قصة أعجبتني (مغترب من جنيف بالسويسرا)

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
أن يكون اليوم يوم أحد وأن تكون قد نسيت اقتناؤ ما يكفيك من أكل وشرب يوم السبت فهذا في مدينة جنيف يعني شيئا واحدا، أنك ستضطر للذهاب سواء إلى محطة القطار أو إلى المطار لتجد واحدا من المحلات القليلة التي تقترح على زبنائها خدمة مستمرة 24/24. هذه الخدمة يقابلها أثمنة مضاعفة طبعا… لكن لا خيار.
اقترحت على أخي أن أذهب أنا للقيام بهذه المهمة فقبل. نفس الشعور يراودني دائما وأنا أفتح باب العمارة، إنه…. إحساس بالبرودة. هذا منطقي إذا أخذنا بعين الاعتبار الفرق الكبير بين درجة حرارة الشقة المكيفة و ثلاث درجات تحت الصفر في الخارج. وقفت أنتظر الحافلة، فإذا بسيدة في الأربعين من عمرها تقف بجانبي وتسألني باللغة الفرنسية عن وقت قدوم الحافلة، أجبتها فشكرتني ثم جلست تنتظر. اعتراني غضب جامح، لماذا؟؟ لأنها ذات ملامح عربية لا تقبل الشك و لأنها فوق هذا ترتدي الحجاب لكنها وكالعديد من العرب المسلمين في بلاد المهجر لا تحبذ كلمة " السلام عليكم " بدل كلمة " بونجور". مع أن أجمل اللحظات التي تمر علي طوال اليوم هنا في جنيف هي عندما يلقي علي شخص مسلم السلام أو على الأقل أن يبتسم في وجهي، يراودني حينها إحساس غريب بالنشوة وأقول مع نفسي " أنا لست العربية المسلمة الوحيدة هنا".
إن جميع الجاليات الأجنبية هنا في جنيف وما أكثرها، تنحو منحى التوحد، فهذا يجعلها في موضع قوة. إن ما يحدث على المستوى الأوسع أقصد مستوى الدول العربية، من تشرذم يتكرر على مستوى الجاليات. فعلى سبيل المثال أول ما سمعته منذ أن وصلت إلى جنيف: انتبهي من التعامل مع الأفراد ذوي الجنسية التونسية فإن سمعتهم ليست جيدة … ، أو حذار من المصريين فإنهم لا يصلحون للزواج….
لكنني فوجئت عند أول زيارة لي للمسجد الكبير في جنيف، بأخوات تونسيات، ومصريات، وصوماليات ومغربيات وأجنبيات مسلمات حتى، قمة في الأخلاق والتدين وحسن المعاملة فصارت معظمهن صديقات لي.
إن الكلمة التي لن أنساها طوال حياتي هي كلمة "آمين" يجهر بها ألف مصل في مسجد جنيف في قلب أوربا، انهمرت الدموع غزيرة من عيني وظللت أبكي حتى انتهيت من الصلاة، أحسست بعدها بالراحة، أدركت أنني كنت بحاجة إلى التواجد ضمن متغربين مثلي وجدت في نظراتهم الحنان وشعرت وأنا أتزاحم معهم للخروج من المسجد بالأمان.
ما أحوجنا إلى التوحد، إلى التكتل، إن ذلك لن يزيدنا إلا قوة في مواجهة تحديات العصر الذي نعيش فيه.

من طرف **سناء** الخميس 20 يناير 2011, 3:36 pm

يسلموا اخي كتيييييييير ع القصة الرائعة والمعبرة جدا
نحن بالوطن العربي لا ينقصنا الا التوحد والتكاتف... ونضع الايادي مع بعضها البعض وبحاجة الى رص الصفوف لحماية وطننا واسترداده من ايادي الطغاة ...وإعلاء كلمة الحق عالية بالقمة وزهق الباطل
ولكن !!...متى يستيقظ الضمير العربي من سباته ؟؟
اقول:
اذا الشعب يوما اراد الحياة .........فلا بد ان يستجيب القدر
ولا بد لليل ان ينجلي .............ولا بد للقيد ان ينكسر

اكتفي بهذا القدر من التعليق
تقبل مروري
دمت بود

من طرف **عائدون** الخميس 20 يناير 2011, 6:00 pm

ونحن ابناء الشعب الفلسطيني علينا ان نكون يدا واحدة وان نتكاتف من اجل الوصول الى الحرية ,,, حرية البلاد واستقلالها و عودة الارض للاجئين لن ترجع ما لم نكن مثل هؤلاء نقولها كلمة آمين بصوت رجل واحد ,, وقتها ننتصر

مشكور اخي نسر الجليل على الموضوع المتميز

من طرف **ورود الحياه** السبت 19 مارس 2011, 1:48 pm

ما أحوجنا إلى التوحد، إلى التكتل، إن ذلك لن يزيدنا إلا قوة في مواجهة تحديات العصر الذي نعيش فيه...
يسلمو كتير خيا نسر الجليل على القصة المعبرة الجميلة
والى الامامـ دائما
تقبل مروري