الجمل السوري العملاق Syrian_camelيبدو أن 4 أعوام منذ اكتشاف البعثة السورية السويسرية لأول مرة "الجمل السوري" العملاق لم تكن كافية لحل لغز تواجد هذا الجمل في سورية, إذ اعتبر قائد فريق البحث, هذا الاكتشاف "أهم" اكتشاف يعثر عليه كونه يتعلق بصنف حيواني جديد من فصيلة الجمال, في حين قالت مديرة المتحف الوطني بدمشق هبة السخل إن الدراسات مستمرة في ظل "العثور على أكثر من قطعة لعدة جمال", ما يعني أن "الجمل العملاق" عاش فعلا هنا.



واعتبرت السخل, وهي والمسؤولية عن نشاط بعثات التنقيب الأجنبية في سورية, في تصريح لـسيريانيوز أن "الجمل السوري العملاق منذ اكتشافه يشكل حدثاً استثنائياً ولغزاً ويثير الفضول في الأوساط العلمية وعلماء الآثار", مشيرة إلى أن "أهمية الاكتشاف تأتي لأن هذا الجمل العملاق فتح الباب لتصنيف نوع جديد عملاق من الجمال ليس موجودا إلا في سورية".
ويعتقد علماء الآثار أن بقايا الجمل العملاق الذي اكتشفته البعثة السورية السويسرية لأول مرة في تشرين الأول عام 2006 يشكل لغزاً ويثير الفضول لدى علماء الآثار نظراً لعدم المعرفة بهذه الجمال إلى يومنا هذا وكذلك بسبب عدم معرفة كيفية انقراضه تماماً.

وعند اكتشافه، قال جان ماري لوتانسورر، الذي يقود فريق البحث، "إن الجمل من فصيلة الجمل العربي، وحيد السنام، ولكنه كبير جداً وطويل جداً."
ويبلغ حجم "الجمل السوري العملاق" ضعفي حجم الجمل الطبيعي، كما أن ارتفاعه بين ثلاثة وأربعة ياردات، أي أن حجمه يوازي حجم الفيلة الأفريقية تقريباً.
وقالت السخل إن "الاكتشافات لم تقتصر على قطع تعود لجمل عملاق واحد بل لعدة جمال", مشيرة إلى أن "هذا يعني مبدئيا أن هناك جمال عملاقة عاشت هنا وهذا هو حجمها ولم تكن القطع الأولى لجمل عملاق طفرة أو معرض لتشوه زاد من حجمه".

والاسم العلمي الذي أطلقه العلماء على الجمل السوري العملاق هو "كاميلوس موريلي" Camelus Moreli تكريماً لذكرى فيليب موريل الراحل والخبير الأثري في عصور ما قبل التاريخ.
وأضافت السخل أن " هذا الاكتشاف للجمل العملاق يعتبر ذا أهمية علمية كبيرة تحتاج إلى دراسة أدق"، مشيرة إلى أن "التنقيبات الحديثة في المنطقة قادت إلى اكتشاف بقايا جمال أخرى لكنها صغيرة في طبقات عائدة لـ 400 ألف سنة".
الجمل السوري العملاق Syrian_camel1وتشير المعلومات إلى أن الجمل العادي ظهر في منطقة الشرق الأوسط قبل نحو 6 أو 7 آلاف عام، وبالتالي فإن الجمل العملاق يمثل النموذج البري له، وهو "قديم للغاية."
وحول التفسير المحتمل لوجود حيوان من هذا الحجم في المنطقة، يقول لوتانسورر "نعرف أن هذه الحيوانات كان لها وجود في العصور القديمة ولو أننا نجهل كلية كيفية تحولها إلى حيوانات ضخمة، ولكن ما نعرفه هو أن هذه الحيوانات اختفت بشكل فجائي وكأنها أصبحت أكبر بكثير وغير متلائمة مع تحولات طرأت آنذاك."
وخلص إلى أن " هذا الاكتشاف يعد أهم اكتشاف نعثر عليه إذ يتعلق الأمر بصنف حيواني جديد من فصيلة الجمال."

ويقول تفسير العلماء حول انقراض الجمل العملاق إنه قد يكون هذا الجمل ونظرا لضخامة جسمه وصل إلى مرحلة اختلال في التوفيق بين احتياجاته اليومية وبين ما هو متوفر من موارد طبيعية مما جعله ينقرض نهائيا في حدود 80 ألف عام قبل الميلاد.
وحول الدراسات التي بدأت حول الجمل العملاق, قالت السخل إن "التأكد قبل إطلاق النتائج النهائية ضرورة ولا يتم إلا من خلال البحث الدائم", مشيرة إلى أن "الآثار بصدد إعادة تشكيل جمل عملاق وآخر عادي ووضعهم كمجسمين حقيقيين للمقارنة بينهما".

يشار إلى أن البعثة الأثرية السورية السويسرية اكتشفت هذا الجمل العملاق في منطقة بئر الهُمّل في حوض الكوم قرب تدمر بسورية وهو بقايا جمل عملاق يُعدّ أول نموذج يُعثر عليه في العالم أجمع.
كما أن الحفريات المتواصلة في الموقع توصلت إلى العثور على بقايا جمال من فئات غير معروفة وجدت في طبقات تعود إلى حوالي 400 ألف سنة، وهو ما يلغي النظرية السائدة حول منشأ الجمال في الأمريكيتين ووصولها قبل عشرة آلاف سنة إلى إفريقيا عبر الصين والقارة الآسيوية.