «حماس» وكافة فصائل العمل الوطني لبدء حوار جاد يخرج الساحة الفلسطينية من دوامة الانقسام وتداعياته ويركز جهود الكل الوطني نحو التحديات الماثلة امامنا وفي مقدمتها استعادة حقوق شعبنا ورفع المعاناة عنه هذه هي المهمة الرئيسية المفترض لاي فصيل او قوة سياسية ترفع شعار مصالح شعبنا وتطرح نفسها كممثل له ولن يغفر التاريخ لاي قوة او فصيل ينحرف عن خدمة مصالح شعبنا واهدافه الوطنية او يعطل جهود استعادة الوحدة وانهاء حالة الانقسام.

فرصه اخرى لحوار جاد Watan